بوابة الوفد:
2025-12-15@03:14:11 GMT

لن تقوم إسرائيل بتدمير حماس

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

رغم أن إسرائيل تلحق الضرر بحماس عسكرياً، وربما بشكل كبير، بعد تدمير العديد من أنفاقها وفرار مقاتليها، فإن حماس حركة وإيديولوجية ساعد تطرف نتنياهو فى الترويج لها فى كثير من النواحى.

لقد أحبطت الحكومات الإسرائيلية اليمينية أى مفاوضات جادة مع الحزب الفلسطينى الأكثر «اعتدالاً»، ألا وهو «حركة فتح» التى كان يتزعمها الراحل ياسر عرفات، منذ قمة «كامب ديفيد» فى العام 2000 ؛ قبل أكثر من عشرين عاماً.

كما قاموا بقمع سكان غزة باستمرار، وفرضوا حالة حصار شبه مستمرة. فهل من المدهش حقاً أن يتحول العديد من الفلسطينيين يائسين إلى حماس؟

أما عن الفكرة التى يروج لها زعماء الشمال العالمى، التى مفادها أن المفاوضات مع قيادة السلطة الفلسطينية التى فقدت مصداقيتها فى الضفة الغربية هى وحدها التى يمكن قبولها فهى لن تنجح أيضاً. تتمتع حكومات الشمال العالمى بتاريخ من المحاولات والفشل فى الترويج لمرشحيها «المفضلين» على الشعوب التى تطالب بحق تقرير المصير لاختيار ممثليها. ولا بد من ضم حماس بطريقة أو بأخرى.

وفى النهاية، الحل يجب أن يكون سياسياً، لا يستطيع الفلسطينيون، أياً كان انتماؤهم السياسى، هزيمة إسرائيل عسكرياً، لكن إسرائيل أيضاً لا تستطيع هزيمة الفلسطينيين عسكرياً. وكما كتب جوناثان باول، كبير موظفى تونى بلير السابق فى كتابه «التحدث إلى الإرهابيين»، فإن مثل هذه الصراعات لا يمكن حلها إلا عن طريق التفاوض. وعلى الرغم من مواقفهم العلنية، كان نتنياهو وجو بايدن وريشى سوناك يتفاوضون مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن والسجناء، وإن كان ذلك من خلال قطر بشكل رئيسى.

ومع ذلك ازدرى زعماء جناح اليمين فى إسرائيل المفاوضات، وكرسوا أنفسهم بدلاً من ذلك لتحويل الأراضى الفلسطينية إلى أراضٍ تابعة محتلة. أما الضفة الغربية، التى تخضع جزرها الصغيرة لإدارة فتح اسمياً (لكنها فى الواقع تسيطر عليها إسرائيل)، فهى تضم الآن نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلى؛ ويعيش فى القدس الشرقية ما يقرب من ربع مليون مستوطن إسرائيلى. ويشعر الزعماء فى الشمال العالمى بالقلق، مشيرين إلى أن مثل هذه المستوطنات غير قانونية، لكنهم لا يفعلون شيئاً، ويتسامحون مع المزيد من المستوطنين، وكذلك الحصار الطويل، والدمار شبه الكامل الآن لغزة.

لقد فشل حكام إسرائيل اليمينيون فشلاً ذريعاً فى حماية مواطنيهم، ومن خلال ملاحقة فظائعهم الوحشية فى غزة، فإنهم يعرضونهم للخطر على نحو أعظم.

لا يمكن للإسرائيليين أن يحصلوا على الأمن أبداً حتى يحصل الفلسطينيون على الأمن، المعادلة التى يمكنك من خلالها فرض نظام من العنف الهيكلى على شعب آخر، يمكنك حرمان شعب آخر من حقوقه الأساسية، وتعيش مع أمنك الخاص، هذه المعادلة لا تعمل أبداً… لأنك عندما تقمع الناس، فأنت تعرف أنك تولد الرغبة فى الانتقام، لا يمكنك فى الواقع النوم بأمان فى الليل.

د. مصطفى محمود

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود لن تقوم بتدمير حماس تطرف نتنياهو

إقرأ أيضاً:

خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل

أكدت الدكتورة إيمان رجب، الخبيرة في الأمن الإقليمي والاستراتيجي ورئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام، على ضرورة وجود قوة على الأرض لردع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ووقف الانتهاكات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحكومة الإسرائيلية دون أي تحركات فعلية في الميدان.

انسحاب القوات الإسرائيلية

وأوضحت إيمان رجب، خلال لقاءها مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، على شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل التي تسعى لإضعاف خطته للسلام، وأضافت أن الأوروبيين لم يعلنوا مشاركتهم في القوة الدولية "قوة السلام" بقطاع غزة، موضحة أن أي قيادة للقوة الدولية تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط قطاع غزة أولًا.

نتنياهو وكاتس: أصدرنا أوامر اغتيال"رائد سعد" القيادي في "حماس" بمدينة غزةنتنياهو: أصدرت تعليمات بإحباط مخططات رائد سعد بعد هجوم ضد قواتنا في غزة

وأشارت إيمان رجب، إلى أن ترامب لن يدفع دولارًا واحدًا لصالح منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن اغتيال القيادي رائد سعد في كتائب القسام كان متوقعًا، نظرًا لأن مبادرة ترامب للسلام تشمل تصفية الجناح العسكري لحركة حماس وإضعاف قدراتها العسكرية، متوقعة استمرار سلسلة اغتيالات لقادة حماس العسكريين خلال الفترة المقبلة، مع وجود ضغوط من الوسطاء على الجانب الفلسطيني لمنع التصعيد.

 الهدف الاستراتيجي لترامب

وأوضحت إيمان رجب، أن الهدف الاستراتيجي لترامب في 2026 هو تحقيق السلام في مناطق الحرب وعلى رأسها غزة، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استثمارية، مضيفة أن نتنياهو والاحتلال لا يلتزمان بخطة السلام الخاصة بقطاع غزة، وأن إسرائيل تحاول القيام بحملة سلبية ضد مصر رغم عدم الالتزام بالاتفاق، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية ترى السماء المفتوحة أحد المكاسب التي حققتها من عملية 7 أكتوبر.

وتابعت: "محللون إسرائيليون يرون أن حرب 7 أكتوبر منحت إسرائيل سيطرة استراتيجية على عدد من المناطق في سوريا ولبنان، مع استمرار الهجمات ضد إيران، ما يعكس تحولات كبرى في الحسابات الاستراتيجية الإقليمية في المنطقة".

طباعة شارك الأمن الإقليمي القوات الإسرائيلية غزة قطاع غزة ترامب

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلق بصراحة على إعدام حماس لمتعاونين مع إسرائيل: ماذا قال؟
  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال رائد سعد بعد 20 دقيقة
  • «الإياتا» تدق ناقوس التغيير: ضغوط تشغيلية وتحديات بيئية تعيد تشكيل مستقبل الطيران العالمى
  • بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد
  • تحذيرات من كارثة إنسانية بعد عواصف غزةاسرائيل تغتال قياديا عسكريا بارزا من حماس