الاغتيالات الجبانة.. إسرائيل وتزييف صورة النصر
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
بعدما فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي انتصار عسكري في قطاع غزة، وبعدما كبدته فصائل المقاومة خسائر بشرية كبيرة جعلت منه أضحوكة العالم، لجأ الاحتلال إلى عملياته الجبانة التي لا يعرف القيام بسواها، عبر تنفيذ الاغتيالات لقيادات المقاومة.
وبعد أن شاهد العالم كله جُبن جنود الاحتلال وعويلهم في بيت حانون بعدما حاصرهم أبطال المقاومة الفلسطينية وقتلوا وأصابوا عددا منهم، من خلال مقطع فيديو بثته وسائل إعلام إسرائيلية، نفّذت إسرائيل هجمة غادرة وجبانة في عمق الأراضي اللبنانية، إذ استهدفت مسيرة مكتبا تابعا لحركة حماس في بيروت، ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص من بينهم نائب رئيس الحركة صالح العاروري واثنان من قيادات كتائب القسام.
ومثل هذه الأفعال الجبانة، تثبت أن قيادات الاحتلال استنفدوا كل وسائلهم في تحقيق ما وعدوا به الإسرائيليين منذ فضيحة السابع من أكتوبر، وما حققته المقاومة من نصر مُبين بعد أن اقتحمت عليهم المستوطنات وأثبتوا للجميع أن جيش الاحتلال يمكن القضاء عليه بسهولة.
إن قيادات الاحتلال يحاولون ترويج أي صورة نصر تخرجهم من موقف الهزيمة التي يتعرضون لها يوماً بعد يوم في قطاع غزة، كما يحاولون امتصاص غضب الشارع الإسرائيلي الذي فقد الثقة في حكومته العاجزة عن تحرير أسراهم أو تحقيق أهدافهم العسكرية التي أعلنوها منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة يخدم إستراتيجيتها الكبرى
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن تصاعد وتيرة العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يعكس تحولا إستراتيجيا واضحا في أسلوب المواجهة، ويخدم هدفا أكبر يتمثل في منع الاحتلال من السيطرة على الأرض.
وأشار حنا في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة إلى أن مشاهد استهداف الجنود الإسرائيليين في حي الشجاعية بمدينة غزة تُظهر تنوعا في التكتيك ودقة في اختيار نوع السلاح المناسب لكل موقع، موضحا أن استخدام بندقية القنص "الغول" يعكس تكيّفا ميدانيا عاليا لدى المقاومة.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد بثت في وقت سابق من اليوم الجمعة مشاهد جديدة من عملية نفذتها في الشجاعية، ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها اسم "حجارة داود"، تضمنت قنص جندي إسرائيلي وتفجير عبوات ناسفة في قوة راجلة.
وأوضح العميد حنا أن الشجاعية تمثل جبهة قتال شديدة التعقيد، وقد شهدت منذ بدء الحرب أكثر من 45 عملية نوعية، من بينها اشتباكات مباشرة وعمليات استشهادية، الأمر الذي يؤكد أن السيطرة الإسرائيلية على هذا الحي ما زالت بعيدة المنال.
نسق تصاعدي
وتابع بأن توالي هذه العمليات وفق نسق تصاعدي يشير إلى أن المقاومة تعتمد تكتيك الاستنزاف، من خلال إجبار الجيش الإسرائيلي على خوض معارك متعددة ومتزامنة في محاور مختلفة، مما يعيق تقدمه ويرهق بنيته العسكرية.
إعلانوأكد أن المقاومة تخلت عن إستراتيجية التمركز، وباتت تعتمد على المناورة والكرّ والفرّ، بحيث تتخلى مؤقتا عن الأرض مقابل إبطاء التوغل الإسرائيلي، على أمل أن تفضي هذه المعادلة إلى فرص سياسية مواتية على المدى المتوسط.
وأضاف أن ما يجري يعكس قدرة واضحة على استخدام "منظومة سلاح" فعالة، تتنوع بين القنص، والعبوات الناسفة، والذخائر غير المنفجرة، بما يحقق أعلى درجات التأثير في صفوف الاحتلال بأقل قدر من الموارد.
ولفت إلى أن أسلوب التخطيط في هذه العمليات يتميز بالمرونة والسرعة، إذ يجري بناء الموقع، وتحديد الهدف، وتنفيذ الهجوم في وقت قياسي، مما يدل على فعالية في التقدير اللحظي واحترافية في التنفيذ.
مسارات إجبارية
وأشار إلى أن المقاومة تنجح أحيانا في فرض مسارات إجبارية لحركة قوات الاحتلال، كما حدث في خان يونس، حيث تم استدراج قوة إلى محور معين وزُرعت عبوات ناسفة مسبقا لتفجيرها في التوقيت الحرج.
وأوضح أن لكل ساحة قتال خصوصيتها، وبالتالي تختلف تكتيكات الشجاعية عنها في بيت لاهيا أو خزاعة، مما يعكس فهما ميدانيا عميقا للبيئة القتالية ومرونة تكتيكية تمنح المقاومة قدرة أعلى على الصمود.
وقال إن خطة الاحتلال تقوم على تهجير سكان الشمال وتكريس السيطرة على 75% من مساحة القطاع، وهو ما تسعى المقاومة إلى تقويضه عبر معارك استنزافية تمنع تثبيت واقع ميداني جديد في المناطق المفرغة.
وأكد أن جيش الاحتلال يتحرك وفق خطوات بطيئة، كما أشار قادته، بسبب حرصه على تجنب الخسائر المباشرة، ولهذا يلجأ أحيانا إلى استخدام آليات مدنية كما حدث مع الجرافة التي ظهرت في مشاهد العملية الأخيرة.
وأشار حنا إلى أن الاحتلال يسعى حاليا لتوسيع ما يسميه "المنطقة العازلة" في الشمال، وتحويل الغزيين إلى مجموعتين محاصرتين، إحداهما في محيط مدينة غزة، والأخرى جنوبا قرب المواصي، تمهيدا لتنفيذ خطة أوسع لتفكيك المقاومة.
إعلان