على عكس أمريكا.. تايم: النظرة سلبية تجاه إسرائيل في 42 دولة
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية (Time) أن النظرة تجاه إسرائيل سلبية في 42 دولة، على عكس الوضع في الولايات المتحدة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي.
المجلة استندت، في تقرير بعددها الأخير ترجمه "الخليج الجديد"، إلى نتائج استطلاع أجرته شركة "مورنينغ كونسلت" للأبحاث (Morning Consult) في 43 دولة بالقارات الست بين أكتوبر وديسمبر/ كانون الأول الماضي، واختلف حجم العينة من دولة إلى أخرى، إذ تراوح شهريا من 300 إلى 6 آلاف إجابة مكتوية.
وقالت إن 42 من أصل 43 دولة شهدت تراجعا في الدعم الذي قدمته لدولة الاحتلال سابقا، وإن صافي الدعم لإسرائيل تراجع عالميا بمتوسط 18.5%.
وفي كل من الصين وجنوب أفريقيا والبرازيل وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، تحولت كثير من الآراء الإيجابية حيال إسرائيل إلى سلبية.
وشهدت دول غنية كانت لديها بالفعل وجهات نظر سلبية واضحة تجاه إسرائيل، وبينها اليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، تراجعا في الدعم لإسرائيل حتى بات الرأي السلبي هو السائد.
فمن سبتمبر/ أيلول (نتائج استطلاع سابق) إلى ديسمبر/ كانون الأول الماضيين، ارتفعت النظرة السلبية لإسرائيل في اليابان من 39.9% إلى 62%، وفي كوريا الجنوبية من 5.5% إلى -47.8%، وفي المملكة المتحدة من 17.1% إلى 29.8%.
وقالت نائبة رئيس قسم الأبحاث السياسية في الشركة سونات فريسبي للمجلة إن "هذه المعطيات تظهر مدى صعوبة المسار الذي تسلكه إسرائيل حاليا في المجتمع الدولي".
وفي 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأت محكمة العدل الدولية (أعلى هيئة قضاية في الأمم المتحدة) النظر في دعوى قدمتها جنوب أفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في غزة.
اقرأ أيضاً
استطلاع: الإسرائيليون يؤيدون خطة أمريكية لإقامة دولة فلسطينية وإعادة الأسرى والتطبيع السعودي
دعم أمريكي
وعلى عكس تراجع التأييد في بقية الدول، تواصَل في الولايات المتحدة الدعم والتأييد لإسرائيل، عبر نسبة آراء إيجابية تفوق السلبية.
وأظهرت النتائج أن الولايات المتحدة هي الدولة الغنية الوحيدة التي لا تزال لديها صافي آراء إيجابية تجاه إسرائيل، رغم تراجعها من 18.2% إلى 16%.
ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر منتقدون الولايات المتحدة شريكة في "جرائم الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
غير أن الاستطلاع أظهر أن دعم واشنطن لتل أبيب له تكلفة على مستوى الرأي العالمي، إذ أفادت النتائج بأن واشنطن تحولت من تفضيل إيجابي إلى سلبي في كل من مصر والسعودية.
ففي مصر، تحولت الولايات المتحدة من تفضيل إيجابي قدره 41.1% إلى تفضيل سلبي 14.9% من سبتمبر إلى ديسمبر الماضيين، فيما انخفض في السعودية من 12.2% إلى 10.5% خلال الفترة نفسها.
واعتبرت فريسبي أن "هذا التحول سيجعل من الصعب على السعودية مواصلة التعاون مع إسرائيل ومتابعة صفقة التطبيع المخطط لها (بين الرياض وتل أبيب)، بوساطة الولايات المتحدة".
وخلافا لما تطالب به دول عديدة، ترفض إسرائيل والولايات المتحدة وقف الحرب في غزة فورا وبشكل دائم، إذ تفضلان "فواصل إنسانية"، وتزعمان أن وقف القتال سيساعد حركة "حماس" على إعادة ترتيب صفوفها.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الاثنين 25 ألفا و295 شهيدا، و63 ألفا جريحا، معظمهم أطفال ونساء بحسب سلطات القطاع. إلى جانب دمار مادي هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح نحو 1.9 مليون فلسطين، أي أكثر من 85% من السكان، وفقا للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
من 54 إلى 45%.. استطلاع جديد يظهر تراجع دعم الناخبين الأمريكيين لإسرائيل في حرب غزة
المصدر | تايم- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل استطلاع دعم أمريكا حرب غزة إبادة جماعية الولایات المتحدة تجاه إسرائیل إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
حرب 1812.. صراع ناري على الهوية والسيادة بين الولايات المتحدة وبريطانيا
في صيف عام 1812، وبينما كانت أوروبا مشتعلة بنيران الحروب النابليونية، اندلعت حرب جديدة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمبراطورية البريطانية.
حرب قصيرة نسبياً، لكنها كانت مفصلية في رسم ملامح الهوية الأمريكية، وترسيخ استقلالها الناشئ.
جذور الصراع..سيادة مهددة ومصالح متشابكةبدأت الحرب نتيجة تراكم طويل من التوترات، أبرزها فرض البحرية البريطانية لحصار اقتصادي على فرنسا خلال الحروب النابليونية، ما أثّر على التجارة الأمريكية.
كما عمدت بريطانيا إلى تجنيد البحارة الأمريكيين قسرًا للخدمة في صفوفها، وهي سياسة أغضبت الإدارة الأمريكية واعتبرتها إهانة للسيادة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، اتُهمت بريطانيا بدعم القبائل الهندية في الغرب الأمريكي بالسلاح، ما زاد من حدة الصراع في الداخل.
كل هذه الأسباب دفعت الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون إلى إعلان الحرب في يونيو 1812.
حرب بلا نصر حاسمشهدت الحرب معارك متفرقة عبر الأراضي الأمريكية والكندية، من بينها محاولة فاشلة للولايات المتحدة لغزو كندا، ومعركة بحرية شهيرة بين السفينتين USS Constitution الأمريكية وHMS Guerriere البريطانية.
وفي عام 1814، أحرقت القوات البريطانية العاصمة الأمريكية واشنطن، بما في ذلك البيت الأبيض، ردًا على هجوم أمريكي على مدينة يورك.
ورغم ذلك، فشلت بريطانيا في كسر المقاومة الأمريكية في معركة بالتيمور.
سلام بلا منتصرانتهت الحرب رسميًا بتوقيع معاهدة غنت في ديسمبر 1814، والتي أعادت الأوضاع لما كانت عليه قبل الحرب، دون أن يحقق أي طرف انتصارًا صريحًا.
لكن المعاهدة لم تصل إلى أمريكا إلا بعد أسابيع، وخلال ذلك الوقت خاض الطرفان معركة نيو أورلينز في يناير 1815، حيث حقق الجنرال الأمريكي أندرو جاكسون نصرًا مدويًا زاد من شعبيته وأدى لاحقًا إلى انتخابه رئيسًا.
تُعد حرب 1812 نقطة تحول في التاريخ الأمريكي، فقد أثبتت قدرة الولايات المتحدة على الصمود أمام قوة عظمى.
كما تراجعت بعدها المقاومة الهندية في الغرب، وبدأت أمريكا عصر التوسع نحو الغرب