كيف تأسست دار بالنسياغا للأزياء؟ نظرة على الحياة السرية لمؤسسها
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند التفكير بدار الأزياء الفاخرة "بالنسياغا" (Balenciaga) اليوم، ربّما تخطر في بالك الإكسسوارات الجريئة، والأحذية الفاخرة، وعروض الأزياء المميزة.
ولكن، كانت أصول تأسيس دار الأزياء أكثر سرية إلى حدٍ ما، إذ كان مؤسِّسها، كريستوبال بالنسياغا، معروفًا بخصوصيته، وسريته، وحاجته إلى التحكم في كل جانب من جوانب عملية التصميم.
والآن، يقوم مسلسل "Cristóbal Balenciaga" الجديد من "Disney+ Spain" برفع الستار عن حياته الخاصة خلال الأعوام الثلاثين التي قضاها في العاصمة الفرنسية باريس منذ عام 1937، حيث ارتقى بمهنته، وتغلب على تحديات شخصية ومهنية أثناء بناء دار أزياء شهيرة عالميًا، وتتمتع بإرث دائم.
ووُلِد بالنسياغا لعائلة من الطبقة العاملة في عام 1895 ببلدة جيتاريا الصغيرة في إقليم الباسك شمال إسبانيا، وتعلم المصمم مهاراته من والدته التي عملت كخياطة، وعندما عمل كمتدرب لدى خياط.
وقالت مُبتكِرة مسلسل "Cristóbal Balenciaga"، لورديس إغليسياس، في مقابلة مع CNN بمساعَدة مُترجِم: "رُغم أنّ بالنسياغا وُلِد بالقرب من المكان الذي أعيش فيه بإسبانيا، إلا أنّني لم أكن أعرف مدى أهمية شخصيته".
وذكرت إغليسياس أنّ عملية البحث لبناء صورة بالنسياغا كانت طويلة، ومفصّلة، وصعبة، خصوصًا بالنظر إلى خصوصيته، وقلّة المقابلات التي أجراها مع الصحفيين. ومع ذلك، إلا أنّ المشروع كان قادرًا على إجراء بحثٍ أولي.
موهبة يافعةوبدأ بالنسياغا بتصميم الملابس عندما كان مراهقًا، وسرعان ما حصل على أول راعية له، وهي امرأة ذات نفوذ في مدينته.
وأرسلته تلك المرأة إلى مدرسة للخياطة في العاصمة الإسبانية مدريد، كما أنّها ارتدت الأزياء التي ابتكرها.
وعندما بلغ سن الـ22، افتتح بالنسياغا أول متجر له في مدينة سان سيباستيان الساحلية، وتبع ذلك افتتاح متاجره في مدن عصرية مثل مدريد وبرشلونة في إسبانيا.
وأدّى اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية إلى إغلاق متاجره في إسبانيا، وفي عام 1937، انتقل إلى باريس بطموحات جريئة، إذ أراد المصمم إنشاء دار أزياء خاصة به، والانضمام إلى أمثال كوكو شانيل، وإلسا سكياباريلي، وغيرهم من المصممين في عالم تصميم الأزياء الراقية (الهوت كوتور).
وهنا تبدأ قصة مسلسل "Cristóbal Balenciaga"، مع دخول المصمم إلى ساحة الموضة الباريسية التنافسية.
وأوضحت إغليسياس: "اعتقدنا أنّ هذا هو الوقت الأكثر أهمية وإثارةً للاهتمام في حياته".
وبالنسبة لما ذكرته إغليسياس، كان عرض مهارة بالنسياغا كخيّاط محترف من أهم جوانب السرد القصصي في المسلسل، وشرحت قائلة: "كان يعرف بالضبط كيفية خياطة زر، وصنع فستان بأكمله".
وأضافت أنّه "لم يقم بعمل رسومات تخطيطية، بل رأى كيف يتحرك القماش، وكان يصنع الفستان بناءً على ذلك".
التحديات وراء إعادة صنع تصاميمهويَظهَر نهج بالنسياغا المبتكر والجريء في الموضة خلال المسلسل بأكمله.
وأظهرت مجموعات علامة الأزياء، التي أُعيد صنعها، صورًا ظلية مُصمَّمة ببراعة، وهياكل فريدة من نوعها، واستخدامًا دراميًا للأنسجة والألوان.
وعزّزت رؤيته قاعدة من العملاء المخلصين رفيعي المستوى خلال الأربعينيات وما بعد تلك الفترة، بما في ذلك جريس كيلي، وواليس سيمبسون، ومارلين ديتريك.
ولإعادة ابتكار القطع الأصلية، منحت دار "بالنسياغا" إغليسياس ومصممي الأزياء في البرنامج، وهم بينا دايجيلر، وبيبو رويز دورادو، إمكانية الوصول إلى أرشيفاتهم ومتحفهم.
وأشارت دايجيلر إلى إعادة صنع ما يصل إلى 80 تصميمًا مبتكرًا من تصاميم "بالنسياغا" من أجل البرنامج، إلى جانب استخدام طاقم العمل قطع "بالنسياغا" القديمة أحيانًا.
وأشارت إغليسياس إلى أنه "كان من المهم جدًا إظهار الفساتين الأكثر شهرة، ولكن احتجنا أيضًا إلى مراعاة الغرض الدرامي عند استخدام فستان معيّن، وأي منها يلائم القصة التي نريد أن نرويها بشكلٍ أفضل".
وكان اهتمام "بالنسياغا" بالتفاصيل شديدًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالأقمشة، ويُسلّط المسلسل الضوء على اختراع "gazar"، وهو نوع متين من الحرير صُنِع خصيصًا وحصريًا للمصمم.
وأتاح هيكل هذه المادة للمصمم بإنشاء بعض من ابتكاراته الأكثر شهرة ذات الطابع المعماري في الستينيات.
وأكّدت إغليسياس: "الأمر يتعلق بالكمال.. كان يحب السيطرة على كل شيء"، ومن ثمّ أضافت: "وقد ذكر أنّه لا يرغب باستمرار الدار باسمه تحت إشراف مصمم مختلف".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء باريس تصاميم ديزني مسلسلات موضة
إقرأ أيضاً:
لوفيغارو: كابوس الباقين على قيد الحياة من أهل غزة
رغم عزلتهم نحو عامين، يتابع سكان قطاع غزة الأخبار الدولية عن كثب، متمسكين بأمل وقف إطلاق النار بعد أن أنهكتهم الحرب والحرمان من كل شيء، من الحرية والنوم وحتى الطعام.
وبهذه الجملة استهلت صحيفة لوفيغارو تقريرا بقلم مراسلها من القدس غيوم دي ديوليفو، افتتحته بقصة نهال (الأسماء مغيرة) وهي أم 6 أطفال، تعود لمنزلها في حي الشيخ رضوان بعد أن تعرض للقصف واحترق جزئيا، وهي تقول "نعيش هنا قدر استطاعتنا في خوف دائم من القصف".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2متى ستدخل الجوانب الرئيسية من مشروع قانون ترامب "الكبير والجميل" حيز التنفيذ؟list 2 of 2"إسرائيل تقوم بالعمل القذر من أجل الغرب".. ما معنى ذلك وما تداعياته؟end of listوتقول هذه الأم التي تم التواصل معها عن بعد لأنه لا يسمح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة "حياتي اليومية صعبة" إذ عليها أن تمارس حياة بدائية بين جمع الحطب وصنع الخبز والبحث عن الماء، مثل سكان القطاع الذين يعيشون في حرب منذ 21 شهرا.
وتتابع نهال قائلة "لم نعد نفس الأشخاص. غيرتنا هذه الحرب جميعا. عندما أسير في الشارع أرى وجوههم مدمرة ومنهكة" وهي تتذكر أن ابنتها كانت في الصف الثاني الابتدائي عندما بدأت الحرب، وكانت الأولى على صفها، وهي الآن لم تعد تستطيع كتابة اسمها الأول بشكل صحيح فـ"هكذا أثرت الحرب علينا".
ومع ذلك تتمسك نهال، كمعظم سكان غزة الذين يتابعون الأخبار عن كثب، بأمل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) معتقدة أنه الهدف من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.
وإذا تحقق وقف إطلاق النار كما تقول الأم فـ"أول ما سأفعله هو منح أطفالي يوم عطلة. لقد حرموا من الفرحة طويلا" ولكن الهدنة لا تستمر أكثر من 60 يوما، يسلم خلالها 10 أسرى محتجزين إسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل سجناء فلسطينيين.
كل شيء مفقودوأشار المراسل إلى عملية "عربات جدعون" التي بدأت أوائل مايو/أيار، واستولى خلالها الجيش الإسرائيلي على ما يقرب من 75% من قطاع غزة، وطرد حوالي 714 ألف شخص، وحشر السكان في مساحة ضيقة للغاية، حيث يتكدس 425 ألف شخص في منطقة المواصي التي لا تتجاوز مساحتها نحو 9 كيلومترات مربعة في ظروفٍ مزرية.
إعلانويقول أحد السكان إن كل شيء مفقود في هذه المنطقة: الماء والدواء والغذاء وحتى الأوراق النقدية التي لم تجدد منذ بداية الحرب، ويضيف "أصحاب المتاجر لم يعودوا يقبلون الأوراق النقدية القديمة جدا. إذا كانت ورقة الـ20 شيكل تالفة جدا، سيقبلونها مقابل 17 شيكلا".
ولأن غزة محاصرة بإحكام منذ 2 مارس/آذار، قررت الحكومة الإسرائيلية إسناد توزيع المساعدات إلى مؤسسة غزة الإنسانية غير الحكومية التي أُنشئت من الصفر بدعم منها ومن الولايات المتحدة، وهي تزعم في أحدث تقرير لها أنها قدّمت 63 مليون وجبة منذ نهاية مايو/أيار، على الرغم من "مهاجمة الإرهابيين لعمالنا الإنسانيين".
وتتم عمليات التوزيع التي تنظم بعيدا عن السكان، في حالة من الفوضى -كما يقول المراسل- وغالبًا ما تتحول إلى أعمال دامية، لدرجة أن 160 منظمة غير حكومية دعت مؤخرا إلى إنهاء هذه التجربة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين "يواجهون خيارا مستحيلا، إما الموت جوعا أو خطر التعرض لإطلاق النار أثناء محاولتهم الحصول على الطعام".
نعيش كسجناء في معسكر اعتقال. لا يقين لدينا بما سيحدث لنا. نحن محرومون من كل شيء، من النوم والطعام والحرية. هذا الحبس يقتلنا ببطء
بواسطة كيريل
يقول كيريل، وهو مسيحي من سكان حي الزيتون إنه "في أحد الأيام كنت أمر أمام المستشفى الأنجليكاني فرأيت آباءً يحملون" أطفالهم الجرحى "في عربة تسوق" مشيرا إلى أنه يشعر بقلق بالغ على الأطفال لأن "الحرب أصبحت مرجعهم الوحيد. يستطيعون تمييز اقتراب مروحية أباتشي أو طائرة مسيرة، أو إطلاق دبابة".
لكن الجزء الأصعب كما يؤكد كيريل هو فقدان الأمل "نعيش كسجناء في معسكر اعتقال. لا يقين لدينا بما سيحدث لنا. نحن محرومون من كل شيء، من النوم والطعام والحرية. هذا الحبس يقتلنا ببطء".