قائد عسكري أميركي بالشرق الأوسط: إيران متورطة بهجمات الحوثي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
قال قائد البحرية الأميركية في الشرق الأوسط لوكالة "أسوشيتد برس"، الإثنين، إن إيران "متورطة بشكل مباشر للغاية" في هجمات السفن التي نفذها الحوثيون من اليمن خلال حرب إسرائيل في قطاع غزة.
لم يصل المسؤول العسكري البارز براد كوبر، قائد الأسطول الخامس للبحرية، إلى حد القول إن طهران وجهت هجمات فردية من قبل الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومع ذلك، أقر أن الهجمات المرتبطة بإيران توسعت من مجرد تهديد الخليج العربي ومضيق هرمز في السابق، إلى المياه عبر الشرق الأوسط الأوسع.
وقال لـ"اسوشيتد برس" في مقابلة عبر الهاتف: "من الواضح أن تصرفات الحوثيين، ربما فيما يتعلق بهجماتهم على السفن التجارية، هي الأكثر أهمية التي شهدناها منذ جيلين. الحقائق ببساطة هي أنهم يهاجمون المجتمع الدولي، ومن هنا كان الرد الدولي الذي أعتقد أنكم رأيتموه".
لم تستجب بعثة إيران لدى الأمم المتحدة وقيادة الحوثيين في صنعاء لطلب التعليق، ومع ذلك، قال الحوثيون في وقت لاحق إنهم هاجموا سفينة ترفع العلم الأميركي، من دون تقديم تفاصيل.
ومنذ نوفمبر، شن الحوثيون المدعومون من إيران ما لا يقل عن 34 هجوما على السفن عبر الممرات المائية المؤدية إلى قناة السويس، الممر الحيوي للطاقة والبضائع القادمة من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.
ويربط الحوثيون هجماتهم بالحرب بين إسرائيل وحماس، ومع ذلك، فإن السفن التي استهدفوها لها روابط ضعيفة على نحو متزايد مع إسرائيل، أو لا علاقة لها على الإطلاق.
وفي الأيام الأخيرة، شنت الولايات المتحدة 7 جولات من الغارات الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين، مستهدفة القواعد الجوية الخاضعة لسيطرتهم ومواقع إطلاق الصواريخ المشتبه بها.
وقال كوبر: "ما سأقوله هو أنه من الواضح أن إيران تمول، وتوفر الموارد، وتوفر التدريب. ومن الواضح أنهم متورطون بشكل مباشر للغاية. هذا ليس سرا".
ووصف هجمات السفن التي تضرب الشرق الأوسط بأنها الأسوأ منذ ما يسمى "حرب الناقلات" في الثمانينيات، التي بلغت ذروتها في معركة بحرية استمرت يوما واحدا بين واشنطن وطهران، كما شهدت أيضا قيام أميركا بإسقاط طائرة ركاب إيرانية عن طريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل 290 شخصا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الخليج العربي إيران الحوثيون الولايات المتحدة الولايات المتحدة إيران الحوثيون اليمن الخليج العربي إيران الحوثيون الولايات المتحدة أخبار إيران
إقرأ أيضاً:
مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
يواصل القطاع الزراعي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانحدار نحو واحدة من أسوأ مراحله منذ عقود، مع اتساع رقعة الانتهاكات التي تستهدف المزارعين وحرمانهم من أبسط مقومات الإنتاج، وسط غياب أي دعم أو حماية رسمية.
ومع اشتداد حملات الجباية والنهب، تبدو الزراعة—أحد أهم أعمدة الاقتصاد اليمني—على وشك الانهيار الكامل.
تقول مصادر ميدانية إن جماعة الحوثي كثّفت خلال الأسابيع الماضية من حملات الجباية في محافظة إب، مستهدفة مزارعي البطاطا ومربي النحل وقطاعات إنتاجية أخرى، في خطوة تُعد امتدادًا لسياسات ممنهجة تهدف إلى تحويل النشاط الزراعي إلى مصدر تمويل مباشر للجماعة.
ووفقًا للمصادر، فقد فُرضت إتاوات مالية تعسفية على المزارعين دون أي مسوغ قانوني، فيما استخدمت الفرق الميدانية أساليب الترهيب والتهديد بالسجن والغرامات لإجبار الناس على الدفع، ما دفع كثيرين إلى الرضوخ خوفًا من بطش المشرفين.
ويؤكد مزارعون في إب أن الجبايات الحوثية باتت تمثّل "الضربة القاتلة" لما تبقى من النشاط الزراعي، بعد سنوات من الخسائر المتراكمة الناتجة عن ارتفاع تكاليف السماد والمياه والديزل وتراجع أسعار المحاصيل، فضلًا عن القيود المفروضة على حركة النقل والتسويق. وباتت المنتجات الزراعية تتكدس عامًا بعد عام، دون قدرة على التصريف أو الوصول إلى أسواق عادلة.
وفي محافظة الجوف تتجلى الأزمة بصورة أكثر وضوحًا، حيث يشهد محصول البرتقال تكدسًا كبيرًا يُنذر بانهيار كامل للموسم. فقد غصّت الأسواق بكميات ضخمة مع بداية الحصاد، لتنهار الأسعار بشكل غير مسبوق. وتشير المعلومات إلى أن أحد أبرز أسباب الأزمة هو منع الحوثيين للمزارعين من التصدير إلى أسواق الخليج، بعد أن استولى ما يسمى بـ"سوق الارتقاء" التابع للجماعة على عملية شراء المحصول واحتكار التصدير، وهو ما عطّل تدفق الإنتاج إلى الخارج.
ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ زاد دخول البرتقال المستورد من سوريا ومصر إلى أسواق الخليج من حدة المنافسة وأدى إلى كساد المحصول اليمني الذي يفتقر للدعم والقدرة على الوصول إلى المستهلك الخارجي. ويتراوح سعر سلة البرتقال (20 كيلوغرامًا) في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين بين 6500 و8000 ريال بالطبعة القديمة، بينما يتضاعف السعر بنحو مرتين في المناطق المحررة، في مؤشر على اختلالات عميقة في آليات التسويق وتفاوت العرض والطلب.
ويقول خبراء اقتصاديون إن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى انهيار شبه كامل للقطاع الزراعي، الذي يُعد مصدر رزق لنحو 70% من الأسر الريفية، ومحركًا أساسيًا للأمن الغذائي في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبينما يواجه اليمنيون خطرًا متناميًا على أمنهم الغذائي، تواصل ميليشيا الحوثي—بحسب المصادر—فرض المزيد من القيود والإتاوات، دون أي اعتبار للانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية، ليجد المزارع اليمني نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع الجوع والخسارة والنهب، في وقتٍ بات فيه البقاء على قيد الإنتاج تحديًا يفوق القدرة على الاحتمال.