بوابة الوفد:
2025-05-19@03:45:29 GMT

راب الشوارع.. وفلسطين!

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

استمعت، واستمتعت بالصدفة بأصوات مصرية فى فيديو على اليوتيوب يؤدى فيه مجموعة من الشباب والصبية والأطفال مقاطع مغناة عن فلسطين وعن العدوان الإسرائيلى على غزة.. بطريقة الراب وهى موسيقى أمريكية انتشرت فى العالم، ومن يرد أن يبحث عنها على جوجل سيعرف أصولها وبداياتها وأسباب انتشارها!

ورغم أن الفيديو تم تصويره بكاميرا عادية جدا، وربما بالموبايل بلا إضاءة وبلا ديكور وبلا بنات حلوة بترقص ولا شباب يتَرقَص فكله فى الشارع، وتحديدا فى مكان شبه مهجور أقرب إلى الخرابة.

. ومع ذلك موسيقى المقاطع على رتم مظبوط وتراكات موسيقية تبدو مدروسة، والأصوات الرئيسية للمقاطع تؤدى بطريقة احترافية حتى ولو فيها حشرجة ولكنها معبرة وصادقة، أما الكلمات فهى صادمة ليس لوجود بعض الألفاظ النابية، وقد حاولوا إخفاءها، ولكن الصدمة من درجة الوعى العالية للقضية الفلسطينية ووضوح رؤيتهم لها وللأعداء سواء إسرائيل أو من وراء إسرائيل!

والمدهش أن ذلك يصدر عن هؤلاء الشباب الذين نحسبهم لا يعون شيئًا.. والحقيقة أنهم أكثر وعيًا من الكثير من المثقفين، ولذلك أدوا المقاطع بإيمان وبقوة وتحدى أكثر من حماس وانفعال شباب الأحزاب أو الذين يمثلون تجمعات سياسية حكومية أو غير حكومية.. وكأنهم ليسوا نفس الشباب والصبية والأطفال الذين نسخر ونتأفف منهم وهم يغنون أغانى المهرجانات!

ويصل وقت هذا الفيديو نحو نصف ساعة، ويتضمن عشرة مقاطع لعشرة مؤديين، ولا يقل عن عشرين من الكورال.. وقد نُشر على اليوتيوب مؤخرًا بعنوان "راب شارع فلسطين (أرض كنعان، انا فلسطينى، اوتشا )" وطريقة تصويره بدائية وبلا إخراج وفى مكان واحد حيث ينتقل المصور من مؤدى إلى آخر ومعه يمشى الشباب والصبية والأطفال ورغم ذلك هناك جمال فنى بداخله لا يجعلك تشعر بالملل أو التكرار فى المكان أو الحركة ربما بسبب التفاعل الصادق فيما بينهم فى الموسيقى والكلمات والتلقائية فى الأداء أفضل من عشرة من المخرجين والمصورين والمغنين المحترفين الذين صدعوا رؤوسنا بكلام فارغ وموسيقى مكررة ومسروقة من ألحان قدامى الملحنين مثل بليغ حمدى والموجى والطويل!

ولا أريد إفساد الكلام عن هؤلاء الشباب المبدع وأخلط بينهم وبين هؤلاء الذين أفسدوا موسيقانا لسنوات، لأن هذا الشباب يقدم لونًا من الغناء أو الأداء الغنائى أو الموسيقى تنقل مشاعر حقيقية عن واقعنا وأحوالنا بعيدًا عن الحبيب الذى هجر حبيبته ولا الغيرة والنواح على أطلال الذى راح!

والمشكلة أن هؤلاء الشباب لا أحد لديهم ولا معهم غير الجمهور، فمن المستحيل أن تتعامل معهم نقابة الموسيقيين ولا دار الأوبرا ولا البيت الفنى للمسرح ولا حتى متعهد حفلات لأنهم خارج المنظومة المدجنة لطريقة الغناء والتلحين والكلمات المصطنعة والمغيبة التى يأكل أصحابها الحلاوة والبقلاوة من ورائها ويتشاجرون مع بعضهم البعض على حقوق الأداء العلنى والملكية الفكرية وهى موسيقى فارغة مثل الطبل الأجوف، وعلى حساب الوعى بحقيقة الواقع!

ولذلك ظلت هذه النوعية من الموسيقيين لسنوات يهاجمون أغانى المهرجانات فى بدايتها حتى انتشرت رغم عنهم، وأصبح لها جمهور كبير ويغنيها الشباب فى الحفلات والجامعات والمدارس والأفراح ويحضر حفلاتهم عشرات الألوف، مع ذلك لا زالت هذه المؤسسات الرسمية تتعامل معهم وكأنهم عالة على الفن ودخلاء عليه.. مع أن الواقع غير ذلك!

مقاطع "راب شارع فلسطين" يستحق الاستماع والاستمتاع به لأنه أصدق من مئات البيانات السياسية وتصريحات الشجب والاستنكار!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأطفال

إقرأ أيضاً:

معرض "كرة القدم" يوثق تاريخ اللعبة الشعبية وظهورها في الشوارع ضمن أسبوع القاهرة للصورة

في تقدير لكرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وقدرتها على جمع الشعوب، أٌفتتح معرض "كرة القدم" ضمن فعاليات الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة (CPW) الذي تنظمه فوتوبيا تحت شعار "اكتشاف المشهد"، برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الثقافة ويستمر حتى 18 مايو الجاري.

معرض "كرة القدم" يوثق تاريخ اللعبة الشعبية وظهورها في الشوارع

ويقام معرض "كرة القدم" بالتعاون مع ديجيتنت وورلد وأرشيف الشرق الأوسط، ويستعرض أرشيفا متنوعا للصور الفوتغرافية التي تحيي تاريخ كرة القدم وبدايتها في الشوارع- المكان الذي يبدأ منه أهم أبطال كرة القدم عالميا خطواتهم الأولى ويُولد داخلهم حب اللعبة- وذلك في عمارة أوزونيان التاريخية بطلعت حرب، والمعرض مستوحى من كتاب صادر عن أرشيف الشرق الأوسط، ويعرض صورًا تُظهر كرة القدم كجزء من الحياة اليومية، واللحظات التي تقام فيها المباريات في الشوارع، وتعبيرات الفخر والاحتجاج، وهو ما يعكس عشق الشعوب لكرة القدم باختلاف الأعمار والطبقات.

ويضم المعرض صورًا التُقطت بين أواخر الثمانينيات وحتى عام ٢٠٢٣، في المغرب، والجزائر، والعراق، وتونس، وسوريا، ولبنان، وتركيا، ومصر، وعُمان، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، وإيران، وكردستان، ودول أخرى في المنطقة.

نجما وادي دجلة هانيا الحمامي وعلي فرج يتأهلان لنهائي بطولة العالم للإسكواش بأمريكا بحضور وزير الشباب والرياضة.. مركز شباب الرملة يتوج ببطولة القليوبية

كما يحتفي معرض "كرة القدم" بأبطال اللعبة من الأولاد والبنات أعضاء "NAFAS"، "نفس" وهي منظمة غير ربحية تعمل على منح الأولاد والبنات المعرضين للخطر فرصة لإعادة مستقبلهم من خلال كرة القدم، وربطهم بالتعليم والرعاية الصحية والأمل في حياة أفضل، وقد شارك الأبطال الشباب في كأس العالم عدة مرات وفازوا في بطولة كأس العالم لأطفال الشوارع في قطر عام 2014، ويستعدون حاليا للمنافسة في كأس العالم للأطفال بلا مأوى في أوسلو أغسطس 2025.

وتقول مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا: "حاولنا في دورة هذا العام من أسبوع القاهرة للصورة الوصول إلى جماهير أكبر، وتقديم توثيق بصري من خلال الصورة للموضوعات المهمة لقطاع عريض من الناس وبالطبع الرياضة- خاصة كرة القدم هي واحدة من هذه الموضوعات والتي تلتقط فيها عدسة الكاميرا لحظات لا تنسى لبدايات من الطموح والأمل في الشوارع قبل أضواء الملاعب والجمهور الصاخب، ففي الشوارع تبدأ الأحلام، وتسجل الكاميرا لقطات تؤكد الإيمان بأن كل شيء ممكن، وهو ما نؤكد عليه أيضا من خلال الاحتفاء بأبطال من الأطفال والشباب دون مأوى  استطاعوا تحقيق إنجازات عظيمة ويستحقون أن يحصلوا على فرصة للاحتفال بهم". 

ويقول كريم حسني المؤسس المشارك ل "NAFAS": "نؤمن بقوة الرياضة، ومن الرائع أن يُساهم معرض "كرة القدم" في نشر الوعي حول بدايات وأهمية كرة قدم الشوارع في مصر من خلال ربط الرياضة بالفن في حدث يتم في قلب القاهرة". 

وتقول جيسي عبد الله المؤسس المشارك والخبيرة الاستراتيجية في ديجيتنت وورلد: " "نفخر بالاحتفال ب "NAFAS" التي تعد دليلا حيا على ما يقدمه المعرض؛ وبعيدًا عن اللعبة، تجمعنا كرة القدم وتحول الأحلام الصغيرة إلى حقائق أعظم، وهؤلاء الأطفال دليل على أن لحظة الإيمان الصغيرة تُغير كل شيء". 

ويقول صبحي سعد مدرب كرة فريق نفس: " فريق نفس يتكون من منتخبين أحدهما للبنات والآخر للشباب فوق 16 سنة يتم اختيارهم وتدريبهم، والاختيار عادة يتم بناء على عدة معايير منها شخصية الشاب أو البنت وأنه فعلا لديه حافز للتغيير خاصة أننا نعمل على ذلك ونجعلهم يطورون من أنفسهم من خلال السفر والاحتكاك بثقافات مختلفة، وبالفعل بدأنا نسافر ونشارك على المستوى الدولي بمنتخبات نفس من عام 2015 وهذا العام منتخب نفس للبنات سيسافر كينيا شهر يوليو القادم، وسنسافر إلى النرويج بالمنتخبين في أغسطس، ولدينا لاعبين مستواهم ممتاز في المنتخبين.

يذكر أن الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة، تضم أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية مثل World Press Photo، Vogue، national geographic وGetty Images وذلك في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد، كما يستضيف أسبوع القاهرة للصورة خلال فعالياته أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدانماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • محتجون يقطعون الشوارع وسط عدن
  • في طرابلس.. حملة لإزالة صور المرشحين من الشوارع والأملاك العامة
  • بودكاست يوسف السنوسي
  • “كرة القدم”.. معرض فوتوغرافي في أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بجوهر اللعبة
  • العمل النيابية تطلع على دور الخيرية الهاشمية الاغاثي في فلسطين اليوم
  • مصطفى بكري: «الذين تطاولوا على مصر عليهم أن يراجعوا أنفسهم»
  • معرض "كرة القدم" يوثق تاريخ اللعبة الشعبية وظهورها في الشوارع ضمن أسبوع القاهرة للصورة
  • "الأحمر" يواصل الاستعداد لمواجهة "النشامى" وفلسطين بـ"وديتين" إفريقية وعربية
  • ترامب: أحد القادة الذين قابلتهم رجاني أن أساعد أهل غزة لأنهم يتضورون جوعا
  • تنبيه هام من وزارة التجارة التركية للآباء والأمهات الذين يستخدمون هذه المنتجات! خطر صحي جسيم يهدد أطفالكم