الجزيرة:
2025-07-09@01:19:33 GMT

طريق تجاري مختصر من العراق لمصر.. هل يضر قناة السويس؟

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

طريق تجاري مختصر من العراق لمصر.. هل يضر قناة السويس؟

القاهرةـ بدأت مصر تنفيذ مراحل متقدمة من مشروع تجاري ثلاثي للنقل متعدد الوسائط، جرى الاتفاق عليه قبل شهور مع قيادات كل من الأردن والعراق، لتيسير التبادل التجاري، وتسهيل تدفق النفط والبضائع من الشرق حيث ميناء البصرة إلى الغرب، ومنه إلى البحر المتوسط وأوروبا، بحسب بيان لوزارة النقل.

ويتقاطع الخط التجاري الجديد بالأردن مع آخر قادم من الإمارات ماراً بالأردن، الشريك الثالث مع مصر والعراق في الخط الأصلي، واصلا إلى إسرائيل بمشاركة شركة مصرية التحقت بالمشروع مؤخرا، ليجدد أمل تل أبيب في إحياء قناة بن غوريون عبر خليج العقبة.

والخطان الماران بالأردن يتفاديان هجمات جماعة الحوثي اليمنية على سفن الشحن المملوكة لشركات إسرائيلية، أو المتجهة بالبضائع نحو إسرائيل.

وعلى الخريطة، يظهر الخط التجاري الجديد أقصر كثيراً من المرور عبر الخليج العربي ثم المحيط الهندي فالبحر الأحمر، ويختصر هذا الطريق المسافة الطويلة التي كان يتوجب على السفن قطعها، قبل أن تفاقم تهديدات الحوثيين أزمة السفن العابرة بمضيق باب المندب، وتعجل -برأي مراقبين- بتنفيذ المشروع.

وأعلن الأردن أن الاضطرابات الجارية بالبحر الأحمر تدفع نحو تشغيل خط النقل البري والبحري مع مصر، عقب اتخاذ 103 سفن حاويات مسارا طويلا حول أفريقيا لتجنب الهجمات، الأمر الذي يؤدي إلى تكاليف وتأخيرات إضافية، بينما توقعت شركة "إيه بي مولر-ميرسك" ثاني أكبر مشغل لخط شحن حاويات حول العالم "استمرار الفوضى التي تؤثر على الشحن عبر البحر الأحمر لعدة أشهر".

ويطرح مشروع الخط الجديد جملة من الأسئلة حول تأثيره على عوائد قناة السويس المتناقصة بالفعل بنسبة قدرها مختصون بنحو 40% بعد هجمات الحوثيين، كما يثير التساؤل حول مدى تأثره سلباً أو إيجابا بخطوط تجارية أخرى جرى الإعلان عنها، ومنها مشروع ممر التجارة العالمي الجديد، القادم من الهند مرورا بالخليج العربي ثم إسرائيل ومنه إلى أوروبا.

وأفادت وزارة النقل المصرية -في بيان- أنها تعكف على تنفيذ خطة متكاملة لتنمية وتطوير محاور النقل الدولية متعددة الوسائط "برى سككي نهري بحري" وفى إطار الممر اللوجستى طابا العريش الجاري تنفيذه حاليًا ضمن عدد 7 ممرات لوجستية تنموية دولية متكاملة.

وأكدت الوزارة أنها تقوم حاليًا بتنفيذ المرحلة الثانية من خط التجارة العربي بإنشاء خط سكة حديد "طابا العريش بئر العبد الفردان بطول 500 كيلومتر لزيادة حجم البضائع المستهدف نقلها من الخليج والعراق والأردن إلى أوروبا وأميركا.

ويتكون هذا الطريق -بحسب وزارة النقل المصرية- من ممر سككى يربط بين ميناءي نويبع وطابا المخطط تنفيذه على خليج العقبة بموانئ العريش وشرق بورسعيد على البحر المتوسط، ثم ارتباطاً بكافة الموانئ على البحر المتوسط "دمياط أبوقير الإسكندرية الكبير جرجوب" ومنها إلى الموانئ الأوروبية والأميركية.

إحياء اتفاقيات قديمة

وعدّد خبير النقل البحري الأكاديمي أحمد سلطان ميزات طريق التجارة العربي الجديد في زيادة معدلات التجارة البينية العربية، والمساعدة في نقل صادرات الأردن والعراق من الخليج والشرق العربي نحو إلى أوربا، بالنظر إلى أهمية موقع مصر في التجارة الدولية، ودور ذلك في تعظيم استفادة موانئ البلاد.

ويأتي المشروع الجديد إحياء لطريق بري قديم -كان جزءا من مبادرة الحزام والطريق- قلل أهميته ارتفاع كلفته، مقارنة بطريق مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولا لقناة السويس.

ويؤكد سلطان -في حديث للجزيرة نت- أن المشروع خلال عامه الأول سيزيد التبادل التجاري بين الدول الثلاث، كما سيرفع صادرات مصر بنسبة 11%، وصادرات الأردن بنسبة مماثلة، بينما قد تتجاوز صادرات العراق حوالي 6%.

ويجدد المشروع اتفاقية أغادير الخاصة بالتجارة بين مصر وبلدان المغرب العربي، ويسهل وصول صادرات العراق والأردن للمغرب العربي، ويحل المشروع ـ وفقا لسلطان ـ مشكلات استهداف الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر، كما يقضي على محاولات الالتفاف على قناة السويس، مثلما يتردد عن قناة بن غوريون التي تبقي مشروعا غير عملي، وللاستهلاك المحلي داخل إسرائيل فقط

ونفى سلطان أي أثر تنافسي للطرق الدولية على هذا الخط وعلى قناة السويس، فطريق الحرير ينطلق من الصين شمالا مرورا بروسيا وصولا إلى أوروبا، وكذلك ممر التجارة القادم من الهند مرورا بدول الخليج وانتهاء بأوروبا عبر إسرائيل، موضحا أن هذه المشروعات مكلفة جدا، وغير عملية بالمقارنة بقناة السويس، التي تظل أفضل وأرخص ممر لعبور التجارة العالمية.

تأثيرات إيجابية

يرى أستاذ النقل البحري بالأكاديمية العربية للنقل محمد علي -في حديث للجزيرة نت- أن مشروع الطريق التجاري المختصر يحول الطريق بين ميناء العقبة ونوبيع والموانئ المصرية إلى شريان تجاري حيوي، ويفتح الباب نحو تكامل اقتصادي عربي.

وسيعمل الطريق، وفق المتحدث، على تنشيط شركة الجسر العربي التي تملك أسطولا من العبارات واللنشات السريعة التي عملت لسنوات طويلة في نقل السلع والخدمات بين دول المشرق والمغرب، فضلا عن تنشيط الروابط بين الموانئ البحرية العربية المطلة على البحر الأحمر.

ويحيي المشروع وفقا لعلي اتفاقية "أغادير" الموقعة بين مصر ودول المغرب العربي منذ 2001 التي وحدت وخفضت الجمارك بين مصر وتونس والمغرب، ليرفع هذا الخط من مستوى التجارة البينية العربية، وصولا في النهاية إلى السوق العربية المشتركة ومنطقة التجارة الحرة العربية.

وينفي علي أن ينافس المشروع قناة السويس، التي تنقل 12% من التجارة العالمية، وهو فوق طاقة الطريق الجديد المركب المتعدد الوسائط، مما يجعل القناة أقصر وأرخص أداة لنقل التجارة العالمية، رغم تحذيرات من خطورة هذا الخط التجاري العربي على قناة السويس خاصة مع الإعلان عن تحويل ما يزيد على 103 سفن شحن عملاقة مسارها بعد هجمات الحوثيين.

من جهته لفت الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح إلى أن تغييرات متوقعة في أسعار النفط ترفع كلفة النقل البحري والبري، وتفضي إلى زيادة الاعتماد على النقل البحري ورفع أسهم قناة السويس.

واستدرك بالقول: لكن كلما زاد حجم التجارة بين منطقة الشرق الأوسط والعالم يقل الاعتماد على الخطوط البرية.

وأكد -في حديث للجزيرة نت- أن النقل البحري يبقى الأسرع والأقل تكلفة، لاسيما أن توسيع قناة السويس رفع قدرتها على استقبال سفن أكثر مما يقلل من الإقبال على الطرق البرية.

والطريق الجديد بهذا الشكل كما يقول أبو الفتوح- لا يعدو كونه حلا مؤقتا لعزوف بعض الشركات عن استخدام باب المندب والبحر الأحمر بفعل التهديدات الأخيرة، رغم أنه سيسهم في زيادة التبادل التجاري بين الدول الثلاث وفي تنشيط التجارة بين المشرق العربي والمغرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأحمر النقل البحری قناة السویس

إقرأ أيضاً:

لندن تحيي الذكرى العشرين لتفجيرات 7 يوليو التي استهدفت وسائل النقل

بعد عقدين على تفجيرات 7 تموز التي أودت بحياة 52 شخصاً، بريطانيا أحيت الذكرى بمراسم صامتة، ورسائل رسمية أكدت التمسك بالوحدة في "وجه الارهاب". اعلان

أحيت العاصمة البريطانية لندن، يوم الإثنين، الذكرى العشرين للهجمات التي استهدفت نظام النقل العام في 7 تموز/يوليو 2005، وأسفرت عن مقتل 52 شخصاً وإصابة أكثر من 770 آخرين خلال ساعة الذروة الصباحية.

وتعد الهجمات، التي نفذها أربعة انتحاريين واستهدفت ثلاثاً من قطارات مترو الأنفاق وحافلة ذات طابقين، الأكثر دموية على الأراضي البريطانية منذ تفجير طائرة بان آم فوق لوكربي عام 1988، وهي أول اعتداء انتحاري ينفذه إسلاميون في المملكة المتحدة.

مراسم إحياء الذكرى في لندن

في أنحاء العاصمة، نُظمت مراسم تأبينية شملت دقيقة صمت، ووضع أكاليل الزهور، وتكريم الضحايا والناجين والمستجيبين الأوائل. واحتضن النصب التذكاري في حديقة هايد بارك، حيث تنتصب 52 عموداً فولاذياً تكريماً لكل ضحية، فعالية شارك فيها ناجون وعائلات الضحايا وعدد من المسؤولين.

وفي الساعة 8:50 صباحاً، وهو توقيت الانفجار الأول، وضع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعمدة لندن صادق خان أكاليل الزهور عند النصب التذكاري. كما وقف ركاب وموظفو المحطات التي استُهدفت دقيقة صمت تخليداً للضحايا.

Relatedهجمات 7 يوليو 2005.. لندن تُحيي الذكرى العشرين لأول تفجير انتحاري في أوروبا تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا يجري؟اعتقال أكثر من 20 متظاهرا في لندن خلال احتجاجات تندد بتصنيف"فلسطين أكشن" منظمة إرهابيةشهادات الناجين وقداس تذكاري

وقال دان بيدل، الذي فقد ساقيه في انفجار قرب محطة إدجوار رود، إن مشاعر الحزن والصمود تلازمه في مثل هذا اليوم، مشيراً إلى "الظلم الكبير" لعدم إجراء تحقيق علني شامل في القضية. واستذكر ما وصفه بـ"العمل البطولي" لأحد الركاب المصابين، الذي زحف عبر النفق لتقديم الإسعافات الأولية.

وفي كاتدرائية القديس بولس، أُقيم قداس تذكاري بالصلوات والموسيقى تكريماً للضحايا، وتعبيراً عن روح الوحدة التي أعقبت الهجمات.

وفي رسالة بالمناسبة، أكد الملك تشارلز الثالث أن "أفكاره القلبية وصلواته تبقى مع جميع الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد في ذلك اليوم الصيفي الرهيب"، مشيداً بـ"الشجاعة والتعاطف الاستثنائيين" الذين أظهرهم المواطنون وعمال الطوارئ.

من جهته، قال ستارمر إن "أولئك الذين حاولوا تقسيمنا فشلوا. لقد وقفنا معاً حينها، ونقف معاً الآن".

بدورها وصفت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر ذلك اليوم بأنه "أحد أحلك أيام بريطانيا"، مشيرة إلى أن "خطر الإرهاب لا يزال قائماً، سواء من المتطرفين الإسلاميين أو من اليمين المتطرف والدول المعادية والتهديدات السيبرانية"، مؤكدة أن الحكومة "ستتصدى لها بلا هوادة".

ونفذ الهجمات أربعة انتحاريين، ثلاثة منهم من مواليد بريطانيا ومن أصول باكستانية، بينما ينحدر الرابع من جامايكا.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مهدي: الاعتماد على النقل البري في التجارة يزيد من الضغط على الطرق
  • قناة كان تكشف الجهة التي ستتولى إدخال المساعدات إلى غزة
  • بنظام TIR.. العراق طريق سريع من تركيا إلى الخليج
  • بهنساوي: محور مروري هام لتدعيم منظومة طرق بورفؤاد بالتنسيق مع هيئة قناة السويس
  • لندن تحيي الذكرى العشرين لتفجيرات 7 يوليو التي استهدفت وسائل النقل
  • نسب الإنجاز في مشروع طريق التنمية على طاولة مباحثات وزير النقل
  • الفريق أسامة ربيع: قناة السويس تشهد تحولا جذريا نحو تعزيز أنشطتها الاقتصادية
  • «التجارة»: إصدار 80 ألف سجل تجاري خلال الربع الثاني من عام 2025.. والرياض تتصدر
  • الحب طريق مختصر للإفلاس.. وتجريم العاطفة ليس ظلماً
  • «التجارة» تدعو المنشآت التي مضى عام على قيدها في السجل التجاري لتأكيد البيانات إلكترونيًا