أثارت مذيعة قناة TALKTV البريطانية جوليا هارتلي بروير، الجدل حول طريقة تعاطيها مع ضيفها الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، حيث انفعلت عليه خلال الحلقة، صارخة في وجهه ساخرة من كلامه ومحاولة إسكاته، متهمة إياه بأنه غير معتاد على وجود امرأة تتحدث.

ونشرت قناة TALKTV مقطع فيديو للحظات انفعال مذيعتها، عبر صفحتها على موقع "إكس" معلقة عليه "جوليا هارتلي بروير تشتبك مع الدكتور مصطفى البرغوثي بعد اغتيال نائب زعيم حماس".

يبدأ الفيديو بسؤال البرغوثي لهارتلي بروير فيما إن كانت تعتقد أن إسرائيل دولة ديمقراطية، وبعد أن أكدت ذلك قاطعها متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير الديمقراطية، وإذ بها تقاطعه منفعلة رافضة الحديث عن تاريخ نتنياهو لضيق الوقت، كما رفضت تكرار البرغوثي الحديث عن السابع من أكتوبر ووضعه في سياق تاريخي، قائلة "أوضحت وجهة نظرك خمس مرات.. ليس لدي وقت لذلك".

وبعد أن سألها الضيف "ما الذي لديك من الوقت له" صرخت طالبة منه انتظارها لإنهاء حديثها قائلة "ربما لست معتاداً على نساء يتحدثن".

Julia Hartley-Brewer clashes with with Palestinian MP Dr Mustafa Barghouti after the Hamas deputy leader was assassinated.

Julia: “For the love of God, let me finish the sentence man!”

Mustafa: “You are misleading the public!"@JuliaHB1 pic.twitter.com/uVar87ijYM

— TalkTV (@TalkTV) January 3, 2024

ما إن انتهت الحلقة التي ظهر فيها المسؤول الفلسطيني في أعقاب اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت، حتى انهالت الانتقادات على هارتلي بروير، حيث اتهمها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ "الوقاحة والعنصرية والعنف والتعالي والأداء البلطجي".

استغلال في غير محله

من الواضح أن المذيعة مارست بحسب ما تقوله مديرة جمعيّة FEMALE، حياة مرشاد، "فوقية بيضاء وتعاملت بعنصرية في خطابها البعيد جداً عن الأخلاق المهنية، محاولة الاستناد على الصورة الشائعة عن الرجل العربي بأنه ذكوري وغير مستمع للنساء، في وقت كانت هي من تطبق ذلك".

انفعال المذيعة على الهواء وطريقة تعاطيها مع ضيفها، دليل كما تشدد مرشاد على أنها "طرف في الموضوع المطروح للنقاش، وعندما عجزت عن ضبط أعصابها لجأت إلى ترند قمع الرجال للنساء كحجة أمام الجمهور، إلا أنها في الحقيقة استخدمت المفاهيم النسوية بطريقة سطحية وسخيفة وفي غير محلها، في وقت تعاطى الضيف معها برقي وهدوء ولباقة".

وتشدد مرشاد "دفاعنا عن قضايا النساء ليس مطلقاً، بل يقتصر على القضايا المحقة، من هنا يجب التمييز بين القضايا التي نعمل عليها في دول الشرق وبين أجندة النسويات البيض والغربيات واللواتي يحاولن فرضها علينا، حيث إننا لا نتماهى معها بشكل كامل والاختلافات بيننا كبيرة وجوهرية".

وتضيف "لا يمكن الحديث عن النسوية من دون فكر نقدي كونه حجر أساس لتطور هذا الحراك الاجتماعي السياسي الذي يهدف إلى العدالة الاجتماعية والدفاع عن كل المهمشين والمضطهدين، وليس إلى خوض معارك بين الرجال والنساء، بالتالي هذه المذيعة ليست نموذجاً للنسوية ولا علاقة لها بذلك".

“The racism, the violence, the condescending tone, the thuggish performance, the insinuations, the viciousness, these are norms with which Palestinians interlocutors have had to deal with for decades on Western media,” @RamAbdu wrote.https://t.co/bAWhhY1EuU

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) January 5, 2024

كذلك أكدت الباحثة في مؤسسة سمير قصير، الصحفية وداد جربوع، أن المذيعة "أرادت استغلال النظرة النمطية للرجل الشرقي بأنه غير مستمع للمرأة، وإسقاط هذه النظرة في الحوار لقمع البرغوثي بهدف فرض آرائها بعدما وجدت أن آراءه مغايرة تماما لما تريد إيصاله للمشاهدين".

بقي البرغوثي حتى اللحظة الأخيرة كما ترى جربوع محافظاً على هدوئه ولباقته رغم كل محاولات المذيعة لاستفزازه، مثبتاً أن الاتهامات التي وجهتها له هي من ارتكبتها وليس العكس، وبأنها لم تلتزم بالمعايير المهنية".

Mustafa Barghouti is an immensely distinguished and thoughtful voice. The arrogance, bigotry and ignorance of the interviewer illustrates the depths to which so much western journalism has sunk. https://t.co/YaauW9gp4f

— Peter Oborne (@OborneTweets) January 5, 2024 فقدان المهنية

لم تراع هارتلي بروير القواعد المهنية لا في الشكل ولا في المضمون، كما تؤكد أستاذة الإعلام في الجامعة اللبنانية، الدكتورة مهى زراقط، شارحة "في الشكل بدا واضحاً أنها لم تحترم ضيفها، من خلال إغلاق أذنيها لعدم سماع إجاباته، وضحكاتها، والإشارة بيدها إلى ضيق الوقت، وقيامها وجلوسها المتكرر على الكرسي إضافة إلى حركة يديها".

وفي المضمون، رفضت هارتلي بروير كما تقول زراقط سماع رأي ضيفها الذي بدا أنه لم يعجبها "ولحرف النقاش عن مضمونه، مارست عليه عنصرية الرجل الأبيض، واتهمته بالذكورية من خلال القول إنه غير معتاد على سماع امرأة تتكلم، محاولة إسقاط مفهوم الغرب الخاطئ عن معاملة الرجل العربي للمرأة".

كلام زراقط أكدته منسقة تجمع نقابة الصحافة البديلة، ألسي مفرج، بالقول إن "عصبية المذيعة وتوترها ومنع ضيفها من إيصال فكرته، وأخذ دور معلمة التاريخ ورفضها أي إجابة لا تتناسب مع مواقفها، واستغلالها مبادئ معينة لحرف الأنظار عن الموضوع الأساسي بهدف تضليل الرأي العام واستعطافه، كلها أمور تتناقض مع المبادئ المهنية ولا تمس للنسوية بصلة، وفي المحصلة ظهرت أنها عديمة الحجة أمام البرغوثي".

من القواعد المهنية الأساسية التي يجب على الإعلامي التحلي بها، بحسب زراقط "احترام الضيف والاستماع له وإعطاؤه الوقت الكافي للإجابة وفي حال كان لدى الإعلامي رأي مخالف عليه أن يدحض الحجة بالحجة والمعلومة بالمعلومة، وليس بالصراخ والسخرية".

Journalism is committing suicide after this interview pic.twitter.com/fYYF1TUoUx

— Dima Khatib (@Dima_Khatib) January 5, 2024

من المؤكد أن هارتلي بروير لم تكن لتتجرأ بحسب أستاذة الإعلام "على القيام بما فعلته فيما لو كان ضيفها غير عربي" مشددة "لم نعد نتفاجأ بسقطات الإعلام الغربي لاسيما البريطاني خلال تغطيته للحرب الدائرة في غزة، حيث فقد مبادئه التي كانت تدرس لطلاب الإعلام في جميع أنحاء العالم".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

كفتة العدس - حين يصبح الصمود وجبة

في زِقاقٍ ضيّقٍ من شارع الوحدة غرب مدينة غزة ، حيث الخيام المؤقتة تُحاكي بيوتًا فقدها أصحابها تحت القصف، تتصاعد رائحة العدس المطهو على نار الحطب، الرائحة، رغم بساطتها، تحمل في طياتها قصّص صمود لا تُروى كثيرًا.

كانت تغريد شامية (45 عامًا) تُقلّب العدس على نار هادئة، الروائح المنبعثة تُشبه طقوس الأعياد، لكنها هذه المرة ليست لوليمة فرح… بل لوصفة بديلة، اخترعتها من رحم الحاجة.

تقول تغريد: كنت أرى الحزن في عيون أطفالي حين لا يجدون اللحم، ففكرت: لماذا لا نصنع كُفتة من العدس؟ الآن، أصبحوا يطلبونها كل يوم!.

هذه ليست مجرد وجبة عادية، بل "كُفتة العدس"، أو كما يطلق عليها الغزيون "الكُفتة الكدابة"، وصفةٌ ابتكرتها نساء غزة لمواجهة شحّ اللحوم وانعدام المواد الغذائية بسبب الحرب والحصار.

تُعرف "كفتة العدس" أو "الكفتة الكدابة" بأنها وجبة شعبية تعتمد على العدس بدلًا من اللحم، تُحضّر بطحن العدس المنقوع مع البطاطس المسلوقة، والبصل، والتوابل، ثم تُشكّل على هيئة أصابع وتُقلى في الزيت.

تغريد، الأرملة التي فقدت زوجها في الحرب، وخريجة علم نفس، تكافح يوميًا لإطعام أطفالها الخمسة، تقول: زمان، كنا نعمل كفتة بلحمة، اليوم، العدس صار لحمتنا، مش لأنه أرخص، بس لأنه الموجود.

ثم تبتسم وهي تُنادي على ابنتها لتساعدها: أمي كانت تعملها لما يغلى اللحم… واليوم، أنا بعلّم بناتي كيف يصنعو من العدس كرامة مشبعة، عندما يُصبح العَدَسُ أغلى من الذهب.


 

وقبل النوم، يهمس عمر: ماما، كفتة اليوم ألذ من مبارح!. تضحك تغريد وهي تعلم أن السرَّ في البرد والجوع اللذين يجعلان كلَّ شيءٍ مالحاً وباهتاً، لكنها لا تخبره أن العدس سينفد قريباً... وأن المعركة القادمة ستكون مع وصفةٍ من لا شيء.

وفي زقاق مخيم ملعب فلسطين، كانت أم وسيم (53 عامًا) تُفرم البصل بهدوء، وكأنها تُحضّر وجبتها لضيوف من القلب، لا مجرد طعام على عجل.

أنا بقول لأولادي: "اللقمة مش بلحمها، اللقمة بقيمتها"، تقول وهي تُنظّف يديها في مريولها المنزلي، وتتابع بحنين: مرة، ابني رجع من الجامعة وقال لي: ماما، الشباب بيضحكوا علينا لأن ما معنا نشتري لحمة. قلت له: قولهم أنا بأكل من صنع أمي، وأمي شيف الأزمة.

تبتسم وهي تُقلّب خليط العدس، ثم تضيف: لما بنات الحارة بيزوروني، بنعمل ورشة كفتة عدس. مش بس طبخ… منحكي، منضحك، ومنحس إنه في حياة رغم كل شيء.

لكن وراء هذه الابتسامات، تكمن معاناة لا تُحصى.

وترى أم وسيم في العدس رمزًا للمقاومة اليومية، وتقول: "العدس زينا، بسيط بس فيه قوة، بيغلي بهدوء، بس آخره يشبع."

وفي حي الجندي المجهول، تقف أم نبيل (60 عامًا) على باب خيمتها الصغيرة، تحمل صحنًا من "الكفتة الكدابة" لجارتها.

"كل بيت في غزة فيه قصة عدس"، تقول وهي تضحك، ثم تضيف: أنا بوزّع كفتة مش بس أطعِم… أطمّن، يعني الجارة اللي أكلت اليوم، بتنام أهدى.

أم نبيل لا تملك أولادًا، لكنها "أم الحارة" كما يُلقبها الجميع، وتقول بفخر: تعوّدنا نتحمل، بس ما تعوّدنا نجوع سوا ونسكت، العدس صار أداة مقاومة، وموّحد عائلي واجتماعي.

برغم الجوع والخوف، ترفض نساء غزة الاستسلام.

نحن لا ننتظر المساعدات، نصنع الحياة من لا شيء، تقول أم نبيل بينما تُطعم أطفال المخيم، لكن العالم يجب أن يعرف: الحرب لا تقتلنا بالصواريخ فقط، بل ببطء عبر الجوع والنسيان.

في زوايا الخيم، تُكتب قصص الصمود بملاعق خشبية، وصحون خاوية تتحول إلى وليمة بصبر أمهاتٍ يهمسن لأطفالهن: كلوا... ففي كل لقمة دعوة للصبر وللعيش.

-وفق تقارير محلية، أكثر من 65% من نساء غزة هنّ المعيلات الرئيسيات لأسرهن، والكثيرات منهنّ اخترعن وصفات بديلة، ليست فقط لسد الجوع، بل لحفظ الكرامة.

-وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن عدد الأرامل المعيلات: حتى بداية عام 2025، فقدت 13,901 امرأة فلسطينية أزواجهن نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة، مما جعلهن المعيلات الوحيدات لأسرهن في ظل ظروف اقتصادية خانقة تفاقمت بفعل الحصار والدمار.

هذه الأرقام تسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجهها النساء في غزة، خاصةً الأرامل اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

هنا، كل وصفة تُطبخ تحت الحصار، لكنها تُقدَّم للعالم كرسالة: لسنا ضحايا… نحن نساء نُقاوم بالملاعق لا بالبكاء.

هذه ليست مجرد وصفة طعام... بل إبداع الكرامة في زمن الموت، إنها إعلان حبٍّ من أمٍّ تقبض على الحياة بيدٍ واحدة، وتَمسح دموعها باليد الأخرى.

ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.

المصدر : وكالة سوا - -شروق شابط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 3 شهداء و46 جريحا قرب نقطة مساعدات الشركة الأمريكية برفح الرئاسة تعقب على مصادقة إسرائيل على إقامة 22 مستوطنة جديدة فصائل المقاومة تعقب على توزيع المساعدات في غزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأربعاء 21 مايو طقس فلسطين: ارتفاع على درجات الحرارة اليوم محدث: 47 شهيدا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة اتصال إماراتي-إسرائيلي يُثمر عن إدخال مساعدات إنسانية عاجلة لغزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أجرى امتحانات الدكتوراه المهنية في الصحة العامة بالحديدة
  • مؤسسة الطرق تختتم دورة تدريبية حول السلامة والصحة المهنية
  • بالفيديو .. ترمب وصف غزة بأنها مجرد كومة من ركام! .. وجاءه رد مزلزل من مذيعة أمريكية
  • الاختبارات المهنية.. ضمان الكفاءة وجودة المخرجات عبر “التخصصات الصحية”
  • رونالدو يبحث عن بطولة العالم للأندية هربًا من بطولة أندية الخليج
  • تدشين الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية: خطوة نحو سوق عمل أكثر كفاءة
  • فضيحة في كواليس الإعلام التركي.. مذيعة تتهم زميلتها بسرقة وظيفتها!
  • إعلام إسرائيلي: فوضى توزيع المساعدات ربما تدفع ترامب للقول هذا يكفي
  • قوّات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 11 فلسطينيًا وتقوم بعمليات هدم وتخريب واسعة بالضفة الغربية
  • كفتة العدس - حين يصبح الصمود وجبة