موقع النيلين:
2025-12-12@20:31:46 GMT

سؤال غزة في ثنائية بايدن وترامب

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT


كأن المشهد اقتطع من مسرحيات «اللا معقول»، حيث تبدو الديمقراطية الأمريكية شبه عاجزة عن إنتاج وجوه جديدة في عالم يتغير. نفس المرشحين؛ جو بايدن ودونالد ترامب، ونفس أجواء الكراهية، التي سادت انتخابات (2020) تُستأنف الآن.

يوشك ترامب أن يحصد بطاقة الترشح باسم الحزب الجمهوري، فيما يشبه الاكتساح.. ولا يوجد اسم بارز في صفوف الحزب الديمقراطي ينازع «بايدن» على الترشح باسمه.

الأجواء الانتخابية عبَّرت في المرة الأولى عن صدامات محتدمة في بنية المجتمع واصلة إلى تساؤلات قلقة عن مستقبل القوة العظمى الوحيدة، وإذا ما كان ممكناً وقف التدهور الحاصل في مكانتها الدولية بأثر سياسات «ترامب».

هذه المرة، تعاود الأسئلة القلقة طرح نفسها في انتخابات (2024)، في بيئة دولية مختلفة، تتعرض فيها الولايات المتحدة بأثر سياسات بايدن لهزيمتين استراتيجيتين بتوقيت واحد في حربي أوكرانيا وغزة.

بدت المواجهة الانتخابية الأولى أقرب إلى استفتاء على ترامب.. فيما تبدو الثانية استفتاء عكسياً على بايدن.

بذريعة «أمريكا أولاً» أفرط ترامب في الانسحاب من المنظمات الدولية، أو أوقف التمويل عنها ك«الصحة العالمية» و«اليونسكو» و«الأونروا» ملوحاً بانسحاب مماثل من حلف «الناتو» .

كان أسوأ ما جرى محاولة بعض أنصاره اقتحام مبنى «الكونغرس» بتحريض ظاهر منه لمنع نقل السلطة إلى الرئيس المنتخب.

كانت إدارة بايدن لحرب غزة أحد الأسباب الجوهرية في تراجع شعبيته، حيث وفر دعماً مطلقاً لحرب الإبادة التي تُجرى في القطاع المحاصر.

كان خروج مئات الآلاف مرة بعد أخرى إلى شوارع المدن الكبرى بالأعلام الفلسطينية داعية إلى وقف إطلاق النار فوراً، تطوراً جوهرياً في الحسابات الانتخابية، حيث ينتمي معظمهم إلى قواعد الحزب الديمقراطي،.

المثير هنا أن ترامب أقرب إلى إسرائيل من بايدن، وخياراته تميل إلى استبعاد حل الدولتين.

معضلة بايدن في سباقه مع الوقت أنه يبدو شبه مقيد باعتراضات نتنياهو على خططه وتصوراته لليوم التالي من حرب غزة.

يسعى بايدن بوسائل التواصل مع المكونات الداخلية الإسرائيلية إلى إحداث تغيير ما في معادلة السلطة، بإزاحة «نتنياهو». في الوقت نفسه يسعى نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب، بأمل أن يحرز- أولاً- اختراقاً عسكرياً يسوّقه كنصر في غزة يجنبه فاتورة الحساب بعدها عن مسؤوليته عما حاق بإسرائيل في 7 أكتوبر وما بعده من فشل عسكري ذريع، بالإضافة إلى إبعاد شبح الزج به خلف قضبان السجون بتهمتي الفساد والرشى. ثم بأمل أن يحسم ثانياً- حليفه الوثيق ترامب الانتخابات الرئاسية، وتتغير الحسابات الدولية .

يستلفت النظر- هنا- الطريقة التي ينتهجها ترامب في استثمار أزمة بايدن لإلحاق الهزيمة الانتخابية به. «ليس لدينا أحد يقود».

كان ذلك جوهر انتقاده لأداء بايدن في إدارة حرب غزة. لم يتصادم مع الحقائق، لكنه حاول إعادة صياغتها.

«على إسرائيل أن تفعل شيئاً على جبهة العلاقات العامة». كان ذلك تلخيصاً مخلاً لمظاهر الغضب على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، كأنها محض مسألة علاقات عامة!

«ما حدث ما كان ينبغي أن يحدث.. إنه أمر فظيع على الجانبين». هكذا حاول أن يوازن خطابه بين نقد مخفف لإسرائيل ونقد خشن لبايدن من دون تغيير في بوصلته المعتادة.

لا يجدي الرهان على أحدهما، هذه حقيقة سياسية.. ولا يصح أن ننسى أن التضحيات الهائلة التي بذلها الفلسطينيون والتعاطف الإنساني معها هو الذي أحيا أعدل القضايا الإنسانية المعاصرة داخل الولايات المتحدة نفسها.

..هذه حقيقة سياسية أخرى، فلا شيء بالمجان.

عبدالله السناوي – صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي أقيم في ولاية بنسلفانيا، عن الدول التي يفضل أن يأتي منها المهاجرون إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى النرويج والسويد والدنمارك، معربًا عن رغبته في استقبال “الناس الطيبين” من هذه الدول.

وقال ترامب وفق صحيفة “نيوزويك” الأمريكية: “لماذا لا يمكن أن يأتي بعض الناس من النرويج أو السويد أو الدنمارك؟ أرسلوا لنا بعض الناس الطيبين، هل تمانعون؟”

وفي المقابل، وصف ترامب دولًا مثل الصومال وأفغانستان وهايتي بأنها “مليئة بالجريمة”، مؤكّدًا موقفه الداعم لوقف دائم للهجرة من دول العالم الثالث. وأضاف: “لم أقل ‘جحيم’ — أنتم من قالتم ذلك”، موضحًا أن الولايات المتحدة استقبلت في السابق مهاجرين من مناطق وصفها بأنها مرتفعة الجريمة، لكنه يسعى إلى تشديد المعايير الأمنية والهجرية.

وكان ترامب في أواخر نوفمبر الماضي قد أعلن عن نيته وقف الهجرة من دول العالم الثالث، بعد حادثة إطلاق نار نفذها مواطن أفغاني على جنديين من الحرس الوطني في واشنطن، وهدد بإلغاء ملايين الطلبات المقبولة في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، مع وعد بترحيل أي أجنبي “لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية”.

كما أوضح ترامب أنه سيضع حدًا لكل المساعدات الاتحادية لغير الأمريكيين، وسيعمل على ترحيل أي أجنبي يشكل خطرًا أمنيًا أو “لا ينسجم مع الحضارة الغربية”، في إطار استراتيجيته المتشددة تجاه الهجرة، والتي تعكس سياسته المعروفة منذ توليه الرئاسة.

آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 18:19

مقالات مشابهة

  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • زيلينسكي يكشف نقاط الخلاف في الخطة الأميركية.. وترامب مستاء للغاية
  • متابعة دقيقة لانتخابات مجلس النواب.. غرفة عمليات حزب «مستقبل وطن» تتابع سير العملية الانتخابية
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • نيودلهي تواجه الضربة الأمريكية .. محادثات بين مودي وترامب بشأن الرسوم الجمركية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • لليوم الثاني.. «الشعب الجمهوري» يواصل متابعة سير العملية الانتخابية في الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى
  • فنزويلا: احتجاز واشنطن للسفينة قرصنة دولية وترامب يشبه جاك سبارو مع فارق أن الأخير كان بطلًا
  • الأمين العام للشعب الجمهوري يتابع سير العملية الانتخابية بالدوائر الملغاة
  • زيلينسكي يعلن استعداده لإجراء انتخابات.. وترامب يمهله حتى عيد الميلاد للقبول باتفاق السلام