مرفأ قراءة... فردريش دورنمات كاتبًا مسرحيًّا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
- 1 -
في الحلقة السابقة من (مرفأ قراءة) تحدثنا عن الكاتب السويسري الكبير جدًا فردريش دورنمات في مناسبة ذكرى ميلاده الـ 105، ودورنمات تحديدًا من بين كتّاب ومبدعي الآداب الناطقة بالألمانية، يحتل مكانة متميزة للغاية في العالم كله (وفي الثقافة العربية على وجه الخصوص لأسبابٍ سنوردها بالتفصيل لاحقًا)، وقد جاوزت شهرته هذه البلدان إلى كل أنحاء العالم.
كتب دورنمات "المسرحية" التي برع فيها براعةً لا توصف، وضعته في مصاف الطبقة الأولى الممتازة من كتاب المسرح في القرن العشرين، وقد كتب الرواية والقصة القصيرة، والدراما الإذاعية "البوليسية"، وكتب النصوص النثرية الحرة، والمقال الصحفي، والدراسة الأدبية.. إلخ، وكان نجمًا أدبيًّا حقيقيًّا، وممن أثَّروا في جيلٍ بل أجيال كاملة من كتاب المسرح والدراما في العالم أجمع.
تقريبًا تُرجم دورنمات إلى كل معظم لغات الدنيا، ومنها اللغة العربية، والغريب أنه حاز شهرة فائقة في تاريخ المسرح المصري والعربي منتصف القرن العشرين (تحديدا حقبة الستينيات)، وقد تُرجمت جُل مسرحياته إلى العربية، ومثلت على مسرح الدولة المصرية، والمسرح القومي المصري، في ذروة تألقه وازدهاره وتأثيره، وكانت من بين المسرحيات الأكثر مشاهدة وجماهيرية، واهتمامًا نقديًّا على السواء، وهناك تسجيلات ما زالت باقية في أرشيف الإذاعة المصرية حتى الآن لمعالجاتٍ إذاعية لمسرحيات دورنمات المدهشة التي أتصور أنها تمثل ثروة وكنزًا فنيًّا حقيقيًّا لا يقدر بمال.
- 2 -
يعود اهتمام المشهد المسرحي المصري، منذ ستينيات القرن الماضي، بالمشهد المسرحي السويسري بشكلٍ عام، إلى طبيعة الدراما السويسرية ذاتها، خصوصًا فيما بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، فمن بين كل كتّاب المسرح السويسري، وهو فن مفضل ومزدهر وجماهيري في الثقافة السويسرية، وله تقاليد فنية راسخة، برز اسمان حازا فوق الشهرة العادية، والرواج المعروف، أضعاف ما كان لآخرين من كتاب المسرح الأوروبي في الفترة ذاتها؛ وهما "فردريش دورنمات" و"ماكس فريش".
وتميزت أعمال هذين الكاتبين المبدعين، بالتحديد، بالجنوح الشديد نحو تقليد الاتجاهات المسرحية "الشعرية" و"العبثية" للمسرح الأوروبي، كما عبَّرا عن رؤاهما السياسية "النقدية" والأخلاقية "بالمعنى الفلسفي" بجرأة وشجاعة في أعمالهما المسرحية، وبصورةٍ تجاوزت بكثير ما كان يُعبر عنه أو يصل إليه غيرهما من الكتاب والمسرحيين.
ولم يكن ممكنًا أن ينفصل المشهد المسرحي المصري، عما يحدث في المسرح العالمي، خاصة مع نشاط حركة الترجمة وازدهارها في مصر، نهاية الخمسينيات وطوال عقد الستينيات، وقد لعبت مجلة "المسرح" التي كانت تصدر من مسرح الحكيم دورًا كبيرًا في هذا المجال، بالإضافة إلى حركة النشر النشطة برعاية الدولة آنذاك، والبعثات الخارجية إلى أوروبا وأمريكا.
- 3 -
احتل اسما "دورنمات" و"فريش" مكانة متميزة في الترجمات والدراسات النقدية والتحليلية في المشهد المسرحي المصري ترجمةً عن الألمانية، وقد ترجم الراحل الدكتور مصطفى ماهر أعمال المسرح "السويسري/ الألماني" منذ عام 1960.
وتركزت ترجمات مصطفى ماهر بشكلٍ أساسي حول "دورنمات" و"فريش"؛ باعتبارهما يمثلان الأدب السويسري فيما بعد الحرب العالمية الثانية، فترجم لدورنمات «زيارة السيدة العجوز» و«رومولوس العظيم» و«النيزك» و«فرانك الخامس»، و«الشهاب» و«المكتوب».. وغيرها.
كما ترجم لنظيره "فريش" «قصة حياة»، و«بيدرمان»، و«مشعلو الحرائق» وغيرها، وتوالت الترجمات غزيرة بعد ذلك، فترجم أنيس منصور لدورنمات مسرحيات «صورة كوكب»، و«رومولوس العظيم» -وقد أصبح هناك أكثر من ترجمة للعمل الواحد أيضًا- و«زواج السيد ميسيسيبي»، و«الشهاب»، و«هبط الملاك في بابل».. إلخ.
وفي عام 1966 وحده، قُدِّمت على خشبة المسرح المصري، آنذاك، ثلاثة أعمال دفعة واحدة لدورنمات وحده، مما استفز أحد كبار النقاد، في ذلك الوقت، وهو الناقد الراحل "جلال العشري" الذي كتب مستفزًا ومعترضًا على تقديم ثلاثة أعمال مسرحية متتالية لكاتبٍ واحد في موسم واحد، وكانت مسرحية «الزيارة» هي العمل الثالث بعد تقديم عرض «علماء الطبيعة»، و«رومولوس العظيم».
وبالطبع فإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدل على الاحتفاء الشديد الذي أحاط بترجمات ودراسات وعروض "دورنمات"، ومعه ماكس فريش أيضًا.
- 4 -
كما سبق وأشرنا، فقد قُدمت ثلاثة أعمال مسرحية لدورنمات في موسم 1966 على خشبة المسرح المصري، وكان أول عمل مسرحي هو «علماء الطبيعة» التي ترجمها الفيلسوف الوجودي عبد الرحمن بدوي، وكانت المسرحية من إخراج فاروق الدمرداش، وبطولة عمر الحريري، ومحمد الطوخي، وأحمد توفيق. قَدَّمتِ المسرحية فرقةُ المسرح العالمي، وهي تُعنى باستخدام طاقات العلم لصالح الإنسانية دون تعريض البشرية للدمار، بوضع نتائج العلم في أيدي الساسة، و"دورنمات" يعرض هذه المشكلة بمزيجٍ بارع من السخرية والمأساة في الوقت نفسه.
والمسرحية الثانية هي «رومولوس العظيم»، من إخراج سمير العصفوري، لفرقة المسرح العالمي أيضًا، وقدمت على مسرح الأوبرا، ومن بطولة زوزو نبيل، وصلاح منصور، ومحمد منصور، ورشدي المهدي، ومجدي مجاهد، وإبراهيم سكر، ورشاد عثمان، وإنعام سالوسة وآخرين.
في هذه المسرحية اختار دورنمات هيكلًا تاريخيا ليتستر وراءه، في محاولة لتصوير رؤيته المعاصرة على يد "رومولوس" في تصفية هذه الإمبراطورية، حفاظًا على النوع البشري. وتعليقًا على هذا العرض، يكتب الناقد كمال الملاخ رؤية مركزة لفلسفة هذه المسرحية؛ فيقول:
تخيل دورنمات للإمبراطورية، وهي تنهار في أواخر القرن الخامس الميلادي، أن الذي أنشأها هو رومولوس الأول، ومنه اشتق اسم روما، فلماذا لا يكون حتفها على يد رومولوس آخر؟ فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن بقيم أخرى، والإمبراطور المنهار مشغول بعالم آخر، بعالم عشش الفراخ الذي يطلق على كل منها اسم إمبراطور سابق، وبيضها يأكل منه ما يعجبه، ولا يأكل ما يكرهه، والإمبراطورية تنهار، وهو يفلسف جوه الخاص، وكأنه في برج من اليأس، فاليأس إحدى الراحتين، والحرب قادمة إليه مع جحافل الجِرمان، وبينما هو ينتظر الموت، إذ المفاجأة أن حاكم الجرمان المنتصر يطلب منه أن يعلمه فلسفته.
وفي المقال ذاته يؤكد الملاخ أن عالم دورنمات وجد صدى كبيرًا لدى المتفرج المصري وقبولًا، وفسر ذلك فنيا بقوله: "في رأس دورنمات عقدة واحدة، هي مأساة الحرب نتيجة القوة الباطشة، المال الذي يبيع ويشتري القيم، فيروح في رواياته الثلاث -يقصد المسرحيات الثلاث التي قدمت على المسرح المصري في موسم 1966- يدور ويلف من حوله لعله يجد حلًّا سعيدا للعالم، وإن كانت النتيجة السلبية هي حوار هذا الحل في رأسه".
- 5 -
أما المسرحية الثالثة والأخيرة التي قدمت في موسم 1966 لدورنمات فهي مسرحية «زيارة السيدة العجوز»، من ترجمة مصطفى ماهر، وإذا كان سمير العصفوري قدم هذه المسرحية في هذا الموسم وهي من بطولة عبدالله غيث وصلاح منصور وزوز نبيل وحسن البارودي، بفرقة المسرح العالمي على مسرح الأوبرا، فإنه أعاد تقديمها بشكل استعراضي غنائي على المسرح الخاص، بعدما يقرب من ربع القرن تقريبًا، وكانت المسرحية بعنوان «الزيارة انتهت»، بطولة شويكار، ومحمود ياسين، ومحمود شكوكو، وعبد الله فرغلي.
وهي المسرحية ذاتها التي أخرجها محمد صبحي في تسعينيات القرن الماضي على مسرح الأوبرا، بطولة سناء جميل، وهي المسرحية ذاتها أيضًا التي قدمها مراد منير في القطاع الخاص في التسعينيات من القرن الماضي، هذا بالإضافة إلى قيام فرق الهواة والثقافة الجماهيرية والجامعات بتقديم هذه المسرحية في فترات مختلفة منذ ترجمتها في ستينيات القرن الما ضي، وحتى اليوم.
وقد كتب بهاء طاهر في مجلة (الكاتب) المصرية، عدد يونيو 1966، يصف ذلك العرض بأنه أحسن عروض الموسم، وأكثرها تحقيقا للإيرادات، وعن المدينة التي يدور فيها الحدث، يصفها بأنها (المدينة التي تفقد فضائلها)، وهو يصف العرض كذلك بأنه ينطوي على دراسةٍ متعمقة للنص، وتنجح فكرته بوضوح لجمهور المشاهدين، أمام تهديدات الحروب والعنف والتمييز العنصري والقنبلة الذرية، فلا تجد إلا أصواتًا خافتة ومتناثرة تحتج، وأصواتًا أكثر عددًا بكثير توافق وتستسلم وتبرد، لقد تخلى المثقف عن دوره باعتباره ضمير المجتمع، واكتفى بدور المهرج أو المسلي وأحيانًا بدور المزيف، وهذا هو ما يقوله دورنمات.. (وللحديث بقية)
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المسرح العالمی المسرح المصری هذه المسرحیة على مسرح فی موسم
إقرأ أيضاً:
سياسات منطقة الخليج ووعي أجياله
الحديث عن دول الخليج ليس من باب الانتماء المتعالي، كما لا يمكن فصلها عن عالمها العربي لمشتركات عديدة على رأسها الدين واللغة، وفي المقابل لا يعيش الخليج بمعزل عن التحولات العالمية في الجوانب السياسية والاجتماعية والمعرفية والاقتصادية، إلا أن دول الخليج مرت بنقلة نوعية مع بدايات اكتشاف النفط، أحدث شيئا من التحول المادي والديمغرافي أثر في الجانب الثقافي، كما أثر في تحولات الوعي لدى أجياله، وإن بدأ الحراك الثقافي والمعرفي مبكرا في البحرين والكويت خصوصا، ثم حدث شيء من الاستقرار في السعودية منذ خمسينات القرن العشرين، ثم إن باقي الدول تبعتها في الاستقرار المادي، والانتعاش الاقتصادي، والانفتاح الخارجي والديمغرافي منذ بداية سبعينات القرن الماضي كما في عُمان والإمارات وقطر.
ودول الخليج سياسيا دول ملكية أسرية وراثية، استقرت على هذا ردحا من الزمن، بيد هذه الأسر لها خصوصيتها من حيث القرب من شعوبها، والبساطة في الانفتاح لهم بدل البرتوكولات المعقدة، أو العظمة المستبدة، وكما يرى محمد البغيلي أن «الملكيات منذ القدم تفتح أبوابها للنقد والاعتراض، حتى في الخليج؛ شريطة عدم القرب من السلطة، أو أن تكون النوايا صادقة للإصلاح، وفي وقته، فخوفهم من دخول بيانات سرية، وتنظيمات مخيفة، ودخول أسلحة باسم المعارضة أو الإصلاح فهذا طبيعي يخيفهم».
بيد أن دول الخليج في محاولتها للتحرر من التأثيرات الماركسية، وكان خطابها قويا في الستينات من القرن العشرين كما في الكويت والبحرين وجنوب اليمن، إلا أنها كظاهرة معرفية تحررية امتدت في جميع دول الخليج بما فيها صحراء نجد وعُمان وما حولهما، ولإضفاء بديل خطابي اتجاه الخطاب الماركسي؛ من هذه الدول من حاولت تغليب الثقافة بشكلها العام بعيدا عن الأدلجة الماركسية، ومنها من حيث الاتجاه الأكبر مالت إلى خطابات الأسلمة، والتي بعد عام 1979م ستتشكل في اتجاهات حركية تحت منظومة أسلمة الدولة كما يرى زكي الميلاد أنه «بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ... تبنت بعض الحركات الإسلامية مناهج للتغيير في مجتمعات لا تناسبها مثل هذه المناهج على الإطلاق، واندفعت حركات أخرى باتجاه تصعيد وتيرة العمل، والانتقال به إلى مراحل متقدمة، وفجأة وجدت بعض هذه الحركات نفسها في صدام عنيف مع السلطات في دولها»، ومنها دول الخليج بأشكال متنوعة، خصوصا بعد منتصف ثمانينات القرن الماضي.
عاشت الشعوب الخليجية لأكثر من نصف قرن تحت تأثير خطابات الأسلمة بشكل أكبر، مع محاولة غالب دولها على تشجيع الانفتاح الثقافي من حيث الإعلام الرسمي العام، بيد أن تأثير الأول كان أكثر تأثيرا واستغلالا لقضايا المنطقة كفلسطين وأفغانستان وكوسوفو والشيشان وغيرها، كما نقلها من التدين الشعبي البسيط المتعايش مع بعضه إلى التدين الآحادي الشكلاني الملغي للمختلف، والذي ينظر بريبة إلى الآخر حتى داخل الدين أو المذهب ذاته، والذي تطور إلى اتجاه حركي بين فترة وأخرى.
في هذه المرحلة لم تستطع دول الخليج خلق مؤسسات ثقافية مستقلة تنطلق من داخلها، وتقرأ واقعها وتحولها وفق المرحلة، فكانت أقرب إلى ردات الفعل الآنية، وفي كثير من الأحوال هي ذاتها لبست لباس الأسلمة، وحجمت من النشاطات الثقافية المستقلة، فعاشت النقيضين، بين خطاب وإعلام خارجي ورسمي داخلي أقرب إلى الاتجاهات الثقافية في جوها اللبرالي المنفتح، وبين خطاب داخلي شعبي أقرب إلى اتجاهات الأسلمة، مع تخوف واضح من وجود اتجاهات ثقافية مستقلة ناقدة وقارئة بعمق للتحول الاجتماعي في منطقة الخليج، وإن وجد فأغلب رموزه من خارج المنطقة، أي من أجزاء الوطن العربي بشكل عام.
وفي المقابل بسبب الوفرة المالية، والاستقرار السياسي؛ دعمت بشكل واضح التحديثَ في المنطقة، وإن نظرت بريبة إلى الحداثة، ففي أقل من خمسين عاما كان التحديث المادي واضحا؛ أدى إلى الهجرات العمالية إلى الخليج، وهذه تهاجر بثقافاتها ولغتها وأفكارها، مما سيؤثر لاحقا في التفكير الاجتماعي، وفي الوقت ذاته استخدمت دول الخليج الأسس الاشتراكية في مجانية التعليم، والتشجيع عليه، كما شجعت على إرسال البعثات الخارجية، خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة، ليرجع جيل أكثر انفتاحا، حيث العديد ممن رجع يحمل مفردات الحداثة، ولا يتوقف عند التحديث فقط، فأصبحت دول الخليج منتجة لرموز ثقافية ومعرفية لا يقلون شأنا عن إخوانهم في الوطن العربي، وأصبح لهم حضورهم الكتابي والمعرفي والثقافي والفني بشكل عام.
وإن كانت الحاسة السياسية في الخليج قبل 1995م خصوصا متحكمة إداريا في توجيه الإعلام داخل الدولة القطرية وفق خصوصيتها السياسية والدينية والثقافية والفنية، إلا أنه مع الانفتاح التقني في الشبكة العالمية، واشتراكية الحضور الإعلامي، وقدرة الفرد على كسر حاجز التعبير عن رأيه، وتقديم ما يضمره من معرفة، ولو خارج السياق الديني والثقافي والسياسي بل والجندري وفق ما يراه كفرد، حيث انتقل من المعرفات الوهمية في الشبكات الإلكترونية، ومن التحيزات الفئوية والجمعية في الفضائيات وبعض المواقع، إلى الفردانية والتصريح بفكره صوتا وصورة وكتابة بعد 2006م من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
كل هذا وغيره - حيث يصعب حصر ذلك في مقالة قصيرة كهذه - أثر في امتداد الوعي رأسيا وأفقيا، وهذا مشاهد بشكل واضح، فينبغي أن يكون تفكير سياسات منطقة الخليج وفق المرحلة التي نعيشها اليوم، وأن يكون التقنين متلائما مع هذه المرحلة من تطور مستوى الوعي والحداثة، لا أن يكون بذات العقليات قبل خمسين عاما، فإن كان كذلك سوف يزيد من درجة الفجوة بين سياسات المنطقة، وبين ما تحمله الأجيال الحالية من وعي، وأن تدرك هذه السياسات أن قوتها في الاقتراب من وعي شعوبها والاستماع لهم، ومن الانفتاح على الجميع بشكل مؤسسي يوسع من دائرة الحريات، وهذا لا يغني عن أهمية وجود مؤسسات بحثية تقرأ هذا السياق الزمني بعمق، حتى لا تتكرر الأخطاء الفردية، والقرارات الانطباعية غير القارئة بعمق للواقع المعيش.