الدفع عبر نهائيات الدفع الالكتروني.. زيادة معتبرة في المعاملات
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
بلغ عدد العمليات عبر نهائيات الدفع الإلكتروني أكثر من 3.9 مليون سنة 2023 بقيمة تجاوزت 31.5 مليار دج. وفقا للبيانات التي نشرها تجمع النقد الالي.
وكان تجمع النقد الآلي قد سجل سنة 2022 أكثر من 2.7 مليون عملية دفع عبر نهائيات الدفع الالكتروني بقيمة معاملات إجمالية قدرت بـ 19.3 مليار دينار.
وفي حصيلة نشرها على موقعه الالكتروني, أكد تجمع النقد الآلي أنه خلال الفترة الممتدة من يناير إلى ديسمبر 2023, تم تسجيل أعلى مستوى لعمليات الدفع خلال الشهر الأخير من السنة بـ 401.
كما أشارت المعطيات ذاتها إلى ارتفاع في عدد النهائيات المستغلة عبر التراب الوطني مع نهاية شهر ديسمبر 2023 بـ 53.191 جهاز مقابل 46.263 نهاية 2022.
وبخصوص عدد بطاقات الدفع الالكتروني المتداولة فقد بلغت نهاية ديسمبر الماضي أكثر من 16.5 مليون بطاقة بين البنوك (CIB) بطاقة “الذهبية” لبريد الجزائر. حسب أرقام هذه الهيئة المكلفة بضبط النظام الوطني للدفع الإلكتروني بين البنوك.
وبخصوص الدفع عبر الإنترنت، فقد بلغ العدد الإجمالي للمعاملات المنجزة خلال الفترة الممتدة من يناير إلى ديسمبر 2023 أكثر من 15.3 مليون عملية.
ومع نهاية سنة 2023، واصل عدد المواقع الالكترونية التجارية المنخرطين في نظام الدفع عبر الانترنيت. بواسطة بطاقة ما بين البنوك على المستوى الوطني ارتفاعه ليبلغ 475 متعاملا.
ويتعلق الأمر خاصة بالشركات الكبرى التي تتعامل بالفواتير مثل مؤسسة الجزائرية للمياه وسونلغاز واتصالات الجزائر. إضافة إلى المتعاملين. في مجال الهواتف المحمولة وشركات التأمين والنقل الجوي”، يضيف ذات الصدر.
واستنادا إلى نفس الحصيلة, قدر العدد الإجمالي للمعاملات. التي تم احصائها منذ إطلاق الدفع عبر الإنترنت سنة 2016 بـ 37.3 مليون عملية. بمبلغ إجمالي يفوق 67.3 مليار دج من المعاملات.
وسجل الدفع عبر الهاتف المحمول الذي تم فتحه ” في مرحلة أولى” فقط بين البنوك (زبائن نفس المؤسسة المصرفية) خلال عام 2023 اجمالي 39.2 مليون معاملة بقيمة 27,8 مليار دج, يضيف تجمع النقد الألي.
نحو مضاعفة عدد التجار عبر الإنترنت سنة 2024أما بالنسبة للعمليات المتعلقة بخدمة تحويل الأموال عبر الهاتف (p2p)، تم تسجيل 17.8 مليون معاملة بقيمة تفوق 241 مليار دج.
ووفقا لبيانات ذات الهيئة، تجاوز عدد عمليات السحب عبر الموزعات الآلية 174.4 مليون معاملة بقيمة تقدر بـ 3.262 مليار دج.
كما كشف ذات المصدر أن حضيرة موزعات النقد الآلية المستغلة تضم 3.847 جهازا بنهاية ديسمبر الماضي مقابل 3.640 جهاز بنهاية سنة 2022.
وقد تم إنشاء تجمع النقد الآلي “جي مونيتيك” سنة 2014, ويتكون من 18 بنكا بالإضافة إلى مؤسسة بريد الجزائر. فيما يساهم فيه بنك الجزائر كعضو غير منخرط. من أجل ضمان مطابقة الأنظمة, وأدوات الدفع والمعايير المعمول بها.
ويعكف التجمع في إطار خطة عمله على تحديث الإطار التنظيمي الذي يسير الدفع الإلكتروني ومعاييره وقواعده. فضلا عن تطوير الدفع عبر الانترنت. مع العمل على زيادة عدد تجار السلع والخدمات عبر الأنترنت إلى 1000 بائع خلال هذه السنة.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الدفع الالکترونی بین البنوک الدفع عبر ملیار دج أکثر من
إقرأ أيضاً:
لا «جدال» في الوطن
تُبنى الدول الناجحة على «جدل» الأفكار لا على «الجدال» حولها، وتنهض المجتمعات الحرة على تنوع الآراء والحوار المسؤول. لكن ما لا يُقال كثيرا هو أن الخلاف، حين يتجاوز حدوده، يمكن أن يصبح خطرا على ما هو أعمق من أي فكرة أخرى، وهو المشترَك الوطني ذاته.
في خطبة عيد الأضحى في جامع السلطان قابوس بنزوى الجمعة الماضية برزت عبارة قصيرة ولكنها تستحق أن تُؤطَّر في نقاش عالمي أوسع: «لا جدال في الوطن». لا تحمل هذه العبارة دعوة لإنهاء النقاش العام في مجتمعاتنا ولكنها تؤطره وتذكرنا بأن النقاش المفتوح، إن لم يُضبط، قد يتحوّل إلى معارك لا تهدأ، تُستنزف فيها ثوابت الوطن وتُمزّق مشتركاته.
ما تعنيه العبارة، في جوهرها، هو أن النقاش البنّاء لا يُعادِ الأوطان ولكنه يصونها من النزاعات، أو من تحويل «الجدال» إلى مادة لكسر هيبة الأوطان وتقويض شرعياتها. ولا يخفى على أحد ما يحدث اليوم من استقطابات لم تسلم منها حتى أعرق الديمقراطيات في العالم.
لقد وضعت الخطبة معادلة دقيقة وفق رؤية إنسانية تتمثل في أن الأمان شرط مسبق لأي تنمية ممكنة. وفي الحقيقة فإن هذا الأمر ليس اكتشافا جديدا ولكنه خلاصة مئات الدراسات في علم الاقتصاد السياسي وهو، كذلك، نتاج تجارب مئات المجتمعات عبر التاريخ، حيث لا استثمار دون استقرار، ولا إصلاح دون ثقة، ولا إنتاج دون أرضية من السكينة.
لكن أكثر ما يميز هذه الرؤية هو أنها ترى في الولاء فعلا مستمرا يتجاوز مجرد الشعور العابر: فالنية تتحرك، واليد تبني، والجيل الواعي يؤمّن خلف قيادة واعية تملك بوصلة واضحة ومقنعة.. إنها منطقة التقاء واع على مشروع مشترك.
ومن المهم هنا التمييز بين «الجدل» و«الجدال»، فالجدل هو النقاش العقلي الرصين الذي يُبنى على الحجة والمعرفة ويهدف إلى توسيع الأفق وبناء الوعي. أما الجدال، فهو مراء عقيم يُغرق الحوار في التفاصيل، وينقله من النقاش إلى الخصومة. والمجتمعات التي لا تفرّق بين الاثنين، تُخاطر بأن تفقد المسافة الفاصلة بين النقد والمسؤولية، وبين الاختلاف والعداء.
من هنا، فإن الخطر الحقيقي لا يأتي من غياب النقد، بل من فوضى النقد، ومن الاعتقاد أن الفضاء العام يمكن أن يُدار بلا سقف، وبلا توقيت، وبلا وعي سياسي يتفادى تحويل الحوار إلى سلاح يهدم بدل أن يُصلح.
ولا بد من التأكيد أن هذا الطرح لا يدعو إلى الصمت على الإطلاق، بل يؤكد على أهمية قراءة اللحظة وفهم متغيرات العالم ودوافعه ومآلاته، وهناك الكثير من الأوطان التي انهارت أمام أعين العالم ليس بسبب ضيق الخيارات ولكن بسبب اتساع الفوضى.
«لا جدال في الوطن» ليس نفيا للحرية، بل صيانة لها؛ إذ يُعيد ضبط النقاش على أساس الجدل البنّاء لا الجدال الهدّام. وهو لا يعكس موقفا أيديولوجيا، بل يعبر عن جوهر الدولة: أن تقوم على أرضية لا تُعاد مناقشتها كل يوم.