معرض القاهرة للكتاب.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الفنان الراحل فؤاد المهندس
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
معرض القاهرة للكتاب .. ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، كان للصالون الثقافي لحظة احتفالية بمناسبة مرور مئوية على ولادة الفنان الراحل فؤاد المهندس. شهد اللقاء حضورًا مميزًا من قبل الدكتور عادل معاطي والدكتور عمرو دوارة، إلى جانب محمد المهندس، نجل الفنان الكبير، ويحيى فكري. فيما أدارت الحوار؛ دينا شرف.
في البداية، ألقى الدكتور عادل معاطي الضوء على الأثر البارز للأستاذ فؤاد المهندس في الميدان الإذاعي، حيث أشار إلى الدور المهم الذي قدمه خلال تقديم فوازير عمو فؤاد. وأوضح أن الجميع كان يترقب قدومه للإذاعة أثناء عرض هذه الفوازير، معتبرًا إياه معلمًا وأستاذًا للجميع. كما أشاد بشخصيته الفريدة والتي كانت تتميز بتنوعها وتميزها، مُشيرًا إلى أن "المهندس" استمد إلهامه بشكل كامل من مدرسة الريحاني، ثم أسس مدرسته الخاصة والفريدة، وهي مدرسة فؤاد المهندس التي أنجزت أعمالاً فنية خالدة.
وتطرق حديث الدكتور عادل معاطي إلى والد فؤاد المهندس "الأستاذ زكي المهندس"، والذي يُعَدُّ من رواد التربية واللغة في الوطن العربي. أشار إلى أن بيته كان ملتقى للعلم، وكانت تربيته لأبنائه مستندة إلى قيم العلم والثقافة. وتناول الصداقة القوية التي ربطته بالأديب طه حسين، وكيف أسهم في توجيه اهتمام نجله فؤاد نحو فنون اللغة.
ثم تحدث "معاطي" عن صفية المهندس، والتي كانت تُعَرَف بلقب "أم الإعلاميين" نظرًا لبرنامجها الشهير "ربات البيوت". أكد أن الجميع نشأ على صدى كلماتها في برامجها، وكانت تُلقي بالتحية إلى ربات البيوت. كما أشار إلى أنهم كانوا يتابعون تحركات الفنان فؤاد المهندس من خلال عمله في عائلة "مرزوق أفندي".
وأضاف" معاطي" أن الفنان فؤاد المهندس قدم مع عبدالمنعم مدبولي ثنائيًا رائعًا في برنامج "كلمتين وبس". أشار إلى أنهم نشؤوا وهم يتابعون هذا البرنامج منذ صغرهم، وكان يعتبر مرجعية في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت تواجه مصر. وأكد أن المهندس كان يتمتع بلغة سليمة ومهارات فائقة في التعبير، حيث كانت جميع أعماله الإذاعية معيارًا للنجاح، وقد خلَّد بصمته في عالم الإذاعة والتلفزيون والسينما.
فيما تحدث الدكتور عمرو دوارة عن دور الفنان فؤاد المهندس في المسرح، حيث قدم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 20 عملًا مسرحيًا، موجهًا الشكر لهيئة الكتاب التي انتبهت لهذه المناسبة وقامت بالاحتفال بمئوية الراحل.
وأشار "دوارة" إلى أن المهندس بدأ رحلته في المسرح من خلال المسرح المدرسي، حيث انبثقت الروافد التي أثرت في شخصيته الفنية. وأضاف أنه كان يمارس فن المسرح حتى في أيامه الجامعية بكلية التجارة، حيث تأثر بأسلوب الفنان الكبير نجيب الريحاني بشكل واضح. وأشار إلى أن المهندس كان يشكل ثنائيًا مميزًا وناجحًا مع الفنانة شويكار، وكان له تأثير كبير في تطوير فن المسرح في تلك الفترة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب الصالون الثقافي فؤاد المهندس القاهرة الدولي للكتاب نجيب الريحاني
إقرأ أيضاً:
وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاما
ودعت الساحة الفنية اللبنانية والعربية، اليوم السبت، الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض داخل أحد مستشفيات العاصمة بيروت. وبرحيله، خسر لبنان والعالم العربي أحد أبرز أعمدة الفن النقدي الملتزم، ورائدا في المسرح والموسيقى، وكاتبا جسد هموم الناس وآمالهم بكلمة صادقة ولحن لا ينسى.
زياد، نجل أيقونة الغناء العربي فيروز، والملحن الراحل عاصي الرحباني، نشأ في بيئة فنية استثنائية، لكنه اختار طريقه الخاص، مبتعدا عن الأطر التقليدية، ليرسم لنفسه مسارا نقديا وفكريا جريئا، يتقاطع فيه الفن مع السياسة، والموسيقى مع الموقف، والكلمة مع الضمير.
نعي رسمي وشعبي واسعفور إعلان الوفاة، سادت حالة من الصدمة في الأوساط الفنية والثقافية، وانهالت كلمات النعي من شخصيات سياسية وفنية، أبرزها ما كتبه الرئيس اللبناني جوزيف عون على منصة "إكس"، حيث قال: "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة".
أما رئيس الوزراء نواف سلام، فرثاه قائلا: "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن، ومن على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود".
كما كتب وزير الثقافة غسان سلامة: "كنا نخاف هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".
سيرة فنية متفردةولد زياد الرحباني عام 1956 في بيروت، في كنف عائلة عرفت بإرساء قواعد الأغنية اللبنانية الحديثة. إلا أن الشاب المتفجر بالأسئلة، سرعان ما شق لنفسه طريقا خاصا، منفصلا فنيا عن المدرسة الرحبانية التقليدية، ليؤسس نمطا جديدا في المسرح الغنائي والنقد السياسي، عكس تحولات المجتمع اللبناني وتناقضاته.
إعلانبدأ مشواره الفني في سن الـ17، حين قدم أولى مسرحياته "سهرية" عام 1973، وتبعها بمجموعة من الأعمال المسرحية التي حملت طابعا ساخرا ونقديا لاذعا، أبرزها: "بالنسبة لبكرا شو؟"، "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، و"لولا فسحة الأمل".
تميزت هذه الأعمال بلغتها الشعبية القريبة من الناس، ومضامينها السياسية الساخرة التي واجه بها السلطة والطائفية والفساد.
إلى جانب المسرح، كان زياد ملحنا ومؤلفا موسيقيا لامعا. لحن عددا من أشهر أغاني والدته فيروز، مثل "سألوني الناس"، "كيفك إنت"، "صباح ومسا"، "عودك رنان"، و"البوسطة"، وهي أغان لا تزال تردد حتى اليوم في الذاكرة الجمعية للشارع العربي.
كما أصدر عدة ألبومات موسيقية، أبرزها "أنا مش كافر"، "إلى عاصي"، و"مونودوز". وتميزت موسيقاه بمزج فريد بين الجاز والموسيقى الشرقية، مما جعله أحد المجددين في المشهد الموسيقي العربي.
ظل زياد الرحباني على مدى عقود من الزمن صديقا للناس، ومرآة لأحلامهم المكسورة، مدافعا عن القضايا العادلة، ومنحازا دوما للطبقات المهمشة. لم يفصل يوما بين فنه وموقفه السياسي، ورفض التصالح مع السلطة، فاختار أن يبقى صوتا حرا، حتى حين دفع ثمن ذلك من سمعته أو فرصه الفنية.