(١)
قبل سنوات أعتقل ابن عمي( فيصل) بمطار الخرطوم فور وصوله من دارفور و هو في طريق عودته الي عمله بإحدى دول الخليج . مكث بالمعتقل لشهور عدة قبل ان يطلب منه مغادرة سجون صلاح قوش، دون تحقيق أو تهمة توجه إليه. هنا أستفسر فيصل عن سبب إعتقاله. لكن الصدمة عندما سأله الضابط ؛ ألم تكن من الزغاوة؟ أجاب فيصل بأنه منهم!!
فرد المسؤول الأمني قائلاً و بكل غباء متوارث( و هل من جرم أكبر من ذلك ؟؟)
فيصل عمر ( الذي كان الكثير من أبناء أقليمه و اهله يقبعون في سجون البشير و معتقلاته - و في مقدمتهم ابن عمه الباشمهندس الراحل يوسف لبس عبدالرحمن و الذي مكث هناك لعقد و نصف بتهمة التدبير للانقلاب ضد البشير)؛ غادر المعتقل بهدوء.


لكن الديان الذي لا ينسى كافأه و الاخرين من ابناء و بنات الوطن بثورة ديسمبر 2019 - قبل ان ينقض عليها (شريكا الجريمة المنظمة و غريما اليوم)؛ عبد الفتاح البرهان و محمد حمدان دقلو في 25 اكتوبر 2021 . و ذلك لرعونة بعض مكونات قحت - و في مقدمتها الحزب الشيوعي بأفكاره الأحفورية، الحزب الذي خُلق ليعارض و ليس ليحكم ، فكرس كل جهده في معاداة حكومة التكنوقراطي عبدالله حمدوك - حتى أضعفها ليسقطها الانقلابيون بكل يسر.

(٢)
من الإسفاف اختزال الكفاح المتراكم للشعوب السودانية بشكل عام و شعوب الهامش بشكل خاص في إثنية او قبيلة واحدة.
القبيلة لا تعدو عن كونها مجرد كيان اجتماعي. لذلك عندما كنا ممنوعين من الاقتراب من تراب الوطن كان هنالك إخوة لنا في الرحم وزراء في نظام البشير( هذا برغم ان سلطات وظائفهم كانت شكلية و ديكورية).
كنت قد كتبت مايو2008 مقالا تحت عنوان ( الخطاب الذي ضل طريق وصوله إلى الناظر) انتقدت فيه حركات الكفاح المسلح لعدم دعوتها لكل مكونات دارفور( و خاصة ابناء قبائل العربية) قبل اندلاع الثورة السودانية هناك . الأمر الذي استغله ساكن قصر غردون و نتج عنه ما نحن فيه اليوم.

أقول ذلك: و خلال الأشهر الماضية تعالت اصوات و معظمها من المركز بالوعيد و الويل الذي ينتظر بعض القبائل التي ينحدر منها مقاتلوا مليشيا الدعم السريع ( من السودانيين) من بأس قبيلة الزغاوة ؟!.
و هي دعوة فتنة أريدت بها فتنة كبرى.
الحقيقة التي يجب ان يعلمها البعض أن لا عداوة قبلية بين إثنية الزغاوة و أشقائهم من الرزيقات او الهبانية او التعايشة او البني هلبه او المسيرية او غيرها من مكونات غرب السودان. بل لا عداوة بينها و اخوانهم من الجعليين او المحس او النفيدية.
لذا سيخيب ظن من ينتظر الحرب بين مكونات الغرب على الأساس القبلي لتحقيق آماله في هزيمة مليشيا الدعم السريع المجرمة حقاً.
سنظل مع جيشنا الوطني( رغم كل الأخطاء التأريخية و الحالية) في حربه المقدسة ضد هؤلاء الأجانب الأوباش المتعطشين للدماء( و الذين في الأصل قد جلبهم و صنعهم أصحاب أصوات الفتنة المذكورة في الخرطوم من دول غربي أفريقيا لوأد أحلام من يشيدون بشجاعتهم اليوم ( نفاقاً و استغفالاً) قبل أن ينقلب السحر على الساحر.
فلن يطلق الاشقاء من الزغاوة و الرزيقات رصاصة واحدة صوب بعضهم البعض.
إنتهى الدرس....!!

(٣)
في يونيو الماضي راسلني صديق لي، وهو رئيس حزب، يسألني ان كان بمقدور حركات الكفاح المسلح الدخول في الحرب الي جانب القوات المسلحة.
قلت لصديقي : (برغم أنني لست عضوا بتلك الحركات؛ الا أنني تمنيت دخولها للحرب تضامناً مع الجيش و الشعب السودانيين. و في ذلك كتبت عدة مقالات أناشد فيها حركات الكفاح المسلح بالوقوف مع القوات المسلحة، الا ان للحركات الثورية تقديراتها السياسية)
ثم أضفت له قائلاً : (( بمقدور حركات الكفاح المسلح مجابهة مليشيا الدعم السريع و هزيمتها ايضا و ذلك بدعم مضمون من قبل بعض دول الاقليم ان اقتضى الأمر، او حتى دون دعم خارجي .
لكن الذي أخشاه هو ان يقوم الاخوة/ عبد الفتاح البرهان و علي كرتي و صلاح قوش بدعم حميدتي بدلا عن دعم الحركات التي تقاتل معهم و ذلك تنفيذاً لسياسات المركز التي تعلمناها خلال السبع عقود الماضية))...
سكت صديقي و لم يسألني ثانية !!.

(٤)
من الضروري تسمية الأشياء بمسمياتها؛ فالحرب الحالية هي حرب مقدسة للدفاع عن وحدة تراب الوطن و أمن و سلامة شعبه و ممتلكاته ضد غزاة اجانب يقودهم أمي و جاهل "سوداني" اصبح دمية في يد كيان بترودولار الخليجي يخطط لتمزيق بلادنا.
لذا فإن أوجب الواجبات الآن هو الإنخراط في صفوف القوات المسلحة على أسس وطنية و ليست قبلية.
أما الملفات من شاكلة اصلاح الجيش او المنظومة الامنية أو الخدمة المدنية و حقوق و واجبات المواطنة السوية المتساوية؛ يمكننا إنجازها بعد دحر الأعداء ( طرد الغرباء الي بلدانهم و محاسبة قادتهم السودانيين)..

المجد لجيشنا

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حرکات الکفاح المسلح

إقرأ أيضاً:

السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة

2025-05-27Belalسابق التربية واليونسكو تبحثان مجالات التعاون في القطاع التربوي انظر ايضاً التربية واليونسكو تبحثان مجالات التعاون في القطاع التربوي

دمشق-سانا بحث وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو اليوم، مع وفد من منظمة …

آخر الأخبار 2025-05-27السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة 2025-05-27التربية واليونسكو تبحثان مجالات التعاون في القطاع التربوي 2025-05-27الأمن الداخلي بحمص يضبط أسلحة وذخائر في مراكز لمجموعات خارجة عن القانون 2025-05-27وزير الاتصالات ومحافظ دمشق يبحثان واقع الاتصالات بالمحافظة وآلية العمل ‏لتحسينه والارتقاء به 2025-05-27وزارة الاتصالات تناقش مع شركة “أوتوماتا فور” عملية الإطلاق التجريبي ‏لمنصّة “صوتك” الخاصة بشكاوى المواطنين 2025-05-27وزير المالية: إعادة افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية في الثاني من ‏حزيران ‏المقبل 2025-05-27وزير العدل يؤكد أهمية تعزيز التعاون القانوني بين سوريا وقطر 2025-05-27الوزير الشيباني وتويتسكه يبحثان سبل التعاون بين سوريا وألمانيا 2025-05-27وصول الرئيس الشرع إلى قلعة حلب للمشاركة في فعالية حلب مفتاح النصر 2025-05-27السيد الرئيس أحمد الشرع يصل إلى مدينة حلب للمشاركة في فعالية حلب مفتاح النصر

صور من سورية منوعات سرطان الجلد واختلاف مناطق الإصابة بين الرجال والنساء 2025-05-26 لأول مرة… اكتشاف فيروس غرب النيل في بعوض ببريطانيا 2025-05-23فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • ???? الدعامة يشفشفون بعضهم .. النار تأكل بعضها …!
  • عبد الواحد يمكن إنتقاده كقائد وكمؤسسة وحياده محترم وأوى الفارين من جحيم الجنجويد بدون تمييز
  • الرئيس الشرع: هذا الذي نراه من دعم الأشقاء والأصدقاء ورفع العقوبات ليس من قبيل المجاملة السياسية، بل هو استحقاق استحقه السوريون من العالم لما بذلوه من تضحيات وسطروه من بطولات، وما يثقل عاتقنا عظم الأمانة فلا تخذلوا أنفسكم فتخذلوا عالماً تعلقت آماله عليكم
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في كلمة خلال مشاركته في فعالية حلب مفتاح النصر: يا أبناء حلب وبناتها من شيب الأمة وشبابها، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة
  • بعد الإشكال الذي أوقع 3 جرحى أمس.. الجيش يُداهم منازل في حوش العرب
  • انتظم عليها .. 5 مكونات من مطبخك تحافظ على صحة الكبد
  • حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
  • ديفيد زيني حصان طروادة الذي يتحدى به نتنياهو الجيش والقضاء
  • رصاصة من الداخل| شجار دامٍ يكشف تصدعات في صفوف جيش الاحتلال بغزة.. ماذا حدث؟
  • عطاف: الجزائر تمد يد التضامن لكل الأشقاء في جوارها