أعلنت وزارة الثقافة، أسماء المستفيدين من “البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع”، الذي تم إطلاقه في أغسطس 2023، بهدف تعزيز التزام الدولة بدعم وتمكين الاستدامة في قطاعاتها الثقافية والإبداعية، والاستثمار في المبدعين الذين يلعبون دورا أساسياً في بناء وتعزيز الاقتصاد الإبداعي.

وحظي البرنامج في دورته الأولى باهتمام وإقبال كبير من المجتمع الإبداعي، وشهد مشاركة واسعة في طلبات الحصول على المنح.


وسيستقبل البرنامج طلبات المبدعين بشكل سنوي، وقد شملت قائمة عام 2023، 26 مستفيداً ضمن فئاته الأربعة: الإبداع والإنتاج، والتوزيع والمشاركات المحلية، والسفر والتنقل الدولي، وتنمية المهارات، حيث تغطي هذه الفئات مجالات الثقافة الإبداعية مثل: التأليف والنشر، والموسيقى والأفلام والتلفزيون، والفنون الأدائية والمسرح، والفنون البصرية والتصميم، وألعاب الفيديو والتراث الثقافي، بهدف تقديم الدعم للمبدعين الإماراتيين لتحفيز مشاريعهم وتنمية قدراتهم من خلال تعزيز الإنتاج الثقافي والإبداعي، وإبراز مكانة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية على المستوى المحلي والعالمي.
وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة : ” نعتزّ بجهود ومواهب هذه الفئة المميزة من المجتمع، التي ثابرت وحرصت على أن تحقق أحلامها وتطلعاتها لخدمة بلادها وتعزيز واقع العمل الثقافي فيها، ومما لا شكّ فيه أن دعم الوزارة لهؤلاء المبدعين يأتي في إطار حرصنا على الاستثمار بقدراتهم ومواهبهم، والنهوض بها ليكون لهم دور فاعل في التعريف بهويتنا الوطنية والإبداعية للعالم بأسره”.
ومن المشاريع التي تم دعمها من قبل البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع، مشروع المصممة عزّة القبيسي، التي حظيت بمنحة السفر والتنقّل الدولي، ضمن مجال الفنون البصرية والتصميم للمشاركة بمشروعها في معرض فن مصر 2023، الذي يهدف إلى الاحتفاء بالفن بأشكاله المتنوعة وتعزيز التبادل الثقافي، وقد شاركت في النسخة الثالثة من المعرض الدولي للفن المعاصر، كما نال الموسيقي المبدع أحمد الهاشمي منحة السفر والتنقّل الدولي ضمن مجال الموسيقى للمشاركة في جولة دولية كعازف بيانو ناشئ في الحفلات الموسيقية التي تقام في كلّ من جمهورية مصر ودولة لاتفيا.
وتضم قائمة المشمولين بالمنح أيضاً المخرجة حنان غيث، التي حظيت بدعم ضمن فئة الإبداع والإنتاج عن مجال الأفلام والتلفزيون لمشروعها الخاص في سياق الرسوم المتحركة وتم إنتاج الفيلم لدعم عام الاستدامة واستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف “ COP28” .
وضمّت قائمة المستفيدين أيضاً الفئات والأسماء التالية: الأفلام والتلفزيون: خالد المحمود، ووليد الشحي، وعبدالرحمن المدني، وبدر محمد، الفنون الأدائية والمسرح: ريم المنهالي، وأحمد الظنحاني، الفنون البصرية والتصميم الدكتورة كريمة عبدالعزيز، وعفراء الظاهري، وحسانه عارف، فيما ضمّت قائمة التأليف والنشر، عائشة البادي، وحصة علي الجوكر، وفاطمة المزروعي، وعلياء بن عمير، وسارة أحمد، وصالحة عبيد، ومحمد الريس، أما فئة التراث الثقافي فشملت: فضل آل علي، والدكتورة اليازية خليفة، وفئة ألعاب الفيديو حمدان آل علي، والموسيقى، محمد المبارك، وإبراهيم الجنيبي، وإلهام حسين، وصفية البلوشي.
وركزت العديد من الملفات الفائزة بالمنح على مجموعة من المواضيع الملهمة التي تُسلّط الضوء على أبعاد التراث، والتاريخ، وركائز الهوية الوطنية واللغة العربية، والاهتمام بمبادئ الاستدامة وتغيّر المناخ، وأصحاب الهمم، إلى جانب تنمية الطفولة المبكرة، وفنون الصوت التجريبية والتبادل الثقافي وغيرها من المجالات المميّزة التي سيكون لها دور مهمّ في النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الدولة وتعزيز حجمه وإمكانياته.
وكانت الوزارة قد أعلنت عن أسماء الفائزين بعد سلسلة لقاءات عقدتها في كلّ من إمارتي أبوظبي والشارقة، وحضرها أعضاء من المجتمع الإبداعي الإماراتي، ومن الحكومات الاتحادية والمحلية الرئيسية، وهيئات القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية المحلية وقادة الصناعة، جرى خلالها عقد سلسلة حوارات تمحورت حول الاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات، والشبكات الجديدة التي أنشئت لدعم المستفيدين لتنفيذ مشاريعهم بشكل أكثر تطوراً واستدامة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مجاز .. منصة تفاعلية تغمر محبي الثقافة بتجارب إبداعية

تُشع منصة مجاز فكرًا وأدبًا وثقافةً، وتلقي بظلالها على رواد المعرفة من مختلف أنحاء البلاد قراءً وكتابا وأدباء وفنانين ومتذوقين، حاضنة ومتنفسا يجد فيها المثقف العماني ملاذا من زخم الحياة، ويقتنص لحظات فريدة في عالم أشبه ما يكون بالظل الدافئ الذي يجد فيه الإنسان قسطا من السكون، ليست مجرد مكتبة كما أنها ليست مجرد نادٍ ثقافي بل إنها أبعد من ذلك بكثير، فعند جولة بسيطة في المكان تشعر وكأنك في نزهة بين مختلف حدائق الثقافة، فهناك الموسيقى التي تغرد بجمالياتها، وهناك الأدب يعبق بإحساسه، وهناك الفنون الجميلة التي تذهب بالخيال إلى آفاق بعيدة، إضافة إلى الكتاب الذي تشعر بأنفاسه في كل زاوية من زوايا المكان.

تتمثل رسالة منصة مجاز في ترسيخ مفهوم الثقافة كأسلوب حياة وفعل يومي نمارسه بأريحية، إذ يجمع المكان بين مكتبة، ومقهى، ومنصة ثقافية، مما يعزز هذا المفهوم، عندما تتناول قهوتك بين الكتب والمهتمين بالثقافة، وتلتقي بقراء من توجهات متنوعة، وتحضر جلسات في مختلف المجالات، يتحول هذا الانخراط اليومي إلى جزء من حياتك اليومية وأسلوب معيشي، وتسعى «مجاز» إلى إرساء نموذج جديد للمؤسسات الثقافية، يعتمد على التكامل وتوحيد الجهود لتقديم أنشطة وفعاليات وكتب متنوعة تثري المتلقي وتضيف بُعدًا جديدًا للمشهد الثقافي بمرافقها الفريدة وخدماتها المتنوعة التي تستهدف جميع فئات المجتمع، من خلال توفير مساحات للقراءة، وعقد الاجتماعات، وحلقات عمل متنوعة تغطي اهتمامات العمانيين.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض «مجاز» أحدث إصدارات الكتب، وتوفر بيئة هادئة لشرب القهوة، ولقاء الأصدقاء، وممارسة الفنون مثل العزف والرسم والأعمال اليدوية، مع مساحة مخصصة للأطفال، مما يجعلها وجهة شاملة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع.

قال لبيد العامري مؤسس «مجاز» في حديثه حول فكرة تأسيس المنصة»: عندما تنشأ في بيت يزخر بالثقافة والكتب، وبه أشخاص وقراء، وشعراء، ومطلعون، خاصة إذا كان والدك أو أحد أعمدة الأسرة مهتمين بالمجال الثقافي، فإن هذا الطابع الثقافي يصبح جزءًا من تكوينك وجيناتك، وتصبح الثقافة جزءًا من حياتك اليومية، إضافة إلى ذلك، عندما يحتوي كل بيت على مكتبة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، فإن هذه المكتبة تلعب دورًا كبيرًا في تكوين الإلهام الثقافي. فالمكتبة الصغيرة تنمو مع الزمن وتتحول إلى مكتبة كبيرة وحقيقية، كما هو الحال مع مكتبة «مجاز». فالفكرة الأساسية الملهمة لإنشاء منصة «مجاز» تعود إلى مكتبة البيت، ولكن بتطوير وتحسين وتوسيع أكبر لتصبح منصة ثقافية متكاملة.

إنجازات مجاز

من أبرز إنجازات منصة «مجاز» تقديمها لأكثر من 30 حلقة للأطفال، شملت أكثر من 150 طفلا، وأكثر من 20 حلقة للكبار في مختلف المجالات، استقطبت أكثر من 150 شابا. كما قدمت المنصة دروسا خاصة في العزف والموسيقى تحت اسم «نغم مجاز»، وضمت أكثر من 50 طالبا وطالبة. وهناك «صالون مجاز الثقافي» الذي يجمع المثقفين من مختلف أنحاء سلطنة عمان لمناقشة أبرز القضايا الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك، تضم المنصة أكثر من 800 عضو من الشباب والأطفال، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حققت منصة «مجاز» حضورًا لافتًا، حيث يتابعها حاليا أكثر من 22 ألف متابع في فترة زمنية قصيرة. وفي سياق الجلسات الحوارية التي نظمتها «مجاز»، تمت استضافة عدد من الكتاب والشعراء والفنانين الغنائيين والفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى المشتغلين في مجالات السينما والدراما والمتخصصين في مجالات الإتيكيت واليوجا والصحة النفسية والمعمار وغيرهم، وتجاوز عدد هذه الجلسات 80 جلسة، وكانت الدعوات لحضورها عامة.

المجتمع الخارجي

وأكد لبيد العامري أن «مجاز» لم تكتفِ بوسيلة واحدة لتسويق خدماتها، بل استخدمت عدة وسائل متنوعة، واعتمدت على الإعلام الحديث بالإضافة إلى الإعلام التقليدي مثل الصحافة الورقية، والإذاعة، والتلفزيون، ولجأت إلى طرق أخرى مثل التسويق من خلال سفراء «مجاز» الذين ينقلون انطباعاتهم حول المكان والخدمات إلى المجتمع الخارجي، ويتم عبر الحلقات الأسبوعية والفعاليات المتنوعة التي ننظمها بشكل منتظم.

الخطط المستقبلية

وعرج العامري في حديثه إلى الخطط المستقبلية قائلا: «في كل يوم نطلق فكرة مبتكرة جديدة، لأن في كل يوم يدخل شخص جديد إلى «مجاز» بفكرة جديدة، تتبنى «مجاز» دائمًا الأفكار الجديدة من الأشخاص الذين يرتادون المكان، أو بمعنى أصح، تتبنى أفكار أعضائها. قريبًا، سنطلق بودكاست خاص بـ«مجاز»، وأيضًا ستكون لدينا صفحة إلكترونية خاصة بنا، وهناك خطط قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى تسعى «مجاز» لتحقيقها، لكن هذا يتطلب الكثير من التخطيط والتفكير وإجراء دراسات جدوى قوية ودقيقة لتحقيق النجاح الذي نسعى إليه.

عالم الكتب

وفي حديث حول آلية انتقاء الكتب، قال فهد العامري، أمين مكتبة مجاز: «تعتمد طريقة اختيارنا للكتب على مواكبة كل جديد قدر المستطاع، كما يعلم الجميع، لدينا ثلاث مكتبات في مكتبة واحدة، حيث نوفر كل ما هو جديد مما يصدر في المكتبات المشاركة في مجاز. بالإضافة إلى ذلك، نعنى بالإنتاجات العمانية، فمجاز لا تتعامل فقط مع دور النشر، بل تتعامل أيضًا مع الأفراد. فأي كاتب عماني لديه إصدار معتمد من وزارة الإعلام يمكننا التعاون معه ووضع كتابه في مجاز. أما المعايير، فيجب أن يكون الكتاب معتمدًا من وزارة الإعلام، والمعيار الآخر المهم هو أن يكون الكتاب مطلوبًا من الجمهور».

ختاما، يجدر الذكر أن منصة «مجاز» نفذت شراكة مع مكتبة «كتب 234» لتكون جزءا من «مجاز»، كما قامت «مجاز» بتوقيع اتفاقية تعاون مع بيت الزبير في المجال الثقافي، حيث تتضمن بنودها بيع كتب مؤسسة بيت الزبير وإصدارات دار تبقال المغربية ودار باز للنشر. إضافة إلى الاستثمار المعرفي الذي ترتكز عليه «مجاز»، كما تشجع المنصة المبادرات الشبابية المهتمة بالمجال الثقافي بشكل خاص، من خلال توفير مساحات إبداعية خاصة لهم، وتهتم «مجاز» بتعزيز الجانب التثقيفي والتوعوي، ونشر المعرفة بين الناس عبر الاحتفال بمناسبات عالمية ودولية، مثل اليوم العالمي للكتاب، واليوم العالمي للطفل، والعيد الوطني، وغيرها، تعبيرا عن مسؤوليتها تجاه المجتمع بصورة مستمرة.

مقالات مشابهة

  • مجاز .. منصة تفاعلية تغمر محبي الثقافة بتجارب إبداعية
  • اتفاقية تعاون بين “النزاهة” ومركز زها الثقافي
  • وزيرة الثقافة تؤكد دعم الوزارة للصناعات الثقافية والإبداعية وتقترح توصيات لتطويرها
  • مُخصّص يونيو 2024.. “حساب المواطن” يودع 3.4 مليار ريال بحسابات المستفيدين
  • وزارة الشباب تختتم البرنامج التوعوي للموظفات
  • “حساب المواطن” يودع دعم يونيو شاملاً الإضافي
  • أمير القصيم يشيد بجهود “طعامي”
  • شهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي.. “درب زبيدة”.. تاريخ طويل من العطاء
  • وزير الثقافة يعيد افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية
  • افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية