خبير استراتيجي بريطاني يكشف سر فشل الهجوم الأوكراني المضاد وكيف اصبح معركة استنزاف دموية
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
لندن ـ “راي اليوم”: قال كبير المستشارين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فرانز ستيفان غادي، إن القوات المسلحة الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة، لأنها لا تعرف كيفية القيام بعمليات الأسلحة المشتركة. وأوضح غادي أن “القوات المسلحة الأوكرانية لا تزال تفتقر إلى المهارات اللازمة للقيام بعمليات واسعة النطاق”، مضيفًا أن سبب فشل القوات المسلحة الأوكرانية هو عدم القدرة على التصرف بشكل متزامن مع الأسلحة المشتركة.
إذ أن طبيعة الهجوم لن تتغير إلا إذا أصبحت الهجمات أكثر منهجية. واختتم غادي قوله، في مقابلة أجراها مع صحيفة “دير تاغزشبيغل” الألمانية: “وإلا فإن الهجوم المضاد سيبقى معركة استنزاف دموية”. وبدأ الهجوم المضاد الأوكراني في جنوب دونيتسك وأرتيوموفسك وفي اتجاهات زابوروجيه في 4 يونيو/ حزيران الماضي. ونشرت كييف ألوية مدربة من قبل الناتو ومسلحة بالتكنولوجيا الغربية. وبرغم ذلك، كما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن القوات الأوكرانية لم تنجح في أي من محاور الجبهة وتتعرض لخسائر فادحة. وأكدت تقارير صحفية أمريكية، يوم السبت الماضي، تعرض أوكرانيا لخسائر فادحة خلال أول أسبوعين من الهجوم المضاد. وبحسب التقارير الأمريكية، في الأسبوعين الأولين من الهجوم الأوكراني، تم تدمير أو إتلاف نحو 20% من الأسلحة التي أرسلتها كييف إلى ساحة المعركة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة التي خطط الأوكرانيون لاستخدامها في التقدم على المواقع الروسية. وبينت التقارير أنه في الأسابيع الأخيرة، انخفض معدل الخسائر التي تتعرض لها كييف إلى نحو 10%، لأن الهجوم المضاد نفسه تباطأ، وفقا للتقرير الذي نقل عن مصادر أمريكية.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تحرك بريطاني صامت يعيد فتح ملفات دامية من أفغانستان
كشف ضابط بريطاني كبير سابق أمام لجنة تحقيق عامة أن قوات خاصة تابعة للجيش البريطاني ارتكبت على الأرجح جرائم حرب في أفغانستان، من خلال إعدام معتقلين ميدانيا خلال العمليات، رغم علم قيادات عليا في سلسلة القيادة بتلك الانتهاكات دون اتخاذ أي إجراء.
وجاء التحقيق بأمر من وزارة الدفاع البريطانية بعد أن كشف فيلم وثائقي لـ"بي بي سي" عن قيام عناصر من القوات الجوية الخاصة (SAS) بقتل 54 شخصا في ظروف مريبة خلال الحرب في أفغانستان قبل أكثر من عشرة أعوام.
وتبحث اللجنة في سلسلة من الغارات الليلية التي نفذتها القوات البريطانية بين منتصف عام 2010 ومنتصف 2013، في إطار عمليات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد طالبان وجماعات مسلحة أخرى.
تحقيقات سابقة بلا نتيجة
وكانت الشرطة العسكرية البريطانية قد فتحت في السابق عدة تحقيقات في ادعاءات تتعلق بسلوك القوات البريطانية في أفغانستان، من بينها انتهاكات نسبت إلى وحدات خاصة، لكن وزارة الدفاع أعلنت أن التحقيقات لم تتوصل إلى أدلة كافية لفتح ملاحقات قضائية.
وتهدف اللجنة الحالية إلى تحديد ما إذا كانت هناك معلومات موثوقة عن عمليات قتل خارج القانون، وما إذا كانت التحقيقات السابقة قد أجريت بشكل مهني، وما إذا كان قد جرى التستر على عمليات قتل غير قانونية.
وقال القاضي تشارلز هادون كيف، رئيس اللجنة، إن من الضروري إحالة أي شخص يخالف القانون إلى السلطات المختصة، مع رفع الشبهات عن الجنود الذين لم يرتكبوا أي خطأ.
شهادة الضابط "N1466"
وسمعت اللجنة سابقا شهادات لجنود أعربوا عن مخاوف من أداء وحدة فرعية تُعرف باسم UKSF1، إذ قال أحدهم إن أفرادها كانوا يقتلون كل الذكور في سن القتال خلال المداهمات بغض النظر عن مستوى التهديد.
وفي شهادة جديدة قدمت سرا ونشرت أمس، قال ضابط سابق يشار إليه بالرمز N1466 وكان يشغل منصب مساعد رئيس الأركان للعمليات في مقر القوات الخاصة إنه بدأ يشك عام 2011 في العدد الكبير من المعتقلين الذين قتلوا خلال عمليات UKSF1.
وذكر أن مراجعته للتقارير الرسمية أظهرت أن عدد القتلى يفوق بكثير الأسلحة المضبوطة، وأن الروايات المتكررة حول محاولات المعتقلين “التقاط السلاح” أو “استخدام قنابل يدوية” بعد احتجازهم كانت روايات غير قابلة للتصديق.
وقال للمدعي الرئيسي في التحقيق، أوليفر غلاسكو: "لنكن واضحين، نحن نتحدث عن جرائم حرب، نحن نتحدث عن إعادة المعتقلين إلى الموقع ثم إعدامهم بذريعة أنهم قاوموا القوات."
وأضاف أنه رفع القضية إلى مدير القوات الخاصة، المعروف بالرمز 1802، لكن الأخير طلب فقط مراجعة أساليب العمل بدل البحث في اتخاذ إجراء جنائي.
وأعرب الضابط عن أسفه لعدم إبلاغ الشرطة العسكرية مباشرة في ذلك الوقت، رغم أنه قدم تقريرا لاحقًا عام 2015.
وقال في شهادته: "كنت أشعر بقلق بالغ من احتمال قتل أشخاص أبرياء، بينهم أطفال، بشكل غير قانوني، وتوصلت إلى قناعة بأن هذه الممارسات لم تقتصر على عدد محدود من الجنود، بل كانت أوسع نطاقا ومعلومة لعدد من أفراد القوات الخاصة."
إحباط داخل الوحدات
وكشفت شهادات أخرى لضباط سابقين ومسؤول في وزارة الدفاع عن حالة إحباط واسعة بسبب إطلاق سراح معتقلين خلال أيام من القبض عليهم، في ظل عجز النظام القضائي الأفغاني عن التعامل مع الملفات المعقدة.
كما ظهرت معلومات عن تنافس شديد بين وحدات القوات الخاصة UKSF1 وUKSF3، التي كان ينتمي إليها الضابط N1466.
وقال الضابط في جلسة الاستماع: "لم ننضم إلى القوات الخاصة لنشهد مثل هذا السلوك، إطلاق النار على أطفال في أسرتهم أو القتل العشوائي ليس عملا بطوليا ولا يمثل تقاليد وحدتنا."
كما أكد أنه لا يسعى للانتقام أو التشهير بزملائه، بل لقول الحقيقة: "لا يوجد شيء أبعد عن الحقيقة من أنني أحمل ضغينة ضد القوات، ما رأيته كان خاطئا، وكان يجب الإبلاغ عنه."
التحقيق مستمر
وتواصل لجنة التحقيق أعمالها، ومن المتوقع أن تقدم المزيد من الشهادات والوثائق في الأشهر المقبلة لتحديد المسؤوليات القانونية والقيادية في تلك الانتهاكات.