خيارات الانسحاب الامريكي: سيمفونية السياسة والقلق في مسرح إقليم كردستان
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
9 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: يواجه إقليم كردستان العراق تحديات أمنية كبيرة تتطلب استمرار التعاون والتنسيق مع التحالف الدولي، وفق الخطاب السياسي الكردي المعلن، رغم النقاشات في بغداد حول خروج التحالف، اذ يبقى الدعم العسكري والمالي الذي يقدمه التحالف لقوات البيشمركة جوهرياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في الاقليم.
وتعتبر مصادر كردية ان الدعم الحيوي المقدم من التحالف الدولي دورًا أساسيًا في تقديم الدعم العسكري والتدريب والمعدات لقوات البيشمركة. هذا الدعم يسهم بشكل كبير في قدرتهم على مواجهة التهديدات الأمنية المحيطة بهم.
على الرغم من تحقيق تقدم في بعض المجالات الأمنية، إلا أن انسحاب التحالف الدولي يمثل تحديًا جديًا. ومن المحتمل أن يؤدي هذا الانسحاب إلى زيادة التوترات الأمنية وتزايد الهجمات غير المستقرة التي تستهدف الإقليم، وفق ما يعلنه قادة كردستان العراق.
و يبدو أن كردستان العراق لا يزال بحاجة ماسة إلى الدعم والتعاون المستمر مع التحالف الدولي لمواجهة التحديات الأمنية والحفاظ على الاستقرار.
وقال السياسي الكردي سردار مصطفى إن “الإقليم لايمكنه تأييد خروج التحالف الدولي من العراق بالوقت الحالي، كون التحالف يقدم المساعدات العسكرية والمالية لقوات البيشمركة”.
وتقول المصادر الكردية ان إقليم كردستان العراق يشعر بالقلق من تعاظم النفوذ الإيراني في حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق. و السبب في هذا القلق يعود إلى العلاقة التاريخية المعقدة بين العراق وإيران والتداعيات الجيوسياسية المحتملة.
وإيران لها تأثير كبير في المنطقة، وتتمتع بشبكة واسعة من العلاقات والتأثير السياسي والأمني في العراق. وبانسحاب القوات الأمريكية، يزيد تأثير إيران ويمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق نفوذها في المناطق التي كانت سابقًا تحت التأثير الأمريكي.
وأعلنت بغداد عن تشكيل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، الذي تقوده واشنطن، في العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: التحالف الدولی کردستان العراق
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
في تطور لافت على الساحة السودانية، شهدت البلاد اليوم سلسلة من المستجدات العسكرية والإنسانية الحرجة، وسط تزايد القلق من اتساع رقعة الصراع وارتفاع حدة التهديدات الداخلية والخارجية، مما دفع مجلس الأمن والدفاع السوداني إلى عقد اجتماع طارئ برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
انسحاب مفاجئ واتهامات لليبيا
أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء، انسحابها من مثلث الحدود السودانية – الليبية – المصرية، في خطوة أثارت تساؤلات حول خلفياتها وتداعياتها على الوضع الأمني في المنطقة الغربية للبلاد.
وجاء الانسحاب بعد اتهامات مباشرة وجهها الجيش السوداني لقوات المشير خليفة حفتر، قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع في شن هجوم على ثكنات عسكرية سودانية قرب المثلث الحدودي، وهي أول تهمة رسمية من نوعها توجهها الخرطوم إلى ليبيا منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023.
في الوقت ذاته، تشهد منطقة كردفان تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، حيث تحولت إلى محور جديد للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، معارك عنيفة اندلعت منذ ديسمبر الماضي ولا تزال مستمرة، وسط مؤشرات على تمدد العمليات القتالية نحو مناطق كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الصراع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
وعلى الجانب الإنساني، تتواصل المأساة في إقليم دارفور، حيث سجلت تقارير منظمات الإغاثة نزوح أكثر من 300 أسرة من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر، وذلك بين 4 و9 يونيو الجاري، في ظل تدهور أمني ومعيشي غير مسبوق.
كما تستمر قوات الدعم السريع في تنفيذ حملة اعتقالات تطال مسؤولين محليين بشرق دارفور، بحجة تعاونهم مع الحكومة الشرعية، ما زاد من حالة القلق بين السكان والنازحين على حد سواء.
في تطور مأساوي، لقي خمسة من العاملين الإنسانيين مصرعهم وأُصيب آخرون، في هجوم استهدف قافلة مشتركة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة اليونيسف قرب منطقة "الكومة" بشمال دارفور، وهو ما وصفته المنظمات الدولية بأنه "اعتداء جسيم على العمل الإنساني".
وفي العاصمة الخرطوم، حذر برنامج الأغذية العالمي من تصاعد خطر المجاعة، خصوصًا في جنوب المدينة وتحديدًا في مناطق مثل "جبل أولياء"، بالإضافة إلى شمال دارفور التي أكدت التقارير بالفعل تفشي المجاعة فيها.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع
في خضم هذه التطورات، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا مهمًا اليوم برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد.
وأشار بيان رسمي صادر عن المجلس إلى أنه تم استعراض الإجراءات والتدابير الأخيرة المتخذة للحفاظ على الاستقرار وحماية المواطنين، مع التأكيد على التزام القوات النظامية بمواصلة العمل على تعزيز الأمن القومي، ومواكبة التحديات والتهديدات المتصاعدة لضمان سلامة الوطن ووحدة أراضيه.
وأكد المجلس دعمه الكامل لمؤسسات الدولة في مواجهة ما وصفه بـ "التحولات الحرجة"، مشددًا على ضرورة التعامل بحزم مع التهديدات القادمة من خارج الحدود.
قراءة في المشهد
يرى مراقبون أن انسحاب الجيش من المنطقة الحدودية المتاخمة لليبيا ومصر يمثل تحولًا استراتيجيًا قد تكون له تبعات إقليمية، خاصة في ظل الاتهامات المباشرة لحفتر. كما أن تصاعد القتال في كردفان يشير إلى اتساع خارطة الحرب بشكل يهدد بتقويض أي مساعٍ مستقبلية للتهدئة أو الحل السياسي.
في المقابل، تؤكد التقارير الأممية أن الوضع الإنساني في السودان دخل مرحلة الخطر الشديد، ما يفرض ضرورة التحرك الدولي العاجل لمنع انهيار شامل قد يُفاقم من أزمة اللاجئين والنزوح في المنطقة.