ما سبب الإنعطافة الجنبلاطيّة نحو فرنجيّة؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
فاجأ رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط الجميع، بإعلانه أنّه لا يُمانع إنتخاب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، بعد معارضته في السابق دعم أحد المرشّحين السياسيين، الذين ينتمون إلى أحد المحاور الأساسيّة في البلاد. ولعلّ أسباب الإنعطافة "الجنبلاطيّة" الكبيرة كثيرة، علماً أنّ هناك صداقة تجمع المختارة ببنشعي، والتقارب الأخير بينهما، ترى فيه أوساط سياسيّة أنّه مقدّمة لاقتراع كتلة "اللقاء الديمقراطيّ" لمرشّح "الثنائيّ الشيعيّ".
ومرّ على الفراغ الرئاسيّ أكثر من سنة، بينما لا يزال الإنقسام في البلاد كبيرا بين الأفرقاء السياسيين، فمنهم من يُريد إيصال فرنجيّة، وآخرون يهدفون إلى إبعاد "حزب الله" عن موقع رئاسة الجمهوريّة. وحتّى الآن، فشلت أيضاً الدول الخمس المعنيّة بلبنان، بترجمة إجتماعاتها بتأييد أحد المرشّحين، وكذلك، لم تنجح فرنسا في التسويق لمبادراتها، وتوصّلت هذه البلدان إلى ضرورة أنّ يكون الرئيس المقبل وسطيّاً، عبر دعم الخيار الثالث.
وقد يعتبر جنبلاط أنّ الخيار الثالث لن يسير به "حزب الله"، فلم يُؤيّد الأخير لا وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، ولا قائد الجيش جوزاف عون، ولا الأسماء الأخرى التي كانت على لائحة رئيس "التقدميّ" السابق. لذا، يقول مراقبون، إنّ جنبلاط يُدرك أنّه يستحيل أنّ يحصل أيّ خرق في الملف الرئاسيّ، إنّ لم يُبدل أحد الأفرقاء موقفه. ويُشيرون إلى أنّ "زعيم المختارة" لا يتمنى أنّ يبقى موقع الرئاسة شاغراً، وإذا أيّد فرنجيّة، هذا الأمر لا يعني أنّه يُريد الإستئثار مع "الثنائيّ الشيعيّ" على موقع المسيحيين الأوّل في البلاد، فهو لا يزال يُشدّد على إلتقاء الكتل المسيحيّة في ما بينها، لتسهيل الإنتخابات.
وربما بحسب المراقبين، قد يكون جنبلاط غيّر موقفه تجاه فرنجيّة، لأنّ المنطقة تشهد حرباً بين القوى الممانعة المُقاومة مع العدوّ الإسرائيليّ، وهو ينحاز بطبيعة الحال إلى دعم غزة، وأعمال "حزب الله" في جنوب لبنان، على الرغم من أنّه لا يُحبّذ جرّ البلاد إلى حربٍ مع إسرائيل. ويُتابع المراقبون أنّ "حماس" و"الحزب" وحلفاءهما في سوريا والعراق واليمن، يقتربون من تحقيق فوزٍ مهمّ على تل أبيب وواشنطن، الأمر الذي يرى فيه جنبلاط أنّه إنتصار ليس فقط عسكريّا لهذه الفصائل المسلّحة المواليّة لإيران، وإنّما سياسيّ، وهو يتحرّك وفق ما تفرضه تطوّرات المنطقة.
إلى ذلك، فإذا امتدت الحرب لتطال كافة الأراضي اللبنانيّة، أعلن جنبلاط أنّه مستعدّ لفتح منازل الدروز أمام النازحين في الجنوب. ويلفت المراقبون في هذا الإطار، إلى أنّ المعارك في غزة قد تطول، والحرب قد تصل إلى لبنان في أيّ لحظة، لأنّ تل ابيب تُصعدّ في خطابها الحربيّ، وهي ستنتقل إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي أعلنت أنّها من الممكن أنّ تستمرّ لـ6 أشهر. ويُشير المراقبون إلى أنّ جنبلاط الداعم للمقاومة في لبنان كما في غزة، يرى أنّ وجود رئيس للجمهوريّة قريب من "حزب الله"، أفضل من انتخاب رئيس "سياديّ"، يُعادي "الحزب" في أوقات الحرب، ويُضيّق عليه الخناق.
ومن دلالات التقارب "الجنبلاطيّ" من محور الممانعة، اللقاء الذي جمعه بالسفير الإيرانيّ، في سفارة طهران، وأيضاً، تنسيقه الدائم مع "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، في موضوع الحرب، كما في مختلف المشاكل السياسيّة. وقد يعتقد البعض أنّ إستدارة جنبلاط تجاه فرنجيّة، رُبما تُشجّع المعارضة على المشاركة في الحوار، والإلتقاء مع "الثنائيّ الشيعيّ" على إسم المرشّح، وقد تكون جرس إنذارٍ لهذه القوى، من أنّ عدم التشاور والتوافق مع بقيّة مكوّنات الوطن، قد يدفعه إلى انتخاب مرشّح فريق الممانعة، لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فرنجی ة
إقرأ أيضاً:
تحالف صمود يستنكر تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
تحالف صمود اعتبر أن تصريح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يرسل رسالة واضحة للطرف الذي يريد شرعنته بأن يستمر في الحرب.
كمبالا: التغيير
استنكر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، تصريحات أدلى بها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف على هامش القمة العربية في بغداد، واعتبر أنه أظهر فيها تأييداً لأحد أطراف الحرب.
ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بقرار حكومة السودان التي يسيطر عليها الجيش بتعيين رئيس وزراء مدني هو د. كامل إدريس، واعتبرها خطوة نحو الحكم الشامل.
واستنكر تحالف صمود في بيان صحفي الأربعاء، البيان الذي أصدره محمود علي يوسف “مرحباً بخطوة تعيين رئيس وزراء لسلطة بورتسودان غير الشرعية”، ووصفها بأنها مخالفة صريحة لنظم الاتحاد الأفريقي التي لا تعترف بشرعية أي حكومة في السودان منذ انقلاب 25 اكتوبر 2021، والذي يمثل تغييراً غير دستوري ترفضه نظم الاتحاد الأفريقي وتقف ضده بصرامة.
وقال التحالف إن خطورة وجهة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي تكمن في أنه يرسل رسالة واضحة للطرف الذي يريد شرعنته بأن يستمر في الحرب ليحقق عبرها ما لم يستطع تحقيقه بالانقلاب الذي خرج الشعب السوداني بالملايين ضده ورفض منحه أي شرعية حينما نفذه طرفا الحرب مجتمعين.
وأضاف: “واليوم وعقب هذه الحرب المدمرة لا يستقيم أن تمنح الشرعية لأي سلطة يشكلها أي من الطرفين في جزء من السودان، فهذا الاتجاه سيطيل من أمد الحرب وسيقود لتقسيم البلاد وتشظيها في نهاية المطاف”.
ووصف التحالف الحديث عن أن هذه الخطوة تصب في اتجاه التحول المدني بأنها مغالطة لا تنهض على ساقين، وقال إن الوثيقة الدستورية مزقها انقلاب 25 أكتوبر وحولتها تعديلات “سلطة بورتسودان” لوثيقة تمركز السلطة في يد العسكر، وأي شخص يأتي وفق نصوصها سيكون بلا حول ولا قوة ولن يخرج دوره من محاولة شرعنة سلطة لا شرعية لها.
ونبه إلى أن الشعب السوداني يعيش أوضاعاً كارثية جراء استمرار الحرب حيث تصنف مأساته بأنها الأكثر كارثية عالمياً، وعليه فإن الواجب المقدم على ما سواه الآن هو الضغط على أطراف النزاع لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وابتدار عملية سلام تخاطب جذور الأزمة وتضع حلولاً مستدامة للأزمة السودانية وتمكن الشعب السوداني من تحديد خياراته بنفسه، وليس تشجيع أي من أطراف الحرب للمضي قدماً في الخيارات العسكرية أو فرض سلطة أمر واقع لا مشروعية لها.
الوسومالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الجيش السودان انقلاب 25 اكتوبر 2021 رئيس الوزراء سلطة بورتسودان كامل إدريس كمبالا محمود علي يوسف مفوضية الاتحاد الأفريقي