يخطط وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم للقيام بمهمة عسكرية لتأمين الطرق البحرية في البحر الأحمر، بالتوازي مع عملية حرس الازدهار التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول أخرى، ومن غير المتوقع أن تبدأ المهمة التي ستشارك فيها الفرقاطة "هيسن" أيضا، قبل نهاية فبراير المقبل، وهنا يبحث المتابعون عن إجابة للعديد من الاستفسارات، ومنها ما هي تفاصيل تلك المهمة، ومن سيشارك فيها، وهل سيكون لها عواقب سياسية على تلك الدول؟

وهنا قامت صحيفة فوكس الألمانية بعرض تفاصيل الخطة، والأسئلة التي تبحث عن إجابة على البروفيسور يواكيم كراوس، وهو المدير الفخري لمعهد السياسة الأمنية بجامعة كيل ورئيس تحرير SIRIUS، وقد عمل كمساعد باحث وبعد ذلك كمحاضر خاص، بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية، وشارك في البعثات الدبلوماسية الدولية، وقد تم توثيق أعماله البحثية في العديد من المنشورات العلمية، وتلك هي التفاصيل التي كشفت عنها إجاباته.

هل تعتبر مهمة أمنية بحرية منفصلة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر فكرة جيدة؟

من حيث المبدأ، فإن كل سفينة حربية إضافية في المنطقة تكون منطقية لأنها تسمح بحماية المزيد من السفن التجارية، والمشكلة الوحيدة هي أن هذه المهمة - التي من المحتمل أن يطلق عليها اسم "أسبيس" - لها ما يبررها بحجج تبدو مشكوك فيها وإشكالية بالنسبة لي، وكان سبب فكرة هذه المهمة هو رفض عدة دول أوروبية - خاصة إسبانيا وفرنسا - المشاركة في مهمة حرس الازدهار التي تقودها الولايات المتحدة، والتي من المفترض أن تؤمن الشحن في البحر الأحمر منذ ديسمبر من العام الماضي.

وكان المنطق أن وجود الأمريكيين وتصرفاتهم من شأنه أن يساهم في تصعيد الصراع، خاصة إذا كانت هناك هجمات على مواقع الحوثيين، ومن ناحية أخرى، ينبغي لمهمة الاتحاد الأوروبي أن تكون دفاعية بحتة، وبالتالي تساهم في وقف تصعيد الصراع.

من صاحب فكرة مهمة الأمن البحري للاتحاد الأوروبي؟

ويعود الأمر إلى الممثل الأجنبي للاتحاد الأوروبي، المولود في إسبانيا، جوزيب بوريل، الذي بدأت أشك في مهاراته في الحكم السياسي، وهذا هو نفس الرجل الذي طالب بجدية في الأسبوع الماضي بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي، إذا لزم الأمر، "فرض" حل الدولتين على إسرائيل.

 

ما العيب في مبرر تجنب التصعيد؟

ليس لدي أي شيء ضد التعامل مع مثل هذه المهام بالحذر اللازم، وقد فعلت الولايات المتحدة ذلك أيضًا وترددت إدارة بايدن لفترة طويلة في اتخاذ إجراءات فعالة، ومع ذلك، فقد توصلوا في مرحلة ما إلى استنتاج مفاده أنه بدون مكافحة القواعد الصاروخية ومستودعات الأسلحة التابعة للحوثيين، فإن هذه العملية لا معنى لها، وفوق كل شيء، ستكون مكلفة للغاية، وقد حدث التصعيد المخيف بالفعل نتيجة مهاجمة الحوثيين للسفن الحربية، الآن كل ما يمكنك فعله هو العمل على تصغير حجمها مرة أخرى.

والحوثيون عنيدون وغير قابلين للإصلاح وغير قابلين للتسويات الدبلوماسية، فهم يسعون إلى المواجهة مع الغرب في ضوء الحرب الدائرة في قطاع غزة من أجل تحقيق الاستقرار في الداخل، ولكن هذه المعادلة قد لا تنجح إذا تم تدمير الأساس المادي لحكمهم العسكري، وقد حاول السعوديون ذلك أيضاً، ولكنني أعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تفعل ما هو أفضل، ومن المحتم أن ترتبط الولايات المتحدة بإسرائيل، فإن الافتراض بأن الحوثيين لا يعتبرون الأوروبيين حلفاء لإسرائيل، وبالتالي يخففون من حدة التصعيد عندما يرون السفن الحربية الأوروبية في البحر الأحمر، هو ببساطة أمر ساذج.

 

من يشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي؟

وإذا حدث ذلك فإن هذه المهمة ستبدأ العمل في نهاية شهر فبراير، وأفترض أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا ستكون هناك، وقد أشارت أسبانيا بالفعل إلى أنها لا ترغب في المشاركة في مهمة عسكرية على الإطلاق، بل تعتمد بدلاً من ذلك على "الدبلوماسية" ــ وهي صيغة فارغة تظهر أن هناك منظرين إيديولوجيين في السلطة في مدريد يجادلون على نفس المنوال تقريباً الذي تطرحه السيدة ميركل، فاغنكنشت هنا، ويريد الاتحاد الأوروبي دعوة دول أخرى من الخارج للمشاركة في المهمة، وأشعر بالفضول لمعرفة من هو على استعداد للقيام بذلك ومن يمكنه حقًا المساهمة بشيء ما.

 

ما العواقب السياسية للسياسة الأوروبية؟

هنا عليك أن تزن المزايا والعيوب، ومن المؤكد أنه سيكون من المنطقي وجود المزيد من السفن الحربية في المنطقة، وأفضل طريقة للقيام بذلك ستكون تحت قيادة أمريكية موحدة، لكن المدافعين الذين لا يكلون عن الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي يرون في هذا فرصة لتمييز أنفسهم وتقديم القدوة، وبغض النظر عن عدد السفن الحربية التي سيرسلها الأوروبيون في نهاية المطاف إلى المنطقة وعدد الهجمات التي يمكنهم صدها (نأمل دون أي خسائر خاصة بهم): لا يمكن إنكار الاضطراب عبر الأطلسي الذي سيسببه هذا، وهو مسمار آخر في نعش الولايات المتحدة، فمجتمع عبر الأطلسي. ما هي الحاجة إلى دونالد ترامب عندما يكون بإمكانك إلحاق الكثير من الضرر بالتحالف عبر الأطلسي؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدعم المحكمة الجنائية  على خلفية العقوبات الأميركية وإصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو

أعرب الاتحاد الأوروبي الجمعة عن دعمه « القوي » للمحكمة الجنائية الدولية، غداة فرض الولايات المتحدة عقوبات على أربعة من قضاتها على خلفية قضايا مرتبطة بواشنطن وإسرائيل.

وكتب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا على منصة إكس إن الجنائية الدولية « لا تواجه الدول، بل تواجه الافلات من العقاب. علينا أن نحمي استقلاليتها ومصداقيتها. حكم القانون يجب أن يسود على حكم القوة ».

فرضت الولايات المتحدة، يوم الخميس، عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة الجنائية الدولية على خلفية قضايا مرتبطة بواشنطن وإسرائيل، منها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية حرب الإبادة في غزة. وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان « ستتخذ الولايات المتحدة كل الإجراءات التي تعدها ضرورية لحماية سيادتنا وسيادة إسرائيل وأي حليف آخر للولايات المتحدة، من الخطوات غير المشروعة للمحكمة الجنائية الدولية ».

المحكمة الجنائية الدولية، اعتبرت أن العقوبات الأميركية على أربع قضاة « محاولة جلية لتقويض استقلالية مؤسسة دولية قضائية تعمل بتفويض 125 من الدول الأطراف من كل أنحاء الأرض »، مؤكدة أنها تدعم أفرادها بشكل كامل وستواصل عملها دون أي رادع.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت في 13 فبراير الماضي عقوبات على مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بعد أيام من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بمعاقبة الجنائية الدولية لإصدارها مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. وادعى ترامب في بيان، وقتها، أنّ المحكمة الجنائية الدولية « تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها المقرّبين مثل إسرائيل بشكل لا أساس له وغير مشروع ».

(وكالات)

كلمات دلالية اسرائيل العقوبات الأميركية المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يدعم المحكمة الجنائية  على خلفية العقوبات الأميركية وإصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو
  • قائد بعثة "أسبيدس": زيادة حركة السفن في البحر الأحمر 60% بعد تراجع هجمات مليشيا الحوثي
  • بعد تراجع هجمات الحوثيين.. الملاحة تعود تدريجياً للبحر الأحمر
  • إيطاليا: واثقون في التوصل لاتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل 9 يوليو
  • مفتي عمان: ترامب طلب من مسقط التوسط لوقف هجمات الحوثيين
  • «تيته» تجري مباحثات مع سفراء الاتحاد الأوروبي وإسبانيا حول التطورات السياسية والأمنية
  • الوزير الشيباني: تقوم القوات السورية بملاحقة هذه العناصر لحماية الشعب السوري ونناشد الاتحاد الأوروبي وجميع الدول لدعم مساعي سوريا بحماية أمنها واستقرارها.
  • الوزير الشيباني: الاتحاد الأوروبي يتابع الأحداث في سوريا عن كثب ويدعم حكومتها التي تمثل شعبها.
  • الإتحاد الأوروبي يجدد الدعوة للإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة من سجون الحوثيين
  • بعد هجمات السكك الحديد والمطارات.. روسيا تدعو أوكرانيا إلى عدم التصعيد