أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم /الثلاثاء/ عن أمله في "تنظيم" الواردات الأوكرانية وخاصة الدواجن، على المستوى الأوروبي، وذلك في ظل استمرار المزارعين الفرنسيين لتحركاتهم الاحتجاجية للأسبوع الثاني على التوالي في البلاد، والتي وصلت إلى مشارف العاصمة الفرنسية (باريس).

وقال ماكرون - خلال مؤتمر صحفي في (ستوكهولم) مع رئيس الحكومة السويدي أولف كريسترشون - إنه سيلتقي /الخميس/ المقبل، برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين؛ للنقاش حول "تنظيم" الواردات من أوكرانيا، معربا عن أمله في اتخاذ تدابير واضحة بشأن تلك الواردات الأوكرانية.

وقال: "لدينا اليوم واردات من حيث الحجم والجودة تزعزع استقرار السوق الأوروبية، سواء ما يتعلق بالدجاج او الحبوب على سبيل المثال" مؤكدا دعمه ودعم حكومته للمزارعين الذين يواصلون تحركاتهم الاحتجاجية للأسبوع الثاني على التوالي في البلاد، مشددا على الحاجة إلى فتح نقاش أوروبي لحماية حقوقهم، مشددا على عدم إلقاء اللوم على أوروبا واعتبارها "الجاني" بسبب الصعوبات التي يواجهونها.

وتابع "من السهل إلقاء اللوم على أوروبا في كل شيء" لشرح الصعوبات التي يواجهها المزارعون الفرنسيون، الذين يحتجون على بعض المعايير التي يفرضها برنامج "السياسة الزراعية المشتركة" للاتحاد الأوروبي".. مضيفا:" الاتحاد الأوروبي مؤسسة يجب إصلاح سياستها بحيث تتوافق مع الطموحاتنا.. من الممكن ذلك، فقد فعلنا ذلك بالفعل وسنواصل القيام بذلك".

كما دعا إلى مزيد من "المرونة" بشأن بعض قواعد السياسة الزراعية المشتركة، التي تمثل عبئا على المزارعين، موضحا أنه بدون السياسة الزراعية المشتركة، لن يكون لدى العديد من المزارعين أي دخل ولن يتمكنوا من العيش، موضحا أنه يعارض الاتفاقية التجارية التي يجري التفاوض بشأنها بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور؛ بسبب القواعد التي لا تتفق مع قواعد بلاده.

ويجري الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور، وهي الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي وباراجواي، محادثات للتوصل إلى اتفاق تجاري منذ أكثر من عقدين. وتم الإعلان عن اتفاقية عام 2019 ولكن لم يتم تنفيذها منذ ذلك الوقت وسط المطالب البيئية الجديدة للاتحاد الأوروبي.

وتمثل خطوة ماكرون، محاولة لتهدئة غضب المزارعين الذين بدأوا في إغلاق الطرق الرئيسية السريعة حول باريس بجراراتهم. ودعت نقابتان للمزارعين إلى "حصار باريس"، لممارسة الضغط على الحكومة لتلبية طلباتهم.. ووعدت الحكومة الفرنسية اليوم بتقديم مزيد من الإجراءات لصالحهم.

يشارإلى أن الرئيس الفرنسي وصل اليوم إلى السويد في زيارة دولة تستمر يومين يلتقي خلالها ملك البلاد كارل جوستاف ورئيس الحكومة أولف كريسترشون، وتشمل التوقيع على اتفاق شراكة استراتيجية جديدة بين البلدين.، يركز على تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات مختلفة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون المزارعين أورسولا فون دير لاين

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: بين فكي كماشة بيت القصيد وبيت الطاعة

«الرجل أوركسترا»…كان هذا عنوان فيلم شهير يمثل دوره الرئيسي الممثل الفرنسي، النجم في شبابي، لويس دوفوناس. ودائما شكّل هذا العنوان بالنسبة لي منطلقا للتفكير في هذه «الواجهة العملياتية» المميزة، التي تعرضها الشخصيات القادرة، في يوميات الحياة وليس مشاهد الأفلام، على تقمص شتى أنواع الأدوار في كل المناسبات.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هؤلاء، أو بالأحرى، يسعى لأن يكون من هؤلاء، وكل المسألة هنا، في أن «تسعى»… إنه بيت القصيد لترامب، لكنه بيت الداء لكثيرين، أوكرانيا التي يقال إن مسودة اتفاقية السلام المقترحة في صراعها مع روسيا، هي من صياغة دبلوماسيين روس.. إذن ماذا عن الاتفاقية المقبلة نفسها؟

أما غزة، موضوعنا في هذه السطور ـ أو بالأحرى مقاربات غزة في «اليوم التالي» – فزوبعة أولية من التصريحات العفوية. انطلقت من فزاعة «الريفيرا» المعروفة، لتحط الرحال عند خطة تبدو في ظاهرها منسجمة مع تصور «كلاسيكي» لخطة: فـ»نشر قوة دولية»، «تأمين الحدود»، «نزع السلاح «.. كلها مصطلحات معروفة مكرورة، وأيضا، هذا صحيح، وجيهة، فليكن، فلنعتبر أن ترامب يعرف كيف يعود إلى «بيت طاعة» الدبلوماسية التقليدية. لكن الموضوع يبقى قائما، إذ لا نتحدث هنا مطلقا عن خطة عضوية متكاملة تفضي إلى حلحلة واحد من أطول الصراعات في العالم. كلا.. لا نتحدث عن ذلك أبدا، إنما نتحدث، وباعتراف من مجلس الأمن الدولي نفسه، عن «خطة الرئيس ترامب التي أسفرت عن وقف لإطلاق النار في غزة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر».

يتعلق الأمر بالمرحلة الثانية من الخطة، تلك التي تنص على «نشر قوة دولية في القطاع، تأمين الحدود مع إسرائيل ومصر، نزع السلاح من غزة، تجريد الجماعات المسلحة غير الحكومية من أسلحتها»، لكن هل يمكن لخطة مماثلة أن ترى النور؟ خطة مثل هذه متكاملة على الورق؟ آخر التفاصيل التي جاءت مقترنة مع هذا الإعلان الورقي، تفيدنا بأن لا قوة دولية تقبل الانتشار حتى الآن. ثم ماذا عن قبولها من الرأي العام؟ كفانا هنا حديثا عن تسميه الخطة بـ»مجلس السلام» (هذا إن رأى هذا المجلس النور أيضا) وعن المترشح لقيادته توني بلير، اسم، وهذا أقل ما يقال، ليس محل إجماع..

المسألة في هذه الأمور، مسألة ثقة، والثقة لا تنال إلا عبر مسار دؤوب، طويل الأمد، يبنيه ويرسيه من له خبرة في المنطق، ومن له خبرة في المنطقة، من هو جدير بتقديم القيمة المضافة الجيوسياسية المرشح لها أن تعمر على المدى الطويل، ليس أولا، ممول مشاريع العقارات، ليس، أولا، من يختار مبعوثه الرسمي، أو غير الرسمي لتفعيل نفوذ الأصدقاء والمعارف، نفوذ لا يمكنه إلا أن يكون مصطنعا غدا إن لم يكن اليوم.

كلا! من له خبرة في المنطقة هو من يتشاركها من باب التاريخ، تاريخ مشترك ليس خاليا من نفوذ لم يجن المدنيون ثماره حتى الآن، لكنه يمثل موطئ قدم لترق مأمول، والترقي المأمول الذي نتحدث عنه هنا، عودة الدبلوماسية الأوروبية، خاصة منها الفرنسية والبريطانية، إلى الميدان. أجل. نتحدث هنا عن خبرة ميدانية لا تملكها الولايات المتحدة الأمريكية، فصدق من قال «إن الاتحاد الأوروبي ساع لاستعادة دور محوري في المنطقة».

لكن السؤال الذي يبقى قائما، دائما وأبدا، هو سؤال المدى، سؤال القدرة، سؤالان يعلوان على سؤال الإرادة، صحيح أننا كثيرا ما نتحدث عن الإرادة السياسية، وما أجمل العبارة وما أجمل أن يشمر الساعد لتجديد اتفاقات (كما هو الشأن الأوروبي هنا)، لتفعيل تعاونات، لتثبيت مكانات.. قد يقول قائل، إن بيت القصيد، كما نعلم، دائما يصطدم ببيت الطاعة، بعبارة أخرى: كل تقدم في ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بيد أمريكي إسرائيلي، وليس إلا، لكن موضوعنا أبعد، إنه موضوع مواطن ملتزم يعلي التفاؤل على باقي الاعتبارات. ومن هذا المنطلق، يحدوني الأمل – كما يساورني الاعتقاد – بأن الاتحاد الأوروبي لا يزال قادرا على لعب أوراقه.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الحكومة تطلق المعرض الدائم للمنتجات الزراعية والريفية في إربد لدعم الأسر المنتجة
  • إيلون ماسك يدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبي
  • الملياردير ماسك يدعو لتفكيك الاتحاد الأوروبي من أجل الحرية
  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة كبيرة على إكس
  • ماكرون يدعو إلى وحدة الموقف الأوروبي والأميركي من أوكرانيا
  • رئيس اللجنة السعودية القحطاني يؤكد على ضرورة إخراج جميع القوات التي قدمت من خارج حضرموت
  • «العليمي» يؤكد رفض أي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة اليمنية
  • عون يؤكد رغبته في استمرار وجود القوات الدولية على أراضي لبنان
  • «البحوث الزراعية» يوقع بروتوكول تعاون مع «الاتحاد الأوروبي» لتدريب 400 ألف مزارع قمح
  • الاتحاد الأوروبي: بين فكي كماشة بيت القصيد وبيت الطاعة