تساؤلات حول دور الأردن.. ماذا تريد واشنطن وإسرائيل من عمّان؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أي دور تريده واشنطن من المملكة الأردنية في الحرب على غزة، ولماذا تضع دولة عظمى مثل أمريكا الأردن ضمن خططها ومحاولاتها لايجاد مخرج يرضيها ويرضي إسرائيل، لهذه الحرب التي يبدو أنها أربكت الجميع، وهل تراهن واشنطن على الأردن لتسويق مشروعها لإنهاء الحرب.
هذه الأسئلة وغيرها تبدو مبررة من بوابة كثافة الوفود الأمريكية القادمة إلى عمان في هذه الأونة، وتكرار ذكر الأردن في الأخبار المتعلقة بالحرب في قطاع غزة مرة من باب الإدانة للحرب وأخرى من بوابة توجيه المساعدات للفلسطينيين ومرات من بوابة دور ما للأردن يبدو أنه يحضر في الأروقة.
أمس بالذات وصل وزير الخارجية الامريكية أنطوني بلينكن إلى عمان قادما من أنقرة، والبحث كان متركزا على شكل الحل المرتقب في غزة، وضرورة إنهاء الحرب.
وبينما كان بلينكن يغادر عمان كان وفد من الكونغرس في ضيافة الملك عبد الله، حيث ناقش السيناتور كريستوفر فان هولين والسيناتور جيفري ميركلي العضوين في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي،الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتطورات الخطيرة في غزة، وضرورة التحرك للدفع بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، والتخفيف من الكارثة الإنسانية في القطاع، وإيصال المساعدات دون انقطاع.
ولم يكد الوفد يغادر القصر الملكي حتى أعلنت وكالة الأنباء الأردنية مغادرة الملك عبد الله إلى رواندا في زيارة رسمية، يلتقي خلالها رئيس رواندا بول كاغامي.
ويتناول جدول أعمال الزيارة العلاقات الثنائية والأوضاع بالمنطقة وما يشهده قطاع غزة من تطورات خطيرة.
هذه الزيارة بالذات تثير الكثير من الاسئلة بعد أن تسربت معلومات غير مؤكدة عن طرح إسرائيلي إمكانية نقل عدد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى راوندا وتشاد بشكل طوعي الأمر الذي دفع حكومة تشاد لنفي هذا الطرح بينما بقيت حكومة راوندا صامتة لم تعلق على الموضوع، لتأتي زيارة الملك عبد الله إلى رواندا بعد يوم واحد من هذه الأنباء وعقب لقائه بلينكين وعضوي مجلس الشيوخ، فهل يعني هذا أن الأردن ربما يتخلص من فكرة الوطن البديل عبر تبني رواندا كبديل مثلا.
موقف الأردن أعلاميا يبدو في جانب الفلسطينيين، لكن المنظمة العربية لحقوق الإنسان لها رأي مختلف حيث عبرت في بيان لها عن استهجانها لسماح الأردن للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أراضيها لنقل معدات عسكرية ثقيلة بواسطة 15 طائرة مخصصة لهذا الغرض إلى إسرائيل ،كما سمحت الأردن بنقل قوات خاصة على متن طائرة وطائرتين بدون طيار.
وكان “مركز رؤى لدراسات الحرب”، قد نقل عن رئيس الساحة الدولية في معهد السياسات والاستراتيجية (IPS) شاي هار تسفي في مقابلة مع مجلة Epoch العبرية، قوله إن الأردن رصيد استراتيجي لدولة إسرائيل.
وقبل هذا وذاك تحدثت تقارير إعلامية عن تحول الأردن إلى ممر بري لتدفق السلع و البضائع إلى إسرائيل بعد إغلاق جماعة الحوثيين في اليمن ممر البحر الأحمر، وهذا أيضا نفاه الأردن لكن البضائع بقيت متوفرة في إسرائيل رغم تراجع الملاحة في البحر الأحمر بشكل شبه كامل.
وكان ناشطون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن “البدء بتشغيل الجسر البري من دبي عبر السعودية والأردن إلى حيفا” وذلك في ظل استهداف جماعة الحوثي اليمنية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي من جانب إسرائيل) ووادي عربة (إسحاق رابين من جهة إسرائيل).
هل تشكل هذه الأنباء والمعلومات والأنشطة الدبلوماسية، مبررا مقنعا للسؤال عن الدور الحقيقي الذي يقوم به الأردن في سياق الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بما يرضي إسرائيل، ومن يضمن أن ما يرضي إسرائيل يرضي الفلسطينيين والعرب.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل الأردن الولايات المتحدة حماس راوندا قطاع غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإيراني
قال الكاتب والباحث السياسي يوآف شتيرن إن إسرائيل لا تنوي التصعيد أو الاستمرار في الحرب مع إيران، مؤكدا أن تل أبيب "تفضل أن تنتهي الأمور إلى ما وصلت إليه".
وأضاف شتيرن، خلال مداخلة للجزيرة، أن الموقف الإسرائيلي يعكس تقديرا إستراتيجيا معقدا للوضع الحالي، لافتا إلى مبدأ في الصراعات العسكرية يقول "عندما تبدأ الحرب، لا أحد يعرف بالضرورة كيف تنتهي".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رحبت بالضربات التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية لـ3 منشآت نووية إيرانية، لم يكن بوسع إسرائيل تدميرها أو إلحاق أضرار كبيرة بها دون تدخل أميركي.
وفي سياق متصل، أوضح الباحث الإسرائيلي أن الكرة الآن في الملعب الإيراني، مشيرا إلى أن إسرائيل راضية حتى الآن من نتائج الهجوم على إيران، مما يعني أن الأهداف المباشرة للعملية العسكرية تحققت من وجهة النظر الإسرائيلية.
ورغم الموقف المتماسك ظاهريا، تواجه إسرائيل تحديات حقيقية على الجبهة الداخلية نتيجة للهجمات الإيرانية، ووفقا لشتيرن، فإن الهجمات الصاروخية الأخيرة استهدفت عدة مواقع في إسرائيل ووصلت إلى مناطق مكتظة بالسكان.
يذكر أن إيران تمكنت من إلحاق أضرار مادية واسعة في مدن عدة في إسرائيل منها تل أبيب وحيفا والنقب والقدس وغيرها، وأكدت أنها استهدفت مواقع علمية وبحثية ومراكز عسكرية، كما تسببت الهجمات الإيرانية بتدمير آلاف المنازل، وأجبرت ملايين الإسرائيليين على النزول للملاجئ.
وأوضح الكاتب أن الحرب أثرت على الجميع في إسرائيل وأصبح لا يُسمح بالخروج إلى أماكن العمل، والمطار شبه مغلق، وهناك الكثير من الأمور الطبيعية التي لا تحدث.
تأثير القصف الإيراني
وفي السياق نفسه، أشار شتيرن إلى أن هناك تأثيرا على الاقتصاد الإسرائيلي والحياة في إسرائيل، مؤكدا أن الكثير من الإسرائيليين مرهقون بسبب صفارات الإنذار والهجمات الصاروخية التي تأتي في ساعات الليل وجميع ساعات اليوم.
إعلانورغم التحديات المذكورة، أكد شتيرن أن هناك صمودا وجبهة داخلية متماسكة في إسرائيل، مشيرا إلى أن معظم المواطنين استجابوا لأوامر وتعليمات الجبهة الداخلية ودخلوا إلى الملاجئ والأماكن الآمنة أو المحصنة.
ورغم سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين وترك آلاف لبيوتهم، فإن شتيرن يرى أن الجمهور الإسرائيلي يقف وراء الحكومة فيما قامت به، معتبرا ذلك مظهرا لقبول نسبي لهذا الثمن مقابل تحقيق أهداف أمنية أوسع.
ومع ذلك فإن إسرائيل لا تريد أن تستمر هذه الأمور إلى الأبد، مؤكدا أن حرب الاستنزاف ليست لصالح إسرائيل وقد لا تكون لصالح إيران أيضا، بحسب شتيرن.