بوابة الوفد:
2025-05-21@10:36:53 GMT

رفض معاملة الفلسطينيين كبشر!

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

إن النخب السياسية والإعلامية فى الغرب متواطئة فى كابوس غزة. لقد فقدت أى بقايا من السلطة الأخلاقية إلى الأبد. لقد قدم جو بايدن بياناً بمناسبة مرور مائة يوم منذ بدء الرعب الحالى، أظهر فيه تعاطفه مع محنة الرهائن وأسرهم المصابة بالصدمة. وللأسف لم يكن هناك أى ذكر للفلسطينيين.

والحقيقة أن هذه الظاهرة ليست جديدة، وهذه التداعيات أصبحت محسوسة الآن بعنف، ولو لم تتجاهل الدول القوية فى العالم بهذه الوقاحة ثلاثة أرباع المليون فلسطينى الذين طردوا من ديارهم قبل 76 عاماً، مصحوبين بما يقدر بنحو 15 ألف شخص يعانون الموت العنيف، لما تم زرع بذور الحصاد المرير اليوم.

بدأت النخب السياسية والإعلامية كما أرادت أن تستمر. كم من الناس يعرفون أنه فى العام الماضى، قبل ما ارتكبته حماس، قُتل 234 فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وحدها، أكثر من ثلاثين منهم من الأطفال؟ يقولون إن الحياة رخيصة. يبدو أنه لا معنى له إذا كنت فلسطينياً.

ولو كان هناك بعض القيمة المرتبطة بالحياة الفلسطينية، لربما لم تكن لتحدث عقود من الاحتلال والحصار والاستعمار غير القانونى والفصل العنصرى والقمع العنيف والمذابح الجماعية. يصبح قمع الآخرين أمرًا صعبًا عندما يتم قبول إنسانيتهم. وحتى البعض الذين استسلموا للامبالاة الغربية تجاه حياة الفلسطينيين ربما توقعوا أنه بعد هذه المذبحة القاتلة، سوف ينهار السد فى نهاية المطاف. من المؤكد أن 10000 طفل يعانون من الموت العنيف، أو 10 أطفال يتم بتر إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم، غالبًا بدون تخدير، من شأنه أن يثير مشاعر قوية. ومن المؤكد أن 5500 امرأة حامل تلد كل شهر والعديد منهن يخضعن لعمليات قيصرية دون تخدير، أو وفاة الأطفال حديثى الولادة بسبب انخفاض حرارة الجسم والإسهال، من شأنها أن تثير اشمئزازاً لا يمكن إيقافه. من المؤكد أن التوقعات بأن ربع سكان غزة قد يموتون، فى غضون عام واحد، بسبب تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية وحده، من شأنها أن تؤدى إلى مطالب طاغية بشىء، أى شىء، لإنهاء هذه الفحش. من المؤكد أن القصص التى لا نهاية لها عن عمال الإغاثة والصحفيين والمسعفين الذين يتم ذبحهم مع العديد من أقاربهم، أو حتى عائلاتهم بأكملها، بسبب صاروخ إسرائيلى من المفروض أن تؤدى فى النهاية إلى إثارة ثورة ساحقة فى المجتمع الغربى.

إن التقليل من قيمة الحياة الفلسطينية ليس افتراضاً، بل هو حقيقة إحصائية. ووفقاً لدراسة جديدة للتغطية فى الصحف الأمريكية الكبرى، فإن مقابل كل وفاة إسرائيلية يتم ذكر ثمانى مرات أو 16 مرة أكثر من وفاة الفلسطينيين. ووجد تحليلاً لتغطية بى بى سى أجراه متخصصا البيانات دانا نجار وجان لييتافا تفاوتاً مدمراً مماثلاً، وأن المصطلحات الإنسانية مثل «الأم» أو «الزوج» كانت تستخدم فى كثير من الأحيان لوصف الفلسطينيين، فى حين أن المصطلحات مثل «مذبحة» لا تستخدم إلا على القتلة الإسرائيليين.

لقد قام الغرب بتسليح إسرائيل ودعمها فى حين فرض الموت الجماعى على غزة من خلال القنابل والرصاص والجوع والعطش وتدمير المرافق الطبية، لن يستمع أحد غير السذج إلى مثل هذه الادعاءات مرة أخرى.

لقد رأينا كيف أن رفض معاملة الفلسطينيين كبشر جعل الكابوس الذى نعيشه اليوم أمرًا لا مفر منه. يمكننا أن نرى كيف يتم تمزيق الادعاءات الأخلاقية المستخدمة لتبرير الهيمنة الغربية على العالم بشكل دائم، ويتزامن ذلك جنبًا إلى جنب مع آلاف الجثث الفلسطينية مجهولة الهوية المدفونة تحت الأنقاض. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود النخب السياسية والإعلامية الغرب متواطئة السلطة الأخلاقية من المؤکد أن

إقرأ أيضاً:

اسامة حمدان: علاقة انصار الله بالمقاومة الفلسطينيين باتت من ارسخ العلاقات

وقال حمدان في تصريحات: “نقول لليمن قيادةً وشعبًا: جزاكم الله خيرًا على ما قدّمتموه وما تقدّمونه من أجل فلسطين.”، وفق قناة “المسيرة”.

وأضاف أن اليمن قدّم درسين عظيمين: الأول: الدعم المتواصل للمقاومة الفلسطينية عبر العمليات العسكرية والدبلوماسية،  والثاني: الصمود البطولي في وجه العدوان الأمريكي وإجباره على التراجع.

وتابع: “علاقة أنصار الله بالمقاومة في فلسطين باتت من أرسخ العلاقات، وسنمضي بها إن شاء الله حتى تحقيق النصر.”

تأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد العسكري  اليمني المستمر في استهداف عمق فلسطين المحتلة، على خلفية تصعيد الاحتلال جرائمه في غزة.

مقالات مشابهة

  • الداخلية تعبئ وسائل تكنولوجية لمساعدة الشباب الذين تعذر عليهم ملء استمارة إحصاء الخدمة العسكرية
  • الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد إلى الفلسطينيين رغم دخولها إلى غزة
  • عقوبات بريطانية ضد دانييلا فايس وشبكة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الفنانة نهى صالح تحتفل بزفافها على رجل أعمال |صور
  • إنجاز 348562 معاملة بالثلث الأول من العام الحالي
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • أفلام عيد الأضحى 2025.. تفاصيل «الجواهرجي» لـ محمد هنيدي
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • ‏الخارجية البريطانية تستدعي السفير الإيراني في لندن بسبب الإيرانيين الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات بتهم تتعلق بالأمن القومي
  • اسامة حمدان: علاقة انصار الله بالمقاومة الفلسطينيين باتت من ارسخ العلاقات