دعا رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، حكومة بلاده، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشكل فوري، لبحث" الإخفاقات" التي حدثت خلال الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقلت القناة "12" العبرية، أن بار طلب خلال جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر، الخميس، تكوين لجنة تحقيق حكومية "الآن"، مضيفًا أن "المواطنين في حاجة ماسة لحدوث ذلك، والشاباك أيضًا".

وأضاف بحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "هذا سيضع حدا أمام الأكاذيب والمؤامرات"، في إشارة إلى المزاعم بأن الهجوم الذي يصل إلى هذا الحد من المفاجأة ويتجاوز جميع الدفاعات "كان بمساعدة خيانات من داخل البلاد".

تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن كشف هوية أحد العاملين بالجهاز يقصد به زوج الناشطة شيكما بريسلر ذاتها، فيما رأت القناة أن طلب رئيس "الشاباك" يعد غير مألوف ويعبر عن المزاج العام السائد بين العاملين فيه، الذين وجدوا أنفسهم في ذروة الحرب، وقد تعرضوا لهجمات من جانب مسؤولين وبكل أنواع نظريات المؤامرة.

وأشارت إلى أنها توجهت إلى "الشاباك" للحصول على المزيد من المعلومات، وأنها تلقت ردًا جاء فيه أنه لا يريد التطرق للمباحثات التي جرت داخل "الكابينت"، لكنه تعهد بحماية العاملين بالجهاز أمام "من يسعون للمساس بعنصر السرية الذي يتسم به عملهم، وأمام التهديدات الأمنية التي تواجه إسرائيل".

اقرأ أيضاً

هنية: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بغزة.. وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح

وروجت لتلك المزاعم، عضو الكنيست عن حزب "الليكود" تالي غوتليف، التي تحدثت مؤخرا عن "مؤامرة" تربط بين المتظاهرين ضد قانون الإصلاح القضائي، وبين الهجوم الذي نفذته حركة "حماس".

ونفى رئيس الشاباك تلك الاتهامات بشكل قاطع.

فيما أشارت وسائل إعلام عبرية، إلى أنه على الرغم من وجود توقعات كبيرة بين الإسرائيليين، بأن يتم التحقيق في أسوأ كارثة أمنية واجهتها الدولة، يقاوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حتى الآن، تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات التي تسببت في هجوم أكتوبر/تشرين الأول.

وقال نتنياهو إن "التحقيقات ضرورية لكن يجب الانتظار إلى ما بعد الحرب".

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم "حماس"، المصنفة إرهابية، غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية، ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.

اقرأ أيضاً

صحيفة عبرية تدعو لتحقيق فوري في قصف إسرائيلي لمنزل مستوطنين يوم 7 أكتوبر

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة الفلسطينية، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن سقوط أكثر من 26 ألف شهيدا معظمهم من النساء والأطفال، حسب سلطات القطاع الصحية.

وواجه بار سؤالا خلال اجتماع المجلس الأمني المصغر، حيث طلبت وزيرة المواصلات ميري ريغيف، منه توضح مدى صحة الادعاءات التي قدمتها عضو الكنيست غوتليف.

ورد رئيس الشاباك: "مجرد أكاذيب، وما فعلته يتجاوز الخط الأحمر".

وأشار تقرير للقناة "12" العبرية، إلى أن بار "أرسل في وقت سابق هذا الأسبوع رسالة عاجلة إلى رئيس الكنيست والمدعي العام ومسؤولين كبار آخرين، انتقد فيها ترويج غوتليف لنظريات مؤامرة وادعاءات غريبة حول تصرفات مفترضة من موظف بالشاباك، مما قد يعرض حياته وحياة أسرته للخطر".

وسبق أن اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بفشل جيشه وشعبة الاستخبارات أمام هجوم "طوفان الأقصى" الذي قامت به "كتائب القسام" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدًا وجود محاسبات "قوية وعميقة وحاسمة" للقيادات بعد انتهاء الحرب.

اقرأ أيضاً

إسرائيل.. كبار ضباط الاحتياط يطالبون ببدء التحقيق في أحداث طوفان الأقصى

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الشاباك طوفان الاقصى إسرائيل نتنياهو أکتوبر تشرین الأول إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيهود باراك: إسرائيل تواجه أخطر أزمة في تاريخها وجوهر الكارثة حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل تعيش حاليا ذروة أزمة متنامية ومتطورة وبعيدة عن الانتهاء، مشددا على أن جوهر الكارثة يكمن في حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين.

وقال إيهود باراك في مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" في نسختها الإنجليزية يوم الخميس، إن إسرائيل بأخطر أزمة في تاريخها وبدأت في 7 أكتوبر بالفشل الأكثر فظاعة.

إقرأ المزيد طريق مسدود وأزمة.. إيهود باراك يطرح الخطوط العريضة لخروج إسرائيل من مأزقها "الخطير" في غزة

ويضيف رئيس الحكومة الأسبق "الحرب على غزة مستمرة وتبدو رغم شجاعة وتضحيات الجنود والضباط، أقل الحروب نجاحا في تاريخ إسرائيل بسبب الشلل الاستراتيجي الذي تعاني منه القيادة".

ويتابع قائلا: "نحن الآن نواجه قرارات صعبة بين بدائل رهيبة فيما يتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها.. كل هذا يحدث بينما يستمر الانقلاب القضائي في الخلفية بهدف إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة ومسيحانية ظلامية".

وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق في مقاله بأن الأزمة تتطلب حشد كل ما هو قوي وصالح وفعال في داخلنا للعودة إلى طريق النمو والتمكين والتنوير والأمل الذي سارت عليه إسرائيل خلال معظم سنواتها، مردفا بالقول: "هذا هو الانتصار الحقيقي".

وتابع قائلا: "في هذا الوقت، لا يمكننا تحمل المزيد من الأخطاء ويتعين علينا أن ننظر بشكل مباشر وشجاع إلى ما حدث وأسبابه، ثم نحتاج بعد ذلك إلى التصميم على إصلاح الأمر بسرعة على الرغم من المعارضة التي سيولدها القيام بذلك.. وهذا يتطلب الحسم والشجاعة والعمل من المعارضة ومن الائتلاف الحاكم، وكذلك من الإسرائيليين برمتهم".

إقرأ المزيد إيهود باراك: الدعم العالمي لإسرائيل سيتراجع "بسرعة كبيرة"

وذكر إيهود باراك أنها حالة طوارئ حقيقية وأن جوهر الكارثة التي تواجهها إسرائيل هو أنه في خضم الكارثة تقود البلاد حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين بشكل واضح لمنصبيهما.

وشدد رئيس الوزراء الأسبق على أن المسؤولين عما حدث في 7 أكتوبر وعن إدارة الحرب الفاشلة في غزة ليسوا مؤهلين لقيادة إسرائيل إلى عهد جديد لأن مخاطره ستكون أكبر بكثير، مضيفا: "لا يمكن للقبطان الذي أغرق سفينتين بالفعل واحدة تلو الأخرى، أن يعهد إليه بقيادة السفينة الثالثة والأخيرة".

وأكد أنه يجب استبدال هذه الحكومة الفاشلة على الفور بتحديد موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات أو من خلال إجراء تصويت بناء لحجب الثقة، موضحا أن ذلك يجب أن يتم خلال دورة الكنيست الحالية أي في الأسابيع الخمسة المقبلة.

ويردف بالقول: "إذا استمرت حكومة الفشل هذه في مكانها فخلال أشهر أو حتى أسابيع قد نجد أنفسنا غارقين بعمق في الجبهات الموحدة.. سنظل في غزة بلا نصر واضح، بينما نخوض أيضا حربا شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراعات مع الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية في مرتفعات الجولان، وبطبيعة الحال هناك صراع مع إيران نفسها التي أظهرت بالفعل من خلال الهجوم الصاروخي الذي وقع في أبريل أنها مستعدة للعمل ضدنا بشكل مباشر".

إقرأ المزيد إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظهور المسيح المخلص

ويبين أن كل هذا سيحدث بينما تكون إسرائيل معزولة وعلى خلاف مع الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تزود تل أبيب بالسلاح والدعم الدبلوماسي الفعال.

ويشير أيضا إلى أن إسرائيل مهددة بإصدار أوامر دولية في لاهاي وعدد من الدول التي تسعى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى بدون مفاوضات مع إسرائيل، وهذا المزيج يخلق خطرا واضحا ومؤكدا على أمن إسرائيل ومستقبلها علاوة على الخطر على مستقبلها كديمقراطية فاعلة.

ودعا في السياق إلى التوصل لاتفاق فوري لإعادة الرهائن في غزة إلى ديارهم حتى على حساب الالتزام بإنهاء الحرب وتهدئة الوضع في الجنوب والشمال من خلال اتفاق دبلوماسي ولو مؤقت بوساطة أمريكية، وإعادة من تم إجلاؤهم من جنوب وشمال إسرائيل إلى منازلهم وتجديد ترساناتة الأسلحة والسماح للقوات بالتعافي وعودة الاقتصاد إلى عمله الطبيعي.

ويقول إيهود بارك: "إذا نجحنا في استعادة علاقتنا الوثيقة مع الإدارة الأمريكية، فقد يمكّننا ذلك من المضي قدما في التطبيع مع المملكة العربية السعودية وتشكيل قوة عربية تحل محل القوات الإسرائيلية في غزة توفر الدعم لعودة السيطرة المدنية من قبل جهة فلسطينية غير حماس".

إقرأ المزيد لولاها لما أعيد الرهائن الـ 4!.. "واشنطن بوست" تفشي أسرارا عما تفعله الاستخبارات الأمريكية في غزة

وأضاف أن كل هذا لابد أن يكون مصحوبا بجهد لمنع أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية وإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية، وبكلمات أخرى "نعم" لبايدن و"لا" كبيرة لإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش".

ويفيد إيهود باراك: "لكل من يتساءل كيف يمكننا إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر المطلق.. فإليك إجابتي: نحن بعيدون عن النهاية في غزة سبعة أشهر على الأقل وفقا لمستشار الأمن القومي هنغبي، وسنوات وفقا لحزب الوحدة الوطنية رئيس الحزب وعضو مجلس الوزراء الحربي السابق بيني غانتس وحتى ذلك الوقت سيعود المخطوفون في توابيت أو أن مصيرهم سيكون مثل مصير رون أراد، مع الأخذ في الحسبان هذه المعطيات فإن إهمالهم لسنوات يعني تفكك الأساس الأخلاقي للمجتمع والدولة".

وشدد على أن "النصر المطلق هو شعار فارغ منذ البداية فبالإدارة الفاشلة لنتنياهو نحن أقرب إلى الفشل المطلق، وبخصوص وقف الحرب بالتزام دولي يجب التذكر بأنه إذا حماس أو حزب الله قاما بتهديد إسرائيل بعد نصف سنة أو بعد سنة ونصف السنة بشكل يقتضي العمل، فيمكن لحكومة سيادية في إسرائيل أن تقرر العمل رغم الالتزام".

إقرأ المزيد موقع عبري يسرد تفاصيل عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين الدراماتيكية في غزة

وأوضح أن "هذا يسري على أي رئيس حكومة في المستقبل، وبالتأكيد على نتنياهو الذي خرق مرات كثيرة الالتزامات السياسية والدولية".

وقال "سيكون هناك من سيقولون لماذا بالذات يجب علينا العمل، وأنا أقول لهم إن الأمور السيئة تحدث عندما يصمت الأشخاص الجيدون"، مضيفا أن "آخرين في مواقع تأثير سيصعبون الأمر ويقولون هل حقا حان الوقت للعمل؟ وأنا اقتبس دانتي وأقول لهم المكان الأكثر سخونة في جهنم محفوظ لمن اختاروا الوقوف جانبا عندما كان مطلوب القيام بحسم أخلاقي".

وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بالتأكيد على أن "عدم النجاح في إسقاط هذه الحكومة ورئيسها بشكل مبكر يعرض للخطر مستقبل واستمرار وجود إسرائيل.. لقد حان الوقت للعمل، ونحن لن نغفر لأنفسنا والأجيال القادمة لن تغفر لنا إذا مشينا بعيون مفتوحة، ولكن مصابين بالعمى نحو الهاوية الأخلاقية والتهديد الوجودي الذي يوجد أمامنا كما أن المقاتلين الحالمين في الأجيال السابقة.. قادة وجنود الجيش الإسرائيلي الآن ينتظرون منا النهوض والعمل وهذا الأمر في أيدينا نحن علينا معرفة كيفية العمل".

المصدر: "هآرتس"

مقالات مشابهة

  • هل نفذت حماس هجومًا سيبرانيًا قبل طوفان الأقصى؟
  • طوفان الأقصى وتعزيز المشروع الإسلامي لفلسطين
  • خطيب عرفة: أهل فلسطين في “أذى عدو سفك الدماء ومنع احتياجاتهم”
  • تطورات اليوم الـ254 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الصحة العالمية تحذر من تفاقم الأزمة في الضفة الغربية
  • إيهود باراك يحذر من كارثة .. ويكشف عن أخطر أزمة تواجه إسرائيل منذ تأسيسها
  • إيهود باراك: “إسرائيل” تواجه أخطر أزمة في تاريخها منذ 7 أكتوبر
  • إيهود باراك: إسرائيل تواجه أخطر أزمة في تاريخها وجوهر الكارثة حكومة ورئيس وزراء غير مؤهلين
  • منذ طوفان الأقصى حتى الآن.. كيف تطورت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟
  • حزب الله: نفذنا 2125 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ بدء طوفان الأقصى