حذرت الولايات المتحدة، بشكل سري، إيران، قبل تفجيرين مزدوجين استهدفا مراسم الذكرى الرابعة لقائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الراحل قاسم سليماني، بمدينة كرمان، حيث أسفرا عن نحو 95 قتيلاً، وتبناهما تنظيم "داعش-خراسان".

ووجه مسؤولون إيرانيون اتهامات إلى الولايات المتحدة وحليفتها، إسرائيل، بالوقوف وراء تفجيرَي كرمان اللذين وقعا في 3 يناير/كانون الثاني، قرب مقبرة مدينة كرمان، حيث يحشد "الحرس الثوري" سنوياً لإحياء ذكرى العقل المدبر لعملياته الخارجية الذي قضى في ضربة جوية أمريكية قبل 4 سنوات.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أمريكيين القول إن الولايات المتحدة "نقلت معلومات محددة بما يكفي حول موقع الهجومَين، في الوقت المناسب"، مشددين على أنها "كانت مفيدة لطهران في إحباط الهجوم أو تقليل عدد الضحايا على الأقل".

وأضاف مسؤول أمريكي: "قبل الهجوم الإرهابي في كرمان، زَوّدت الإدارة الأمريكية إيران بتحذير خاص بوجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية"، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية اتبعت سياسة "واجب التحذير" منذ أمد طويل عبر الإدارات المختلفة لتحذير الحكومة من التهديدات القاتلة المحتملة.

وتابع: "نقدم هذه التحذيرات جزئياً؛ لأننا لا نريد أن نرى أرواح الأبرياء تُفقد في الهجمات الإرهابية".

ووفق الصحيفة، فإنه "رغم المعلومات، فإن إيران فشلت في منع حدوث التفجيرين"، اللذين كانا الأكثر دموية في إيران، على مدى 44 عاماً منذ ثورة 1979.

اقرأ أيضاً

إيران.. اعتقال 35 شخصا على صلة بهجومي كرمان

ورفض المسؤولون الأمريكيون، تحديد القنوات التي استُخدمت لتحذير إيران، أو الكشف عن تفاصيل ما تم تمريره.

ولم يذكر المسؤولون ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن مثل هذا التحذير إلى النظام الإيراني.

وكشف مسؤول أمريكي إن المسؤولين الإيرانيين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير.

وتدرك الولايات المتحدة أهمية الاستقرار العالمي لمصلحتها الوطنية. عندما تحذر خصومها من التهديدات المحتملة، فإنها تسعى إلى منع الأزمات والصراعات التي يمكن أن تؤثر على الاقتصاد العالمي والأمن الدولي، وفق الصحيفة.

وتقديم المعلومات للدول الأخرى، بما في ذلك الخصوم، يمكن أن يكون وسيلة لبناء ثقة وعلاقات أفضل في المستقبل. يمكن أن تستفيد الولايات المتحدة من هذه العلاقات في مجالات مثل التجارة ومكافحة الإرهاب.

ومن خلال تقديم المعلومات للخصوم، يمكن للولايات المتحدة مراقبة نشاطاتهم وتحركاتهم بشكل أفضل، مما يساعدها على توجيه استراتيجيتها بشكل أكثر فعالية.

وقال عديد من المسؤولين إنه لم يكن من الواضح سبب فشل الإيرانيين في إحباط الهجومَين أو صدهما.

اقرأ أيضاً

رغم تبني داعش مسؤولية الحادث.. إيران تتوعد بالكشف عن المنفذ الحقيقي لهجوم كرمان

وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن معلومات استخباراتية أمريكية متعلقة بهجوم كرمان.

ففي 5 يناير/كانون الثاني، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن اتصالات اعترضتها الولايات المتحدة أكدت ضلوع فرع تنظيم "داعش" بأفغانستان في تفجيرَي كرمان.

وقال المصدران، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية الأمر، إن "المعلومات الاستخبارية واضحة ولا جدال فيها".

وأوضحا أن المعلومات ضمت اتصالات جرى اعتراضها، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وفي أول تعليق رسمي لها بعد الهجوم، نفت الولايات المتحدة الاتهامات الإيرانية بضلوعها في الهجومَين، قائلة إنها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في التفجيرَين، وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة.

وذكرت أن التفجيرَين يمثلان فيما يبدو "عملاً إرهابياً"، من النوع الذي نفذه مقاتلو تنظيم "داعش" في السابق.

وظهر تنظيم "داعش-خراسان" لأول مرة في أفغانستان في عام 2015 بعد أن أعلن مقاتلو تنظيم "داعش" الخلافة في العراق وسوريا.

اقرأ أيضاً

إيران: مسؤولية تفجيري كرمان تقع على عاتق من استخدم الإرهاب لتحقيق أهدافه

وكانت مسؤولة عن التفجير الذي وقع بالقرب من مطار كابول في أغسطس/آب 2021، والذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، ونحو 170 مدنيًا أفغانيًا أثناء انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.

وكانت الجماعة عدوًا لدودًا لـ"طالبان"، وجرى إضعافها إلى حد كبير خلال الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، بسبب هجمات القوات الأمريكية والقوات الحكومية الأفغانية وهجمات "طالبان" نفسها، إلا أنها ازدادت قوة مع رحيل القوات الأمريكية.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنها واحدة من أخطر الجماعات في المنطقة، وتتفوق على تنظيم القاعدة ولها طموحات لضرب أهداف في الغرب.

وبعد الهجوم، تضاربت المعلومات التي قدمها مسؤولون إيرانيون حول العثور على سيارات مفخخة في مدينة كرمان.

وفي وقت لاحق، حذفت وكالة "إيسنا" (حكومية)، صورة من العثور على سيارة مفخخة عشية الهجوم.

وفي 7 يناير/كانون الثاني، قال المدعي العام في كرمان مهدي بخشي، إن الأجهزة الأمنية عثرت على 16 قنبلة في كرمان، قبل الذكرى الرابعة لمقتل سليماني.

بدوره، نفى رئيس المحكمة العسكرية في كرمان علي توكلي، وجود أي إهمال في حماية مراسم ذكرى سليماني، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية "اتخذت التدابير الأمنية كافة".

اقرأ أيضاً

رئيسي: إيران جاهزة للرد على هجوم كرمان في الزمان والمكان المناسبين

وقال توكلي: "تم العثور في وقت سابق على 16 قنبلة جاهزة للتفجير في مقبرة الجنرال سليماني"، مضيفاً: "عُثر على أكثر من 64 قنبلة في أنحاء البلاد كان من المقرر أن تنفجر في مراسم ذكرى قاسم سليماني".

وتابع: "اعتقلنا كل العوامل".

وأثارت المعلومات المتضاربة تساؤلات حول إصرار "الحرس الثوري"، على إقامة المراسم رغم التهديدات الأمنية التي جرى رصدها.

ورداً على تصريحات المسؤولين القضائيين، نشرت إدارة العلاقات العامة في "الحرس الثوري" بمحافظة كرمان، بياناً ينفي العثور على قنابل قبل مراسم ذكرى سليماني.

ووصف البيان "العثور على قنابل" بـ"الإشاعات والافتراءات"، حسبما أوردت وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري".

ويأتي الكشف عن التحذير الأمريكي لإيران بعدما تعرضت القوات الأمريكية لهجمات عديدة من جماعات تخوض حرباً بوكالة عن "الحرس الثوري" الإيراني في المنطقة، بما في ذلك العشرات من الهجمات في سوريا والعراق، وشنّتها فصائل تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".

وقال مسؤول أمريكي سابق للصحيفة، إنه قد يكون هناك عدد من الأسباب التي تدفع واشنطن لتحذير إيران.

اقرأ أيضاً

وكالة إيران الرسمية: هجوم كرمان كان انتحاريا

فبالإضافة إلى حماية المدنيين الأبرياء، قد يكون المقصود من هذا التحذير، منع طهران من الرد على الهجوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وربما تقويض المصالح الأمريكية.

وأذكى تفجير كرمان التوتر الإقليمي الناجم عن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، وهجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وبدعوى الرد على تفجير كرمان، شنّت إيران هجمات بالمسيّرات والصواريخ، على أربيل مركز إقليم كردستان العراق، وإدلب شمال شرقي سوريا، ومواقع في إقليم بلوشستان باكستان.

وقال "الحرس الثوري" الإيراني، إنه استهدف "مقرات إرهابية وجاسوسية للكيان الصهيوني في باكستان والعراق وسوريا".

والأحد الماضي، قال مساعد وزير الداخلية الإيراني سيد مجيد مير أحمدي، إن السلطات اكتشفت وتمكّنت من القضاء على أكثر من 10 خلايا إرهابية منذ الهجوم في مدينة كرمان الإيرانية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مير أحمدي قوله إن إسرائيل هي "رأس الأفعى لعصابة (داعش)"، وإن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا "بقطع رأسها".

اقرأ أيضاً

إيران تحمل واشنطن وتل أبيب مسؤولية جريمة كرمان

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: هجوم كرمان إيران أمريكا إسرائيل قاسم سليماني القوات الأمريكية الولایات المتحدة الحرس الثوری العثور على اقرأ أیضا فی کرمان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف تشارك الولايات المتحدة في الجهد الاستخباري بحثا عن الأسرى؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا استعرضت فيه مساهمة الولايات المتحدة مع جيش الاحتلال في البحث عن أسراه في غزة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي أعده مراسلها للشؤون الأمنية، شين هاريس، "منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كثفت الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخبارية عن حماس في غزة، وشاركت كمية غير عادية من لقطات مسيّرات التجسس، وصور الأقمار الصناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم ببرامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة".

وقال هاريس إنه استند في تقريره إلى "مقابلات مع أكثر من عشرة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين في واشنطن وتل أبيب والقدس تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم".

وبحسب التقرير قال مسؤولون "إسرائيليون" في مقابلات، "إنهم ممتنون للمساعدة الأمريكية، التي منحت الإسرائيليين في بعض الحالات قدرات فريدة كانوا يفتقرون إليها قبل هجمات حماس المفاجئة عبر الحدود، لكنهم دافعوا أيضا عن براعتهم التجسسية، وأصروا على أن الولايات المتحدة، في معظم الأحيان، لا تمنحهم أي شيء لا يمكنهم الحصول عليه بأنفسهم".



وأشار هاريس إلى "أن الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل متوترة في بعض الأحيان حيث يشعر بعض المسؤولين الأميركيين بالإحباط بسبب طلب إسرائيل المزيد من المعلومات الاستخباراتية حيث يفترض الإسرائيليون أن الولايات المتحدة ربما تحجب عنهم بعض المعلومات".

وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن واشنطن "قدمت مجموعة مكثفة من الأصول والقدرات والخبرات"، وأن المعلومات الاستخباراتية: "ليست مقيدة أو مشروطة بأي شيء آخر.. نحن لا نمنع أي شيء"، بحسب التقرير.

وأكد هاريس، "أن إدارة بايدن منعت إسرائيل من استخدام أي معلومات استخباراتية تقدمها الولايات المتحدة لاستهداف مقاتلي حماس النظاميين في العمليات العسكرية. وأنه سيتم استخدام المعلومات الاستخبارية فقط لتحديد مكان الرهائن، ثمانية منهم يحملون الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى القيادة العليا لحماس - بما في ذلك يحيى السنوار ومحمد ضيف".

وصنفت وزارة الخارجية الرجلين في عام 2015 على أنهما "إرهابيان" وفق التقرير.

وتأكد مقتل ثلاثة من الأسرى الأمريكيين الثمانية، وما زالت جثثهم محتجزة في غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.


وقال هاريس، "إن الولايات المتحدة قدمت بعض المعلومات الاستخبارية التي استخدمت لتحديد مكان أربعة رهائن إسرائيليين وإنقاذهم في نهاية المطاف الأسبوع الماضي، بحسب تقرير لواشنطن بوست. ويبدو أن المعلومات، التي تضمنت صورا علوية، كانت ثانوية مقارنة بما جمعته إسرائيل بنفسها قبل العملية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينيا، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحداث دموية. في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر".

ونَقل عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم أنه قبل هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لم يكن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يعتبر حماس هدفا ذا أولوية، لكن تغير ذلك على الفور تقريبا بعد الهجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي,

وبيّن، أن "أفرادا من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي (JSOC) بدأوا العمل جنبا إلى جنب مع ضباط وكالة المخابرات المركزية في محطة الوكالة في إسرائيل"، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن أفرادا من وكالة الاستخبارات الدفاعية بدأوا الاجتماع مع نظرائهم في البلاد "بشكل يومي".

وأشار إلى أن وزارة الخارجية أرسلت مبعوثا خاصا للأسرى التقى علنا بالمسؤول الإسرائيلي الرئيسي الذي يشرف على جهود إنقاذهم كما أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يعملون أيضا في إسرائيل للتحقيق في هجمات حماس على المواطنين الأمريكيين والمساعدة في جهود استعادة المحتجزين.

وذكر التقرير أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين قالوا إنه في الأسابيع الأولى من الحرب، طلب المسؤولون الإسرائيليون المكلفون بتحديد مكان الرهائن في قطاع غزة المكتظ بالسكان معلومات محددة من الولايات المتحدة للمساعدة في سد الفجوات فيما عرفوه من مصادرهم الخاصة.

وتضمن ذلك معلومات محددة، بالإضافة إلى تقنيات وخبرات لتحليل كميات كبيرة من الصور وإضافة تحديثات لإنشاء صور أكثر تفصيلا، بما في ذلك صور ثلاثية الأبعاد، للتضاريس في غزة.

ونقل التقرير عن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين قوله إنهم قدموا لنا بعض "القدرات التي لم تكن لدينا قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر". وعن مسؤول إسرائيلي كبير آخر قوله أن الولايات المتحدة قدمت صورا فضائية مفصلة للغاية تفتقر إليها إسرائيل.

وبحسب التقرير فقد أكد سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن القوات الأمريكية لم تشارك في مهمة تحرير الأسرى الأربعة، حيث قال: "لم تكن هناك قوات أمريكية، ولم تكن هناك قوات أمريكية على الأرض تشارك في هذه العملية".

وقال سوليفان لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة سي إن إن يوم الأحد: "لم نشارك عسكريا في هذه العملية". وأشار إلى أننا "قدمنا الدعم بشكل عام لقوات الدفاع الإسرائيلية حتى نتمكن من محاولة إعادة جميع الرهائن إلى الوطن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين الذين ما زالوا محتجزين".


وأضاف هاريس، أنه بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية، كان هذا الدعم يتألف من أعضاء قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، وهي قوة عمليات خاصة تتمتع بخبرة عميقة في عمليات إنقاذ الرهائن.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أعضاء المجموعة يعملون في إسرائيل، بالشراكة مع ضباط المخابرات الأمريكية، بعد وقت قصير من بدء الحرب.

وأوضح أن قوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC) كانت في تشرين الأول/ أكتوبر في المنطقة مستعدة للانتشار في غزة لإنقاذ المواطنين الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس، حسبما قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على التخطيط لما كان يمكن أن يكون مهمة خطيرة للغاية.

ونقل عن أحد المسؤولين قوله: "إذا تمكنا من الحصول من جانب واحد على معلومات يمكننا التصرف بناء عليها، واعتقدنا أنه يمكننا بالفعل إخراج مواطنين أمريكيين أحياء، فيمكننا أن نتحرك، لكن لم يكن هناك سوى القليل جدا من المعلومات على وجه التحديد حول الرهائن الأمريكيين".

وأشار إلى أن عملية إنقاذ الأسرى الأسبوع الماضي اعتمدت على معلومات دقيقة حول موقع الأسرى وهذا المستوى من المعلومات الاستخباراتية "القابلة للتنفيذ" هو شيء افتقرت إليه إسرائيل لسنوات في غزة، بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا والفشل في بناء شبكة من الجواسيس على الأرض.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون في إن ندرة الاستخبارات البشرية كانت مسؤولة جزئيا عن فشل إسرائيل في اكتشاف وفهم تخطيط حماس لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقد سلطت الجهود الأخيرة لتحديد مكان الأسرى الضوء على أهمية المعلومات البشرية.

وزعم التقرير، أن الاحتلال استعاد الشهر الماضي رفات بعض الأسرى بعد استجواب أحد مقاتلي حماس، بحسب مسؤولين أمنيين في دولة الاحتلال.

وذكر هاريس، أن محللي المخابرات الإسرائيلية عثروا أيضا على معلومات استخباراتية مفيدة بين الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الوثائق التي تم العثور عليها من مخابئ حماس أو مراكز القيادة، بحسب المسؤولين الذين أشاروا إلى أن المحللين الأميركيين ساعدوا في التنقيب في هذه المصادر عن أدلة حول مكان وجود الأسرى.



وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين إن دمج المعلومات التي تم الحصول عليها من السجلات الإلكترونية والمادية مع مصادر استخباراتية أخرى ساعد إسرائيل في تحديد موقع الأسرى خلال عمليتي الإنقاذ اللتين سبقتا العملية الأسبوع الماضي.

كما نقل عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين قولهم إن  جهاز المخابرات أصبح يعتمد بشكل مفرط على التكنولوجيا لجمع المعلومات الاستخبارية، في حين ضمر التحليل، كما أن دور الوحدة 8200 العسكرية التي حظيت بشهرة كبيرة، كان تاريخيا جمع المعلومات ومشاركتها مع عناصر أخرى في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي.

وتابع، ولكن تغير هذا في السنوات الأخيرة، بحسب عضو سابق شغل منصبا قياديا، وأصبحت الوحدة 8200 تقرر من يتلقى أي جزء من المعلومات.

وقال المسؤول السابق إنها الآن جعلت من أولوياتها تطوير تكنولوجيا جديدة والمساهمة بمعلوماتها الاستخبارية في ما يعرف باسم "المجمع"، وهو مستودع يمكن لعناصر الاستخبارات الأخرى أن تأخذ منه المعلومات.

وردد مسؤولون حاليون وسابقون آخرون هذا النقد، قائلين إن جواسيس إسرائيل الإلكترونيين نسوا كيفية القيام بوظائف الاستخبارات الأساسية. حيث كان المجتمع غارقا في البيانات، لكنه كان يفتقر إلى تحليلها. وقال العضو السابق: "لقد أصبح النظام فاسدا"، بحسب تقرير واشنطن بوست.

وأشار التقرير إلى أن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي وصف هذه الانتقادات بأنها "كاذبة" في بيان له، وقال إنها "تضر بالمجهود الحربي لأفراد الخدمة، الذين عملوا طوال الأشهر [الثمانية] الماضية، في الساحتين القريبة والبعيدة، لمساعدة القوات. في البر والجو والبحر ولحماية شعب إسرائيل".

و"ما أدى إلى تفاقم المشكلة أن المسؤولين الإسرائيليين تمسكوا بمفهوم أساسي مفاده أن حماس كانت مهتمة بالثراء وحكم غزة أكثر من مهاجمة إسرائيل"، وفق التقرير.

كما ذكر أن مسؤولا استخباراتيا كبيرا سابق قال: "اعتقدنا أن حماس لن تجرؤ على الهجوم". لقد حطمت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر هذه الفكرة وجعلت حماس أولوية قصوى بالنسبة لإسرائيل، وكذلك لشركائها في الولايات المتحدة، بحسب التقرير.

ونقل عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن أي معلومات استخباراتية تقدمها الولايات المتحدة، أو تتيح لإسرائيل الوصول إليها بشكل مباشر، ستستخدم فقط في جهود تحديد مكان الأسرى وتعقب قيادة حماس. وأنه يُحظر على إسرائيل استخدام أي معلومات أمريكية لاستهداف أعضاء حماس النظاميين في أي عمليات عسكرية، بما في ذلك الغارات الجوية.

وقد تم توضيح القواعد الخاصة بكيفية تقديم المعلومات الاستخبارية واستخدامها في ترتيبات رسمية طويلة الأمد يتم فحصها من قبل المحامين في مجتمع الاستخبارات الأمريكي، بالإضافة إلى التوجيهات الجديدة من البيت الأبيض في أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب تقرير الصحيفة.

وأشار إلى أنه من الناحية العملية، فإن الأمر يعود لأمانة إسرائيل بعدم استخدام المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الولايات المتحدة لأغراض محظورة، كما قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مطلعون على علاقة تبادل المعلومات الاستخبارية.



وأوضح، أن النائب جيسون كرو (ديمقراطي عن كولورادو)، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، تساءل كيف يمكن لمسؤولي الإدارة التأكد من أن إسرائيل لا تستخدم المعلومات الاستخبارية التي تتلقاها كجزء من حملتها العسكرية ضد حماس، والتي أسفرت عن عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.

وشارك كرو، وهو من قدامى المحاربين في الجيش، في صياغة تشريع صدر العام الماضي يلزم مدير المخابرات الوطنية بإخطار الكونغرس إذا أدت المعلومات الاستخبارية التي تقدمها الولايات المتحدة لدولة أخرى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال كرو في بيان لصحيفة واشنطن بوست: "رئيس الوزراء [بنيامين] نتنياهو يتبع استراتيجية فاشلة في غزة.  إن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، والمجاعة، والافتقار إلى استراتيجية متماسكة تثير قلقا عميقا. سأواصل إجراء رقابة قوية لضمان أن تبادل المعلومات الاستخبارية يتماشى مع المصالح الأمريكية".

وأشار بعض المسؤولين إلى أن المعلومات المتعلقة بمواقع الرهائن المحتملة يمكن أن يكون لها أيضا غرض مزدوج: سيتم تطويق الرهائن من قبل مقاتلي حماس، الذين يحرسونهم ويستخدمونهم كدروع بشرية. ويشعر بعض المسؤولين بالقلق من أن الولايات المتحدة لا تملك رقابة كافية لضمان عدم استخدام إسرائيل لمعلومات الرهائن كمعلومات استهداف فعلية لأعضاء حماس من المستوى الأدنى.

وقال أحد الأعضاء العاملين في الوحدة 8200  إن الوكالات الإسرائيلية "حريصة للغاية على عدم استخدام ما تقدمه لها الولايات المتحدة عمليا إذا لم يكن ذلك مسموحا به. إن تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة أمر جيد للغاية. هناك علاقات مباشرة على مستوى العمل، ومن المهم الحفاظ عليها".

مقالات مشابهة

  • هل نفذت حماس هجومًا سيبرانيًا قبل طوفان الأقصى؟
  • واشنطن وأنقرة تدرجان 3 أشخاص على قوائم الإرهاب
  • ماذا تفعل الاستخبارات الأمريكية في غزة؟
  • كيف تشارك الولايات المتحدة في الجهد الاستخباري بحثا عن الأسرى؟
  • لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الإستخبارات الأمريكية في غزة
  • WP تكشف دور واشنطن في عملية النصيرات.. قدرات تفتقر إليها إسرائيل
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من أن أي خطوة عسكرية في لبنان قد تخرج عن السيطرة
  • السفيرة الأمريكية الجديدة: إيران التهديد الأكبر للعراق
  • “وول ستريت جورنال”: كيف قيّد اليمنيون القوات الأمريكية في البحر الأحمر؟
  • محاكمة مراسل وول ستريت جورنال الأمريكية في روسيا بتهمة التجسس