بعد تطورات متلاحقة.. أبعاد سيناريو خطير تخشاه إسرائيل على حدود الأردن
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
قبل عشرة أيام، خاض الجيش الأردني مواجهات ضد مجموعات مسلحة حاولت تمرير شحنات أسلحة ومخدرات من داخل الأراضي السورية، وبعدما استمرت لأكثر من 14 ساعة، أعلن في بيان رسمي ضبط كميات كبيرة من الذخائر والصواريخ وشاحنة محملة بالمتفجرات.
ولم يكشف البيان عن الوجهة الأخيرة التي كان من المقرر أن تصل إليها الشحنة، لكنه أضاف أن الحادثة كانت جزءا "من مخطط لاستهداف الأمن الوطني".
والاثنين، عادت صحف عبرية لتسلط الضوء على الواقعة في سياق تقرير استعرض تفاصيلها ضمن أبعاد "سيناريو" تراه إسرائيل "خطيرا".
وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن الجيش الإسرائيلي غيّر مؤخرا "انتشاره العملياتي" على الحدود مع الأردن، وقالت إن الخطوة جاءت في أعقاب الارتفاع الكبير في تهريب الأسلحة من المملكة، و"المخاوف من هجمات إرهابية ترعاها إيران، يمكن أن تقع على طول الحدود في 2024".
الصحيفة نقلت عن مصدر عسكري لم تسمه قوله إن "السيناريو الأساسي الذي تستعد له القيادة المركزية هو محاولات من قبل حزب الله أو ميليشيات أخرى موالية لإيران للتسلل من الحدود الأردنية إلى إحدى المجتمعات القريبة من الحدود".
وبينما أشارت إلى المواجهات الأخيرة بين الجيش الأردني وعصابات التهريب على حدود سوريا وربطتها بالمحاولات على حدود إسرائيل، أوضحت أن "الجيش الإسرائيلي يحافظ على اتصالاته مع الجيش الأردني، لمكافحة هذه التطورات بشكل مشترك".
ورغم أنه لم يصدر أي موقف رسمي من إسرائيل أو الأردن بشأن عمليات التهريب على طول الحدود ومآلاتها بهذا السياق، يعتبر خبراء ومراقبون أن المخاوف والخشية الإسرائيلية التي يدور عنها الحديث الآن واقعية.
ومع ذلك يشيرون في حديثهم لموقع "الحرة" إلى اختلافات من زاوية قراءة الدوافع.
"الأمر ليس افتراضيا"وللأردن حدود طويلة مع إسرائيل يبلغ طولها 310 كيلومترات وهي الأطول بالنسبة للأخيرة عند مقارنتها بباقي جيرانها، فضلا عن خط ساحلي صغير على البحر الأحمر، بجوار مدينة إيلات.
وخلال العامين الماضيين، كانت هناك زيادة كبيرة في تهريب الأسلحة عبر الحدود وإلى الضفة الغربية، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن "إيران تقف وراء هذه الشحنات"، حسب ما تشير "يسرائيل هيوم".
وعمليات التهريب هذه لا تعتبر جديدة بل تعود إلى سنوات طويلة للوراء، وسبق أن تطرقت إليها وسائل إعلام غربية، بينها "وول ستريت جورنال".
وجاء في تقرير للصحيفة الأميركية في 25 أكتوبر الماضي، أن "إيران تمكنت عبر شبكة الميليشيات الموالية لها، من إنشاء ممر بري عبر العراق وسوريا إلى لبنان"، ومن خلال الأردن إلى الضفة الغربية، مما سمح لها بنقل مسلحين ومعدات وأسلحة إلى حلفائها في المنطقة.
وبالنسبة للأردن، تبين الصحيفة أن وقف تدفق الأسلحة يعد "مهمة شاقة"، خاصة عبر حدوده الشمالية الطويلة وغير المحمية بشكل جيد على الجانب السوري، بسبب عدم تعاون حكومة بشار الأسد.
وتضيف: "كما أن حدود المملكة مع إسرائيل ليست محمية بسياج كبير، مما يجعلها طريقا صالحا للتهريب على نطاق واسع".
المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن يوضح لموقع "الحرة" أن المخاوف الإسرائيلية وحالة التوجس المرتبطة بالحدود مع الأردن "ليست افتراضية بل أمرا واقع".
وينطبق ذلك على التحذيرات المتعلقة بـ"السيناريو الخطير" الذي أشارت إليه "يسرائيل هيوم"، وفق شتيرن.
ويضيف: "هذه المواجهة دائمة وليس حالة مؤقتة. هي تحد دائم وكبير للأجهزة الإسرائيلية، ويتم مراقبة ذلك باستمرار".
ويعتبر المحلل السياسي، إيلي نيسان، أنه ومنذ فترة طويلة تحاول إيران فتح جبهة جديدة من الأردن، مشيرا إلى "عمليات كثيرة تم خلالها ضبط كميات كبيرة من المواد القتالية، التي حاول حزب الله وطهران إدخالها إلى الضفة الغربية".
نيسان يوضح أن إسرائيل ترى المواجهات التي حصلت بين الجيش الأردني والعصابات قبل عشرة أيام على حدود سوريا وعمليات التهريب اللاحقة "محاولات لإمكانية تكديس الأسلحة في الضفة".
وتراها أيضا، حسب ما يقول المحلل السياسي "محاولة لفتح جبهة جديدة، ليس من سوريا ولبنان بل من الجانب الأردني".
ماذا عن الأردن؟ودائما ما يحذر المسؤولون في الأردن من عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، ويقولون إنها تشكل تهديدا متواصلا على الأمن الوطني للمملكة، من داخل الأراضي السورية.
لكن وحتى الآن لم تتوصل عمّان إلى حل لهذه "الإشكالية الكبيرة" كما وصفها الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين سابقا، مشيرا بالمسؤولية قبل أسبوعين إلى "ميليشيات تدعمها قوى إقليمية".
ويشكل التحول من "حدود السلام" إلى "الحدود الساخنة" تحديا متزايدا للمملكة الهاشمية من قبل وكلاء إيران في الأشهر الأخيرة، وفق تقرير صحيفة "يسرائيل هيوم".
وتقول إن "الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريو خطير تنجح فيه تلك الميليشيات الإيرانية في التسلل إلى الأردن ثم مهاجمة إسرائيل من هناك".
ويعتبر عمر الرداد وهو عميد سابق في مديرية المخابرات العامة الأردنية ومحاضر في الأمن الاستراتيجي أن "سياقات التسريبات الإسرائيلية في هذه المرحلة غير معزولة عن تداعيات حرب غزة".
كما أنها غير معزولة أيضا، بحس ما يقول الرداد لموقع "الحرة"، عن "محاولات القيادات الإسرائيلية القول إن إسرائيل تواجه أكثر من جبهة، وربما أرادت إرسال رسالة بأن من بين هذه الجبهات الأردن".
لكن المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان يشير إلى "مخاوف من إمكانية خلايا تتبع لحزب الله بالاستيلاء على تجمعات سكنية قريبة من الحدود بين إسرائيل والأردن، بعد نجاحها في التسلل".
ويقول إنه وعلى إثر ذلك "بدأ السكان يستعدون لتشكيل وحدات خاصة لحماية التجمعات السكنية".
ويلفت المحلل السياسي، يوآف شتيرن، من جانبه إلى أنه "يوجد تنسيق أمني بين إسرائيل والأردن ولو بشكل غير علني".
ويشير إلى "مشكلة في الطرفين الإسرائيلي والأردني، بأن الجهات الأمنية قد لا تتمكن من ضبط الحدود بشكل كامل وبنسبة 100 بالمئة".
ويوافقه على ذلك نيسان بقوله إن حدود الأردن هي الأطول التي تربط إسرائيل قياسا بجيرانها، وهو ما يعتبر تحديا أمنيا كبيرا، عندما تتجه الأنظار إلى آليات ضبطها.
"طلب سابق"وسبق أن طلب الأردن من الولايات المتحدة الأميركية، بعد أسبوعين من الحرب في غزة نشر منظومة "باتريوت" ومنظومة أخرى لمواجهة الطائرات المسيرة بسبب "التهديدات التي تحيط بنا من كل الاتجاهات"، كما قال الناطق باسم الجيش الأردني، مصطفى الحياري في أواخر أكتوبر.
وربط الحياري حينها الطلب المتعلق بنشر منظومة الدفاع الأميركية بالتهديد المتعلق بـ"الصواريخ البالستية"، فيما أشار بذات الوقت إلى أن المملكة طلبت أيضا منظومة لـ"مقاومة الطائرات المسيرة"، التي باتت تهديدا على كافة الواجهات الحدودية، وتعبر محملة بالمخدرات والأسلحة.
ولا تخفي إيران ومليشيات تابعة لها في سوريا بالإضافة لـ"حزب الله" أهدافها بإثارة فوضى أمنية في الأردن، وفق ما يقول الرداد، "بحجة تسهيل تنفيذ أهدافها المعلنة بدعم القضية والمقاومة الفلسطينية في المناطق المحتلة".
ومع ذلك يرى أن "هذه الاستراتيجية تبقى في إطار عناوين إعلامية لإيران ووكلائها".
الرداد يشير إلى "تأكيدات صدرت عن الناطق الرسمي باسم الجيش الأردني أكدت بأن الأسلحة التي تم إدخالها في العمليات الأخيرة مع المهربين من سوريا للأردن كانت في طريقها لشبكات تهريب مرتبطة بها في الأردن".
وأوضح أن المداهمات الأمنية التي حصلت الأسبوع الماضي في منطقة الرويشد تصب في ذات السياق أيضا، حسب الرداد، دون أن ينفي أن "تحاول إيران إدخال أسلحة للأردن، بغرض إيصالها للأراضي المحتلة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المحلل السیاسی الجیش الأردنی یسرائیل هیوم على حدود
إقرأ أيضاً:
وفد الأعيان يعزّز الحضور الأردني في بروكسل: أمن المنطقة واللاجئون في صدارة المباحثات
صراحة نيوز- اختتم وفد من أعضاء مجلس الأعيان، زيارة رسمية إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، عقد خلالها سلسلة لقاءات مع مسؤولين في البرلمان الأوروبي، بهدف تعزيز التعاون البرلماني والدبلوماسي، وناقش عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجاءت زيارة وفد الأعيان إلى جانب وفد من أعضاء مجلس النواب، للمشاركة في الاجتماع البرلماني الأردني الأوروبي الثاني عشر الذي عقد في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، وفق ما ورد في بيان لمجلس الأعيان.
وخلال الزيارة، استعرض الوفد، المكون من الأعيان المهندس محمد النجار، ومحمود فريحات، والدكتور موفق الضمور، جهود الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، والتعامل مع التحديات الإقليمية المتصاعدة، لا سيما تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأشاروا إلى أن الأردن يستقبل عددا كبيرا من اللاجئين رغم محدودية موارده وإمكاناته، وأن استمرار الأزمات الإقليمية يفرض ضغوطا متزايدة على البنية التحتية والخدمات الأساسية في المملكة، ما يتطلب دعما دوليا متواصلا لتمكينه من القيام بدوره الإنساني والسياسي.
وناقش الوفد أيضا ملفات التعاون البرلماني وتطوير آليات التشاور مع البرلمان الأوروبي، إضافة إلى تعزيز الشراكات في مجالات الأمن والطاقة والمياه والاقتصاد، والاستفادة من برامج الدعم.
وأشاد الجانب الأوروبي بالدور المحوري للأردن في المنطقة، وبجهوده الإنسانية تجاه اللاجئين، مؤكدا الحرص على تطوير التعاون وزيادة التنسيق في مختلف المجالات.
وأكد أهمية مواصلة الحوار مع المؤسسات الأوروبية، وتعزيز الحضور البرلماني الأردني في المحافل الدولية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز علاقات الأردن مع شركائه.
وثمن أعضاء الوفد دعم البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي المتواصل للأردن، داعين إلى تعزيز ذلك الدعم في مختلف المجالات، دعما لجهود الأردن وزيادة قدراته على مواجهة أعباء الأزمات الإقليمية المتتالية، ومشددين على أهمية بناء المزيد من جسور الشراكة وتوسيع آفاق التعاون.
وقد قدر الوفد الجهود المبذولة من دول الاتحاد الأوروبي الداعية للسلام، ودعمها لمواقف جلالة الملك ومساعيه الدائمة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.