تمثل هجمات الحوثيين على سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر مشكلة كبيرة لمصر، إذ تتجنب سفن عديدة الآن استخدام هذا الممر الحيوي، وبالتالي قناة السويس المصرية؛ مما يضع القاهرة في مأزق، فإما أن تعجز عن سداد الديون أو تلجأ إلى قرض جديد.

تلك القراءة طرحها كل من كيرستن نيب ومحمود حسين في تحليل بموقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" (Deutsche Welle) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أنه "مع بدء السفن في تجنب مضيق باب المندب بين شبه الجزيرة العربية وشمال شرق أفريقيا، وبالتالي عدم المرور عبر قناة السويس، تعاني الحكومة المصرية من تراجع كبير في الإيرادات".

ولفتا إلى أنه "في السنة المالية 2022-2023، جلبت قناة السويس لمصر 9.4 مليار دولار من رسوم عبور قناة السويس، لكن الأحداث الراهنة تشير إلى أن القناة لن تكون مربحة بالقدر نفسه".

وقال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، عبر التلفزيون المصري مؤخرا، إن دخل القناة انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، وتراجعت حركة السفن بين 1 و11 يناير/كانون الثاني الجاري 30% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

في المقابل، زادت حركة مرور السفن في المسار البديل حول أفريقيا، طريق رأس الرجاء الصالح، بنسبة 67% على الأقل لتفادي المرور في البحر الأحمر؛ خشية من هجمات الحوثيين، الذين يطالبون بوقف حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب نيب وحسين.

اقرأ أيضاً

فيتش: التداعيات الأوسع لحرب غزة تزيد المخاطر على مصر والأردن ولبنان

أزمة اقتصادية

وقال نيب وحسين إن "مصر استجابت سريعا للوضع الأمني الجديد، فرفعت رسوم العبور بين 5% و15% لتقليل الخسائر".

وأضافا أن "خسارة الإيرادات الناجمة عن نقص حركة المرور في قناة السويس تضرب مصر في وقت تعاني فيه من العديد من أعراض الأزمة الاقتصادية، وبينها تراجع صادرات الغاز الطبيعي، وانخفاض السياحة، وتضاؤل التحويلات المالية من المغتربين العاملين في الخارج".

وتتوقع شركة التجارة والاستثمار الألمانية (GTAI)، وهي خدمة معلومات اقتصادية، أن يتقلص الناتج المحلي الإجمالي لمصر من حوالي 475 مليار دولار في عام 2022 إلى حوالي 357 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.

وأشار نيب وحسين إلى أن الدين العام لمصر (نحو 165 مليار دولار) يبلع حاليا حوالي 88٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المرجح أن يرتفع التضخم إلى أكثر من 32%.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد ذكر الله، الأستاذ السابق بجامعة الأزهر في القاهرة والذي يدرس الآن في إسطنبول بتركيا، إن "مصر تواجه أزمة اقتصادية أكثر حدة بسبب الوضع في البحر الأحمر".

وأوضح أنه "من المرجح أن يعيش أكثر من نصف المصريين تحت خط الفقر، وهذا يعني أن فقدان الدخل من قناة السويس يلحق الضرر بالبلاد بشكل أكبر."

و"هذا الوضع، إلى جانب انخفاض قيمة الجنيه المصري، قد يضع الحكومة في موقف لا تستطيع فيه سداد ديونها، وعندها ستعتمد على قرض آخر من صندوق النقد الدولي"، وفقا لذكر الله.

اقرأ أيضاً

السيسي: مصر تواجه مخاطر عديدة منها أزمة الملاحة في البحر الأحمر

التحالف الأمريكي

ومع ذلك، أعلنت مصر أنها لن تشارك في عمليات التحالف العسكري، بقيادة الولايات المتحدة، لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.

وبشأن احتمال أن يؤدي هذا الموقف إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة مصطفى كامل السيد إن "هذا غير مرجح، فقد رفضت دول عديدة، بينها العديد من الدول الغربية، الانضمام إلى التحالف".

كما اعتبر ستيفان رول، الخبير المختص بالشأن المصري في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره برلين، أنه "سيوجد قدر معين من التفاهم في واشنطن لموقف القاهرة".

وأردف أن "الأمريكيين يعرفون مدى عدم شعبية أي سياسات داعمة لإسرائيل في مصر، وأن مثل هذه السياسات تمثل مخاطرة سياسية جسيمة".

وأضاف رول أن "التحرك ضد الحوثيين لن يحظى بشعبية كبيرة في نظر الشعب المصري، وهذا شيء تدركه واشنطن جيدا".

اقرأ أيضاً

بحربها على غزة.. هكذا ضربت إسرائيل 3 اقتصادات عربية متعثرة

المصدر | كيرستن نيب ومحمود حسين/ دويتشه فيله- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر اقتصاد البحر الأحمر الحوثيون حرب غزة إسرائيل فی البحر الأحمر قناة السویس ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الفريق أسامة ربيع: قناة السويس تستهدف طفرة في توطين الصناعة البحرية

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن الهيئة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق طفرة غير مسبوقة في مجال توطين الصناعة البحرية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز القدرات الوطنية في بناء الوحدات البحرية ودعم الشراكة مع القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال جولته التفقدية بشركة قناة السويس للقوارب الحديثة بسفاجا، بالشراكة مع ترسانة جنوب البحر الأحمر، حيث كان في استقباله المهندس مصطفى الدجيشي، الرئيس التنفيذي للشركة، وعدد من قيادات الهيئة.

شملت الجولة تفقد أعمال بناء 10 قاطرات من طراز "عزم" بقوة شد 90 طن، بالإضافة إلى 12 سفينة صيد أعالي بحار مماثلة لسفينة “رزق 1”.

ويجري في الوقت الحالي العمل بالتوازي على استكمال بناء 8 قاطرات جديدة بعد تسليم "عزم 1" و"عزم 2".

وعرض الدجيشي خلال الزيارة معدلات الإنجاز، موضحًا أنه سيتم تسليم "عزم 3" و"عزم 4" نهاية الشهر الجاري عقب الانتهاء من التجارب التشغيلية، فيما انتهت أعمال بناء البدن بالكامل للقاطرات:

"عزم 5" - "عزم 6" - "عزم 7" - "عزم 8".

كما تتواصل أعمال إنشاء البدن للقاطرتين "عزم 9" و"عزم 10".

وأشار إلى أنه سيتم تدشين أول سفينتي صيد من بين 12 سفينة نهاية ديسمبر الجاري.

وتفقد الفريق ربيع كذلك أعمال التشطيبات الداخلية لليخت السياحي الجديد، الذي يمثل باكورة إنتاج مصنع اليخوت التابع للشركة، إلى جانب متابعة أعمال بناء لنشين رحلات وأتوبيس نهري لخدمة السياحة البحرية والنهرية.

وشدد رئيس الهيئة على أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في حجم أعمال بناء الوحدات البحرية داخل ترسانات وشركات الهيئة، بالشراكة مع شركة قناة السويس للقوارب الحديثة.

وأوضح أن هدف الهيئة هو تلبية احتياجات العمل بالمجرى الملاحي والموانئ المصرية، مع التوسع في التصدير الخارجي تحت شعار "صُنع في مصر".

من جانبه، أكد المهندس مصطفى الدجيشي أن أعمال البناء تسير بمعدلات متسارعة تتجاوز الجدول الزمني، ما يسمح بإسناد المزيد من المشروعات خلال الفترة المقبلة.

وكشف عن أنه يتم حاليًا الانتهاء من إجراءات التوريدات اللازمة لبناء 6 قاطرات جديدة بقوة شد من 85 إلى 90 طن، تمهيدًا لبدء العمل عليها خلال النصف الثاني من العام المقبل.

مقالات مشابهة

  • مصيلحي: مصر تستعيد قوة الخطوط العملاقة عبر قناة السويس
  • ترسانة البحر الأحمر:" بناء 6 قاطرات جديدة خلال النصف الثاني من العام المُقبل"
  • قناة السويس: تدشين أول سفينتي صيد صناعة مصرية نهاية ديسمبر
  • الفريق أسامة ربيع: قناة السويس تستهدف طفرة في توطين الصناعة البحرية
  • قناة السويس تتسلم القاطرتين عزم ٣ و٤ نهاية ديسمبر
  • رئيس جامعة قناة السويس يتفقد مراكز طب الأسرة والأورام
  • ترميم مبنى القبة الاثري لقناة السويس ببورسعيد
  • قبول طعن قناة السويس لتوطين التكنولوجيا في نزاعها
  • رئيس قناة السويس: عرضنا على صندوق النقد خططًا لتعويض تراجع عبور السفن
  • ارتفاع إيرادات قناة السويس 17.5% إلى 1.97 مليار دولار من بداية العام المالي