د. خالد بن علي الخوالدي
نحتفل في 11 يناير بذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، وبهذه المناسبة الغالية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي وللشعب العماني الوفي، داعين المولى سبحانه وتعالى أن يوفق جلالته لمزيد من التقدم والازدهار والتقدم لعُمان وأهلها.
هذه الذكرى المميزة تمتزج هذا العام بآمال وتطلعات بتحقيق المقاومة الباسلة في غزة النصر المُبين، فكل عام والجميع بخير وكل عام وفلسطين قضيتنا الأولى. الكل في العالم يُراقب ويتابع التطورات اليومية التي تحدث في مختلف الأراضي الفلسطينية عموما وفي غزة العزة خصوصًا، عام 2023 العام الذي بدأت معه خيوط النصر والتأييد والأمل وتحديدًا في 7 أكتوبر المجيد، فهذا اليوم هو الأبرز في العام الماضي، وسيظل كذلك حتى تحرير آخر ذرة من أرض فلسطين، فهذا التاريخ سيحفظه الصغير والكبير والعربي والمسلم وكل أحرار العالم وكل شخص يحمل الإنسانية في ثنايا قلبه، فقد أستطاع ثلة قليلة من أبطال غزة دحر وقتل وتدمير الأكذوبة التي أنطلت علينا لأكثر من سبعين عاماً بأن جيش الصهاينة لا يُقهر ولا يُهزم، وشكل لنا هذا اليوم بأرقة أمل بأن النصر المبين قريب وأن تحقيق الأحلام الليلية للصهيونية العالمية من الصعوبة بمكان أن يتم.
إننا نؤمن بأن الحرية لها ثمن وأن الدفاع عن المقدسات والأرض والعرض سوف يكون له ضحايا من الأبرياء والأطفال والنساء، ولم ولن يتحقق الاستقلال بدون خسائر مادية وبشرية وشهداء، ولنا في أحداث التاريخ عبرة وذكرى ومثل، فالجزائر بلد المليون شهيد، وسلطنة عمان التي قاتلت البرتغاليين لما يقرب من 150 عامًا، وأخرجوهم من دول الخليج العربي ومن دول أخرى، ودفع العمانيون مقابل ذلك أرواحًا عديدة وشهداءً، فضلًا عن فيتنام وأفغانستان وتونس والمغرب والعراق وسوريا واليمن؛ إذ إن ما حدث لهذه الدول لا يخفى على عاقل، ولا تنكره أحداث التاريخ، وغيرها وغيرها الكثير، فما يؤخذ بالقوة لا يُسترد إلّا بالقوة، وهي لغة يفقهها العقلاء ويتغافل عنها المرجفون.
نحن أمة لا نسمع لقول المرجفين مع قوم لا يؤمنون إلا بلغة السلاح، فمنذ العهد الأول لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنذ أكثر من 75 عامًا، والعرب والمسلمون ينتظرون صدق اليهود في العهود والمواثيق، ولن يصدقوا ولا أحد ينتصر إلا بعرقه وجهده وتضحيات أبنائه وصبرهم وإيمانهم بالله العظيم أولا وأخيرا، مؤكدين أن هذا التاريخ ليس الشرارة التي سمحت للصهاينة ليعيثوا فسادا ودمارا وتنكيلا بالأشقاء في غزة، فهؤلاء الصهاينة يعيثون فسادا كل يوم وكل ساعة ولا يرعون في مسلم إلا ولا ذمة، هذه طبيعتهم وديدنهم منذ سنوات طويلة.
إننا ندعو الله أن يكون العام 2024 عام النصر والتأييد والانفراجة والانطلاقة إلى تحرير الأقصى الشريف وفلسطين العظيمة وغزة العزة، وما ذلك على الله بعزيز، فهو القاهر والقادر والممكن لعباده الصالحين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسيرات ووقفات حاشدة في البيضاء تحت شعار “طوفان الأقصى عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”
الثورة نت/ محمد المشخر
احتشد أبناء محافظة البيضاء، اليوم، في مسيرات ووقفات جماهيرية حاشدة بالمحافظة، وجميع المديريات، تحت شعار “طوفان الأقصى عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر” بمشاركة رسمية وشعبية واسعة.
وردد المشاركون في المسيرات التي تقدمها محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس ومسؤول التعبئة العامة في مربع مديريات البيضاء سام الملاحي ومساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة مازن المنبهي ووكلاء المحافظة عبدالله الجمالي ومحمد الحميقاني وصالح الجوفي وأحمد السيقل وناصر العجي ومدراء عموم المديريات ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية، وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات إجتماعية، هتافات السخط، والشعارات أكدت على أن الدعم والاسناد اليمني لغزة لن يتوقف مهما كلف الأمر، وأدانت صمت وتخاذل الأمة العربية والإسلامية تجاه ما يجري بحق الشعب الفلسطيني من تجويع.
ورفع المشاركون، الأعلام اليمنية والفلسطينية مرددين شعارات وهتافات تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وتؤكد على الثبات والصمود والإسناد لرجال الله في غزة، موضحة أن الدعم مستمر استناداً إلى القيم القرآنية والواجب الديني، في إطار المشاركة الفاعلة مع الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكد المشاركون أن الموقف اليمني المساند لغزة هو موقف إيماني وديني ثابت لن يتغير أمام أي تحديات، ورافض لكل أشكال التخاذل والتطبيع.
وأوضح أبناء محافظة البيضاء، أن المسيرات والوقفات الجماهيرية تمثل تجسيداً للوعي الشعبي والالتزام الديني الراسخ لدى الشعب اليمني، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات ستستمر لتعزيز الدعم النفسي والمعنوي للمجاهدين في غزة، وترسيخ قيم الصمود والمقاومة في قلوب الأجيال.
وبارك البيان الصادر عن المسيرات والوقفات في مديريات محافظة البيضاء، لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز عمومًا وأبناء غزة ولأبطال المقاومة خصوصًا صمودهم العظيم وصبرهم منقطع النظير وتضحياتهم التي فاقت التوقعات، والذي كان من ثماره إفشال العدو في تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ اليوم الأول، فلم يستطع استعادة أسراه دون صفقة تبادل، ولم يُنهِ المقاومة، وفشل في مخطط التهجير، وبقي عاجزًا رغم الدعم الذي لا مثيل له من الأمريكي ومعظم الأنظمة الغربية.
وأكد البيان، أن الخروج الشعبي يعبّر عن ثبات وإصرار الشعب اليمني على مبدأ الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتجديد الولاء للقيادة القرآنية المتمثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي شكل مصدر إلهام وقوة للجماهير في مواجهة التحديات والصمود أمام العدوان الصهيوني والأمريكي.
وعبر البيان عن الحمد لله الذي وفق الشعب اليمني وهداه بدينه الحق وبكتابه العظيم وبالقيادة القرآنية الصادقة إلى أعظم موقف، وتوجه بشرف وفخر إسناد غزة لعامين كاملين، ونجاه من عار الخذلان والهوان وثبته ونصره أمام أطغى طغاة الأرض الصهاينة والأمريكان، فلم يتراجع ولم ينكسر بفضل الله وكرمه ومنه، ولم يخذل غزة ولم يخضع لغير الله، الملك العزيز الذي أعزه بعزته وأمده بقوته وربط على قلوب أبنائه وثبتهم وسدد ضرباتهم.
وأشار البيان، إلى أن عامين من الصمود والتضحية أظهرا قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة العدوان وتحقيق صمود غير مسبوق، رغم كل الحصار والدمار الذي تعرضت له غزة.
ونوه البيان، إلى أن المقاومة الفلسطينية بمساندة المجتمع اليمني والأمة الإسلامية فشلت جميع المخططات الصهيونية والأمريكية الرامية لقمع الشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة، مؤكداً أن النصر من عند الله وحده.
كما بارك البيان لقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أنعم الله به علينا، ورفع الله قدرنا بمواقفه وثباته وشجاعته وحكمته.
وشدد البيان على استعداد الجماهير للتحرك الشامل لمواجهة أي عدوان مستقبلي، سواء استمرت الجولة الحالية من العدوان أو اندلعت جولات جديدة، مؤكداً على تطوير جميع عوامل القوة الإيمانية والمادية والتوكل على الله في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة.
وحيا البيان، صمود وثبات كل الأوفياء الصادقين الذي ضحوا مع غزة وبذلوا وثبتوا وصبروا وفي مقدمتهم الأخوة في حزب الله في لبنان الذين ضحوا أعظم التضحيات وكانوا الأوفياء في وعدهم لغزة وفلسطين والقدس، وكذا الجمهورية الإسلامية في إيران الثابتة على النهج، والداعم والسند لغزة والمقاومة دون تراجع، وكذا للأخوة في المقاومة في العراق الذين كان لهم حضورهم في الاسناد، متزامناً مع استنكار الأنظمة والقوى التي تآمرت أو تخلت عن مسؤولياتها تجاه فلسطين.
وأضاف: “نقول لأبناء فلسطين كما قال قائد الثورة: لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم الله معكم، ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان المغتصب المؤقت، الظالم، الإجرامي بإذن الله”.
ودعا البيان، القيادة الجماهيرية إلى استمرار العمل الموحد والدعاء للنصر للشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، والشفاء العاجل للجرحى، وإطلاق الأسرى، وتحقيق التحرير الكامل لكافة الأراضي الفلسطينية، مؤكدة على أن النصر آتٍ بإذن الله وأن الثبات على الموقف الإيماني والوطني هو طريق الانتصار.