شبكة اخبار العراق:
2025-12-02@19:45:23 GMT

سلاحكم.. يُفسد للوطن قضايا

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

سلاحكم.. يُفسد للوطن قضايا

آخر تحديث: 29 يناير 2024 - 9:40 صبقلم:رشيد الخيّون هل تبقى للبرلمانات مصداقيّة، وللديمقراطيّات قيمة، إذا دخلت فصائلُ مسلحة، تنافس فيها، وتخصص لها حصة مِن الوزارات؟ نعيد السُّؤال بوجهٍ آخر، في مثل هذه الأنظمة، هل للانتخابات معنى، إذا كانت السّياسة حامية لمحاصصة الفصائل؟ فيصبح البرنامج برنامج السّلاح الانتخابي؟! نعم، تجري انتخابات، وتمارس ديمقراطيّة، لكنَّ شريطةَ ألا تمس فاسداً وقاتلاً، له فصيل مسلح، محمياً مِن خارج الحدود، لهذا توهم الواهمون بالدّيمقراطيّة الزّاهيّة، كلما تكررت دورات الانتخابات.

لم يفهموا أنهم يتحدثون عن كوكبٍ آخر، لا عن بلادٍ صار فيها الفاسدون والقاتلون أسياداً، وأنَّ المشاركة في كلّ انتخابات، بوجود الفصائل المسلحة بالاعتقاد والبارود تضفي الشّرعيّة عليهم، وتحقق مقالة مَن قال: «ما ننطيها»! تكلم عمّا شئت ببلدان تديرها، في الحقيقة، فصائل بشعارات المقاومات والممانعات، إلا الأولياء، فالحديث عنهم، بغير تمجيد، الاغتيال والاختطاف ينتظرك، وينتظر القاضي الذي يحكم لك، والمحامي الذي يدافع عنك، فعن أي ديمقراطيّة تتحدثون، وفي أي وهم تعيشون. أشهد أنّ الفضلَ في هذا المقال، لأحد رؤساء الفصائل، المسؤول عن اختطاف واغتيال، سمعته، وكان وديعاً، يتحدث كأنه إمامٌ صوفي، مِن أتراب: معروف الكرخي أو الجنيد البغداديّ، أو شيخ مِن شيوخ «المندائيين المسالمين»، الذين لا يرون القتل حتّى دفاعٌ عن النَّفس، ويعتذرون للحيوان والطَّير المذبوح بترتيلة معروفة. سمعتُ صاحبنا يستشهد بالمقولة الذَّائعة السّائرة: «الاختلاف في الرّأي لا يفسد للود قضية». قالها صادقاً لا مدعياً، وأقول لا مدعياً، لأنه يعتبر نفسه على حقٍّ، وهل سمعتم مجنوناً اعترف بجنونه؟! فمال الدولة عنده مجهول المالك، بهذا يتصور الفساد فضيلة لا رذيلة، والمقتول بيده قصاصاً، لأنّ القتيل عميلٌ كافرٌ، لذا أنَّ كلَّ قتيلٍ بسلاح فصيل ديني، نُفذ بفتوى. لذا تجده يستغرب ممن يتهمه بالعمالة، وهو يرفع علم غير بلاده، فتلك راية مقدسة تعبر عن بيعةٍ في عنقهِ. دعونا نبحث قليلاً، بمقولة أو حكمة: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، لا يُعرف ناحَتها على وجه الدّقة، فقد نُسبت إلى أكثر مِن أديب وسياسي وشاعرٍ، ولستُ مصدقاً أحداً، لكنّ الثَّابت وردت ضمن ممارسات وأشعار قديمة، في التُّراث العربيّ. روى الجاحظ(ت: 255هجرية) عن أحوال الخطباء والشُّعراء: «ولم ير النَّاس أعجبُ حالاً مِن الكُميت والطِّرماح. وكان الكُميت عدنانيا عصبياً، وكان الطّرماح قحطانياً عصبياً، وكان الكُميت شيعياً مِن الغاليَّة، وكان الطِّرماح خارجيا من الصِّفريَّة، وكان الكُميت يتعصب لأهل الكوفة، وكان الطّرماح يتعصب لأهل الشَّام، وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قطٌ»(البيان والتَّبيين). كذلك روى الجاحظ: «كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة، الحال التي تدعو إلى المفارقة، بعد المنافسة والمُحاسدة، للذي اجتمع فيهما من إتفاق الصِّناعة والقرابة والمجاورة، فكان يقال: لولا أنهما أحكم تميمٍ لتباينا تباين الأسد والنّمر»(نفسه). بيد أنَّ المقولةَ جاءت مطابقة لبيت عمرو بن امرؤ القيس(380ميلادية) وقيل لقيس بن خطيم(ت: 2 هجريّة)، ونُسب لآخرين، نَحنُ بِما عِندِنا وَأَنتَ بِما/عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ«(سيبويه، الكتاب، والمَرْزُباني، معجم الشّعراء). مِن قصيدة مطلعها:«يا مالُ وَالسَيِّدُ المُعَمَّمُ قَد/ يُبطِرُهُ بَعضُ رَأيِهِ السَرِفُ». ذكرها الجاحظ في حديثه عن العمائم وأصحابها. على كلّ حال، صارت تلك المقولة الرّائعة، والخياليّة في الوقت نفسه، في متناول الصّادقين والمُدعين، تمثل بها الأخيار والأشرار، مَن يجادل بالكلام والسَّلام، ومَن يجادل ويده على السّلاح، كصاحبنا، وقضيته هلاك البلاد وإخضاع العباد، ووجدتُ متشددين تكفيريين تمثلوا بها عن قناعة. أقول: سفكتم وخطفتم وأفسدتم، لكنّ رحمة بعقولنا، لا تكثروا علينا، فنحن أمام قضية وطنٍ، سلامته لا تقبل سلاحكم رأيَّاً يفسد قضايا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

مريم الرميثي: الشهداء نبراسٌ ينير دروب العطاء

أبوظبي (الاتحاد)

أكدت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، أن يوم الشهيد يرسخ في وجدان المجتمع ثقافة الوفاء لأبناء الوطن المخلصين، ويعزّز من مكانة التضحية كقيمة راسخة في الهوية الوطنية الإماراتية، مؤكدة أن دماء الشهداء ستظل نبراساً يُنير دروب العطاء، بكل فخرٍ وإخلاص.
وقالت، بمناسبة يوم الشهيد: «في هذا اليوم المجيد، نقف بإجلالٍ أمام تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين سطّروا بدمائهم الزكية صفحات من المجد والعزة، وقدموا أروع صور الإخلاص والوفاء للوطن، وستظل ذكراهم خالدة في قلوبنا، تلهم أبناء الإمارات لمزيد من العمل والتفاني في سبيل رفعة الدولة وصون مكتسباتها، في ظل قيادة حكيمة لا تنسى أبطالها، وتولي أسرهم كل التقدير والرعاية». وأضافت: «إن أمهات الشهداء رموزٌ للصبر والبطولة، وقدوةٌ في الثبات والعطاء، فقد قدمن أغلى ما يملكن فداءً للوطن، فاستحققن كل الإجلال والتقدير».
وتوجهت بالتحية والإجلال إلى عائلات الشهداء كافة، مؤكدة أن كل من قدم شهيداً هو شريك في صناعة المجد وصون الكرامة، وأن روابط الأسرة الإماراتية المتماسكة تجسد أسمى معاني الوفاء والتلاحم.

أخبار ذات صلة ثاني الزيودي: مناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا علي الكعبي: تجسيد لأسمى صور الفداء والولاء

مقالات مشابهة

  • لمن يعرفه .. شخص تائه يعاني اضطرابات نفسية يدّعي أنه أردني وكان في صيدنايا
  • مصورون عُمانيون يوثقون الذاكرة السياحية والثقافية للوطن
  • ضبط منشأة في الرياض لتشغيل مسلخ دون ترخيص
  • أيمن الرمادي: إشاعات فيريرا أضرت بالزمالك.. وكان على الإدارة الرد فورًا
  • البيت الأبيض: ترامب خضع لرنين مغناطيسي على القلب وكان طبيعياً
  • أصحاب الهمم يُنشدون للوطن بروح إماراتية خالصة
  • عبدالله بن سالم: التضحية للوطن أشرف الأعمال
  • مريم الرميثي: الشهداء نبراسٌ ينير دروب العطاء
  • بعد عرضهما في القاهرة.. تتويج صوت هند رجب وكان يا مكان في غزة بالدوحة
  • فارس المزروعي: أسمى صور الانتماء للوطن