الرياض

أكد الدكتور إبراهيم الحكمي، المختص في علم النفس الإكلينيكي العصبي، أن الكبت النفسي من الحالات الشائعة التي يعاني منها كثيرون دون إدراك واضح لأسباب معاناتهم اليومية.

وبحسب الحكمي، فإن أولى المؤشرات تتمثل في الصعوبة الملحوظة لدى البعض في التعبير عن مشاعرهم، إذ يجدون حرجًا أو ارتباكًا في التصريح بجمل بسيطة مثل “أشعر بالخوف” أو “أنا غاضب”، وهو ما يعكس حالة من الانفصال بين المشاعر والوعي بها.

كما أشار إلى أن تكرار نوبات الغضب بشكل ملحوظ قد يكون دليلاً على وجود مشاعر مكبوتة لم تجد متنفسًا سليمًا، فتخرج على هيئة انفعالات حادة وغير مبررة، هذا إلى جانب الشعور المستمر بالتوتر والقلق، الذي يجعل الشخص دائم الانفعال، وكأن أعصابه مشدودة بشكل دائم.

وأوضح خلال حديثه عبر برنامج” الراصد”، أن الكبت لا يقتصر تأثيره على الفرد فحسب، بل يمتد ليؤثر في علاقاته مع من حوله، لا سيما في الجانب العاطفي، حيث يعاني الشخص المكبوت من صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن احتياجاته العاطفية، ما يسبب خللاً في تواصله مع الشريك أو المحيط.

وأضاف أن كبت المشاعر لا يمر دون انعكاسات صحية، حيث تشير دراسات إلى ارتباط هذه الحالة بارتفاع فرص الإصابة بأمراض مثل الضغط والسكري وأمراض القلب، فضلًا عن اضطرابات نفسية متعددة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/9QaX23pG3Bb0_Vr3.mp4

إقرأ أيضًا

مها النمر تكشف أسباب الوفاة في فترة النفاس

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: أسباب اضطرابات نفسية مؤشرات نوبات غضب

إقرأ أيضاً:

الخريف في ظفار... حين تتعاظم المشاعر

يُعد يوم الحادي والعشرين من يونيو من كل عام موعدًا استثنائيًّا في وجدان كل أبناء محافظة ظفار، من الحضر والريف والبادية؛ إذ يستعد الجميع لاستقبال موسم خريف ظفار، ولكلٍّ منهم أسبابه، ولكلٍّ طقوسه، غير أن الترحيب بهذا الفصل محفوف دومًا بالمحبة والحنين، وكأن الزمن يعود بنا إلى جذورٍ ضاربةٍ في الأرض.

فمواسم المطر لدى شعوب العالم كافة هي مواسم للخير والعطاء، وللفرح والازدهار. فحيثما وُجد الماء، نمت الحضارات، وازدهرت الحِرَف، واغتنى الإنسان، وتوسعت التجارة، وتفرّغ الناس للعلم ومجالسه وكتبه وتدارسه. وحين يطول الاستقرار، تترسخ العلاقة بين الإنسان وأرضه، ويتعمق الانتماء إلى الوطن، ويورّث الموروث، وتتشكل الملامح الجمعية المستمدة من الأرض ومناخها ومواسمها.

ومع تسارع وتيرة التنمية والازدهار، أصبحت لفصل الخريف أهميةٌ اقتصادية كبرى في سلطنة عُمان، من خلال استقطاب آلاف السياح إلى محافظة ظفار، في مشهدٍ يتجسد فيه تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، وأفراد المجتمع، كلٌّ في موقعه، يؤدي رسالته، ويسهم في صناعة تجربة سياحية راقية.

وفي هذا الموسم، تزدحم الشوارع ازدحامًا محببًا؛ فالوجوه معظمها مألوفة، والطباع يغلب عليها الالتزام والاحترام للعادات والتقاليد، ويشعر الزائر أنه في بلده، في ظل ما توفره الجهات المختصة من خدمات نوعية ومشاريع ترفيهية، تُيسر زيارته، وتمنحه شعورًا بالراحة والانتماء.

إنّ من أبرز ما يميز أهل ظفار -كما ألحظ ويشعر به الكثيرون- أسوة بأهل عُمان جميعا، هو نبل المعاملة وصدق الترحاب، فلا فرق لديهم بين مواطن أو مقيم أو سائح؛ الجميع ينالون ذات التقدير، وذات الخدمات، وذات الاحترام، فالقانون يُطبق بعدالة، والإنسان يُقدَّر بصفته إنسانًا، وهي سمة راسخة في الشخصية العُمانية الأصيلة.

أما في دواخلنا، نحن أهل ظفار، فلفصل الخريف مكانةٌ لا تضاهيها مكانة؛ يتعاظم فيه كل شعور... الفرح، والبهجة، والنجاح، ولقاء الأحبة، والسكينة، والاستمتاع بالإجازة، وفي الوقت ذاته يتضاعف الحنين، ويشتد وقع الفقد في القلب، لمن غابوا، ولمن لم يعودوا كما كانوا. يبدو المكان في هذا الفصل وكأنه يرقّ لدمعة القلب، يواسيك بصوت المطر، ويحتضنك بضباب الجبل، ويُربّت عليك بندى الفجر، كأن الأرض كلها تخبرك: «إن من رحلوا يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن لهم عند الله خريفًا أبديًّا لا يعرف الفقد».

وهذا الارتباط العاطفي بالخريف ليس وليد اليوم، فمنذ أزمان بعيدة، كانت للخريف فنونه ومواويله الشعبية التي تُروى وتُغنّى في المجالس.

ومن أبرزها: شعر النانا وشعر الدبرارت، وهما فنّان شفهيّان يُؤدّيان باللغة الشحرية، تُغنَّى قصائدهما بأصوات شجية، دون استخدام آلات موسيقية، وتتناول مختلف الموضوعات: الرثاء، والفخر، والغزل، والنصح، والمديح.

ولا تزال هذه الفنون تُمارَس اليوم بأداء لغوي أصيل، يحفظ جمالية اللغة الشحرية، وتكرّس الهُوية الثقافية لجيل الشباب، ويحظى من يؤدّيها بتقدير اجتماعي كبير، فهي ليست مجرد غناء... بل هي رسالة أخلاقية وتربوية. كلماتها تُنتقى بعناية، فتخلو من الابتذال، وترتفع بالقيم، وتدعو إلى الكرامة والعزة، وتمجّد مكارم الأخلاق، وتربط الإنسان بجذوره وأجداده وسيرهم الطيبة، حتى باتت هذه الفنون أحد أساليب التربية المحلية المتوارثة جيلًا بعد جيل.

أما عن التجمعات في موسم الخريف، فهي جزء أصيل من النسيج الاجتماعي، حيث يجتمع الناس -لا سيما في القرى والاستراحات- في جلساتٍ ممتدة حول شبّة النار، في أمسياتٍ يطول فيها السهر، تتعالى خلالها الضحكات، وتتلاقى الأرواح.

ورائحة دخان الحطب حين يشتعل، ليست مجرد أثر عابر، بل هي عطر يعشقه الأهالي في ظفار، وينسج في الذاكرة مشاعر الدفء والحنين.

وغالبًا ما تكون تلك التجمعات خارج نطاق الأسرة الضيقة، فالشباب يجتمعون مع أصدقائهم، والنساء مع الجارات أو القريبات، في صورةٍ حيةٍ للتلاحم الاجتماعي، حيث يُروى الحديث، ويُغنّى الشعر، ويُستعاد الماضي، في خريفٍ لا يوثق فقط جمال الطبيعة، بل يحفظ نبض الإنسان وأصالته.

مقالات مشابهة

  • 7 علامات تظهر في القدمين تدل على الإصابة بـ تليف الكبد
  • تظهر فى قدميك أولا .. علامات غامضة تكشف الإصابة بتليف الكبد
  • الخريف في ظفار... حين تتعاظم المشاعر
  • الدكتور «جمال شعبان» يكشف أسباب السرطان بين الشباب
  • يعاني من مرض.. خالد الغندور يكشف مفاجأة بشأن صفقة الزمالك المرتقبة
  • نصائح ذهبية لاستعادة التوازن النفسي بعد امتحانات الثانوية العامة|فيديو
  • مختص يوضح أكثر الفيروسات المعدية شيوعًا في فصل الصيف وأعراضها..فيديو
  • جمال شعبان يكشف المؤشرات الأولية لـ الإصابة بـ الجلطات والسكتات القلبية
  • «خرج حاليًا عن الخدمة بشكل كامل».. وزير الاتصالات يكشف موعد عودة سنترال رمسيس للعمل من جديد
  • نشرة المرأة والمنوعات: علامات مبكرة تظهر عند الإصابة بسرطان الكلى.. طريقة دقيقة لقياس سكر الدم في المنزل