جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-07@19:41:24 GMT

100 يوم من الصمود الأسطوري

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

100 يوم من الصمود الأسطوري

 

علي بن سالم كفيتان

انجلت 100 يوم على الاجتياح البربري الصهيوني على غزة ولا زال يحيى السنوار ومحمد الضيف ورفاقهما من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية الأبية يُقاومون بكل بسالة، مدافعين عن أرضهم وعرضهم، أمام عدو لا يعرف معنى الإنسانية ويتصرف كعصابة وليس كما يدعي أنَّه دولة؛ فالدول تحكمها مبادئ، حتى في أوقات الحرب هناك قواعد للاشتباك وتحديد الأهداف مهما كانت الظروف، إلّا أن عصابات الهجانا والأرغون بقيادة نتنياهو وجالانت وبن غفير، لا يوجد لديها مُحرَّمات؛ فالكل مُستباح، وهم يعملون بشكل مُنظَّم على تسوية غزة بالتراب، عبر تفجير مربعات سكنية بأكملها في كل يوم بحثاً عن أهدافهم الوهمية.

وكتطوُّر خطير دخل الوصي والكفيل لدولة الصهاينة (بريطانيا وأمريكا) المعركة بشكل مباشر في اليمن، وهو انغماس في وحل لن يستطيعوا الخروج منه وحجتهم هي حماية سفنهم التجارية والدفاع عن مصالح بني صهيون التي قُطع شريانها على باب المندب، لا شك أن الحريق الذي أشعله نتنياهو في فلسطين سيحرق الثوب الأمريكي، وستسلم منه بريطانيا كعادتها فهي دأبت على التخطيط لحماقات رعاة الأبقار (الكاوبوي) ومن يدفع الثمن هو الشعب الأمريكي؛ فميزان الخسائر لا يُقارن بين الدولتين في حرب أفغانستان والعراق، ولا شك أن ذات السيناريو سيحدث في اليمن؛ فاليمنيون مشهود عنهم شدة البأس والثبات في الملمات؛ فهُم من قلب الطاولة عندما دخلوا الجهاد في أفغانستان، وهم اليوم مُستبشرين باستقبال أمريكا القادمة بضحاياها إلى خلجان ومضائق البحر الأحمر.

اليمن مثله مثل غزة، ليس لديه ما يخسره، بلد مُجزّأ يتعرض لحصار خانق منذ 2015 ويتمنون منذ زمن قدوم عدوهم الذي سلبهم وحدة بلادهم وفرض عليهم حظرًا دوليًا وحرّض عليهم دول الإقليم، فتم تجويعهم والتنكيل بهم تحت عناوين عدة: كالمناطقية والمذهبية والتبعية وغيرها، لكنهم اليوم وجهًا لوجه مع أمريكا، مثلما غزة تواجه الصهاينة، ولا شك أنها فرصة لن تتكرر ليثأر اليمن لنفسه كلٌ بطريقته المفضلة.

ومع بدء محاكمة الصهاينة بين ردهات محكمة العدل الدولية في قصر السلام في لاهاي، على يد شعب مانديلا الحر، لا زال الموقف العربي هزيلًا؛ مما منح محامي الصهاينة فرصة التطاول على مصر ووجّه لها اتهامًا بالمشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني؛ وهو الاتهام الذي ردّت عليه القاهرة بالنفي، وأعلنت أنها بدأت إجراءات لإرسال ردّها القانوني على هذه المزاعم لإضافتها إلى ملف القضية في محكمة العدل الدولية.

وأرض الكنانة التي تحتضن بيت العرب المُعطَّل (جامعة الدول العربية) وفيها الثقل العربي لطالما كانت رادعًا للصهيونية من التمادي في غيها تجاه الفلسطينيين، لكن يبدو أنَّ هذا الأمر ليس على المستوى المتوقع؛ فغياب الردع من القوى الفاعلة منح الصهاينة مساحات شاسعة للعدوان وزيادة التنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل. ولا شك أن بلدان الثقل العربي الأخرى في الخليج والمغرب العربي، أدارت ظهرها للمجازر والتطهير العرقي في غزة، كل ذلك يضعنا أمام معادلة لا نريد أن نقولها، ولكنها للأسف حاصلة اليوم، وهي أن الأنظمة العربية المؤثرة وذات الثقل السياسي والاقتصادي لم تتخذ فيما يبدو الخطوات الصارمة والصريحة لوقف المذابح في غزة.

الولايات المتحدة الأمريكية وخلفها العجوز بريطانيا، ترغب في تجربة عرب الجنوب، والأخيرة لا زال لها ثأر قديم تتبعه بعد أن تم إجلائها من ظفار وعدن عنوة قبل عقود على يد المناضلين الأحرار. الجنوب لا يُجيد المزاح ولا يُجيد فن التفاوض، ويعرف جيدًا استخدام السلاح، ويستمتع بمقارعة الإمبراطوريات التي لم تسقط، ليعمل على إنزالها من عالي عروشها ويجبرها على الهروب في وضح النهار. وبريطانيا اليوم تقود أمريكا ذلك الوحش الأعمى إلى هناك لتلقى ذات المصير الذي تجرعته وكما قلت في مقالات سابقة بأن السم الذي سيزيل الإمبراطورية الأمريكية صنعته بريطانيا منذ عام 1947، وأهدته إلى واشنطن، واليوم تسوقها دون هوادة إلى أخطر البقاع؛ حيث عصمة الجبال حاضرة والتدثر بالرداء القبلي الأشد في العالم.

وقبل الختام.. ليتني مِتُ قبل هذا الهوان الذي يخيم على العرب.. لكِ الله يا فلسطين، والنصر لليمن الثائر ضد الظلم والطغيان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بنك عُمان العربي يُطلق حملة "خريف ظفار" بمزايا حصرية

مسقط - الرؤية

أعلن بنك عُمان العربي عن إطلاق حملة "خريف ظفار" المصممة خصيصا لحاملي بطاقات بنك عُمان العربي فيزا الائتمانية، والتي تهدف إلى إثراء تجربة السفر خلال هذا الموسم المميز، وهي بمثابة عرض موسمي خاص بالتعاون مع فيزا، توفر لحامليها مجموعة من المزايا المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات العملاء وجعل رحلاتهم أكثر راحة وامتيازًا.

وتوفر حملة "خريف ظفار " للبطاقات الائتمانية التي تستمر طوال موسم الخريف، باقة من المزايا القيّمة التي تشمل خصومات حصرية على تأجير السيارات، واستردادًا نقديًا على مشتريات الوقود، إلى جانب أسعار تفضيلية في مجموعة مختارة من الفنادق والمطاعم في صلالة. وتهدف هذه الحملة إلى منح العملاء تجربة سفر مريحة وسلسة، مع الاستمتاع بأجواء خريف صلالة الخلابة.

وقال الفاضل سليمان الحارثي الرئيس التنفيذي لبنك عُمان العربي: "في بنك عُمان العربي، نحرص على تصميم حملات تتماشى وتنسجم مع أسلوب حياة عملائنا وتلبي تطلعاتهم. ومن هذا المنطلق، تأتي هذه الحملة التي تُجسّد هذا التوجه كرفيق مثالي للراحة، والاستكشاف، والتوفير خلال أحد أكثر المواسم بهجة في سلطنة عُمان. نهدف من خلالها إلى تمكين عملائنا من الاستمتاع بلحظات لا تُنسى برفقة من يحبون، مع ضمان تحقيق أقصى قيمة من كل تجربة."

يأتي إطلاق هذه الحملة ضمن حملة شاملة تشمل منصات الإعلام الرقمي، وتعاونًا مع مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب حملات ترويجية داخل الفروع ومبادرات تفاعلية مع العملاء.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: الهجوم الحوثي على سفينة "ماجيك سيز" يقوض استقرار اليمن
  • قيادي حوثي: منذ عام 2010 وحتى اليوم هي أسوأ فترات اليمن
  • إيفاد والاتحاد الأوروبي يطلقان مبادرة جديدة بقيمة 4.26 مليون يورو
  • أسعار الذهب بمحلات الصاغة في اليمن اليوم الإثنين 7 يوليو 2025م
  • هيهات منا الذلة .. اليمن يستحضر كربلاء في معركة الصمود ومواجهة الطغاة
  • بريطانيا تحذر السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة غربي اليمن من ضربات محتملة
  • بنك عُمان العربي يُطلق حملة "خريف ظفار" بمزايا حصرية
  • واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته للمليشيات الحوثية في اليمن والتزم به عبدالملك الحوثي مطيعا
  • رغد صدام حسين تُحيي عاشوراء بفيديو نادر لوالدها: الحسين قاتل بـ70 رجلاً
  • فيلم شرق 12.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي