بوابة الوفد:
2025-05-25@08:25:47 GMT

زمن سيد قراره

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

فى معرض الكتاب، أقام الدكتور سمير سرحان بصفته مدير معرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة سياسية دعا إليها كبار النواب البرلمانيين فى ذلك الوقت للرد على أسئلة الصحفيين الذين كانوا نخبة من المحررين البرلمانيين، وبالمناسبة الدكتور سمير سرحان تم تعيينه بقرار جمهورى عام 1985 رئيساً لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو المنصب الذى شغله نحو 20 عاماً، وتولى خلال تلك الفترة منصب مدير معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكان له أثر واضح فى تطوير المعرض، وجعله ثانى أكبر معرض للكتاب فى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، وبلغ عدد زوار المعرض نحو 5 ملايين زائر سنوياً.

فى الندوة السياسية، احتدم النقاش الذى كان طرفه رئيس مجلس الشعب فى ذلك الوقت الدكتور أحمد فتحى سرور وعدد من كبار أعضاء المجلس عن الحزب الوطنى صاحب الأغلبية الميكانيكية كما كان يطلق عليها الأستاذ محمود أباظة، رئيس الوفد الأسبق وعضو البرلمان الأسبق، والمقصود بالميكانيكية أن بعض النواب بعد فوزهم مستقلين كانوا يخضعون لإغراءات الحزب الوطنى فى الانضمام إلى هيئة البرلمانية للاستفادة من ظل السلطة، وذهب المعز!

كان سؤالى فى الندوة الذى كهرب الجو هو لماذا يحتفظ مجلس الشعب بالأعضاء المزورين أو الذين زوِّرت لهم الانتخابات ويرفض أحكام محكمة النقض التى تقضى ببطلان عضويتهم؟! كانت الإجابة التفافاً على الدستور، وهو أن محكمة النقض بعد نظرها للطعون الانتخابية لا تصدر أحكاماً وإنما تبدى آراء يأخذ بها المجلس أو لا يأخذ، والقرار فى النهاية للمجلس، فيما عرف فى ذلك الوقت بـ«سيد قراره».

تقارير النقض كانت تفضح التزوير الفج الذى كان يتم ارتكابه فى الانتخابات البرلمانية فى شرق البلاد وغربها وجنوبها وشمالها، لإصرار الحزب الوطنى على نسبة أكثر من 95٪ من مقاعد مجلس الشعب. كانت تقارير المحكمة يتم حفظها فى دواليب داخل المجلس أطلقت عليها الصحافة الثلاجة، وعندما تُعرض تواجه بالرفض من الأغلبية الميكانيكية، ما كان يسىء إلى هيئة أكبر محكمة فى مصر. كما يسىء إلى الديمقراطية بأن البرلمان الذى يشرع ويصدر القوانين لا يحترم الأحكام التى تصدر ضد نوابه الذين هم نواب الأغلبية.

وكأن من شب على شىء شاب عليه فعلاً - فبعد تعديل الدستور مرتين، فى عامى 2005، 2007 فيما يتعلق بتعديل اختيار رئيس الجمهورية من الاستفتاء إلى الانتخاب، إلا أن ريما ظلت على عادتها القديمة، وجاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 أسوأ مما سبقها، بل أسوأ انتخابات فى تاريخ مصر، عندما اكتشف حزب الوفد أثناء وضع إجراءات الانتخابات بأن البداية غير مبشرة قرر مقاطعتها وجرت الانتخابات على طريقة أن الحزب الوطنى يلاعب نفسه، تقريباً عبارة عن تقسيمة، فاز الحزب الوطنى بنفسه على نفسه، وحصد تقريباً جميع مقاعد مجلس الشعب عدا عدد قليل يعد على أصابع اليدين تقريبا كان «رشة» من الحزب على بعض المقربين الذين أقنعهم بالترشح، بخلاف العشرة المعينين الذين اختارهم الرئيس. واجتمع مجلس الشعب فى فصله التشريعى الجديد، وأصبح الحزب الوطنى هو الطالب والمدرس، وهو الذى يضرب الجرس، ويشرح الدرس، ويخرج فسحة، وفشلت خطة مهندس تزوير الانتخابات فى تشكيل جبهة معارضة من نواب الحزب داخل المجلس بقيادة رئيس الديوان لأنها كانت حركة مكشوفة.

كارثة تزوير انتخابات 2010، بطريقة لا يستطيع ارتكابها بشر، كانت أحد الأسباب الرئيسية فى اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وكانت كلمة السر هى احتفاظ مجلس الشعب بمقولة إنه سيد قراره التى تبرأ منها الدكتور الأسبق رفعت المحجوب، ثم عاد الدكتور سرور ليقول إن كل واحد سيد قراره فيما يملك لأنه لابد أن يكون سيد القرار.

بعد انتخابات 2010، وبعد أن وقعت الفاس فى الراس، بعد اندلاع ثورة 25 يناير حاول مجلس الشعب التخلى عن سيد قراره، ورحب بإخراج النواب المزورين، وتنفيذ قرارات محكمة النقض .. قرر المجلس أن يتوب، لكن بعد فوات الأوان، كانت الثورة قد سبقت، وبعد أن أوقع الحزب الوطنى النظام بالكامل فى شر أعماله، مؤسسة الرئاسة، ومجلس الشعب الذى تتحكم فيه لجنة السياسات التى كانت تحلم بأن يكون رئيسها على رأس السلطة، وبعد أن اتسع الخرق على الراتق سقط النظام، وسقط الحزب الوطنى لأن الباطل لا يدوم! وأن نور الحق لابد أن يظهر وسط الظلام الدامس.

انتهى «سيد قراره» إلى الأبد، وأصبحت أحكام محكمة النقض بشأن الطعون الانتخابية حالياً طبقاً لدستور 2014 نافذة، ويلتزم مجلس النواب بتنفيذها بمجرد صدورها دون انتظار لرأى الأغلبية.

نعيش هذه الأيام، أيام معرض الكتاب فى دورته الـ55، الذى افتتحه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى يوم الأربعاء الماضى، ويستمر حتى 6 فبراير المقبل فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ونتمنى أن نشاهد فعاليات قوية تجذب رواد المعرض، وأنواع من الكتب تشبع هوايتهم فى القراءة، وندوات ترد على استفساراتهم، من أجل زيادة المعرفة، وتقوية الانتماء، والوعى والانحياز لقضايا الوطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن فى معرض الكتاب كبار النواب النواب الحزب الوطنى محکمة النقض مجلس الشعب

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يثمن مواقف البرلمانين الإسباني والبريطاني تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني

جاء ذلك في رسالتين وجههما المجلس اليوم إلى كل من رئيسة مجلس النواب الإسباني "فرانسينا أرمينغول"، ورئيس مجلس العموم البريطاني "ليندسي هويل".

وعبر المجلس في رسالته الأولى عن التقدير لمواقف البرلمان الإسباني الشجاعة إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحشية وجريمة إبادة جماعية.

وثمَّن حرص مجلس النواب الإسباني على إصدار قرار بحظر بيع الأسلحة للكيان الإسرائيلي الذي يمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

فيما أشاد المجلس في رسالته الثانية بموقف مجلس العموم البريطاني المتمثل في استجواب عدد من الوزراء بشأن تصدير أسلحة لإسرائيل وما يتعلق بإغلاق عدد من مصانع الأسلحة التابعة للكيان الإسرائيلي الذي يمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي تجاه الشعب الفلسطيني.

وأعرب عن تقديره لهذه المواقف الشجاعة.. مؤكدًا أنها خطوة في الطريق الصحيح لمحاسبة كيان الاحتلال الإسرائيلي على كافة الجرائم التي ارتكبها منذ سبعين عامًا، والتي ازدادت فظاعة خلال العامين الأخيرين بحق سكان قطاع غزة والضفة الغربية.

ولفت مجلس النواب في رسالتيه إلى ما شهده ويشهده قطاع غزة من جرائم ومجازر وحشية وإبادة جماعية وتدمير ممنهج لمقدرات الشعب الفلسطيني، واستهداف لكافة سبل الحياة، بما في ذلك هدم المساكن على رؤوس ساكنيها، على مرأى ومسمع من العالم.. مشيرا إلى أن عدد الشهداء في غزة تجاوز 53 ألف شهيد، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 122 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال.

وتطرق المجلس إلى التداعيات الكارثية الناجمة عن سياسة التجويع ومنع إدخال المساعدات الغذائية والعلاجية إلى قطاع غزة، وتبني التهجير القسري لسكان القطاع.. لافتاً إلى الصمت والخذلان المعيب والمخزي للمجتمع الدولي، والذي لم يحرك ساكنًا لردع آلة القتل والإجرام الإسرائيلية.

واستهجن دعم بعض الدول للكيان الإسرائيلي المجرم من خلال تزويده بالسلاح والمعدات رغم ما يرتكبه من جرائم وحشية بحق المدنيين، مما شجعه على التمادي ومواصلة ارتكاب المزيد من المجازر والإبادة الجماعية.

ودعا مجلس النواب برلماني إسبانيا وبريطانيا وجميع برلمانات وأحرار العالم إلى الاستمرار في التحرك والضغط لوضع حد لجنون ورعونة وإجرام الكيان الصهيوني.

وأعرب عن ثقته في استشعار البرلمانين المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في هذه الظروف الحرجة، والتي تتطلب التحرك الانساني العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني ومحاسبة وردع مجرمي الحرب الصهاينة.

 

مقالات مشابهة

  • مها عبد الناصر: نحتاج تعديلات جوهرية على قانون انتخابات مجلسي النواب والشيوخ
  • حسام الخولي: الدولة لا تدعم أي حزب.. ونظام القوائم يسمح بدخول الكفاءات
  • حزب الشعب الجمهوري يكرم رموز الرياضة في نجع حمادي
  • مجلس النواب يثمن مواقف البرلمانين الإسباني والبريطاني تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني
  • «حزب صوت الشعب» يطالب برحيل بعثة الأمم المتحدة من ليبيا ويدعو لاعتصامات سلمية
  • بعد قراره الأخير.. هارفارد ترفع دعوى ضد ترامب
  • سفير الكاميرون بالقاهرة: العلاقات بين البلدين قديمة وعميقة فى مجالات متنوعة
  • حزب الشعب الجمهوري بالمنيا ينظم مراجعات مجانية لطلاب الثانوية العامة والإعدادية
  • الحزب القومي الاجتماعي: الوحدة اليمنية كانت وستظل خيارًا إستراتيجيًا لا رجعة فيه
  • وزير الخارجية يلتقى مع مجلس حلف الشمال الأطلسى "الناتو"