أشاد عدد من الكوادر الحزبية والبرلمانيين وأعضاء الحوار الوطنى بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال احتفالية عيد الشرطة الـ٧٢، لإطلاق حوار وطنى اقتصادى، وتصريحاته حول الأوضاع الاقتصادية فى مصر والعالم، والأزمات المحيطة بالقُطر المصرى فى المنطقة.

وقال الكاتب الصحفى جمال الكشكى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، إن الحوار الوطنى منصة نقاشية مهمة للمجتمع بجميع مؤسساته، لعرض مختلف وجهات النظر والآراء السياسية المختلفة.

أضاف «الكشكى» لـ«الوطن» أن التعقيدات التى تمر بالإقليم والتحديات الاقتصادية الكبيرة، تزيد من أهمية طرح القضايا الاقتصادية على طاولة الحوار الوطنى، لتقديم الحلول والاقتراحات التى من شأنها حل الأزمة، متابعاً: «نحرص فى المرحلة المقبلة من الحوار الوطنى على الوصول إلى مخرجات أكثر نجاحاً وتأثيراً لحلحلة الأزمة».

ولفت «الكشكى» إلى أن الطبعة الجديدة من الحوار الوطنى سوف تشهد جهوداً مكثفة فى كافة المحاور لا سيما «الاقتصادى»، لما يتضمنه من قضايا تهم المواطن، وقال: «نسابق الزمن لوضع حلول ناجزة بالحوار الوطنى لمواجهة مختلف التحديات التى يواجهها الوطن، وفتح نوافذ جديدة للتعامل مع كافة أشكال الأزمات الاقتصادية». كما لفت إلى حرص الرئيس السيسى على استمرار مبادرة الحوار الوطنى التى أطلقها فى أبريل من عام 2022، استكمالاً لمسيرة الإصلاح الاقتصادى، والعمل لاحقاً على مناقشة الوثيقة الاقتصادية وتنفيذها على أرض الواقع.

وقال تيسير مطر، أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إنّ المجتمع بحاجة إلى الحوار الوطنى الاقتصادى، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة خططاً اقتصادية جديدة تؤكد قدرة الدولة على تجاوز الأزمات، وقال المهندس محمد فريد، القيادى بحزب مستقبل وطن، إن دعوة الرئيس السيسى لإجراء حوار وطنى اقتصادى وتحديد آليات التعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة تبرهن على اهتمام الدولة وحرصها على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية، لافتاً إلى أن الدولة لديها من الخبرات والإمكانات ما يمكنها من مواجهة أى الصعوبات، فيما أشادت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، بكلمة الرئيس السيسى، موضحة أنها بعثت برسائل طمأنة للمصريين حول أوضاع المعيشة والأزمة الاقتصادية وموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية. وأكدت «مديح» أن دعوة «السيسى» لإجراء حوار وطنى اقتصادى أكثر عمقاً وشمولية، يعكس دراية الرئيس ومتابعته لما يدور فى الشارع المصرى بشأن الاقتصاد، موضحة أن الأزمات العالمية سببت ارتفاعاً ملحوظاً.

من جانبه، أشار ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إلى أهمية تأكيد الرئيس وجود حلول للأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، ومنها أن تعمل الدولة على زيادة مواردها الدولارية من خلال التصدير أو السياحة أو مضاعفة دخل قناة السويس، وأضاف رئيس حزب الجيل أن أهم حلول الأزمة الاقتصادية ترشيد الحكومة للاستيراد وتقليل الفاتورة الدولارية وتحقيق الاكتفاء الذاتى، وإنتاج مستلزمات الصناعة ومدخلات الإنتاج محلياً، ووقف التعامل مع صندوق النقد الدولى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الشرطة الحوار الوطني الحوار الوطنى

إقرأ أيضاً:

العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟

العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟

عمر سيد أحمد

العقوبات من واشنطن إلى الخرطوم… ما بين الحساب والعقاب

في 24 أبريل 2025، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عزمها فرض عقوبات صارمة على السودان بموجب “قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لعام 1991”، وذلك بعد تأكيد استخدام الحكومة السودانية لأسلحة كيميائية في عام 2024، في خرق صريح لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تُعد السودان طرفًا فيها.

القرار، الذي سُلِّم إلى الكونغرس الأميركي مرفقًا بتقرير يؤكد “عدم امتثال السودان”، يُمهّد لتطبيق حزمة من التدابير العقابية، تشمل حظر الوصول إلى خطوط الائتمان الأميركية، وتقييد الصادرات، وتجميد الأصول. ومن المتوقع أن تدخل هذه العقوبات حيّز التنفيذ في أو حوالي 6 يونيو 2025، عقب نشرها في السجل الفيدرالي الأميركي.

ورغم أن هذه العقوبات تأتي ردًا على خروقات خطيرة للقانون الدولي، فإن توقيتها في ظل حرب أهلية طاحنة، وانهيار اقتصادي شامل، وتوسع المجاعة والنزوح، يطرح تساؤلات أخلاقية واستراتيجية حول فاعليتها وجدواها، ومدى تأثيرها الفعلي على النخبة الحاكمة مقارنة بما تلحقه من أضرار مباشرة بحياة المواطنين واقتصاد الدولة.

تجربة السودان السابقة مع العقوبات (1997–2020)

بين عامي 1997 و2020، خضع السودان لعقوبات أميركية شاملة فرضت عليه عزلة اقتصادية ومصرفية خانقة، بتهم دعم الإرهاب واحتضان تنظيمات متطرفة. طالت العقوبات المؤسسات الحكومية والمالية، وحرمت السودان من:

استخدام النظام المصرفي العالمي المرتبط بالدولار. استقبال الاستثمار الأجنبي المباشر أو التمويلات الإنمائية. التحديث التكنولوجي والاتصال بأسواق المال.

أدت هذه العقوبات إلى تدهور البنية الاقتصادية، وزيادة الاعتماد على التهريب والاقتصاد الموازي، وهروب الكفاءات ورؤوس الأموال. ورغم الرفع التدريجي للعقوبات في 2017، إلا أن استمرار وضع السودان على قائمة الإرهاب حتى أواخر 2020 أعاق أي تعافٍ جاد، خصوصًا مع تعاقب الأزمات السياسية والانقلابات والحرب الأخيرة.

 العقوبات الجديدة – البنود والتوقيت

العقوبات الأميركية الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يونيو 2025، جاءت كرد مباشر على ما وصفته واشنطن بـ”استخدام موثّق للأسلحة الكيميائية من قبل حكومة السودان”. وتشمل:

حظر التعاملات بالدولار الأميركي. تجميد أصول الحكومة والشخصيات المتورطة. منع الشركات الأميركية من تصدير تقنيات أو منتجات للسودان. حرمان السودان من الوصول إلى التمويل الأميركي أو الدولي المدعوم أميركيًا، خصوصًا عبر خطوط الائتمان أو التسهيلات المالية.

ما يضاعف من أثر هذه العقوبات هو هشاشة الوضع الداخلي، حيث يخوض السودان واحدة من أسوأ حروبه الأهلية، وسط انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة المدنية.

ثالثًا: التأثيرات الاقتصادية المباشرة خروج فعلي من النظام المالي العالمي

السودان اليوم شبه معزول عن النظام المالي العالمي، ومع تنفيذ هذه العقوبات، ستفقد البنوك السودانية القدرة على:

فتح الاعتمادات المستندية لشراء السلع. تنفيذ التحويلات البنكية الرسمية. التعامل مع المؤسسات الوسيطة في التجارة الخارجية.

هذا يعني عمليًا إغلاق باب التجارة القانونية، وتوجيه كل النشاطات نحو السوق السوداء أو التهريب.

تهديد الأمن الغذائي والدوائي

مع صعوبة الاستيراد الرسمي، تتراجع واردات القمح، الدواء، الوقود، والأدوية المنقذة للحياة. ويؤدي ذلك إلى:

نقص حاد في الإمدادات الأساسية. تضاعف الأسعار نتيجة ارتفاع تكلفة التأمين والنقل. توسّع الفجوة في الخدمات الصحية. ضياع موارد الدولة من الذهب

في ظل غياب الرقابة وازدهار اقتصاد الظل، يُقدّر حجم الذهب السوداني المُهرّب بأنه يفوق 50 إلى 80% من الإنتاج السنوي. وقدرت الخسائر من التهريب خلال العقد الماضي بما بين 23 و36 مليار دولار. العقوبات الحالية تدفع بهذا المورد نحو مزيد من التهريب، وتُفقد الدولة فرصة استثمار أكبر كنز نقدي تملكه.

تعميق أزمة سعر الصرف

كل هذه التطورات تؤدي إلى:

تسارع تدهور الجنيه السوداني أمام الدولار. تزايد التضخم المفرط. انهيار القدرة الشرائية للمواطنين. رابعًا: من يدفع الثمن؟

رغم أن العقوبات تستهدف النظام السياسي والعسكري، إلا أن من يدفع الثمن فعليًا هو المواطن العادي:

العامل الذي فقد وظيفته بسبب توقف المصنع عن الاستيراد. المزارع الذي لا يجد سمادًا ولا وقودًا. المريض الذي لا يحصل على دواء. التاجر الذي يُجبر على التعامل عبر السوق السوداء. خامسًا: العقوبات كأداة سياسية – فعالة أم عقوبة جماعية؟

تاريخيًا، نادرًا ما أسقطت العقوبات الأنظمة القمعية. بل كثيرًا ما زادت من تماسكها عبر:

خطاب “الحصار الخارجي”. عسكرة الاقتصاد. قمع المعارضة بحجة الطوارئ.

وفي السودان، حيث الاقتصاد منهار أصلًا، ستدفع العقوبات الناس نحو مزيد من الفقر واليأس، دون ضمان أن تؤدي إلى تغيير حقيقي في سلوك النظام.

سادسًا: أهمية وقف الحرب فورًا

العقوبات في حد ذاتها خطيرة، لكن الحرب تجعلها كارثية. فكل يوم يستمر فيه القتال:

يُفقد السودان مزيدًا من موارده. ينهار الأمن الغذائي. يتوسع النزوح والدمار.

وقف الحرب هو الخطوة الأولى والأكثر إلحاحًا للخروج من هذه الدوامة. فبدون وقف إطلاق النار، لا يمكن التفاوض، ولا يمكن الإصلاح، ولا يمكن للعالم أن يستجيب لدعوات تخفيف العقوبات.

الآثار المتوقعة على إعادة الإعمار بعد الحرب

من أبرز التداعيات الخطيرة للعقوبات الأميركية المرتقبة أنها ستُقوّض بشدة فرص إعادة الإعمار بعد الحرب، حتى إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار أو تسوية سياسية. إذ أن إعادة بناء البنية التحتية المدمرة – من طرق ومرافق وخدمات عامة – تتطلب تمويلات ضخمة، لا يمكن تغطيتها من الموارد المحلية وحدها، خصوصًا في ظل الانهيار الكامل للإيرادات العامة وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة. وبما أن العقوبات تشمل حظر الوصول إلى التمويل الأميركي وخطوط الائتمان، فإنها تحرم السودان من أي فرص واقعية للحصول على قروض ميسّرة، أو دعم من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، أو حتى من شركات مقاولات عالمية. كما أن استمرار العقوبات يُعزّز مناخ عدم الثقة في السودان كبيئة استثمارية، ما يدفع المستثمرين للابتعاد عنه، ويطيل أمد العزلة الاقتصادية، وبالتالي يُجمّد أي مسار حقيقي نحو التعافي والتنمية بعد الحرب.

خاتمة: بين المحاسبة والإنقاذ

العقوبات الأميركية على السودان تُعبّر عن موقف دولي حازم ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، لكنها في سياق حرب داخلية وانهيار اقتصادي، تتحول إلى عقوبة جماعية تهدد بقاء الدولة ذاتها. المطلوب اليوم ليس فقط التعامل مع العقوبات، بل تغيير المسار السياسي والاقتصادي كاملاً.

وذلك يتطلب:

وقف الحرب فورًا. تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية. إصلاح شامل للقطاع المالي والمؤسسي. الشروع في مفاوضات مع المجتمع الدولي لرفع العقوبات تدريجيًا مقابل التزامات واضحة بالسلام والشفافية.

فالعالم لن يستثمر في بلد يحكمه الرصاص والتهريب، ولن يخفف عقوبات ما لم يرَ إرادة حقيقية للتغيير. والسودان، برغم الجراح، لا يزال يملك فرصة – لكنها تضيق كل يوم.

* خبير مصرفي ومالي وتمويل

مايو 2025

الوسومالإنقاذ الحرب الخرطوم السودان العقوبات الأمريكية على السودان القطاع المالي والمؤسسي النظام المالي العالمي سعر الصرف عمر سيد أحمد واشنطن

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يستعرض إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ومحاورها
  • فيديو الآن.. انطلاق تظاهرات نسائية غاضبة في شوارع عدن تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية
  • وقفة احتجاجية نسائية غاضبة في تعز تنديداً بتردي الأوضاع المعيشية والخدمات
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • بحضور الرئيس التركي.. تكريم خاص لقناة اقرأ في افتتاح القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي باسطنبول
  • إعادة فتح قنصلية تونس في بنغازي تثير حديثًا عن حوار سياسي قادم
  • الشعب الجمهوري: تدخلات الرئيس في القضايا الملحّة تؤكد انحيازه للمواطن ومكافحة الفساد
  • نواب البرلمان: توجيهات السيسي بتعزيز المخزون الاستراتيجي والتوسع الزراعي ضمانة لتحقيق الأمن الغذائي
  • الشعب الجمهورى: القانون الحالي لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ نتج عن حوار وطني
  • صحف عالمية: تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة