حذر منها حزب الله.. مكالمات غامضة تسبق الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
تلقى عدد من سكان جنوب لبنان اتصالات مشبوهة من أشخاص يزعمون انتماءهم لمؤسسات رسمية، يحاولون من خلالها جمع معلومات عن عدد أفراد الأسر، وأماكن تواجدهم.
وذكرت وكالة" فرانس برس" أن تلك الحوادث تكررت خلال الأسابيع الأخيرة في جنوب لبنان ما دفع جماعة "حزب الله" إلى التحذير من سعي إسرائيل إلى "تحصيل معلومات عن المقاومة، وأماكن وجود مجاهديها في قرى الجنوب" عبر الاتصال بالسكان.
ونبّه الحزب إلى أن المتصل يحاول "استقاء معلومات حول أفراد عائلة المتصل به وأماكن وجودهم، أو معطيات مختلفة تتعلق بالمحيط".
وأوضح أنه "يستغل العدو تلك المعلومات للتثبت من وضعية وجود المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها".
وذكرت الوكالة قصة امرأة تدعى "أم حسين" كانت تلقت قبل أيام اتصالا زعم المتصل فيه أنه من مصرف وطلب حضور أحد أفراد العائلة لقبض مبلغ مالي، لكنها أبلغته أنهم نزحوا من جنوب لبنان الى بيروت.
وأشارت إلى أنه بعد وقت قصير، تعرض الحي حيث منزلها في البلدة لقصف إسرائيلي.
ولدى سؤالها عن الاتصالات، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها "غير قادرة على الإجابة".
تتبع عناصر حزب الله
وقال مصدر أمني لـ"فرانس برس": "مخابرات الجيش اللبناني، وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يتوليان التحقيق في الاتصالات المشبوهة التي ترد إلى لبنانيين من متصلين إسرائيليين يتمكنون من اختراق شبكة الاتصالات اللبنانية".
وبحسب المصدر، فقد استخدمت إسرائيل هذا التكتيك مرات عدة قبل استهداف منازل يتحصّن فيها مقاتلون من حزب الله، ما أوقع قتلى في صفوفهم.
وأوقفت القوى الأمنية ثلاثة لبنانيين بشبهات تجسس لعملهم لصالح شركات أمريكية يشتبه بارتباطها بإسرائيل.
اقرأ أيضاً
الحرب الإسرائيلية.. اشتباكات وقصف مكثف وسط دعوات دولية مشروطة لوقف إطلاق النار
وقد تبين أن أحدهم أجرى "مسحا لشبكات الانترنت المنزلي" في الضاحية الجنوبية، وفق المصدر الأمني وقد ضبط بحوزة الموقوفين جهاز متطور بالغة الدقة.
ويروي أحد أبناء بلدة جنوبية، مقيم في بيروت، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، للوكالة الفرنسية أنه تلقى اتصالاً من مسؤول محلي في حزب الله طلب منه إطفاء كاميرات مثبتة في محيط منزله وفصلها عن شبكة الانترنت للسبب ذاته، وقال إنه امتثل لطلبه.
اختراق الكاميرات والاتصالات
ويقول حزب الله إن إسرائيل تلجأ إلى الاتصالات واختراق الكاميرات المدنية، بعدما تمكن مقاتلوه من استهداف عشرات أجهزة التجسس وكاميرات المراقبة المثبتة على أبراج وفي مراكز عسكرية إسرائيلية على طول الحدود مع لبنان، منذ بدء التصعيد.
وأوقفت القوى الأمنية ثلاثة لبنانيين بشبهات تجسس لعملهم لصالح شركات أمريكية يُشتبه بارتباطها بإسرائيل.
وقد تبيّن أنّ أحدهم أجرى "مسحاً لشبكات الانترنت المنزلي" في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله قرب بيروت، وفق المصدر الأمني.
وقد ضُبط بحوزة الموقوفين جهاز متطور بالغة الدقة.
وأوضح مدير المحتوى الرقمي لدى منظمة "سمكس" التي تُعنى بالحقوق الرقمية، عبد قطايا أنّ اختراق الاتصالات والكاميرات المدنية مردّه الى أنّ البنية التحتية للاتصالات في لبنان تفتقر أدنى مقومات الحماية.
ولفت أنّ كاميرات المراقبة الخاصة، المستوردة بغالبيتها من الصين، تكون موصولة عبر الانترنت ليتمكن مالكها من مراقبتها عبر تطبيق يحمّله على هاتفه الخلوي. وغالباً ما يكون الاتصال بالانترنت والاتصالات الداخلية عبر الأرقام العادية والخلوية "غير مشفّر وبالتالي تسهل عملية الاختراق".
وتمتلك إسرائيل، وفق قوله، "باعاً طويلاً في تقنيات التجسّس ومعروف أن لديهم قدرات اختراق كبيرة في لبنان، تتخطى الاتصالات لتشمل أجهزة ومناطيد وأعمدة استشعار".
اقرأ أيضاً
والدة جندي أسير: الجيش الإسرائيلي قتل ابني عمدا وليس حماس
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
هجمات «الزيرو كليك» تهدد هاتفك.. كيف تحمي نفسك من الاختراق؟
تشهد الهواتف الذكية خلال السنوات الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في حجم وتعقيد الهجمات السيبرانية، بعدما تحولت إلى المستودع الرئيسي لبيانات المستخدمين الشخصية والمصرفية والمهنية.
7 نصائح لحماية هاتفك الذكي من محاولات الاختراق
لتلافي اختراق الهواتف.. القومي لتنظيم الاتصالات يوجه نصيحة ذهبية للمواطنين
فعّلوا الخاصية دي فورا | تنبيه عاجل من جهاز الاتصالات بعد محاولات اختراق الهواتف الذكية بمصر
الاتصالات تحذر المواطنين من محاولات اختراق تستغل ثغرات جديدة على الهواتف المحمولة
ولم تعد هذه الهجمات تعتمد على الأساليب التقليدية مثل الروابط المشبوهة أو الملفات الخبيثة، بل تطورت إلى تقنيات اختراق متقدمة قادرة على التسلل إلى الهاتف دون أي تفاعل من المستخدم، فيما يُعرف بهجمات «الزيرو كليك» أو «النقرة الصفرية».
في هذا السياق، أعلنت شركتا جوجل وآبل رصد موجة هجمات سيبرانية متطورة استهدفت هواتف ذكية في أكثر من 150 دولة حول العالم، من بينها مصر، باستخدام ما يُعرف بـ«الثغرات الصفرية» أو Zero-Day، وهي ثغرات غير مكتشفة سابقًا تتيح للمهاجمين اختراق الأجهزة دون الضغط على أي رابط أو تثبيت أي تطبيق.
هذه الهجمات، التي تتم بصمت كامل، تُمكن القراصنة من الوصول إلى الحسابات البنكية، والمحادثات الخاصة، وملفات العمل، بل وحتى التحكم في الكاميرا والميكروفون دون علم المستخدم، ما يعكس تحوّلًا خطيرًا في طبيعة التهديدات الرقمية.
تحذيرات آبل وجوجل ومصدر التهديدكانت جوجل وآبل قد أرسلتا تنبيهات رسمية لمستخدميهما حول العالم، بعد التأكد من وجود تهديد سيبراني واسع النطاق.
وأشارت جوجل إلى أن برمجيات طورتها شركة «إنتليكسا» الإسرائيلية تقف وراء هذه الاختراقات، موضحة أن الضحايا شملوا مستخدمين في عدد من الدول العربية والآسيوية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وفي مصر أكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن تحديث أنظمة تشغيل الهواتف والتطبيقات بشكل مستمر يمثل خط الدفاع الأول ضد أي محاولات اختراق، مشددًا على أن كل تحديث جديد يتضمن سدًا لثغرات أمنية قد يستغلها القراصنة.
ودعا إلى تفعيل خاصية التحديث التلقائي كلما أمكن ذلك.
أساليب احتيال متطورة ورسائل خادعةحذر جهاز تنظيم الاتصالات من الرسائل والروابط التي قد تبدو وكأنها صادرة عن جهات موثوقة، مؤكدًا أن القراصنة باتوا يستخدمون تقنيات عالية لإقناع الضحايا بسلامة هذه الرسائل، رغم احتوائها على أكواد خبيثة أو أدوات تجسس.
توصيات رسمية للحماية من هجمات الزيرو كليكقدم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مجموعة من الإرشادات الوقائية لتقليل مخاطر الاختراق، أبرزها:
تفعيل إعدادات الأمان المتقدمة مثل وضع Lockdown Mode على أجهزة iPhone، وخيارات الحماية المتقدمة على هواتف Androidالحذر الشديد من التعامل مع أي روابط أو رسائل أو مرفقات غير متوقعة، حتى لو بدت صادرة عن جهات معروفةاستخدام متصفحات آمنة وأدوات حظر الإعلانات لتقليل التعرض للإعلانات الخبيثةتفعيل التحقق بخطوتين لجميع الحسابات المهمة مثل البريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي والخدمات البنكيةكما شدد الجهاز على ضرورة الانتباه لأي سلوك غير طبيعي في الهاتف، مثل البطء المفاجئ أو ارتفاع استهلاك البيانات أو ظهور تطبيقات لم يقم المستخدم بتثبيتها.
متابعة مستمرة وتنسيق دوليأكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أنه يتابع تطورات الموقف بشكل مستمر، بالتنسيق مع الشركات العالمية والجهات المختصة داخل الدولة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مستخدمي الهواتف في مصر من هذه التهديدات المتقدمة.
تحليل تقني.. اختراقات من الجيل المتقدممن جانبها، قالت الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني رحاب الرحماوي إن التحذيرات الصادرة عن آبل وجوجل تعكس انتشارًا واسعًا لاستغلال ثغرات اليوم الصفري، موضحة أن هذه ليست تحذيرات روتينية بل اعتراف بتهديد سيبراني عالي الخطورة.
وأوضحت أن هجمات «الزيرو كليك» تعتمد على استغلال عيوب في سلاسل معالجة البيانات، مثل مكتبات الصور أو محركات المتصفحات، دون أي تدخل من المستخدم، مشيرة إلى أن الانتشار الجغرافي الواسع للهجمات يشير إلى جهات فاعلة متطورة، غالبًا مدعومة من دول أو تعمل ضمن صناعة أدوات المراقبة التجارية، بحسب سكاي نيوز.
الهاتف الذكي.. نقطة ضعف حرجةوأكدت الرحماوي أن رصد هذه الهجمات في مصر يستوجب التحول من الاكتفاء بالتوعية العامة إلى تطبيق إجراءات صارمة لتقليص سطح الهجوم، معتبرة أن الهاتف الذكي أصبح «نقطة نهاية» شديدة الحساسية تتطلب نفس مستوى الحماية المطبق على الخوادم والشبكات الكبرى.
خطوات أساسية للمستخدم العاديحددت الخبيرة عدة خطوات أساسية يجب الالتزام بها، من بينها تثبيت تحديثات أنظمة التشغيل والتطبيقات فور صدورها، وعدم التفاعل مع أي رسائل أو روابط غير متوقعة، وتفعيل التحقق بخطوتين لجميع الحسابات المهمة، واستخدام كلمات مرور قوية ومختلفة، وتجنب شبكات الـWi-Fi العامة قدر الإمكان.
لا توجد حماية كاملةبدوره، قال استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي إسلام غانم إن العالم يعيش حالة من عدم الأمان الرقمي، موضحًا أن الثغرات تظهر باستمرار في التطبيقات، وأن ما يُعرف بهجمات «الزيرو كود» تحدث في الفترة بين اكتشاف الثغرة ومعالجتها من الشركات المالكة.
وأكد غانم أن استخدام برامج الحماية ومضادات الفيروسات يقلل من فرص الاختراق لكنه لا يمنعها بشكل كامل، مشددًا على أن الحماية الرقمية تظل نسبية وتعتمد بالأساس على وعي المستخدم وسلوكه اليومي.