تأججت التوترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء ديمقراطيون بالكونجرس، بينما بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن يفقد صبره، بسبب معارضة الأول لإقامة دولة فلسطينية عقب انتهاء الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" في غزة، حسبما أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وأصدرت مجموعة مكونة من 15 مشرعا يهوديا من الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي، بما فيهم مؤيدون ثابتون لإسرائيل، بيانا مشتركا، انتقدوا فيه نتنياهو واعتبروا أن "حل الدولتين هو الطريق للأمام"، وفقا للموقع.

اقرأ أيضاً

هآرتس: نتنياهو محشور في الزاوية.. وغزة أنهت وعوده الاستراتيجية

شريك مثير للمشاكل

ونقل "أكسيوس" عن مشرعين ديمقراطيين، قولهم إن تعليقات نتنياهو من المرجح أن تعزز منتقدي سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان في الكونجرس.

وقال أحد الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس: "لقد أثبت أنه (نتنياهو) شريك مثير للمشاكل بشكل لا يصدق... إنها قضية متنامية"، مضيفاً أن "العلاقة الخاصة هي مع إسرائيل، وليس مع بيبي".

وكان نتنياهو، قال، في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، إنه كجزء من أي قرار ينهي الصراع النشط في غزة، فإن إسرائيل "تحتاج إلى سيطرة أمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن".

واعترف نتنياهو، الذي طالما عارض حل الدولتين، بأن الاقتراح "يتعارض مع فكرة السيادة" للفلسطينيين، مضيفا: "لكن ماذا يمكنك أن تفعل؟".

وفي إشارة إلى ضغوط بايدن عليه للعمل على حل الدولتين، قال نتنياهو أيضا: "أقول هذه الحقيقة لأصدقائنا الأمريكيين، وأوقفت أيضا محاولة فرض واقع علينا من شأنه الإضرار بأمن إسرائيل".

وقد قوبلت هذه التعليقات برد فعل فوري من البيت الأبيض، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين: "من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف... وسيواصل الرئيس وفريقه العمل على ذلك".

اقرأ أيضاً

وصفوها بـ "المفزعة".. انتقادات حادة لتصريحات نتنياهو ضد إقامة دولة فلسطينية

انتقادات لنتنياهو

ووجه بعض المشرعين المزيد من الانتقادات اللاذعة لنتنياهو، حيث قال السيناتور تامي داكويرث (ديمقراطي من إلينوي) في بيان: "بصراحة، أشعر بالفزع"، معتبراً أن نتنياهو "مخطئ تمامًا بشأن ما هو مطلوب للحفاظ على سلامة بلاده".

وقال النائب مارك تاكانو (ديمقراطي من كاليفورنيا) إن تعليقات نتنياهو "تعرض الأمن في الشرق الأوسط وحياة الإسرائيليين والفلسطينيين للخطر"، ووصفها بأنها "غير مقبولة".

وقال النائب براد شنايدر (ديمقراطي من إلينوي) في تصريح لموقع "أكسيوس" إن "المستقبل الأفضل لجميع شعوب المنطقة يتطلب مسارًا حقيقيًا للغاية للفلسطينيين لتحقيق تطلعاتهم السلمية في دولة قابلة للحياة".

وقالت النائبة كاثي مانينج (الديمقراطية عن ولاية نورث كارولاينا) إنها لا تزال "تؤمن إيمانا راسخا بحل الدولتين" وأن "أفضل طريق للسلام في المنطقة هو وجود وأمن دولة إسرائيلية ديمقراطية يهودية ومنح الفلسطينيين الحق في تحقيق دولتهم السلمية."

وقال أحد الديمقراطيين في مجلس النواب: "إنه بالتأكيد يعزز موقف الأشخاص الذين سيطالبون بوضع شروط على المساعدات لإسرائيل".

وقال عضو ديمقراطي ثان في مجلس النواب: "تعليقاته تجعل من الصعب أكثر فأكثر ثني الناس عما يريدون تصديق أنه حقيقي أو يعتقدون أنه حقيقي فيما يتعلق بنوايا إسرائيل".

اقرأ أيضاً

تشاتام هاوس: إسرائيل ستحتاج عملية إعادة ترتيب سياسي جديدة بعد سقوط نتنياهو

ليست حادثة معزولة

ويقول "أكسيوس" إن الخلاف مع نتنياهو ليس مجرد حادثة معزولة، فقد اشتبك الديمقراطيون بشكل متزايد مع تكتيكات الحكومة الإسرائيلية ومواقفها منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي الأسبوع الماضي، ضغطت مجموعة من الديمقراطيين اليهود على سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة بشأن التعليقات التي أدلى بها وزيران من اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو يدعوان إلى الهجرة القسرية للفلسطينيين من غزة.

وأجبر السيناتور بيرني ساندرز (الجمهوري عن ولاية فيرمونت) على التصويت هذا الأسبوع على توجيه وزارة الخارجية الأمريكية بإعداد تقرير حول سجل حقوق الإنسان في إسرائيل، والذي أيده 10 ديمقراطيين وجمهوري واحد.

المصدر | أندرو سولندر / أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بايدن نتنياهو الكونجرس الأمريكي دولة فلسطينية غزة

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو

تواجه إسرائيل تصاعدًا في الضغوط الدولية والداخلية مع استمرار عمليتها العسكرية في قطاع غزة، في ظل انتقادات لتفاقم الوضع الإنساني ودعوات أمريكية متزايدة لإيجاد حل دبلوماسي. في المقابل، تزداد حدة الانتقادات الداخلية ضد حركة حماس، التي تواجه غضب بعض سكان القطاع بسبب تداعيات الحرب. اعلان

مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة شهرها الثالث، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من الداخل ومن حلفائها الدوليين بسبب التدهور الحاد في الوضع الإنساني بالقطاع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر مؤخرًا السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن القرار واجه رفضًا حادًا من القاعدة السياسية المتطرفة التي تدعم ائتلافه الحكومي.

وفي معرض دفاعه عن الخطوة، أشار نتنياهو إلى أن الحلفاء الغربيين لا يستطيعون تحمل مشاهد المجاعة الجماعية التي تتصاعد في ظل الحصار المستمر.

جاء هذا التحرك بعد أيام قليلة من اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة في دول الخليج العربي، التي طلبت منه الضغط لإيجاد حل عاجل للصراع.

وبحسب مصادر مطلعة على محادثات ترامب خلال الجولة، فإن ترامب أبدى قلقًا حقيقيًا إزاء معاناة الفلسطينيين في القطاع، كما أصبح أكثر انفعالًا تجاه نتنياهو، الذي لم يكن يحظى بتقدير شخصي منه، خاصةً مع تصاعد خلافات بين البلدين حول إدارة الأزمة.

Relatedوزير الدفاع الإسرائيلي: الشاباك أحبط محاولة إيرانية لاستهدافي"الضغط مطلوب لتغيير الوضع في غزة".. الاتحاد الأوروبي يتّجه لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيلغزة بين الحرب والنزوح الجماعي: إسرائيل تُخفف قيود الخروج وسط تحذيرات من "نكبة جديدة"

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تعمل الولايات المتحدة على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس عبر مفاوضات تتوسط فيها قطر، لكن جولات الوساطة فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق.

وفي تصريح له يوم الثلاثاء، حذر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تقوض أي فرصة لتحقيق السلام" في المنطقة.

وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض أنه لا صحة للتقارير التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة التخلي عن إسرائيل، لكنه شدد على أن الرئيس ترامب يعمل بجد على إيجاد حل دبلوماسي حتى مع توسع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وعلى الجانب الداخلي، تتصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بإنهاء الحرب، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تحول الدولة إلى "كيان منبوذ" على الساحة الدولية. وحذّر زعيم حزب الديموقراطيين الإسرائيلي يائير غالانت من أن إسرائيل قد تسلك نفس طريق نظام الأبارتيد السابق في جنوب إفريقيا إذا لم تُعد النظر في سياساتها الحالية.

أما في قطاع غزة، فتواجه حماس ضغوطًا كبيرة من سكان القطاع الذين يحملونها مسؤولية الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب. ومع تصاعد الانتقادات والمظاهرات ضد الحركة، ردّ مقاتلوها بعنف على المعارضين، واعتبروا الخسائر البشرية الباهظة "ضرورية" في سياق المواجهة المسلحة.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي من العملية الجديدة هو الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى المدنيين الذين تحتجزهم منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي.

لكن تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، منهم الوزير المتطرف بيتسلئيل سموتريتش، والتي تشير إلى تدمير كامل للبنية التحتية في القطاع، أثارت قلقًا دوليًا واسع النطاق بشأن النوايا الحقيقية لإسرائيل في غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مدبولي: لن يكون هناك سلام مع إسرائيل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية
  • تجنب وصف بوتين بـمجرم حرب.. وزير الخارجية الأمريكي يدخل في حوار متوتر مع نائب ديمقراطي
  • بيان مشترك لبناني- فلسطيني: اتفاق على ضبط السلاح وتعزيز استقرار المخيمات
  • نتنياهو: إسرائيل توافق على المقترح الأمريكي لإعادة المختطفين بخطة ويتكوف
  • البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو
  • أكسيوس عن مسؤول في البيت الأبيض: ترامب أرسل إلى نتنياهو رسالة يريد منه إنهاء حرب غزة
  • عاجل- خارجيه بريطانيا: الاعتراف بالدولة الفلسطينية: "قرار تاريخي قادم ولن نتخلى عن حل الدولتين"
  • هجوم بريطاني حاد على إسرائيل واستدعاء سفيرتها بسبب حرب غزة
  • يائير جولان: إسرائيل دولة منبوذة وحكومة نتنياهو عاجزة وفاقدة للأخلاق
  • عضو بالتحرير الفلسطينية: نتنياهو يفاوض تحت النيران لفرض شروطه على حماس