مدير سي آي إيه: الشرق الأوسط أكثر انفجارا من أي وقت مضى.. خيارات معقدة
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية مقالا لمدير وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز يتحدث فيه عن وظيفة الاستخبارات، وتطورها، في العصر الحالي مع بعض آرائه حول أهم قضايا العالم حاليا.
وقال بيرنز ، إنه ما دامت الدول تحجب الأسرار عن بعضها بعضا، فقد حاولت سرقتها من بعضها بعضا. وكان التجسس وسيظل جزءا لا يتجزأ من فن الحكم، حتى مع تطور تقنياته باستمرار.
وذكر أن الاختبار الحاسم للتجسس هو التوقع الناجح، ومساعدة صانعي السياسات على التنقل بسلاسة في التحولات العميقة بالمشهد الدولي خلال اللحظات المفصلية التي لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن.
وأوضح، أن بلاده تواجه حاليا واحدة من تلك اللحظات النادرة، مثل فجر الحرب الباردة أو فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث يشكل صعود الصين والانتقام الروسي تحديات جيوسياسية مروعة في عالم من المنافسة الإستراتيجية الشديدة، إذ لم تعد الولايات المتحدة تتمتع بالقوة التي لا منافس لها، وتتصاعد فيه التهديدات المناخية الوجودية.
وأشار إلى أن حقبة ما بعد الحرب الباردة قد وصلت إلى نهايتها التامة في اللحظة التي غزت فيها روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
واتهم بيرنز، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بأنه يمثل انعدام الأمن حاليا، وأن إصراره المأساوي والوحشي على السيطرة على أوكرانيا قد جلب العار لروسيا، وكشف نقاط ضعفها، من اقتصادها أحادي البعد إلى براعتها العسكرية المتضخمة إلى نظامها السياسي الفاسد"، وفق قوله.
وعن الأوضاع في الشرق الأوسط قال بيرنز، "إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة حماس على إسرائيل هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة".
وتابع، "ستبقى المنافسة مع الصين أولوية قصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى، وهذا يعني فقط أن على الولايات المتحدة أن تتنقل بحذر وانضباط، وأن تتجنب التجاوز، وأن تستخدم نفوذها بحكمة".
وأضاف، "أن الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى، وأن إنهاء العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لليوم التالي في غزة، جميعها مشاكل صعبة للغاية".
وأردف، "أن إحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك إقامة دولة فلسطينية، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، أمور يصعب تخيل احتمالاتها وسط الأزمة الحالية، لكن من الصعب تخيل الخروج من الأزمة دون متابعتها بجدية".
ووفقا لمدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، "فإن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران حول برنامجها النووي وتمكين العدوان الروسي وكبح الحوثيين".
واستدرك، "أن الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أمريكية نشطة".
وتابع بيرنز أنه تحت السطح الكثيف للدعاية والقمع الحكومي الروسيين والتيار الخفي من السخط تبرز فرص للتجنيد، لا تأتي إلا مرة واحدة في كل جيل لوكالة المخابرات المركزية، التي لن تدع ذلك يذهب سدى.
وأشار بيرنز، إلى أن الصين هي التهديد الأكبر على المدى الطويل، وعلى مدار العامين الماضيين، أعادت وكالة المخابرات المركزية تنظيم نفسها لتعكس هذه الأولوية.
وتابع، "هناك تحديات إقليمية مألوفة، تلوح في الأفق، ليس فقط في الأماكن التي طالما اعتبرت ذات أهمية إستراتيجية، مثل كوريا الشمالية وبحر جنوب الصين، ولكن أيضا في أجزاء من العالم لن تنمو أهميتها الجيوسياسية إلا في السنوات المقبلة، مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا".
ولفت إلى أن "الثورة في الذكاء الاصطناعي، وسيل المعلومات المفتوحة المصدر إلى جانب ما يجمعونه سرا، تخلق فرصا تاريخية جديدة لمحللي وكالة المخابرات المركزية، وإنهم يعملون على تطوير أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي للمساعدة في استيعاب كل تلك المواد بشكل أسرع وأكثر كفاءة".
وقال بيرنز، "إنه في بعض الأحيان، يكون من الأنسب لضباط المخابرات التعامل مع الأعداء التاريخيين في المواقف التي قد يشير فيها الاتصال الدبلوماسي إلى اعتراف رسمي، ولهذا السبب تواصلوا مع طالبان أفغانستان.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن توفر علاقات الوكالة في أجزاء معقدة من العالم إمكانيات عملية، كما هو الحال في المفاوضات الجارية مع مصر وإسرائيل وقطر وحماس حول وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الأسرى من غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين الولايات المتحدة روسيا الشرق الأوسط غزة الشرق الأوسط الولايات المتحدة غزة الصين روسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وکالة المخابرات الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
نحو مواجهة مع إسرائيل؟.. تركيا تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط
تناول تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، كشف تركيا الثلاثاء، عن أحدث وأقوى سلاح لديها حتى الآن، وهو صاروخ باليستي من إنتاج شركة روكيتسان يُدعى "طيفون".
وتحدثت تقارير مختلفة، يبلغ مدى الصاروخ ما بين 500 و800 كيلومتر، ومع المزيد من التطوير، سيصل أقصى مدى له إلى حوالي 1000 كيلومتر. ويتراوح طوله بين 6.5 و10 أمتار، ويتراوح وزنه بين 2300 و7200 كيلوغرام.
وأضافت الصحيفة، أن الصاروخ صمم بدقة عالية، وقادر على إصابة أهداف ضمن نطاق خمسة أمتار تقريبًا، بما في ذلك السفن الحربية. النظام الذي سيُطلق الصاروخ محمول، مما يسمح بنقله ونشره بسرعة، وهي ميزات تُحسّن من قدرته على الصمود في البيئات المعادية.
ويزعم محللون أمنيون أتراك أن صاروخ طيفون يفوق سرعته سرعة الصوت، ومقاوم للتشويش، ويصعب اعتراضه.
وكُشف النقاب عن الصاروخ اليوم في معرض IDEF، المعرض الدولي للصناعات الدفاعية الذي يُقام في تركيا سنويا منذ عام 1993.
ويُعدّ هذا المعرض أكبر معرض للصناعات الدفاعية في منطقة أوراسيا، وأحد المعارض الأربعة الرائدة عالميًا، ويشهد نموا متزايدا في عدد الدول والوفود والشركات المشاركة فيه.
ووفقا للتقارير، يستضيف المعرض هذا العام حوالي 900 شركة أجنبية من 103 دول مختلفة، بما في ذلك شركات دولية كبرى مثل إيرباص، ولوكهيد مارتن ، ورولز رويس، وغيرها، وحوالي 400 شركة تركية.
من اللافت بحسب الصحيفة، توقيت هذا المعرض، الذي بدأ اليوم ويستمر حتى 27 تموز/ يوليو، وتوقيت الكشف عن الصاروخ الباليستي، ففي وقت سابق من اليوم، وجّه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان انتقادات لاذعة لإسرائيل وأفعالها في سوريا.
وأوضحت "معاريف"، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُعبر فيها تركيا عن تهديد حقيقي، ولكن يبدو أيضًا أنها حريصة على عدم تجاوز الخطوط الحمراء.
وبينت الصحيفة، أن "أنقرة ترى أي محاولة لتقسيم سوريا تهديدا، وستدرس التدخل. إن مصلحة نتنياهو تكمن في جر الشرق الأوسط إلى الفوضى، ونحن، دول المنطقة، لن نسمح بذلك. إسرائيل تنتهج سياسة تُضعف المنطقة وتُغرقها في الفوضى".
كما أُفيد أمس أن تركيا على وشك إبرام صفقة لشراء مقاتلة يوروفايتر تايفون الأوروبية ، بعد أن وصلت محادثاتها مع الولايات المتحدة لشراء مقاتلات إف-35 إلى طريق مسدود. وسيُعلن عن الصفقة أيضًا في معرض إسطنبول.
وقبل نحو أسبوعين، أفادت "معاريف"، أن الأتراك قلقون للغاية من احتمال تحقيق اليونان، وهي دولة مجاورة تشهد توترا شديدا مع تركيا، تفوقا جويا في المنطقة.
وهذا ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العمل مع إدارة ترامب لتطوير سلاح الجو التركي.
وختمت الصحيفة قائلة، "في الواقع، تبلغ المسافة بين تل أبيب وإسطنبول حوالي 1120 كيلومترا، وبين القدس وإسطنبول حوالي 1170 كيلومترا، ومع ذلك، تقع إسطنبول في شمال غرب تركيا، بينما تبعد عنها مدن أقرب، مثل أنطاليا، حوالي 660 كيلومترا فقط".