صنعاء- قال نائب المتحدث العسكري لقوات أنصار الله الحوثيين في صنعاء العميد عزيز راشد إن العمل العدائي الأميركي البريطاني ضدهم في اليمن، هو بسبب وقوفهم مع فلسطين وغزة.

وأضاف أن العمل الوحيد الذي يمكن أن يُخرج الأميركيين من أزمتهم، هو وقف الحرب على قطاع غزة، وفك الحصار عنه وإدخال المساعدات الغذائية والدواء بكميات كافية إليه، وإلا فإن اليمن قرر منع السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى "الكيان الصهيوني" من المرور في البحر الأحمر، على حد قوله.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أكد العميد عزيز راشد أن عسكرة البحر الأحمر ستؤدي إلى أزمة كبيرة، وقد تؤدي إلى قطع الإمدادات البحرية عن الأميركيين والبريطانيين.

تحذير

وأشار إلى أنه في حال تصاعد المواجهة في البحر الأحمر قد يؤدي ذلك إلى إغلاقه، ومن المتوقع أن يتجه أنصار الله إلى ضرب ناقلات النفط المتجهة إلى أوروبا وأميركا.

وبشأن تحشيد القوات الأميركية والبريطانية والأوربية في البحر الأحمر وخليج عدن ونيتها السيطرة على المياه اليمنية، أكد أن ذلك يُعدّ "أمرا مستحيلا"، وأن اليمن يمتلك منظومات صاروخية مضادة للسفن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مما يعني أن السفن والبوارج الأميركية والبريطانية، ستُضرب قبل أن تدخل مناطق الاشتباك.

وقال نائب المتحدث العسكري لقوات أنصار الله الحوثيين في صنعاء "نقاط قوتنا في اليمن تتمثل في أن أهداف أميركا وبريطانيا مكشوفة في البحر الأحمر، وفي إحداثيات القوة الصاروخية اليمنية".

وأضاف "كما أن الطيران المُسيّر البحري لديه القدرة على إشغال المنظومات الدفاعية الأميركية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعني إنهاكها وإرهاقها، ومن ثم يمكن استهدافها بالصواريخ البحرية، خاصة وأن تقنية الصواريخ التي لدينا صينية معقدة، وستؤدي لتدمير السفن والبوارج الحربية".

وتابع العميد عزيز راشد "كلما عسكروا البحر الأحمر وزادوا من وجود السفن والأساطيل الحربية، كان سهلا على أنصار الله استهدافها، خاصة أننا نمتلك منظومات صاروخية بحرية وبرية، ورادارات متعددة ترصد وتتبع السفن وتعرف هُويتها واتجاهاتها".

لا رغبة بالتصعيد

وأكد أن "بوارج أميركا وقواعدها مكشوفة لدينا في البحر الأحمر، خاصة قواعدهم في إريتريا وجيبوتي وفي الخليج العربي وستُستهدف بالصواريخ البالستية المتعددة في حال وجود توجّه أميركي غربي لاستهداف اليمن وسواحله، أو تحريك المرتزقة، أو تحويل منطقة المخا -القريبة من مضيق باب المندب– لمنطلق عسكري لاستهداف أنصار الله".

وتابع "نحن لا نريد التصعيد، ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا تسعيان لذلك في البحر الأحمر، وتزيدان من وجودهما فيه وفي حال تصاعد عدوانهما على اليمن، فعليهما تحمل نتائج ذلك".

وبشأن استهداف مواقع أنصار الله في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وذمار والبيضاء وحجة وصعدة وحديث أميركا وبريطانيا عن تدمير 30% من قدرات الحوثيين الصاروخية، قال إن هذا محض خيال ولقد جرى استهداف اليمن بأكثر من 30 ألف غارة، خلال 8 سنوات ومع ذلك، لم تجد تلك الغارات نفعا "بل إن القوة الصاروخية والمسيّرة لدينا ازدادت قوة، وهناك مخزون إستراتيجي كبير في اليمن منها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر أنصار الله

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها

يمانيون || كتابات:

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

بقلم/ أمين بوشعيب*

كاتب مغربي:

حين يصمت الجميع وتتكلم صواريخ اليمن

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها
  • البحرية الإسرائيلية تقصف ميناء الحديدة… هل يتوسع الصراع
  • البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • مجلة الجيش الصيني: على البحرية الصينية أن تتعلم من معارك البحر الأحمر
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • كامل إدريس يشيد بإنجاز البحرية وجهاز المخابرات العامة بضبط حوالي نصف طن من المخدرات
  • البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر