سودانايل:
2025-12-13@23:31:29 GMT

مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) تاني وتالت ورابع

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

حدثتني شقيقتي عما ألم بها و بقية الأسرة من المعاناة و الألام الممتدة جرآء تعاملاتهم/إحتكاكاتهم مع جنود مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) الذين إقتحموا البيوت في مدينتنا ، مدينة ود مدني السني ، و روعوا ساكنيها...
و قد عجزت شقيقتي تماماً عن وصف ما أصابهم من الخوف و الرعب و الألام جرآء الممارسات الإرهابية و الغير أخلاقية من قبل أفراد مليشيات الجنجويد المتعطشين إلى الإرهاب و الترويع و القتل و النهب و هتك الأعراض ، و ذكرت أنها و في مرحلة من مراحل التجربة القاسية و عند مواجهتها أفراد من المليشيات فقدت المقدرة على النطق جرآء الرعب و من بعد ذلك المقدرة على النوم ، و ذكرت في وصفها العنجهية و الصلف و الغلظة و القسوة و الفظاظة التي يتمتع بها أفراد المليشيات ، و كيف أنهم كانوا يتلذذون بإخافتهم للناس و إرهابهم لهم بأحاديثهم الفظة و صراخهم في الوجوه و هم يقتحمون الأبواب يضربونها في عنف بأعقاب البنادق و يطلقون عليها و العربات (السيارات) الموجودة وابل الطلقات السريعة من بنادقهم الأوتوماتيكية ، و كيف أنهم يتلذذون بإطلاق زخات الرصاص تحت أقدام الرجال أثنآء عمليات الإستجواب و الإستفسار عن أماكن الأشيآء و السيارات و الأموال و المقتنيات و مواقع البنوك!!!.

..
و أكثر ما ألمني و أقلقني من الوصف هو ما أصاب الكثير من الأطفال في العآئلة من الخوف و الهلع بسبب تصرفات و سلوك أفراد مليشيات الجنجويد ، و كيف أنهم أصبحوا يرتعدون و يصيحون و يبكون لمجرد رؤية أفراد المليشيات المسلحين في عماماتهم الضخمة المسماة الكَادَمُول ، أو حين سماع أحاديثهم و صراخهم بلهجاتهم/ألسنتهم المميزة!!!...
و ما زالت شقيقتي و بقية عآئلتي هآئمين حول البقاع يبحثون عن الملجأ الآمن و عن الطمأنينة التي تعيد إليهم إمكانية النوم الخالي من الكوابيس ، أما أنا القابع في المهجر البعيد فقد ظلت نفسي و أنفس أخرى عزيزة تشاركني المسكن و الجينات حآئرين تخالجنا أحاسيس هي خليط من: العجز و الخيبة و الألم و الحزن و الكآبة و الغضب و الحنق و الغيظ و الإكتئاب ، و ما انفكت الأنفس الحآئرة تبحث عن ملجأ يعيد إليها الطمأنينة المفقودة ، و قد عجز الصمت و نوبات من البكآء عن إزاحة الأحزان و الكآبة و الألام و الأحاسيس الغير إيجابية التي سكنت الأنفس و القلوب و الأفئدة...
و لم تكن الإعتقادات و المعرفة السابقة عن مليشيات الجنجويد ، و أنهم جماعات من قاطعي الطريق (الرَّبَّاطَة) ، و أنهم يفتقرون إلى جميع أساسيات الأخلاق و القيم التي تميز بني الإنسان عن بقية المخلوقات ، في حوجة إلى وصف شقيقتي حتى تزداد رسوخاً ، و لقد تأكد من سلوكيات المليشيات أنهم لم يعايشوا مرحلة (الأَنسَنَة) التي تنقل المخلوقات البشرية إلى مرحلة الإنسان الذي يعقلُ و يعي و تتراكم لديه العلوم و المعارف و المعتقدات و القيم التي تضبط تصرفاته و سلوكه ، و أن الأوصاف المتعارف عليها مثل القتلة و الأوباش و الهمج و الرعاع و المتوحشين لا تنطبق عليهم لأنهم أسوأ من ذلك بدرجات عديدة و مراحل ، و أنه لا يمكن وصفهم بالشياطين ، و ذلك لأن الشياطين تغوي و تقعد الصراط المستقيم لكنها لا تقتل ، و أنه من الجآئر وصفهم بالمخلوقات الشرسة مثل الضواري و الكواسر و الجوارح ، و ذلك لأن هذه المخلوقات لا تقتل إلا عند الحوجة إلى الغذآء ، و لا تسبب الأذى للآخرين إلا دفاعاً أو حمايةً ، و ليس لذةً أو شهوةً كما تفعل أفراد مليشيات الجنجويد...
و لقد تأكد يقيناً أن كثيرين من أفراد مليشيات الجنجويد يحملون في دواخلهم مقادير عظيمة من الأحقاد و الأضغان ضد ساكني الوسط و الشريط النيلي و ضد جماعات الزُّرقَة (الأعراق الأفريقية) و كل مظاهر المدنية لا يمكن وصفها أو تحديد مقاديرها ، و أن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و آخرون قد خلقوا للمليشيات الغطآء القانوني و السياسي و التسليح اللازم حتى يتمكنوا من توظيف مقدراتهم/ملكاتهم الشريرة في ممارسة مهنتهم/حرفتهم/متعتهم الأساسية في: القتل و السلب و الإغتصاب و قطع الطريق على أعنف و أفظع و أتم وجه ، هذا إلى جانب إحداث أقصى درجات الدمار و الخراب و الرعب في كل البلدات التي يمرون عليها...
و لقد ترسخ أيضاً أن الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان ، و التي أزكى نيرانها قآئد مليشيات الجنجويد المدعو محمد حمدان دقلو الملقب بـ(حِمِيدتِي) ، لم تنشب للأسباب التي ذكرها و رمى فيها جميع/كل اللوم على شركآءه في الجرم جماعة الإخوان المتأسلمين (الكيزان) الطامحين في العودة إلى سدة الحكم ، و أن الإنتهاكات لم يرتكبها متفلتون بل غالبية أفراد مليشياته (الجنجويد/الدعم السريع) التي أدمنت القتل و النهب و الإغتصاب ، و أن حميدتي الطامع في الأمارة و المتطلع إلى الحكم ، و منذ أمدٍ بعيدٍ ، قد أدمن/إمتهن الكذب في المنابر و المحافل ، و أنه قد إنطلق في أرجآء القارة الأفريقية ، و يداه متلطختان بدمآء السودانيين ، يكذب و يتحدث تقيةً عن السلام و الحرية و الديمقراطية و العدالة و الدولة المدنية!!! ، و أنه قد وجد الترحيب و القبول ، مما يعطي الإنطباع أن دهاليز السياسة و الحكم و القضآء في القارة الأفريقية أحياناً/كثيراً ما تغض الطرف عن التطهير العرقي و الإبادات الجماعية و إنتهاكات حقوق الإنسان!!!...
و لقد ترسخ و تأكد أن لا مجال أو مقام لأغلب أفراد مليشيات الجنجويد في سودان ما بعد الحرب ، و ذلك لأنهم قد تجاوزوا مرحلة إعادة التأهيل و الإصلاح ، و لا يبدوا حالياً أن هنالك مجال/إستطاعة/مقدرة لإخضاعهم للمحاسبة و المسآءلة و المحاكمة و العقاب على ما إرتكبوه من جرآئم ، و يبدوا أن الخيار الوحيد المتاح هو القضآء عليهم ، و يبدوا أن ذلك ممكناً عبر المقاومة الشعبية المنظمة الخالية من تداخلات/مزايدات جماعة الإخوان المتأسلمين (الكيزان) ، و قد يقترح آخرون التدخل الدولي الذي يرى كثيرون ، بل يعتقدون إعتقاداً راسخاً ، أنه أولى خطوات تقسيم بلاد السودان إلى دويلات...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان

لقى مواطن سوداني مدني مصرعه وتعرض آخرون للإصابة جراء هجوم للدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن هجمات للجيش السوداني أسفرت عن تدمير ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع.

واستهدفت مُسيرات الجيش السوداني تستهدف عدة مواقع للدعم السريع في شمال كردفان.

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان. 

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

"اليونيسيف" يحذر من مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال غزة أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة

وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.

وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.

وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.

وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.

ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.

 وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.

 وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.

وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".

 وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.

 وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.

 وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,

وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.

 وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.

 قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.

 وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • الدعم السريع يسمح بدخول مساعدات محدودة إلى الفاشر وسط تفشي المجاعة
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • "منهم أبو لولو".. بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟