في خضم الحرب في غزة، قامت جماعة الحوثي في اليمن بتضخيم جهودها الدعائية بشكل استراتيجي، وتجاوزت الحدود الإقليمية للوصول إلى جمهور عالمي. ومن خلال اغتنام الفرصة التي يوفرها المسرح الدولي، تستخدم الميليشيا المدعومة من إيران رسائلها لإيصال صدى لدى الجماهير خارج حدود اليمن.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، جذبت ميليشيا الحوثي، المعروفة ببراعة استخدامها للدعاية، الانتباه مؤخرًا من خلال اختطاف سفينة تجارية في البحر الأحمر ثم إنتاج فيديو موسيقي على متنها.

ويظهر في الفيديو، الذي يحمل عنوان "محور الجهاد"، الشاعر الحوثي البارز عيسى الليث، مصحوبا بقصاصة من الورق المقوى للقائد الإيراني الراحل قاسم سليماني. يجسد الفيديو، بمشاعره المعادية لأمريكا والمعادية للصهيونية، قدرة المجموعة على مزج الرسائل مع الصور الاستفزازية.

ومع استمرار ميليشيا الحوثي في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وتعطيل التجارة العالمية من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، فقد لفتت تصرفاتها انتباه الولايات المتحدة وحلفائها. وقد أدت الغارات الجوية الناتجة على أهداف الحوثيين إلى رفع مكانة الجماعة على المسرح العالمي.

ومع الهدف المعلن المتمثل في الانخراط في معركة مباشرة مع الولايات المتحدة، فقد تحالف الحوثيون استراتيجيًا مع مشاعر مؤيديهم. وبترديد أبيات من قصيدة حوثي شهيرة في المظاهرات الأخيرة، أعربت المجموعة عن استعدادها لتصعيد التوترات، مما يتردد صداه مع أولئك الذين يسعون إلى صراع أكبر.

وتعرض قيادة الحوثيين حملتها على أنها معركة عادلة لإنهاء الحرب في غزة، مما يزيد من الغضب واسع النطاق بشأن تصرفات إسرائيل. ولا تتواصل المجموعة الآن مع زملائها العرب فحسب، بل تتواصل أيضًا مع مواطني جنوب آسيا والأوروبيين والأمريكيين، مما يوسع نطاق وصولها إلى أولئك الأقل دراية بتاريخها وأفعالها في اليمن.

يؤكد السياسي الحوثي البارز محمد البخيتي على أهمية الفوز في معركة الوعي، وينشر بنشاط باللغة الإنجليزية على منصات مختلفة. من خلال انتقاد الإمبريالية الغربية ومناشدة الجمهور العالمي، يسعى البخيتي إلى حشد الدعم والتفهم لقضية الحوثيين.

ومع تصوير قادة الحوثيين لأنفسهم على أنهم مستضعفون شجعان يتحدون إسرائيل والولايات المتحدة، ارتفعت شعبيتهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبينما تركز القوى الإقليمية على الحلول الدبلوماسية، يقدم الحوثيون أنفسهم كأبطال أخلاقيين، مما يتردد صداه لدى أولئك المحبطين بسبب التقاعس الواضح من جانب الدول العربية القوية.

إن نجاح ميليشيا الحوثي في تشكيل الروايات أمر لافت للنظر، بالنظر إلى تاريخها القمعي في اليمن. وعلى الرغم من التكتيكات الاستبدادية في الداخل، تمكنت الجماعة من إبراز صورة الشرعية والسيطرة، وقدمت نفسها على أنها الحكومة الشرعية في اليمن.

وفي عصر تتمتع فيه الحرب النفسية بوزن كبير، استخدم الحوثيون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل استراتيجي لمشاركة رسالتهم على مستوى العالم. ومن خلال الاستفادة من الحرب في غزة، استغلت الجماعة المشاعر العميقة للناس في جميع أنحاء العالم، واكتسبت الإعجاب حتى من أولئك الذين ينتقدون أيديولوجيتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحوثی فی فی الیمن من خلال

إقرأ أيضاً:

الكرملين رداً على الناتو: تصريحات “الاستعداد للحرب ضد روسيا” تعكس نسيان تجارب الحرب العالمية الثانية

الثورة نت /..

علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الأحد، على تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بشأن “ضرورة الاستعداد للحرب ضد روسيا”، واصفًا إياها بأنها صدرت عن “فرد من جيل نسي تجارب الحرب العالمية الثانية”.

وكان روته قد دعا خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتز، الدول الأوروبية إلى “زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادًا لمواجهة روسيا”.

وحث أمين عام “الناتو” أعضاء الحلف على “تبني عقلية عسكرية”، مدعيًا أن الناتو هو “الهدف التالي” لروسيا.

ورد بيسكوف، وفق وكالة “سبوتنيك”، على هذه التصريحات قائلاً: “من المحتمل أن يكون هذا التصريح صادرًا عن ممثل لجيل تمكن من نسيان كيف كانت الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف: “روسيا تتطلع إلى واشنطن، وليس إلى أوروبا، في قضايا التسوية في أوكرانيا، ونرى موقف واشنطن بشأن حل النزاع بأنه حاسم وواقعي”.

وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تمارس ما وصفه بـ”لعبتهم في أوكرانيا”، معتبراً أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وصل إلى السلطة بشعارات السلام، لكنه استمر في انتهاك اتفاقيات مينسك، بما أدى إلى تقارب الحرب بدلًا من السلام.

وأوضح المتحدث الرئاسي الروسي أن دخول خبراء الناتو إلى أوكرانيا، وتورطهم في بعض الهيئات الحكومية، بالإضافة إلى وصول أولى شحنات الأسلحة، شكّل تهديدًا للشعب الروسي المقيم هناك وأثرًا جيوسياسيًا على أمن روسيا، ما أسهم في قرار موسكو تنفيذ “عملية عسكرية خاصة”.

وبخصوص إمكانية توقيع كييف اتفاقيات سلام ثم تخريبها كما حدث مع اتفاقيات مينسك، أكد بيسكوف أن روسيا لن ترضى بذلك، مؤكدًا الحاجة إلى “نظام ضمانات محدد لضمان امتثال كييف لاتفاقيات التسوية الأوكرانية، ليس فقط للأمن، بل لتنفيذ هذه الاتفاقيات فعليًا”.

يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد صرح في 11 ديسمبر الجاري بأن روسيا لا تملك أي خطط عدوانية ضد دول الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لتقديم ضمانات كتابية بهذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • الكرملين رداً على الناتو: تصريحات “الاستعداد للحرب ضد روسيا” تعكس نسيان تجارب الحرب العالمية الثانية
  • في كأس العرب.. «الأبيض» يُغيّر التاريخ!
  • مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
  • ضاحي خلفان يعبر عن أمنيته بتحرير شمال اليمن من قبضة الحوثيين
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • حزب الإصلاح يعطل جهود تحرير اليمن من الحوثيين
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • اليوم مواجهات نارية في ربع نهائي كأس العرب.. الأردن يصطدم بالعراق والإمارات تتحدى الجزائر