جنبلاط: توسع الاحتلال يستند إلى أيديولوجيا توراتية وخطر إسرائيل الكبرى يتنامى (شاهد)
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إن من يبحث عن دلائل على أطماع التوسّع الإسرائيلي، فعليه أن يعود إلى النصوص التوراتية، محذرًا من أن مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يمتد من النيل إلى الفرات، لم يعد مجرد شعار، بل يبدو أنه يُنفّذ بخطى ثابتة.
وفي حديث خاص لموقع "ميدل إيست آي"، أعرب جنبلاط عن خشيته من أن تكون الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة، وتوغلاتها العسكرية في الضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، مؤشرات على تنفيذ رؤية دينية-سياسية توسعية.
وأضاف: "اعتدنا أن نقول إن إسرائيل الكبرى تمتد من النيل إلى الفرات. ويبدو أن هذا المشروع يُطبّق بشكل تدريجي لكنه مؤكد".
وفي ظل غياب دعم إقليمي ودولي فعّال للفلسطينيين، هاجم جنبلاط قادة الخليج الذين أغدقوا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمليارات الدولارات خلال زيارته، واصفًا إياهم بـ"الزعران"، مستبعدًا أن يكون لهم تأثير في كبح جماح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بأنه يخوض "حملة شخصية" ضد غزة.
وتوقّع جنبلاط مستقبلاً مظلمًا للقطاع، قائلًا: "غزة ستُزال بالكامل، وسيُجبر أكثر من مليوني فلسطيني على الرحيل. ثم سيأتي الدور على الضفة الغربية، وبعدها الضفة الشرقية – أي الأردن اليوم".
ودعا إلى إعادة قراءة التاريخ والكتب المقدسة لفهم دوافع الحملة الإسرائيلية، قائلاً: "يقولون إن النبي موسى دُفن هناك – من يعلم إلى أين ستتوقف الحملات العسكرية الإسرائيلية؟ الأمر بات متعلقًا بالتاريخ والعقيدة. علينا أن نقرأ التوراة مجددًا".
لا أحد يحمي الفلسطينيين
كما أعرب الزعيم الدرزي عن تشاؤمه حيال مصير الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن لا أحد بات يدافع عنهم، لا في المنطقة ولا في العالم. وقال إن ما يحدث اليوم في غزة هو "مجزرة تُنفذ على مرأى من الجميع".
واعتبر أن آمال الخليج في التأثير على قرار ترامب تجاه رئيس وزراء الاحتلال "لا تستحق التصديق".
وفي الوقت نفسه، أكد جنبلاط أن النضال من أجل فلسطين لن يتوقف، رغم شراسة الهجمة الراهنة.
وقال: "الجنود العرب مقاتلون أكفاء، والمقاومة اللبنانية وكذلك الإسلامية أثبتت شجاعتها. لكننا اليوم نواجه جيلًا جديدًا من التكنولوجيا. ربما يأتي يوم نمتلك فيه هذه التكنولوجيا ونقاتلهم بأسلحتهم. لسنا أدنى منهم، وهم ليسوا أسمى منا".
نعمل مع أحمد الشرع
وأكد الزعيم الدرزي في حديثه لموقع ميدل إيست آي أنه لا يعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي سينجح في تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية منفصلة، رغم محاولاتها المتكررة للظهور بمظهر "الراعي" للأقليات، وعلى رأسها الدروز في الجنوب والأكراد في الشمال.
وأشار جنبلاط إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، منذ سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس أحمد الشرع قيادة الحكومة الانتقالية، استولت على أراضٍ سورية في الجنوب، بما في ذلك قمة جبل حرمون الاستراتيجية، ونفذ ضربات جوية بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، بزعم حماية الدروز.
كما رحب برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مشيدًا بالرئيس السوري الذي وصفه بـ"الرجل الذكي"، مشيرًا إلى أنه استطاع خلال خمسة أشهر فقط كسب اعتراف دولي واسع. وأضاف: "التقيته مرتين، ويبدو واضحًا أنه يعرف ما يريد".
وكشف جنبلاط أنه يعمل حاليًا مع الشرع على خطة لإدماج الفصائل المسلحة الدرزية في سوريا ضمن هيكل الجيش الوطني الجديد، في خطوة تهدف إلى تطمين الطائفة الدرزية ودمجها في الدولة الجديدة.
وقال: "ذهبت إلى دمشق كي أُعلن للدروز في لبنان وسوريا وإسرائيل أنني أُقرّ بشرعية النظام الجديد في دمشق، ونعمل على دمج المقاتلين الدروز في البنية الجديدة للدولة تدريجيًا. هذه هي الطريقة الوحيدة لتهدئة المخاوف".
كما هاجم جنبلاط الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لدروز إسرائيل، قائلًا إنه لا يحق له التحدث باسم دروز سوريا أو لبنان لأن "جماعته صغيرة للغاية"، مضيفًا أن طريف لا يمثل سوى نفسه.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يختلف فيها مع طريف، مشيرًا إلى رسالة سابقة وجهها إليه بعد استقباله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب مجزرة بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي راح ضحيتها 12 مدنيًا، بينهم 10 أطفال.
وبينما ألقى الاحتلال باللوم على صاروخ أطلقه حزب الله، أكد سكان البلدة، ومعظمهم من الدروز السوريين، أن القتلى سقطوا جراء شظايا صاروخ من منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.
حزب الله يُدمج تدريجيًا بالجيش
قال الزعيم الدرزي إن دعوات بعض الأطراف اللبنانية لنزع سلاح حزب الله يجب أن تتم بالحوار وليس بالقوة، مشيدًا بموقف الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي أكد أن معالجة هذا الملف لا يمكن أن تتم إلا عبر التفاهم الوطني.
وأوضح جنبلاط في حديثه لموقع ميدل إيست آي أن عملية دمج حزب الله في مؤسسات الدولة قد بدأت بالفعل، معتبرًا أن "الجيش اللبناني بدأ تدريجيًا بتولي بعض وظائف حزب الله على الأرض".
لكن جنبلاط حذر من أن الانتهاكات اليومية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي للهدنة المعلنة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تهدد بانفجار جديد، وقال: "الهدنة من طرف واحد فقط. إسرائيل تنتهكها يوميًا بالغارات والاغتيالات، وهذا ما قد يؤدي إلى تصعيد خطير".
وأكد جنبلاط على ضرورة دمج عناصر حزب الله ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، معتبرًا أن ذلك يشكّل جزءًا من الحل الطويل الأمد، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية إعادة إعمار المناطق الجنوبية التي دمرتها الغارات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير.
وقال: "ربع المباني في البلدات الجنوبية دُمرت بالكامل، وفقًا لصور الأقمار الصناعية. لماذا نربط إعادة الإعمار بإعادة هيكلة القطاع المصرفي؟ الأمريكيون ما زالوا يمنعون أي تمويل لإعادة إعمار الجنوب".
حزب الله قاتل بشجاعة
وفي تقييمه لمجريات المواجهة الأخيرة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، التي بدأت مع تصعيد الحزب ردًا على الحرب في غزة، قال جنبلاط إن مقاتلي حزب الله أظهروا شجاعة على الأرض، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة تكنولوجيا غربية متطورة رجّحت كفة الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ردّ على ضربات حزب الله بهجوم جوي واسع النطاق في أيلول/سبتمبر 2024 أسفر عن مقتل الأمين العام للحزب حسن نصرالله وعدد من كبار قادته، أعقبه اجتياح بري شامل للجنوب اللبناني في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه.
وقال جنبلاط: "لقد قاتلوا بشجاعة، لكن الثمن كان فادحًا على المجتمع الشيعي، في الجنوب وفي مناطق أخرى. كما أنهم تعرضوا لاختراق أمني واضح، تجلّى في عملية اغتيال نصرالله".
وأضاف: "اعتقد حزب الله أنه يستطيع الحفاظ على توازن الردع مع إسرائيل، لكن هذا أثبت أنه وَهْم. نحن نواجه جيلاً جديدًا من الحرب – جيل التقنية الدقيقة، والاستخبارات المتقدمة، والسلاح الذكي. ولا يمكن لأي شجاعة أن تصمد أمام هذه الفجوة الهائلة في القدرات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية اللبناني جنبلاط غزة الشرع سوريا سوريا لبنان غزة جنبلاط الشرع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
قطرة في بحر.. إسرائيل تسمح بدخول 100 شاحنة فقط لغزة
أعلن مسؤول أممي أن إسرائيل سمحت بدخول نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، غير أن ذلك يبقى غير كاف وفق تعبير مسؤول في منظمة الصحة العالمية، و"قطرة في بحر" بحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جينس لاركي "لقد طلبنا وحصلنا على الموافقة لدخول المزيد من الشاحنات اليوم، وهي أكثر بكثير مما تمت الموافقة عليه أمس".
وعندما تم سؤاله عن العدد المحدد، قال لاركي في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الثلاثاء "حوالي 100".
وبعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعا، سمحت إسرائيل أمس الاثنين بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، رغم أن لاركي أشار إلى أن خمسًا فقط دخلت فعليًا إلى غزة.
وقال لاركي "الخطوة التالية هي جمعها، ثم سيتم توزيعها من خلال النظام القائم، وهو النظام الذي أثبت جدارته"، مشيرًا إلى أن تلك الشاحنات تحتوي على طعام للأطفال ومنتجات غذائية للأطفال.
وارتفعت معدلات سوء التغذية في غزة خلال الحصار الإسرائيلي وقد ترتفع بشكل كبير إذا استمرت أزمة نقص الغذاء، حسبما قال مسؤول صحي في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في نفس المؤتمر الصحفي.
إعلانوقال أكيهيرو سيتا مدير الصحة في أونروا "لدي بيانات حتى نهاية أبريل/نيسان وتظهر أن سوء التغذية في ارتفاع.. إذا استمر الوضع الحالي فسيرتفع بشكل كبير، ومن ثم يتجاوز السيطرة".
ورغم موافقة إسرائيل على دخول شحنات من المساعدات إلى غزة، فإن مسؤولا بمنظمة الصحة العالمية أكد أن كمية المساعدات المسموح بدخولها "غير كافية على الإطلاق"، فيما اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاديا كالاس أنها تمثل "قطرة في بحر".
وأكدت الأمم المتحدة أن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يبرر القتل الجماعي ومنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إن الوضع في غزة كارثي والشعب الفلسطيني يحتاج إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن الوضع في غزة غير مقبول وكارثي ويجب السماح بإدخال المساعدات فورا.
ودعا وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب إلى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة دون شروط. مطالبا إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
أونروا تحذرمن جانبها، حذرت وكالة أونروا من أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضافت في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك "أسفر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر عن سقوط مئات الضحايا وتشريد جماعي".
وأكدت أونروا أنها تحتاج لدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية لأن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل يومي وسوء التغذية ينتشر في القطاع.
ودعت الوكالة إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يملك النفوذ اللازم لتغيير الوضع في غزة وضمان رفع الحصار وحصول السكان على المساعدات.
إعلانوأضاف لازاريني في مؤتمر صحفي أنه أمر مؤسف أن نواجه حالة مجاعة في غزة، مشيرا إلى "استغلال الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية". وأكد أن ما نحتاجه في غزة دعم هائل ومستمر ودون عوائق لضمان عكس مسار الجوع المتفاقم.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
وزادت تلك القيود من معاناة سكان القطاع الذين يواجهون إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.