بغداد اليوم- متابعة

سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على المسلسل الدرامي "قبضة الأحرار" الذي بث على قناة فضائية تابعة لحركة حماس، في رمضان الماضي، وقالت إن أحداثه تشبه كثيرا ما وقع بالفعل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، عندما اخترق مسلحون فلسطينيون الحدود وهاجموا بلدات وقواعد عسكرية إسرائيلية، كما أن قائد "حماس" في غزة، يحيى السنوار، أشاد بالعمل الدرامي.

وأشارت الصحيفة إلى أحداث المسلسل "تشبه إلى حد كبير ما حدث بالفعل يوم 7 أكتوبر في منطقة حدود غزة واعتداء حماس على القواعد العسكرية".

وبث المسلسل المكون من 30 حلقة لأول مرة على قناة الأقصى الفضائية، التابعة لحركة حماس في غزة، وعلى قناة المنار المرتبطة بحزب الله، بالإضافة على قنوات أخرى.

وفي الأسابيع الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام عربية عن المسلسل وتساءلت عما إذا كانت أحداثه تسلط الضوء على هجوم 7 أكتوبر.

ويظهر المسلسل تدريبات مكثفة لمسلحي حماس، بأمر شخصي من على أبو أنس، أحد كبار أعضاء حماس في المسلسل، على كيفية اختطاف جنود من الدبابات، وتظهر أيضا معارك مباشرة في نموذج لقاعدة عسكرية إسرائيلية. 

ويقول القائد أبو أنس: "من الداخل، المبنى مشابه جدا لقاعدة رعيم العسكرية، ولكن من الخارج قمنا ببنائه بشكل مختلف لتجنب الشكوك".

ويشير المسلسل أيضا إلى جمع الفلسطينيين لمعلومات عن القواعد العسكرية في جنوب إسرائيل، ومناقشات عن أخذ جنود رهائن.

وتلفت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، حضر تكريما لفريق عمل المسلسل، وسلم شخصيا  الجوائز للمخرجين والممثلين وفريق الإنتاج.

وقال السنوار حينها: "أشيد بجهود كل من قام بإنتاج هذا المسلسل وعمل عليه". وأضاف: "عملكم يقربنا من التحرير. وهذا المسلسل جزء لا يتجزأ مما نحضره في كتائب عز الدين القسام" في إشارة إلى الجناح العسكري لحركة حماس.

وتشير هآرتس إلى أنه من الصعب تأكيد ما إذا كان المسلسل قد تنبأ بالفعل بخطة الهجوم الحقيقية على إسرائيل، ومع ذلك، فإن إعجاب السنوار به والثناء عليه وكذلك ربطه باستعدادات الجناح العسكري لحماس "لا يترك مجالا للشك على ما يبدو".

وتشير الصحيفة إلى أن شخصية أبو أنس، القائد العسكري في المسلسل، "تذكرنا إلى حد ما بالسنوار نفسه، وكلامه ينجح في طمس الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع".

ويقول أبو أنس في المسلسل: "سنهاجم القواعد العسكرية وسنتحول من الدفاع إلى الهجوم مهما كان الثمن. هذا هو الهجوم الأشد الذي سيواجهه العدو: الأسلحة جاهزة وأنتم جاهزون. في يوم الهجوم، سنقوم بشل المراقبة الجوية للعدو بالكامل لمدة 30 دقيقة ولن يكونوا قادرين على ذلك.. عمليتنا ستلحق الضرر بإسرائيل وستخلق وحدة من حولنا من أجل تحرير فلسطين".

بل وذهب القائمون على المسلسل إلى "أبعد من ذلك" إذ تم تصوير مشهد يصف رد الفعل الأولي للحكومة الإسرائيلية على الهجوم، التي قالت حينها: "تشهد البلاد حدثا خطيرا ولا يمكننا تفسيره".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: أبو أنس حماس فی

إقرأ أيضاً:

ارتداها السنوار قبل وفاته.. لماذا يرتدي المقاومون عباءة في ميدان القتال؟

ظهر رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في أيامه الأخيرة قبل استشهاده مرتديًا "غطاءً" يخفي معالم الرأس والنصف العلوي من الجسد، وذلك حسب مقاطع الفيديو التي انتشرت له إبان اغتياله بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

ولم يكن ذلك "الغطاء" مجرد إجراء عابر، حسب ما قاله محللون عسكريون في تصريحات للجزيرة نت، بل كان جزءًا من تكتيك عسكري اعتمدته المقاومة في غزة مؤخرًا، بهدف إخفاء معالم الجسد وملامح الوجه، في مواجهة تطور أدوات الرصد والاغتيال الإسرائيلية.

كما أن هذا التكتيك فتح بابا أمام التحليلات في الأوساط العسكرية، ولفت النظر إلى الأهداف التي جعلت عناصر حماس يلجؤون إليه، خاصة مع التطورات المتلاحقة لأدوات الذكاء الاصطناعي في الرصد والتحليل والمتابعة، وبعض هذه التحليلات تركّز على البعد التقني المتعلق بخداع أدوات الرصد، وبعضها الآخر تناول أبعاده الرمزية والنفسية.

من اليمين: نضال أبو زيد وحسن جوني وفايز الدويري (مواقع التواصل الاجتماعي) خداع الذكاء الاصطناعي

من ذلك مثلا، ما قاله الخبير العسكري والإستراتيجي عقيد ركن نضال أبو زيد عن أن المقاومة باتت تدرك تمامًا حجم عمليات الاستطلاع والرقابة الجوية، ليس فقط من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا من أجهزة استخبارات دولية متعددة، وجميعها تمد الاحتلال الإسرائيلي بمعلومات دقيقة عبر تقنيات المراقبة الحديثة.

وأشار أبو زيد -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن عمليات الاغتيال الأخيرة التي طالت قيادات بارزة استندت إلى معلومات مستخلصة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته، اعتمادًا على الطائرات المسيرة التي تملأ أجواء غزة أو المنطقة.

وأوضح أن "البرامج التي يستخدمها الاحتلال -مثل لافيندر- تعتمد على تحليل شكل الجسم وأبعاده (الطول والعرض)، بالإضافة إلى برامج أخرى ترصد حرارة الجسم وبصماته الحيوية.

إعلان

ومن ثم يذهب الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن لهذا الغطاء وظيفة أساسية؛ فهو يغير هيئة الجسم ويمنع تحديد أبعاده بدقة، وبالتالي يصعب على الذكاء الاصطناعي رصد شخصية المقاوم ومكانه بالدقة المطلوبة، خاصة أن هذه البرمجيات تخزن البيانات التي تحصل عليها بغرض استخدامها لاحقًا في حال رُصد الشخص المتخفي في مناطق أخرى، حسب أبو زيد.

عنصران من المقاومة يرتديان غطاء يخفي معالمهما للاختفاء من رصد الاحتلال لهما (الإعلام العسكري لكتائب القسام)  التمويه والتخفي

والتحليل السابق نفسه يذهب إليه العميد ركن حسن جوني، ويتفق على الأهداف التي تسعى عناصر المقاومة لتحقيقها من ارتداء هذه "العباءة"، مبينا أن إخفاء معالم الرأس والكتفين تزداد أهمية عندما نعلم أنها الأجزاء التي تعتمد عليها برمجيات الذكاء الاصطناعي في تحديد هويات الأشخاص عبر خوارزميات التشخيص الأوتوماتيكي.

ويضيف جوني أن "اختيار الرداء يكون بدقة ليناسب بيئة الركام والدمار؛ فالتمويه هنا ضروري للغاية، كما يتم الاعتماد على أقمشة ذات ألوان باهتة غير عاكسة للضوء لتجنب رصدها بواسطة الأجهزة البصرية أو الكاميرات الحرارية".

وأكد أن هذا الغطاء لا يرتدى كلباس عادي بل هو متحرك ومرن، ويمكن وضعه على الجسد أو استخدامه كغطاء أثناء الاختباء في الحفر أو تحت الركام. مشيرا إلى أن هناك أقمشة تكون مصممة لعزل البصمة الحرارية الخاصة بالجسد، بما يقلل احتمالية كشف المقاوم عبر المستشعرات الحرارية المستخدمة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الغطاء يكون من أقمشة ألوانها لا تعكس الضوء لتجنب رصدها (الإعلام العسكري لكتائب القسام)  البعد الرمزي

أما المحلل العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري فيلفت إلى أن هذا الرداء لا يكتسب دلالته من الجانب المادي فقط، بل يحمل أيضًا بُعدًا رمزيًا نفسيًا. مبينا أن هذا الغطاء حمل رمزية خاصة حين ارتداه الشهيد السنوار في نهاية حياته "وهو مقبل على مقاومة الاحتلال غير مدبر".

ويرى الدويري أن المقاومين لجؤوا إلى هذه الوسائل البدائية لسببين:

الأول رمزي، إذ أصبح هذا الرداء علامة إقدام وقدوة في التضحية، وأما الثاني فهو مادي بحت، يهدف إلى إخفاء قسمات الوجه وتغييب بصمة العين وملامح الجسد في ظل تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي من جانب جيش الاحتلال.

وشنت إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانا شاملا على قطاع غزة، راح ضحيته نحو 58 ألف شهيد ونحو 137 ألف إصابة، وآلاف من المفقودين تحت ركام منازلهم حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فضلا عن تعرض أكثر من 2.3 مليون فلسطيني إلى حالة المجاعة حسب تقارير الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • نتفليكس تقرر إلغاء مسلسل "Pulse" بعد موسم واحد: فشل التوقعات وراء القرار المفاجئ
  • وحشني قوي كوكب الأرض.. ريهام حجاج تثير الجدل في أحدث ظهور لها
  • مسلسل "220 يوم" يتصدر التريند بعد طرح الإعلان الرسمي
  • ارتداها السنوار قبل وفاته.. لماذا يرتدي المقاومون عباءة في ميدان القتال؟
  • آية الجنايني : دوري في مسلسل أنا أنت.. أنت أنا سيكون مفاجأة والكواليس رائعة
  • ضربة موجعة.. هجوم "معقّد" لحماس في بيت حانون يقتل 5 جنود إسرائيليين ويصيب 14 آخرين
  • واشنطن تتهم مليشيا الحوثي بهجوم جديد على سفينة تجارية في البحر الأحمر
  • شكلها اتجوزت طارق.. دنيا جمعة تتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي
  • جدل جزائري بعد تشبيه خديجة بن ڤنة للعربي بن مهيدي بيحيى السنوار
  • جينيفر أنيستون تلمح إلى موسم جديد من مسلسل “خلينا نقول إنه مش Friends”