أضواء علي دارفور: محطة إرسال جبل مرة الإعلامية بمنطقة (أُوو فوقو) عظيم الجبال ٠٠٠٠ والإهمال المتعمد
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
بقلم : مكي إبراهيم آدم مكي
تعد محطة جبل مرة للبث التلفزيوني إنجازًا مهماً
في مجال الإعلام في إقليم دارفور والسودان على وجه العموم بدأ العمل في إنشاء هذه المحطة الإعلامية في بداية التسعينات من القرن المنصرم، وتم افتتاحها رسميًا في أواخر عام 1996، وهي تقع في أعلي سلسلة بقمة جبل مرةمنطقة "أُوو فوقو"، بمعنى "عظيم الجبال" بلغة أهلنا الفور.
وفكرة إنشاء هذه المحطة الرائدة و الملهمة جاءت من أبن المنطقة الباشمهندس (د . إدريس يوسف أحمد) المختص في مجال هندسة الاتصالات و الذي ولد بمحلية شطاية التابعة لمحافظة كاس في ولاية جنوب دارفور.و يعتبر الباشمهندس إدريس رائدًا ورمزًا للتقدم والتنمية في المنطقة، حيث شغل مناصب عديدة فكان مديراً ومؤسساًلشركة دارفور للنقل والمواصلات، ومؤسسا لشركة "كايا" للاتصالات، ومسئولا للتخطيط بالمؤسسة السودانية العامةللإتصالات السلكية واللاسلكية في ذلك الوقت. وتعتبر محطة جبل مرة للبث أكبر محطة بث تلفازي في إفريقيابتغطية تصل إلى نسبة ((80٪))من مساحة ولايات دارفور بالبث الإذاعي و التلفزيوني .
ويعد إنشاء إرسال محطة جبل مرة الإعلامية من الابتكارات الحديثة التي أدت إلى توسيع دائرة المعرفة والوعي لدىسكان قري و أرياف دارفور، حيث أصبحوا على اتصال مباشر مع العالم الخارجي وقد كان هذا الحدث فريداً ووجدرضى واستحسانا في نفوس سكان مناطق دارفور الكبرى حيث مكن أهالي القرى والأرياف في دارفور من الجلوسأمام جهاز التلفزيون للمرة الأولى لمشاهدة البث التلفزيوني ومتابعة أخبار العالم.
كانت هذه الخطوة ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات وثورة المعلومات، إذ سمحت المحطة الفضائية بوصولالأخبار والبرامج التلفزيونية إلى مناطق بعيدة ونائية ومنعزلة عن العالم و مراكز التطور التكنولوجي.
في الوقت الذي كانت فيه قرى وأرياف دارفور تعاني من النقص الحاد في الاتصالات وتلقي الأخبار في زمنها. ومنخلال المحطة الفضائية، استطاعت هذه القرى الاطلاع على ما يحدث في العالم ومتابعة الأحداث الجارية بشكلمباشر.
و هناك طريقان للوصول إلى محطة ارسال جبل مرة الطريق الأول يتطلب سلك الطرق الوعرة بالعربات ذات الدفعالرباعي، من نيالا مرورا بمناطق يارا، كدنير، كارا، قبو، صابون الفقر، قورلنبانج، ثم إلى منطقة لوقي صعوداً إلى مركزالإرسال في "أُوو فوقو"
أما الطريق الثاني فيبدأ من نيالا ثم يمر عبر منواشي، مرشنج، الملم، جاوة، سوني وتعتبر هذه النقطة هي النقطةالأقصى التي يمكن الوصول إليها بالسيارة. ومن هناك، يمكن الذهاب على الأقدم أو استخدام الدواب للوصول إلىمحطة الإرسال.
نهاية أبريل من العام 1999، بعد انتهاء امتحانات الشهادة السودانية في مدرسة الملم الثانوية، قررنا مجموعة منالأصدقاء والأخوة القيام بمغامرة لزيارة جبل مرة ومحطة الإرسال سيرًا على الأقدام.
فانطلقنا من الملم صوب قرية ليبيّ ومنها إلى حجر الحمام، صعوداً الي مناطق شرق جبل مرة دلو، جاوة، الي أن وصلنا إلي سوني العروس. قضينا يومًا في استراحة سوني واستمتعنا بإجوائها الرائعة حيث شلالاتها المنهمرة منأعالي الجبال، وتنزهنا في حدائقها وبحيراتها وشلالاتها وجداولها المتدفقة التي تحفها الأشجار من كل مكان. استمتعنا بروعة مناظرها الخلابة و زهورها الفواحة بألوانها الزاهية وأشكالها المتنوعة والمنتشرة في كل أرجاء البقاعالمنبسطة. وكانت الصخور المتزاحمة والسهول المترامية تضفي جمالًا على المنطقة بشكل لا يوصف.
في صباح اليوم التالي، تركنا سوني و أِتجهنا نحو أعلى قمة في جبل مرة، قاصدين زيارة محطة الإرسال التلفزيوني فيقمة أُوو فوقو التي وصلنا إليها ظهرًا وكانت السحب تلامس مرتفعات الجبل. استقبلنا العاملون في المحطة بكللطف وبشاشة وكانوا كرماءً جدًا في تعاملهم معنا. قدموا لنا جولة في المحطة وفتحوا لنا القنوات التلفزيونيةلنتمكن من مشاهدة التلفزيون والقنوات الفضائية المختلفة. قضينا وقتًا طيبًا معهم قبل أن نغادر المحطة ونعودإلى الملم.
عدنا من محطة الإرسال نزولاً من قمة الجبل عن طريق لوقي، مرورا بمنطقة تورنتونقا -بيوت العمالقة- صابون الفقر،قورلنبانج - وتعني وأدي الحراز - مرورا بمنطقة قبو حيث شلال عباس، كارا، كدنير، كاجا، جبرة، واخيراً وصلنا الي كيلا التي أمضينا فيها ليلة رائعة في منزل جدنا الفكي محمد عبدالرسول وتحركنا صباحاً قاصدين الملم بعد رحلة امتدت لأكثر من سبعة ايام في مرتفعات و سفوح جبل مرة...!!!
من مر بجبل مرة ذاق طعم و حلاوة الإنس بجمال الحياة الطبيعية .. ومن زار جبل مرة تعلم الحب ..ومن زار تلكالبقاع تنفس العبير وتنسمه وأصبح متفائلاً بالحياة وتنعم بها ...!!!
ولكن بكل أسف لم يجد هذا المشروع الاعلامي الحيوي محطة إرسال جبل مرة ،الاهتمام من قبل مسئولي نظامالثلاثين عاما بل سعوا بقصد متعمد إلى عدم متابعة الصيانة للمحطة كما حدث بالنسبة لمحطات البث الاذاعي فيكل من الفاشر والجنينة ونيالا والضعين فضعفت موجات البث وتضاءل مدى مساحاتها على الأثير .
و لكن سيظل مشروع محطة إرسال جبل مرة في قمة أوو فوقو صرحا إعلاميا شامخا يتطلب العمل من أجل إيقاظهمن سباته العميق وسيأتي زمان يعيد إلى تلك المحطة حيويتها ودورها الطليعي المنتظر في بناء الوعي والفكرللإنسان في مناطق دافور وفي أرجاء مناطق السودان كافة.
makibrhim@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جبل مرة
إقرأ أيضاً:
مدبولي يتفقد محطة قناة السويس للحاويات بشرق بورسعيد.. توسعات ضخمة واستثمارات تتجاوز 1.5 مليار دولار
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولته اليوم بمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة بزيارة محطة قناة السويس للحاويات بميناء شرق بورسعيد، حيث تفقد عددًا من مشروعات التطوير والتوسعات التي تشهدها المحطة ضمن خطة الدولة لتحويل المنطقة إلى مركز لوجستي عالمي.
ورافق رئيس الوزراء خلال الجولة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، حيث استعرض خلال زيارته حجم النشاط التجاري بالميناء، ومعدلات التداول الحالية، كما تابع من نقطة مشاهدة الأعمال الإنشائية الخاصة بالتوسعات الجارية في المحطة.
عاجل- مدبولي يتفقد أعمال تطوير كورنيش ترعة القاصد بالغربية ويؤكد دعم الحكومة للمشروعات التنموية بالمحافظات مدبولي يتفقد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ويؤكد: نسعى لتحويلها إلى مركز عالمي للتجارة والصناعة استثمارات ضخمة وموقع استراتيجي فريدوقدّم المهندس أشرف عبد الشافي، مدير إدارة المشروعات والتطوير بشركة قناة السويس للحاويات، عرضًا تفصيليًا حول أعمال التطوير بالمحطة، مشيرًا إلى أن الشركة تأسست عام 2004 كمساهمة مصرية تعمل في نظام المناطق الحرة الخاصة، وتُعد أحد أذرع مجموعة A.P. Moller Maersk العالمية.
وأوضح عبد الشافي أن محطة قناة السويس للحاويات تقع على المدخل الشمالي لقناة السويس، بمساحة تُقدّر بـ 1.2 مليون متر مربع، وبطول أرصفة يصل إلى 2400 متر، وبلغت إجمالي الاستثمارات مليار دولار أمريكي حتى الآن.
وأضاف أن المحطة تستحوذ على 55% من إجمالي حاويات الترانزيت بالموانئ المصرية، و35% من صادرات الحاويات المبردة، إلى جانب 12% من حجم التجارة الخارجية لمصر، كما استقبلت منذ 2004 أكثر من 30 ألف سفينة وتم تداول أكثر من 50 مليون حاوية.
محطة خضراء صديقة للبيئةلفت عبد الشافي إلى أن المحطة تطبق استراتيجية لتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث كانت أول من استقبل سفينة حاويات في العالم تعمل بوقود الميثانول الأخضر في أغسطس 2023، وتم تزويدها بالوقود من الرصيف، في أول عملية من نوعها بمصر والشرق الأوسط، مما يعكس ثقة شركة ميرسك العالمية في كفاءة تشغيل الميناء.
وأشار إلى أن جميع المعدات الخاصة بمشروع التوسعة الجديد تعمل بالكهرباء، ما يدعم رؤية الشركة للتحول إلى واحدة من أكثر محطات الحاويات صداقة للبيئة عالميًا.
مشروع امتداد ضخم باستثمارات نصف مليار دولارمن جانبه، أكد المهندس كريم تايب، المشرف على تنفيذ امتداد محطة قناة السويس للحاويات، أن المشروع يأتي تتويجًا لرؤية الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث تم توقيع عقد امتياز جديد مع الدولة المصرية، وتُوج هذا الجهد بتوقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون رقم 165 لسنة 2023.
وأوضح تايب أن المشروع الجديد يشمل إضافة 955 مترًا إلى طول الأرصفة لتصل إلى 3400 متر تقريبًا، باستثمارات إضافية تبلغ 500 مليون دولار، لترتفع الطاقة الاستيعابية للمحطة من 5 إلى 7 ملايين حاوية سنويًا، مما يجعلها الأكبر في شرق البحر المتوسط.
جاهزية لاستقبال أضخم السفنأشار تايب إلى أن البنية التحتية للمرحلة الأولى من التوسعة انتهت في أبريل 2024، وتم بالفعل استقبال نحو 24 سفينة على الرصيف الجديد. وأكد أن المحطة مجهزة لاستقبال كل أنواع وأحجام سفن الحاويات الحديثة، وتعمل بـ 30 ونش رصيف و90 ونش ساحة من أحدث الأنواع عالميًا.
وأضاف أن المحطة سجلت أعلى معدل تداول في تاريخها خلال عام 2024، حيث تم تداول 4 ملايين حاوية مكافئة، رغم التحديات التي تواجه الملاحة بالبحر الأحمر، ما يعكس كفاءة التشغيل وثقة الخطوط الملاحية الدولية.