لجريدة عمان:
2025-05-28@06:10:08 GMT

إبراهيم نصر الله يروي فلسطين كما عاشها وكتبها

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

إبراهيم نصر الله يروي فلسطين كما عاشها وكتبها

" في الكتابة اتسع العالم وفي القراءة تعدد، لكن القيم الكبرى التي قاتل البشر من أجلها كانت موجودة لنقاتل من أجلها من جديد. وشيئا فشيئا اكتشف ذلك الشاب الذي كان أنا أنه لن يقدم شيئا لوطنه. إلا إذا قدم شيئا جميلا للعالم. رواية جميلة قصيدة جميلة، موسيقى جميله. وأدرك أنه سيكون إلى جانب وطنه بصورة أعمق. إذا ما وقف مع كل فضية عادلة حيثما كانت في هذا العالم.

إلى أن وصل إلى نتيجة تقول: إننا نقف مع فلسطين. لا لأننا فلسطينيون وعرب. بل لأن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم."

بعد اقتباسه قول الكاتب والأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، افتتح الكاتب محمد اليحيائي الجلسة التي حملت عنوان "فلسطين.. كما عاشها وكتبها الأديب إبراهيم نصر الله. بالنادي الثقافي مساء الثلاثاء.

الوعي الأول بفلسطين

في سؤال عن الوعي الأول بفلسطين، تساءل اليحيائي عن كيفية تشكل وعي نصر الله الأول عن كونه فلسطيني ولد في الأردن، قال نصر الله: " أن تولد بعد ست سنوات من النكبة في المخيم فمعنى ذلك أن النكبة حاضرة في كل تفصيل يمكن أن تعيشه. حيث ما التفت هناك نكبة، حيثما نظرت إلى شخص هناك نكبة. كل هذه المآسي المتمثلة والماثلة في أولئك البشر الذين فقدوا وطنهم وعادوا إلى نقطة الصفر" وأضاف: " أعتقد أن هذا أسوأ وأقسى ما يمكن أن يلحق بأي شعب: أن يعود بعد تلك المدينية الرائعة والمدن الجميلة والثقافة القوية والواسعة إلى الصفر".

وأشار إلى أن أفراد العائلة حينما يتحدثون عن فلسطين لا يتحدثون نصا مكتوبا بل كانوا يتحدثون نصا مرئيا ترد فيه كل التفاصيل فيجعلونك ترى فعلا كل ما يتحدثون عنه ترى الأماكن شارعا شارعا وحصانا حصانا تفصيلا تفصيلا حسب وصفه وقال: "ويبدو أن هذا كان جزءا من الاستعادة بطريقة ما عبر الكتابة".

الزيارات الأولى

زار نصر الله فلسطين للمرة الثانية عام 87. باحثا عن بيت والديه غربي القدس، وحول ما رآه في هذه الزيارة قال: "الزيارات الأولى لفلسطين قبل عام 1967 قبل النكسة وقبل ضياع بقية فلسطين وسيناء والجولان أيضًا. كنت أذهب ح هناك مع أبي لزيارة جدي في بيت لحم في مخيم اسمه مخيم عايده فكنا نذهب في الأعياد لأنه ليس من السهل

ايامها حتى على مستوى الاقتصادي أن تشتري تذكره باص فكنا نذهب إلى القدس ونصلي ثم نتوجه إلى بيت لحم ونبقى يوم أو يومين واحيانا كنت ابقى عند اعمامي في هذا المخيم فأعيش أجواء أخرى ثم يوصلني أحدهم إلى عمان إلى مخيم الوحدات هذه كانت تجارب الأولى لزيارة فلسطين التجارب الثانية جاءت بعد الاحتلال عام 1984".

وأضاف: "لم تترك هذه الزيارة انطباعا قويا لدي، كانت سريعة جدا ولم يأخذني أحد لأرى أي شيء فعلا، حتى قريتنا التي كنت أتمنى أن أذهب لأراها لم أستطع اكتشفنا أنها مدمرة تماما ومن الصعب الوصول إليها لأنها تحولت الى منطقه عسكرية بل مصنع أسلحة.

الملهاة الفلسطينية

أشار نصر الله إلى أنه كان بحاجة خاصة إلى هذا المشروع، وقال: "نشعر أن هناك شيء مفقود ونريد بكامل ارواحنا أن نعرف ما يعبر عن فلسطين قبل عام 1948 لكن للأسف لم أكن أجد الرواية التي تقول لي كيف كان كانت أمي طفلة صغيرة في فلسطين كيف كان أبي كيف كان جدي شابا لم أعرف هذه المسائل ولا كيف كانوا يعيشون. وأنا محروم من هذه المسألة. دائما أحسست أن هذه الكتابة هي أشبه برحلة عبر الزمن فأنت تذهب إلى هناك فعلا لتعيش وهي ليست مجازا إطلاقا".

وأضاف:"كانت الفكرة الأولى أن أكتب رواية عن الفترة من 1917 اي فترة سنه دخول الانجليز الى فلسطين، كنت أريد كتابة روايه غير موجودة وكان يمكن أن يكتبها بالتأكيد غسان كنفاني وروايته العاشق كانت هي المشروع لكتابة الرواية التي كنت أشتهيها، فبدأت العمل بكتابة رواية واحدة عمليا هي رواية الخيول البيضاء ولكن العمل الطويل فعلا أسس لهذه الروايه مكتبة خاصه بها. والخوف كان أن الذين عاشوا في فلسطين من الكتاب لم يكتبوها فكيف سأكتبها أنا الذي لم أعش في فلسطين؟! فكنت دائما ما اؤجل كتابتها اؤجل كتابتها، ففلسطين أكبر من أن تحيط بها رواية واحدة من يقول انه يمكن اختصارها برواية واحدة لن تكون قضية و اي قضيه في الدنيا تختصر برواية واحدة ليست قضيه غنيه في اعتقادي. فبدأ يتشكل المشروع في ذهني فكتبت "طيور الحذر".

هل الكتابة وطن بديل؟

يطرح محمد اليحيائي سؤالا حول الكتابة وما إذا ما كانت وطنا بديلا، لكن نصر الله لا يظن ذلك، وقال: " أظن أن الوطن وطن والقصيدة قصيدة، لكن أجمل ما يمكن أن يحدث أن يكون ذلك الوطن كما هو وبجماله وبتراثه وبحضارته موجودا في هذه القصيدة وقادرا على أن ينتقل من الورق ليكون في ذاكرة أي شخص يقرأ هذه الرواية سواء كان فلسطينيا او عربيا او في أي مكان في العالم لكن الكتابة أظنها استعادة وطن.

وفي جوابه عن سؤال أيهما أقدر على توثيق المأساة السرد أم الشعر بعد كل هـذه التجربة في تلقي فلسطين أشار إلى أنه عندما نتحدث عن الشعر والسرد كان الشعر الفلسطيني شعرا عظيما وحاضرا لكن السرد لم يكن متمكنا في العالم العربي لم تكن هناك اعمال متوهجة والأب السردي في العالم العربي كان هو الشعر.

والجدير بالذكر أن ابراهيم نصر الله ولد في عمّان لأبوين هجرهم الاحتلال من فلسطين عام 1948. قضى طفولته وصباه في مخيم الوحدات في الأردن.

صدر له أكثر من 40 كتابا من الخيول على مشارف المدينة 1980 وبراري الحمى 1985 مرورا بأحوال الجنرال عام 2011. صعودا إلى أرواح كلمنجارو عام 2015 بين هذه الأعمال العديده يأتي مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية من 14 رواية.

نال إبراهيم نصر الله العديد من الجوائز الأدبية المرموقة جائزة سلطان العويس للشعر العربي عام 1988 وجائزة القدس للثقافة والإبداع في دورتها الأولى عام 2012 عن مجمل أعماله، و جائزة كتارا للرواية العربية حصل عليها مرتين الأولى عام 2016 عن رواية أرواح كلمنجارو والثانية عام 2020 عن ثلاثية الأجراس. الجائزة العالمية للرواية العربية حصل عليها عام 2018 عن روايته حرب الكلب الثانية كما ترجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إبراهیم نصر الله یمکن أن کیف کان إلى أن

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: السنة ليست مجرد رواية بل علم متكامل بالأسانيد

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، أن المنهج النقدي في توثيق السنة النبوية لم يتوقف عند الإمام مالك بن أنس، بل استمر وتطور من بعده بشكل كبير.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الثلاثاء، أن الإمام مالك، مؤلف الموطأ، كان علَماً في هذا المجال، وقد تتلمذ على يده علماء كبار، أبرزهم الإمام الشافعي ومحمد بن الحسن، كما عاصر أئمة آخرين مثل سفيان الثوري وسفيان بن عيينة.

وأضاف الدكتور علي جمعة أن عملية جمع الأحاديث وتوثيقها توسعت وانتشرت مع تعدد الأسانيد والرواة، مشيرًا إلى أن الحديث الواحد قد يُروى عن عشرات الصحابة، وكل صحابي يرويه عنه عشرات من التابعين، ما أدى إلى ثروة إسنادية ضخمة شكّلت أساس علم الحديث.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن القرن الثاني الهجري شهد ذروة هذه الجهود، حيث ظهرت فيها مسانيد لكبار العلماء، بل وحتى للخليفة عمر بن عبد العزيز، مما يعكس اهتمام الأمة بالسنة كمصدر أصيل للتشريع. 

علي جمعة يكشف عن السنن المستحبة أثناء أداء فريضة الحجحكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان.. الإفتاء تجيبعلي جمعة: الموطأ للإمام مالك يعد أعظم ما أُلف في الإسلامعلي جمعة يرد على منكري السنة: واحد مستلقي على قفاه ويتكلم دون علم

وتابع مفتي الجمهورية الأسبق أن الإمام الشافعي، الذي وُلد في منتصف القرن الثاني الهجري، أسس لعلم أصول الفقه وارتبط بقوة بتوثيق السنة، حيث وضع كتابه "الأم"، وهو بمثابة توثيق فقهي مدعّم بالأحاديث.

ولفت مفتي الجمهورية الأسبق إلى أن تلميذ الشافعي، الإمام المزني، اختصر الفقه في "مختصر المزني" دون ذكر الأحاديث، فجاء الإمام البيهقي لاحقًا ليؤلف "السنن الكبرى"، الذي جمع فيه أدلة كل كلمة في مختصر المزني، حتى صار مرجعًا هائلًا في الجمع بين الفقه والحديث.

علي جمعة: القرن الثالث الهجري كان نقطة تحول في علم الجرح والتعديل

وأكد أن القرن الثالث الهجري كان نقطة تحول في علم الجرح والتعديل والقبول والرد، حيث جلس العلماء لتحديد من هم الثقات من الصحابة والتابعين، وأسسوا لقواعد نقد الرواية بشكل منهجي.

واختتم مفتي الجمهورية الأسبق: "السنة النبوية لم تُروَ مجردة، بل نُقلت مع فقهها، وأُسِّست لها ضوابط علمية دقيقة منذ القرن الأول، ثم تطورت مع الإمام مالك، وترسخت مع الشافعي وتلاميذه، وظل علماء الأمة يعضدونها بالعلم والنقد حتى صارت كما نراها الآن: علمًا له أصول وقواعد، ومنهجًا له تاريخ وجذور."

طباعة شارك الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق السنة علي جمعة توثيق السنة السنة النبوية توثيق السنة النبوية

مقالات مشابهة

  • مناقشة رواية وطاويط النجع باتحاد الكُتاب.. غدًا
  • علي جمعة: السنة ليست مجرد رواية بل علم متكامل بالأسانيد
  • كولومبيا تعيّن أول سفير لها لدى فلسطين
  • خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقاها من زوجته
  • كولومبيا تعلن تعيين أول سفير لها في فلسطين
  • كولومبيا تعين أول سفير لها في فلسطين.. المنصب لنجل قائد بمنظمة مسلحة
  • إبراهيم عسكر: هناك جرائم خلال السنوات الأخيرة بسبب المخدرات التخليقية
  • عبور الكباري في السودان كانت عملية تاريخية
  • رصد محاولات إنشاء 4 بؤر استيطانية صهيونية في فلسطين خلال 24 ساعة
  • عبد الله: الناجح الأكبر في الإنتخابات كانت الدولة