رحيل طائر الأشجان.. اليمنيون ينعون الشاعر الغنائي أحمد الجابري
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
بحزن، وحسرة، وألم، غصت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن ببيانات النعي في الشاعر الغنائي الكبير أحمد الجابري، الذي توفي اليوم السبت، إثر إصابته بجلطة دماغية بعد معاناة طويلة مع المرض.
وحسب مصادر مقربة من الشاعر فقد استقر خلال الفترة الأخيرة بصنعاء لمتابعة رحلة علاجه، بعد أن تلقى العلاج في وقت سابق بالقاهرة وعمّان.
ولد الجابري عام 1936 بمديرية خدير في مدينة تعز، وتلقى دراسته الأولية في عدن ثم سافر إلى القاهرة لدراسة الثانوية، والتحق بجامعة القاهرة في كلية التجارة، وتخرج منها عام ألف وتسعمائة وستة وستين.
ويعد الجابري من أبرز الشعراء اليمنيين، وله أكثر من مائتي قصيدة وعمل إبداعي تتنوع بين موشح وغنائي ووطني، وغنى له عدد من الفنانين أبرزهم أيوب طارش ومحمد مرشد ناجي.
من أشهر كلماته: "أخضر جهيش مليان".. "يا غارة الله منه يفعل كذا بالقتيل"، غناء الفنان الكبير محمد مرشد ناجي.
يشار إلى أن الكثير من أغاني الفنان أيوب طارش كانت من كلمات الجابري، أبرزها: "لمن كل هذي القناديل"، "واصبايا فوق بئر الماء والدنيا غبش"، "يا عاشق الليل ماذا أنت تنتظرُ"، "خذني معك"، "أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع"، "ضاعت الأيام"، "طير أيش بك تشتكي".
كما غنى له الفنان عبدالباسط عبسي الأغنية الشهيرة: "أشتي أسافر بلاد ما تعرف إلا الحب". وغنى له أحمد بن أحمد قاسم أغنية "رجعوني".
رحيل الشاعر الجابري، أثار حزنا واسعا بين أوساط اليمنيين، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى صالة عزاء، سواء على المستوى الرسمي والشعبي، فيما الغالبية أعادوا نشر قصائده على صفحاتهم كبيانات نعي ورثاء.
نعي رسمي
رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، بعث برقية عزاء ومواساة الى عائلة الشاعر الغنائي الكبير، احمد غالب الجابري، معربا باسمه واعضاء المجلس والحكومة عن خالص التعازي وعظيم المواساة لعائلة الشاعر الجابري وأصدقائه.
وأشار العليمي إلى ان الوطن خسر برحيله احد ابرز رموزه الادبية، واعلامه الثقافية والإبداعية الذي كان له بصماته الشعرية، والادبية الملحمية المتميزة، مشيدا بمناقب الفقيد وارثه، واسهاماته الجليلة في اثراء شعر الغناء اليمني بكل لهجاته ومفرداته والوانه المتعددة، التي جسدت عشقه الفريد للوطن والارض والانسان والحب والخير والسلام.
من جانبه قال رئيس الوزراء معين عبدالملك إن اليمن خسر برحيله شاعرا وطنيا كبيرا، فيما خسر الوسط الثقافي والساحة الفنية اليمنية، شاعراً معطاءً ترك أثراً مهماً في ذاكرة اليمنيين الفنية.
من جهتها نعت وزارة الاعلام والثقافة والسياحة، الشاعر الجابري الذي وافته المنية عن 88 عاما قضاها في خدمة الوطن والفن وقدم خلالها للأجيال اليمنية باقة من أجمل الروائع الشعرية الغنائية والفنية التي غناها كبار وعمالقة الفن في اليمن منذ أكثر من خمسة عقود.
وقالت الوزارة في بيان النعي إن "الراحل واحدا من أبرز وأبلغ شعراء القصيدة الغنائية العامة الذين عرفتهم اليمن منذ السنوات الاولى في العصر الزاهي للاغنية اليمنية الحديثة التي تشكلت بصورة رئيسية في مدينة عدن الباسلة قبل الاستقلال".
واضافت "منذ ميلاده في عام 1936 بمدينة التواهي في عدن وحتى رحيله عن دنيانا هذا اليوم بقي الجابري من أهم القامات الشعرية التي تسابق على تلحين وغناء قصائده عمالقة الفن اليمني وأشهر نجوم الاغنية اليمنية من محمد سعد عبدالله إلى أحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي ومحمد عبده زيدي وأيوب طارش ود عبدالرب أدريس وجميل غانم وغيرهم".
نعي شعبي واسع
ويقول عنه الشاعر والكاتب الصحفي أحمد الشلفي "تبدأ حياة الفنان عندما يرحل، رحم الله الشاعر الغنائي الأستاذ أحمد الجابري".
وأضاف "يكون الرحيل في كثير من الأحيان تكريما للمبدع الخلاق، لأنه يكون حياةً ثانية دون نكران أو استغلال".
الكاتب الصحفي عبد الرحمن بجاش، اكتفى بالقول "والقناديل لمن ؟؟ أحمد الجابري ...وداعا".
الدكتور رصين الرصين أستاذ اللغة العربية في جامعة صنعاء "رحيل أمير الشعر الغنائي في اليمن أحمد غالب الجابري
لم يبق عملاق غناء إلا غنى له.
وسرد رصين الفنانين اليمنيين الذين غنوا للشاعر الراحل ومنهم: "أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، عبد الرب إدريس، عبدالباسط عبسي، أحمد فتحي".
وقال الرصين "له حوالي مئة قصيدة ومقطوعة، غُنّي معظمها، غنى له أيوب: يا صبايا فوق بير الما، لمن كل هذي القناديل"، متابعا "شاعر فصيح أيضا، كما هو شاعر غنائي".
في حين قال الشاعر عامر السعيدي، "عش حياتك لا تضيع لحظة واحدة في الوجود، أحمد الجابري شاعر الأغنية اليمنية الذي ملأ البلاد والقلوب لنصف قرن من الزمن والغناء والشعر".
وأكد أن "رحيل الجابري إضافة إلى خسارات اليمن ومرارة في طعم الأغاني".
فيما الكاتب الصحفي وليد البكس، فقال "يرحل آخر المرهفين فتصير القصيدة يتيمة، والشعر حزين، يودعنا في هذا الزمن "الغصة" الشاعر العبقري أحمد الجابري، مضيفا إلى حرب هذا الوطن وهزائمه هزيمة جديدة".
وأضاف "ما هذا الصباح الحزين يا أحمد، 6 يناير كئيب وموجع، ستفتقدك الراهدة، وتعز وعدن وصنعاء وأبين والوطن". متابعا "منجم الشعر الغنائي اليمني كنت وكنزه المتفرّد لعقود، واليوم تودع محبيك بعد حياة حافلة بمئات القصائد، وربما الآلاف: قال "لمثلك تبكي القلوب ألما.. لنا الخسارات المتلاحقة، ولك الخلود؛ ما أعظمك".
الصحفي علي الجرادي كتب "وفاة طائر الأشجان احمد الجابري.. الشاعر الذي وحد اليمن بأصوات المطربين، من عدن ولحج وحتى صنعاء وصعدة، كتب للأرض والإنسان، بقصائد غنائية بديعة سافر بارواحنا إلى عدن".
وقال "لم تتوقف روحه الهائمة عن التحليق في فضاءات الحب والعشق فقد طار بنا نحو البعيد" طائر الأشجان مايبكيك في تيك الرُبى من لوعك، فتح قلبه للضوء فسال الشجن ملء قلوبنا المتعبة وقد انهكها الانتظار " ايش معك تتعب مع الأحباب يا قلبي وتتعبنا معك لا الضنا يروي ضما روحي ولا الدنيا بعيني توسعك لا متى شاصبر وانا اجري وراء حبك اطيعك واتبعك".
وأضاف الجرادي "عاش أحمد الجابري بعيدا عن التكريم واوسمة الزيف، بعيدا عن اهتمام السلطات والحكومات المتعاقبة، لكنه كان حاضرا بكلماته في رسائل العشاق والمحبين في سفرنا وبوحنا في القرى والمدن وعلى ضفاف البحر في لحظات الغروب".
وأشار إلى أن الشاعر احمد الجابري نذر عصارة روحه للوطن الكبير حين أشعل القناديل في ضلوع البلاد لمن كل هذي القناديل لمن لمن لأجل اليمن" وحين تتكالب الظروف وتزدحم صدورنا بالعواصف كان هو لسان حالنا واحاسيسنا .." أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع لا ذقت راحة ولا جفت بعيني الدموع."
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أحمد الجابري شاعر غنائي وفاة الشاعر الغنائی أحمد الجابری
إقرأ أيضاً:
فى ذكرى رحيل الرزيقي .. تعرف على أبرز المحطات فى حياته وكيف أنصفه السادات
تحل علينا اليوم 8 ديسمبر ذكرى رحيل القارئ الشيخ أحمد الرزيقي، أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، الذى توفّي في مثل هذا اليوم من عام 2005م، وفى السطور القادمة سوف نستعرض أبرز المحطات فى حياته، وعلاقته بالشيخ عبد الباسط.
مولده وحياته
ولد الشيخ أحمد الشحات أحمد الرزيقي، فى قرية الرزيقات، فى مركز أرمنت غرب الأقصر في 18 فبراير عام 1938، وكان مثله الأعلى فى تلاوة القرآن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ابن مدينته، قبل أن يتحول الإعجاب لصداقة قوية امتدت حتى وفاة الشيخ عبدالباسط.
أتم الرزيقي، حفظ القرآن بعد ثلاثة أعوام على يد الشيخ محمود إبراهيم، ودرس القراءات على يد العلامة الشيخ محمد سليم حمادة.
ثم دخل الإذاعة عام 1974، وتم تعيينه قارئا لمسجد السيدة نفيسة عام 1982، كما عين فى منتصف السبيعينات أمينًا عامًا لنقابة القراء وظل في هذا المنصب حتى وفاته، وقد جابت تلاواته دول العالم.
نال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1990 تقدير لدوره فى خدمة كتاب الله، وسافر إلى عشرات الدول وكرم من زعمائها، ورحل في الخامس من ديسمبر عام 2005م.
كيف أنصفه الساداتيروي الشيخ الرزيقي قصته مع الرئيس السادات وكيف تمت الموافقة على إنشاء نقابة محفظى وقراء القرآن الكريم، فيقول: “ذهبنا أنا والشيخ محمود على البنا رحمه الله، إلى استراحة القناطر الرئاسية، حيث علم أن الرئيس متواجد هناك وكان ذلك في يوم جمعة، وحينما علم الرئيس السادات بوجودنا سمح لنا بمقابلته.. وقال: خيرا. فقلت له: يا سيادة الرئيس نريد من سيادتكم نقابه للقراء، فرد الرئيس السادات فورا يتم إنشاء نقابة للقراء وأصدر قراراً جمهورياً لإنشاء نقابة القراء”.
وقد كان أول نقيب للقراء فى جمهورية مصر العربية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأمينها الشيخ الرزيقي.
كان الرزيقي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد من بلدة واحدة وهى أرمنت فكانا لا يفترقان، ولم تنقطع الأخوة والصداقة والود بينهما حتى أتتهما المنية، فبعد ممات الشيخ عبد الباسط وكان وقتها قارئاً لمسجد سيدنا الحسين، رشح الشيخ الرزيقي من قبل وزارة الأوقاف مكانه لتلاوة قرآن الجمعة بمسجد سيدنا الحسين، وكان قارئاً لمسجد السيدة نفيسة، فحينما قرأ رواد السيدة نفيسة الخبر فى الصحافة أن الشيخ الرزيقي سيذهب لمسجد الإمام الحسين رفضوا وتظاهروا وقالوا للشيخ الرزيقى لم نتركك تذهب لمسجد سيدنا الحسين، وقالوا له لن يأتى قارئاً غير الشيخ الرزيقي عندنا والشيخ على قيد الحياة، فرفض الشيخ الرزيقي أن يذهب لتلاوة السورة في مسجد سيدنا الحسين إرضاءً لرواد مسجد السيدة نفيسة، وظل قارئاً لمسجدها حتى وافته المنية.
القارئ المثقفيقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر :"الشيخ أحمد الرزيقي، فريد وحيد، لا مثيل له، في نضجه العقلي والعاطفي، مفتاح شخصيته، القارئ المثقف، كان واسع الاطلاع، كثير القراءة".
ولفت الى أن الشيخ أحمد الرزيقي قام بعملية عجيبة لم يتطرق لها أحد، أثناء صغره والذهاب للمدرسة فلقي الناس مجتمعين حول بيت الأمير داود وهو شخص امتلك ردايو في وقت كان الراديو نادرا".
وتابع علي جمعة:" لما سأل الناس قالوا إن فيه واحد من بلدنا اسمه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد هيقرأ في الراديو، فتغيب عن المدرسة وانضم إلى الكتاب لحفظ القرآن الكريم حتى يكون مثله، لكن المدرسة أرسلت انذارا لوالده فلما سأله قال: بروح الكتاب أحفظ الكتاب"، فحضنه أباه واستوعب فكرته، وبعاطفة المصريين حفظ القرآن كأنه خد البكوية".
وأكمل علي جمعة:" الشيخ أحمد الرزيقي وجد صوت الشيخ عبد الباسط حلو جداً، فاجتهد حتى أتاه الله مزماراً من مزامير داود".
ماذا قال عنه الموسيقار الراحل عمار الشريعيوقد قال عن الشيخ الرزيقى، الموسيقار الراحل عمار الشريعي، إنه صوت لم يتكرر.