الهجرة النبوية وطوفان الأقصى.. ملامح التعبئة وبناء الوعي في وجه الطغيان الأمريكي الصهيوني
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
يمانيون – تقرير
في توقيت يحمل رمزية عالية الدلالة، أحيت محافظتي صنعاء وذمار، اليوم، ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، بالتوازي مع تدشين الجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، في مشهد يُجسّد تلاحمًا عميقًا بين القيم الإيمانية والواجب التعبوي الجهادي في مواجهة قوى العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.
الهجرة النبوية.. معركة إرادة واستراتيجية تغيير
لم يكن إحياء ذكرى الهجرة النبوية مجرّد مناسبة تاريخية تمرّ مرور الكرام، بل مثّلت محطة لإعادة استحضار ما تعنيه تلك الهجرة من معانٍ نضالية وتحولات استراتيجية.
وفي الفعاليات التي شهدتها مديريات محافظة صنعاء، ربط المتحدثون بين هجرة الرسول الأعظم ﷺ من مكة إلى المدينة، وبين طبيعة الصراع اليوم ضد مشروع الهيمنة الغربية الذي تقوده واشنطن وتل أبيب.
المتحدثون من مسؤولي المديريات والتعبئة والإرشاد، قدّموا قراءة معمّقة للهجرة كتكتيك عسكري سياسي كان ضرورة لبناء مجتمع حر مستقل، تمامًا كما تمثل التعبئة العامة في الوقت الحاضر ضرورة استراتيجية لمواجهة العدوان، وكسراً لحالة الانتظار والاستنزاف التي يسعى العدو لفرضها.
وأكدت الكلمات أن الهجرة لم تكن هروبًا من المواجهة، بل بداية لتحوّل ميداني في بنية المواجهة، وهي ذات الفلسفة التي تحكم مسار طوفان الأقصى اليوم، حيث يتحول الاحتفال من سرد تقليدي إلى حشد تعبوي واستنهاض جماهيري شامل.
“طوفان الأقصى”.. عنوان التعبئة والتحشيد في معركة التحرر
تزامن إحياء ذكرى الهجرة مع انطلاق الجولة الثانية من برنامج دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، يضع هذه الدورات في سياق تعبوي-تحرري جديد، يجعل منها رافعة رئيسية في معركة مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي.
أشار المشاركون إلى أن هذه الدورات ليست مجرد نشاط تدريبي، بل تمثل تجديدًا لميثاق العهد مع القضية الفلسطينية، وترجمة عملية لشعار “يد تبني وأخرى تقاتل”.
وقد شدد المتحدثون على أن مسار طوفان الأقصى ليس مسارًا ظرفيًا، بل رؤية استراتيجية لمواجهة الغطرسة الصهيونية عبر بناء القوة، واستدعاء القيم الإيمانية المتجذرة في هوية الشعب اليمني.
من مكة إلى غزة.. وحدة المسار والمصير
الربط الذي أبرزه الخطباء والمرشدون بين الهجرة النبوية ونصرة الشعب الفلسطيني، جاء في سياق تأكيد على وحدة المسار والمصير، حيث يمثل صمود اليمن اليوم امتدادًا لنهج الأنصار الذين احتضنوا النبي في المدينة المنورة، وشاركوه بناء الدولة الإسلامية الأولى.
وأكدت الكلمات أن الأمة اليوم أمام هجمة صهيوأمريكية متجددة، تستهدف الإسلام وهويته من الداخل، وتعمل على تشويه رموزه وتدمير بنيته التربوية والثقافية والاجتماعية. وهو ما يفرض، بحسب المتحدثين، تعميق مفاهيم الجهاد، والتعبئة الشاملة، وتفعيل المسؤولية الجماعية دفاعًا عن فلسطين والقدس.
ذمار.. الهجرة مشروع لبناء الدولة واستنهاض الأمة
في المدرسة الشمسية بمدينة ذمار، شهدت الندوة الثقافية التي حضرها عدد من العلماء والقيادات التنفيذية حضورًا فكريًا متماسكًا في تحليل أبعاد الهجرة النبوية.
حيث أكد مدير مكتب الأوقاف في المحافظة، فيصل الهطفي، أن الهجرة لم تكن حدثًا عابرًا، بل خطوة استراتيجية لبناء مجتمع يحمل مشروعًا تحرريًا عالميًا.
وشدد الهطفي على أن دروس الهجرة تؤسس لفهم أعمق لمعنى الإعداد والمواجهة، وتحفز الأمة للعودة إلى هويتها القرآنية واستعادة كرامتها المستلبة.
وفي مداخلة عضو رابطة علماء اليمن، العلامة إسماعيل الوشلي، تم التأكيد على أن الهجرة مثّلت اللحظة الفارقة في تأسيس الدولة الإسلامية، وأن استلهام قيمها اليوم ضرورة حتمية لمواجهة طغيان قوى الكفر الحديثة، المتمثلة في أمريكا والكيان الصهيوني ومن يدور في فلكهما.
كما أشار الناشط الثقافي يحيى الموشكي إلى أن الفرق بين مجتمع مكة ومجتمع المدينة يُظهر كيف يمكن للتحوّل القيمي والعقائدي أن يُحدث تغييرًا في موازين القوى، وهو ما يحتاجه المسلمون اليوم أمام مشاريع التغريب والتطبيع والخضوع.
رسائل سياسية وعقائدية في توقيت حساس
يحمل توقيت هذه الفعاليات رسائل عميقة في مضمونها السياسي والعقائدي؛ إذ تأتي في لحظة يواصل فيها اليمن دوره المتقدم في معركة دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الهيمنة الصهيوأمريكية، وفي وقت تتصاعد فيه وتيرة التهديدات الأمريكية-الصهيونية ضد محور المقاومة.
المشاركون وجهوا تحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على انتصاراتها في مواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي، معتبرين أن الهجرة اليوم تتجسد على هيئة معركة ممتدة من غزة إلى صنعاء، ومن بيروت إلى طهران، ومن كربلاء إلى الضاحية.
الهجرة مشروع تحرر مستمر لا مناسبة طقسية
لم تكن الهجرة النبوية مناسبة تُحيى بخطابات تقليدية، بل مشروع تحرر متجدد.. وهذه الفعاليات تؤكد أن اليمن، وهو يُحيي هذه الذكرى، يضعها في سياقها العملي، مستلهمًا منها معاني الثبات، والتجهيز، والعمل المستمر لإسقاط مشروع الهيمنة وإعلاء كلمة الحق.
دورات “طوفان الأقصى” ليست إلا امتدادًا لهجرة محمد ﷺ، وهجرة المسلمين من واقع التبعية والضعف إلى مشروع الحرية والقوة، تحت راية القرآن ونور الولاية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الهجرة النبویة طوفان الأقصى أن الهجرة مشروع ا
إقرأ أيضاً:
مسيران لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عزلتين بمديرية المشنة بإب
الثورة نت /..
نُفذ اليوم بمحافظة إب مسيران شعبيان تطبيقيان لخريجي دورات التعبئة العامة “طوفان الأقصى” من أبناء عزلتي الحوج العدني والحوج القبلي بمديرية المشنة.
وأكد الخريجون استعدادهم وجهوزيتهم العالية للمواجهة مع الأعداء وتنفيذ توجيهات القيادة الثورية في التحرك ضد كل من يحاول المساس بأمن واستقرار وسيادة الوطن.
وأشاروا إلى أن دورات التعبئة العامة زودتهم بالمهارات والخبرات العسكرية التي تمكنهم من إسناد أبطال القوات المسلحة لمواجهة أي خطر أو عدوان على الوطن.
ودعا الخريجون كافة الأحرار إلى الانخراط في هذه الدورات لتأهيلهم ليكونوا قادرين على القيام بمسؤولياتهم الدينية والوطنية لحماية وطنهم والدفاع عنه.
واعتبر الخريجون موقف القيادة الثورية والشعب اليمني مع غزة مبدئيًا ولا يمكن التراجع عنه مهما كانت الظروف، كونه موقفًا إيمانيًا وأخويًا وإنسانيًا.
مجددين استعدادهم للقيام بدورهم الأخوي والأخلاقي والإيماني مع أبناء غزة والقتال جنبًا إلى جنب مع مقاومتهم الباسلة ضد الصهاينة.
وحيا الخريجون عمليات الرد القوية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران ضد أهداف في عمق الكيان الصهيوني، وما تسببت به هذه العمليات من دمار واسع وخسائر فادحة بشرية ومادية في معظم المدن الفلسطينية المحتلة، والتي كان لها بالغ الأثر في حاضر ومستقبل هذا الكيان المجرم.