وول ستريت جورنال: واشنطن حذرت طهران سراً قبل هجوم كرمان
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
حذرت الولايات المتحدة، بشكل سري، إيران، قبل تفجيرين مزدوجين استهدفا مراسم الذكرى الرابعة لقائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الراحل قاسم سليماني، بمدينة كرمان، حيث أسفرا عن نحو 95 قتيلاً، وتبناهما تنظيم "داعش-خراسان".
ووجه مسؤولون إيرانيون اتهامات إلى الولايات المتحدة وحليفتها، إسرائيل، بالوقوف وراء تفجيرَي كرمان اللذين وقعا في 3 يناير/كانون الثاني، قرب مقبرة مدينة كرمان، حيث يحشد "الحرس الثوري" سنوياً لإحياء ذكرى العقل المدبر لعملياته الخارجية الذي قضى في ضربة جوية أمريكية قبل 4 سنوات.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أمريكيين القول إن الولايات المتحدة "نقلت معلومات محددة بما يكفي حول موقع الهجومَين، في الوقت المناسب"، مشددين على أنها "كانت مفيدة لطهران في إحباط الهجوم أو تقليل عدد الضحايا على الأقل".
وأضاف مسؤول أمريكي: "قبل الهجوم الإرهابي في كرمان، زَوّدت الإدارة الأمريكية إيران بتحذير خاص بوجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية"، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية اتبعت سياسة "واجب التحذير" منذ أمد طويل عبر الإدارات المختلفة لتحذير الحكومة من التهديدات القاتلة المحتملة.
وتابع: "نقدم هذه التحذيرات جزئياً؛ لأننا لا نريد أن نرى أرواح الأبرياء تُفقد في الهجمات الإرهابية".
ووفق الصحيفة، فإنه "رغم المعلومات، فإن إيران فشلت في منع حدوث التفجيرين"، اللذين كانا الأكثر دموية في إيران، على مدى 44 عاماً منذ ثورة 1979.
اقرأ أيضاً
إيران.. اعتقال 35 شخصا على صلة بهجومي كرمان
ورفض المسؤولون الأمريكيون، تحديد القنوات التي استُخدمت لتحذير إيران، أو الكشف عن تفاصيل ما تم تمريره.
ولم يذكر المسؤولون ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن مثل هذا التحذير إلى النظام الإيراني.
وكشف مسؤول أمريكي إن المسؤولين الإيرانيين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير.
وتدرك الولايات المتحدة أهمية الاستقرار العالمي لمصلحتها الوطنية. عندما تحذر خصومها من التهديدات المحتملة، فإنها تسعى إلى منع الأزمات والصراعات التي يمكن أن تؤثر على الاقتصاد العالمي والأمن الدولي، وفق الصحيفة.
وتقديم المعلومات للدول الأخرى، بما في ذلك الخصوم، يمكن أن يكون وسيلة لبناء ثقة وعلاقات أفضل في المستقبل. يمكن أن تستفيد الولايات المتحدة من هذه العلاقات في مجالات مثل التجارة ومكافحة الإرهاب.
ومن خلال تقديم المعلومات للخصوم، يمكن للولايات المتحدة مراقبة نشاطاتهم وتحركاتهم بشكل أفضل، مما يساعدها على توجيه استراتيجيتها بشكل أكثر فعالية.
وقال عديد من المسؤولين إنه لم يكن من الواضح سبب فشل الإيرانيين في إحباط الهجومَين أو صدهما.
اقرأ أيضاً
رغم تبني داعش مسؤولية الحادث.. إيران تتوعد بالكشف عن المنفذ الحقيقي لهجوم كرمان
وهذه ليست المرة الأولى التي يُكشف فيها عن معلومات استخباراتية أمريكية متعلقة بهجوم كرمان.
ففي 5 يناير/كانون الثاني، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن اتصالات اعترضتها الولايات المتحدة أكدت ضلوع فرع تنظيم "داعش" بأفغانستان في تفجيرَي كرمان.
وقال المصدران، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية الأمر، إن "المعلومات الاستخبارية واضحة ولا جدال فيها".
وأوضحا أن المعلومات ضمت اتصالات جرى اعتراضها، وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي أول تعليق رسمي لها بعد الهجوم، نفت الولايات المتحدة الاتهامات الإيرانية بضلوعها في الهجومَين، قائلة إنها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في التفجيرَين، وليس لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة.
وذكرت أن التفجيرَين يمثلان فيما يبدو "عملاً إرهابياً"، من النوع الذي نفذه مقاتلو تنظيم "داعش" في السابق.
وظهر تنظيم "داعش-خراسان" لأول مرة في أفغانستان في عام 2015 بعد أن أعلن مقاتلو تنظيم "داعش" الخلافة في العراق وسوريا.
اقرأ أيضاً
إيران: مسؤولية تفجيري كرمان تقع على عاتق من استخدم الإرهاب لتحقيق أهدافه
وكانت مسؤولة عن التفجير الذي وقع بالقرب من مطار كابول في أغسطس/آب 2021، والذي أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا، ونحو 170 مدنيًا أفغانيًا أثناء انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.
وكانت الجماعة عدوًا لدودًا لـ"طالبان"، وجرى إضعافها إلى حد كبير خلال الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، بسبب هجمات القوات الأمريكية والقوات الحكومية الأفغانية وهجمات "طالبان" نفسها، إلا أنها ازدادت قوة مع رحيل القوات الأمريكية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنها واحدة من أخطر الجماعات في المنطقة، وتتفوق على تنظيم القاعدة ولها طموحات لضرب أهداف في الغرب.
وبعد الهجوم، تضاربت المعلومات التي قدمها مسؤولون إيرانيون حول العثور على سيارات مفخخة في مدينة كرمان.
وفي وقت لاحق، حذفت وكالة "إيسنا" (حكومية)، صورة من العثور على سيارة مفخخة عشية الهجوم.
وفي 7 يناير/كانون الثاني، قال المدعي العام في كرمان مهدي بخشي، إن الأجهزة الأمنية عثرت على 16 قنبلة في كرمان، قبل الذكرى الرابعة لمقتل سليماني.
بدوره، نفى رئيس المحكمة العسكرية في كرمان علي توكلي، وجود أي إهمال في حماية مراسم ذكرى سليماني، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية "اتخذت التدابير الأمنية كافة".
اقرأ أيضاً
رئيسي: إيران جاهزة للرد على هجوم كرمان في الزمان والمكان المناسبين
وقال توكلي: "تم العثور في وقت سابق على 16 قنبلة جاهزة للتفجير في مقبرة الجنرال سليماني"، مضيفاً: "عُثر على أكثر من 64 قنبلة في أنحاء البلاد كان من المقرر أن تنفجر في مراسم ذكرى قاسم سليماني".
وتابع: "اعتقلنا كل العوامل".
وأثارت المعلومات المتضاربة تساؤلات حول إصرار "الحرس الثوري"، على إقامة المراسم رغم التهديدات الأمنية التي جرى رصدها.
ورداً على تصريحات المسؤولين القضائيين، نشرت إدارة العلاقات العامة في "الحرس الثوري" بمحافظة كرمان، بياناً ينفي العثور على قنابل قبل مراسم ذكرى سليماني.
ووصف البيان "العثور على قنابل" بـ"الإشاعات والافتراءات"، حسبما أوردت وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري".
ويأتي الكشف عن التحذير الأمريكي لإيران بعدما تعرضت القوات الأمريكية لهجمات عديدة من جماعات تخوض حرباً بوكالة عن "الحرس الثوري" الإيراني في المنطقة، بما في ذلك العشرات من الهجمات في سوريا والعراق، وشنّتها فصائل تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".
وقال مسؤول أمريكي سابق للصحيفة، إنه قد يكون هناك عدد من الأسباب التي تدفع واشنطن لتحذير إيران.
اقرأ أيضاً
وكالة إيران الرسمية: هجوم كرمان كان انتحاريا
فبالإضافة إلى حماية المدنيين الأبرياء، قد يكون المقصود من هذا التحذير، منع طهران من الرد على الهجوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وربما تقويض المصالح الأمريكية.
وأذكى تفجير كرمان التوتر الإقليمي الناجم عن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، وهجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وبدعوى الرد على تفجير كرمان، شنّت إيران هجمات بالمسيّرات والصواريخ، على أربيل مركز إقليم كردستان العراق، وإدلب شمال شرقي سوريا، ومواقع في إقليم بلوشستان باكستان.
وقال "الحرس الثوري" الإيراني، إنه استهدف "مقرات إرهابية وجاسوسية للكيان الصهيوني في باكستان والعراق وسوريا".
والأحد الماضي، قال مساعد وزير الداخلية الإيراني سيد مجيد مير أحمدي، إن السلطات اكتشفت وتمكّنت من القضاء على أكثر من 10 خلايا إرهابية منذ الهجوم في مدينة كرمان الإيرانية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مير أحمدي قوله إن إسرائيل هي "رأس الأفعى لعصابة (داعش)"، وإن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا "بقطع رأسها".
اقرأ أيضاً
إيران تحمل واشنطن وتل أبيب مسؤولية جريمة كرمان
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: هجوم كرمان إيران أمريكا إسرائيل قاسم سليماني القوات الأمريكية الولایات المتحدة الحرس الثوری العثور على اقرأ أیضا فی کرمان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بين رماد فوردو ووهج التصعيد.. لحظة مفصلية بمسار نووي إيران
في منعطف حرج من تاريخ المواجهة النووية بين إيران والغرب، جاءت ضربة منشأة "فوردو" كحدث يتجاوز البعد العسكري إلى رسائل سياسية واستراتيجية ثقيلة الوطأة. منشأة نووية تحت الأرض، محصّنة بجبل من الصخر، تُستهدف وتُصاب بأضرار جسيمة، وتُغلق مداخلها بالإسمنت، في مشهد يثير أسئلة وجودية: هل انتهت قدرة إيران على العودة إلى حافة القنبلة النووية؟ أم أن طهران بدأت فعليًا مرحلة إعادة تموضع أكثر سرية وذكاء؟
في وقت تؤكد فيه واشنطن أن برنامج إيران النووي تأخر لسنوات بفعل العملية، تتمسك طهران بنغمة التحدي، وتتوعد بالرد، وترفض العودة إلى طاولة المفاوضات تحت الضغط. هكذا تتقاطع الخطوط بين روايتين: رواية النصر الأميركي، وسردية "الصمود الإيراني". أما الحقيقة، فتبدو مدفونة في أقبية "فوردو"، تنتظر تفتيشًا دوليًا غائبًا، وربما صفقة لم تكتمل بعد.
ضربة فوردو... بين الدمار والتكتيك
تشير صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت بعد الضربة الأميركية إلى تدمير كبير لجزء مهم من البنية التحتية لمنشأة "فوردو"، التي لطالما شكلت رمزًا للمناعة النووية الإيرانية.
وقد أظهرت الصور شاحنات إسمنتية وهي تُغلق المداخل الرئيسية، وسط حديث عن جهود لاحتواء ما تبقى داخل المنشأة أو دفن ما لا يُراد الكشف عنه.
ما يزال مصير اليورانيوم المخصب غير واضح. فبحسب تقديرات مستقلة، كانت إيران تمتلك قبل الضربة قرابة 120 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يجعلها على مسافة زمنية قصيرة من امتلاك قنبلة نووية واحدة على الأقل، إذا تم تخصيب الكمية إلى نحو 90%.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعلنت أن المنشأة "تضررت بشكل كبير"، لم تُصدر حتى اللحظة تقييمًا دقيقًا بشأن ما إذا كانت المواد النووية قد أُخرجت قبيل الضربة، أم أنها دُفنت داخلها بفعل الأضرار.
إنجاز استراتيجي أميركي في معركة لم تُحسم
في مداخلة له ضمن برنامج "التاسعة" على قناة سكاي نيوز عربية، وصف مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، الضربة بأنها "حققت أهدافًا استراتيجية"، معتبرًا أن منشآت مثل "فوردو" و"نطنز" باتت خارج الخدمة الفعالة على المدى القريب.
كيميت أوضح أن إيران "لم تعد قادرة على العودة إلى التخصيب السريع كما في السابق"، وأن القدرات الإيرانية "تراجعت بشكل ملموس"، رغم أنه أشار بوضوح إلى أن "البرنامج لم يُقبر"، بل إن المخزون من المواد النووية لم يعد في المتناول المباشر، أي أن واشنطن تدرك أن طهران لا تزال تحتفظ بهوامش مناورة.
الرواية الإيرانية
الباحث السياسي الإيراني محمد غروي قلل من أهمية الضربة الأميركية، واعتبرها جزءًا من "البروباغندا السياسية لتبرير التصعيد ضد إيران"، مؤكدًا أن طهران لم تكشف عن كامل أوراقها بعد.
وفي مداخلته ضمن البرنامج ذاته، شدد غروي على أن البرنامج النووي الإيراني "جزء من السيادة الوطنية"، متسائلًا: "إذا كانت واشنطن تعتقد أن الضربة أنهت الخطر النووي، فلماذا لا تُرفع العقوبات؟ ولماذا تواصل الدعوة إلى المفاوضات؟".
من جانبه، وصف رافاييل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الضربة على منشآت إيران النووية بأنها "الأعنف منذ سنوات"، مشيرًا إلى أن البرنامج "تراجع فعليًا"، لكنه حذر من أن غياب التعاون مع طهران قد يفتح الباب أمام سيناريو مشابه لكوريا الشمالية، حيث يتحول الملف النووي إلى مشروع خارج السيطرة والمساءلة.
دعوة غروسي لإعادة فتح قنوات التعاون والتفتيش تحمل تحذيرًا مبطنًا من عواقب استمرار سياسة القطيعة، وتعبّر عن قلق حقيقي من أن تستغل طهران الانشغال الدولي لتمرير نشاطات نووية في أماكن غير معلنة.
من جهته، لم يكتفِ الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار الضربة إنجازًا نوويًا، بل ربطها بمشروعه السياسي الأوسع في الشرق الأوسط. وفي تصريحات لافتة، قال إن العملية "فتحت نافذة سلام"، كاشفًا عن اتفاق رباعي بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، وتوسيع اتفاقات إبراهام.
وبحسب تسريبات إعلامية، فإن واشنطن تطمح لربط أي تفاهم نووي مع إيران بإعادة تموضع إقليمي يشمل إخراج عناصر حماس من غزة، وضمانات أمنية لإسرائيل، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات.
الخطاب الإيراني الرسمي لا يزال يرفض العودة إلى طاولة المفاوضات في ظل استمرار الضغوط العسكرية والاقتصادية. ويؤكد قادة طهران أن أية محادثات يجب أن تقوم على قاعدة "الندية والاحترام المتبادل".
لكن خلف هذه التصريحات، تشير تقارير استخباراتية إلى أن إيران باشرت خطوات إعادة الانتشار النووي بسرّية، مع احتمال استخدام منشآت بديلة في مناطق نائية أو محصّنة، وربما بدعم تقني روسي وتغطية دبلوماسية صينية.
وتحذر تقارير غربية من أن طهران قد تكون بصدد تخزين كميات من اليورانيوم في مواقع غير مُعلنة، في تكرار لنمط مناورات سابقة سبقت انكشاف منشآت سرية كـ"بارشين" و"تورقوز آباد".
هل نشهد تسوية كبرى أم بداية لمواجهة جديدة؟
في ظل هذا المشهد المتداخل، يصعب الجزم بما إذا كانت الضربة على "فوردو" تمهيدًا لتسوية كبرى، أم أنها مقدمة لموجة تصعيد جديدة. الخطاب المزدوج من الطرفين، والتصريحات المتناقضة، تفتح الباب على سيناريوهات متعددة:
• السيناريو الأول: عودة تفاوضية مشروطة، تُربط فيها التنازلات النووية الإيرانية بترتيبات إقليمية، تشمل غزة والخليج.
• السيناريو الثاني: تصعيد متبادل، قد يتضمن ضربات سيبرانية، اغتيالات، أو تفجيرات دقيقة، في إطار ما يُعرف بـ"الحرب دون الحرب".
• السيناريو الثالث: تجميد غير معلن، تبقى فيه إيران ضمن هامش التخصيب دون الوصول للعتبة، مقابل تخفيف نسبي للعقوبات وتجنب المواجهة الشاملة.
طهران ما بعد "فوردو"
إذا كانت ضربة "فوردو" قد وجهت صفعة قوية للمشروع النووي الإيراني، فإنها لم تُسقطه بالكامل. بل إن الرد الإيراني، سواء عبر تصريحات التحدي أو خطوات إعادة التموضع السرية، يوحي بأن المعركة دخلت فصلًا جديدًا، عنوانه: "النووي بين الأرض وتحتها".
واشنطن تحتفل بما تعتبره انتصارًا، وطهران تصر على أن المعركة لم تنتهِ بعد. وبين هذا وذاك، يقف المجتمع الدولي على حافة أزمة قد تعيد تشكيل موازين الأمن في الشرق الأوسط لسنوات قادمة. فهل تكون الضربة بداية سلام، أم شرارة لحرب نووية مُقنّعة؟ الإجابة لا تزال معلّقة، ريثما تتضح وجهة الصراع: تفاهم جديد، أم انفجار مؤجل.