رأي اليوم:
2025-07-05@00:23:40 GMT

نزار حسين راشد: قصة قصيرة.. جلسة تحقيق

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

نزار حسين راشد: قصة قصيرة.. جلسة تحقيق

نزار حسين راشد حادثة سطو صغيرة على ممتلكات المدرسة أثارت سخط وحنق المدير، الذي أقسم بتربة جدّه أن يعرف الفاعل، وصرّح أن مايؤرقه فعلاً هو أن يعرف فيما إذا كان الفاعل أو الفعلة من اللصوص العاديين وفي هذه الحالة لن يكون للأمر كبير أهمية وسيكتفي بإبلاغ البوليس ليتولوا الأمر، أما إذا كان أو كانوا من طلاب المدرسة فسيكون له معهم شأن آخر، واتخذ سير التحقيق منعطفاً جادّاً حين أبلغه أحد الطلاب أن الطالب صقر يسكن في الجهة المقابلة للمدرسة تماماً ولا يفصله عنها إلا عرض الشارع، وأنه من شرفة بيته حيث يسكن في الطابق الثاني، يستطيع أن يرى كل ما يحدث في ساحة المدرسة هذا إذا كان حاضراً، قالها الطالب تخليصاً لضميره  وأبدى تحفظه لافتاً نظر المدير،  أنه ربما كان نائماًحيث أن التسلل والسرقة حدثا تحت جنح اللبل.

في الحقيقة كان المدير يعاني من وخز الضمير، حيث أنه هو الذي منع تعيين حارس ليلي، وأمر بإطفاء الإنارة في ساحة المدرسة في الليل، توفيراً لميزانية المدرسة! استُدعي صقر على عجل ليمثل أمام المدير، صقر الذي لم كان يكتم شيئاً ربما تفضحه نبرة الصوت أو كلمة فالتة او زلّة لسان، قدّر أنه إذا اختار المخرج الأسهل  وأنكر معرفته بأي شيء فربما يثير هذا ريبة المدير خاصة أنه من النوع اللحوح والشكّاك، ولذا فقد صرّح بأنه أرق في تلك الليلة وكان ساهراً على الشرفة يتنسم الهواء، وأنه في ساعة متأخّرة في تلك الليلة ميّز بصعوبة ثلاثة أشباح يقفزون من فوق سور المدرسة ولكنهم لاذوا وراءها بعد ذلك، واعتقد أنهم فارون من شيء ما أو أنهم سيعقدون سهرة شرب كحول بعيداً عن الأعين ولم يخطر له موضوع السرقة على بال. – حسناً يا صقر! هل تستطيع أن تصف لي ملامحهم؟ – بالطبع يا سيدي، فقد كان أحدهم طويلاً والآخر قصيراً أما الثالث فمربوع! وأردف المدير الذي نفد صبره: – غير ذلك يا صقر،  ملامحهم سمر بيض، شعرهم جعدي أملس، لباسهم، ماذا كان يرتدون؟ – كيف لي أن أعرف ذلك يا سيدي، فقد كانت الدنيا ليلاً والظلام دامساً إضافة إلى أن أضواء الساحة كانت مطفأة، ولا أعرف من هو ابن الحرام الذي أطفأها بعد ساعات الدوام! عند هذه العبارة تجهمت ملامح المدير ولكنه كظم غيظه وبالكاد نطق بأي شيء، فأوقف المساءلة عند هذه النقطة وأمر صقر بالانصراف: – شكراً لك يا صقر، كفّيت ووفيت. فيما تلا ذلك من أيام،  لم يوفر طلاب المدرسة صقرا ً وظلوا يطاردونه متندرين: – قصير وطويل ومربوع! أحلى وصف. وأطلقوا عليه ألقاباً، مرة كونان ومرة توغو موري ومرة شرلوك هولمز! أما صقر فبينه وبين نفسه، فقد أدهشه أن المدير غفل عن السؤال الأهم وهو هل كانوا من طلاب المدرسة أم من الغرباء وهو الأمر الأجل الذي كان يؤرقه، ولعل وصفه لهم بقصير وطويل ومربوع جعله يعتقد أنه لا فائدة من مثل هذا السؤال! في الحقيقة فبينه وبين نفسه فقد كان صقر يعرف أنهم من طلاب المدرسة، فقد كان  ضوء القمر غامراً في تلك الليلة وهذا أيضاً ما غفل عنه المدير ، أما ما منع صقر أن يبوح بأسماءهم فهو إشفاقه على والديهم فأحدهم كان عامل نظافة، والآخر بعين واحدة والطلاب لا يكفون عن تعييره: يا إبن الأعور، أما والد الثالث فقد كان مراسلاً في المدرسة نفسها، ولم يرد صقر أن يضيف آلاماً إلى آلامهم ويجعل حياتهم جحيماً ببن الطلاب الذين لن يكفوا عن تعييرهم والتنمر عليهم، فقال بينه وبين نفسه: اللي فيها مكفبها. ومع ذلك فقد ظل يحيك الأمر في نفسه هل فعل الصواب أم لا، إلى أن جاء يستفتيني ذات يوم لأنني ربما كنت الوحيد من بين الطلاب الذي أحرص على صلاة الجماعة، فأنهى إلي بالسؤال هامساً متلجلجاً: – هل ما فعلته حرام أم حلال؟ ربّتّ عل كتفه مطمئناً: – من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة! كنت لا أزال في جلستي بعد الصلاة، فأهوى مقبلاً رأسي وهرول خارجاً متهلل الوجه مستبشر الملامح ولم يُحدث للأمر بعد ذلك ذكرا.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

والي جزيرة أبوموسى يكرّم خريجتين بالثانوية

الشارقة: «الخليج»
كرّم خليفة محمد بوغانم، والي جزيرة أبو موسى، الطالبتين مي ممدوح محمد فرج، ومزنة سلطان خليفة الأصلي السويدي خريجتي الثانوية العامة للعام الدراسي 2024-2025م من مدرسة أبوموسى المشتركة التابعة لوزارة التربية والتعليم، من مسار الثاني عشر المتقدم، وذلك خلال احتفالية نظمها مساء أمس بمنزله، حضرها أولياء أمور الطالبتين، ومدير المدرسة محمد عبدالمعطي.
ويأتي هذا التكريم السنوي ليجسد تقليداً تربوياً راسخاً يعكس الحرص الوطني على دعم التعليم والاحتفاء بالمتفوقين، انطلاقاً من الإيمان العميق بأن الإنسان هو الاستثمار الأسمى، وأن نهضة الوطن تبدأ من فصول الدراسة، ومن سواعد أبنائه المتفوقين الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية بناء الغد والمشاركة في مسيرة المجد التي تقودها قيادتنا الرشيدة. وأشاد خليفة بوغانم بالمستوى المشرف الذي حققته خريجتا المدرسة، مؤكداً أن هذا النجاح ثمرة غرس تربوي راسخ، وجهد متواصل من الهيئة التعليمية والإدارية في المدرسة، الذين لم يدّخروا جهداً في توفير بيئة تعليمية محفّزة، داعياً الخريجتين إلى مواصلة مشوارهما الجامعي بشغف وعزيمة. وأضاف بوغانم: إننا اليوم لا نحتفي فقط بنجاح وتفوق طالبتين، بل نحتفي برؤية وطنية إماراتية تُعلي من قيمة التعليم، وتُكرم المجتهد، وتُكرس ثقافة التميز .
من جانبه، عبّر مدير المدرسة محمد عبدالمعطي عن اعتزازه بهذا التكريم، مشيداً بالدعم الكبير الذي تحظى به العملية التعليمية في جزيرة أبو موسى من قبل القيادة الإماراتية ووزارة التربية والتعليم ومتابعة والي الجزيرة ودعم حكومة الشارقة، ومثمّناً جهود جميع المعلمين والمعلمات الذين شكّلوا بتفانيهم جسراً أوصل الطالبات إلى هذه المرحلة المشرّفة، مؤكداً أن هذه الدفعة من الخريجين تمثل إضافة مشرقة لمسيرة المدرسة في التميز. وقد عبّرت الطالبتان عن بالغ شكرهما وامتنانهما إلى خليفة بوغانم على هذه اللفتة الكريمة، التي تركت أثراً بالغاً فيهما، وأكدت لهما أن ثمرة الجد والاجتهاد لا تضيع في وطن يحتفي بأبنائه ويضعهم في مقدمة أولوياته.

مقالات مشابهة

  • أيمن سماوي، “تعالوا نُكمل الحكاية”. في حديث مع المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون
  • معاقبة لاعب ألماني وصف المدير الرياضي بناديه بأنه الأسوأ بالعالم
  • والي جزيرة أبوموسى يكرّم خريجتين بالثانوية
  • الرئيس تبون يُسدي وساما بدرجة عشير من المصف للرئيس المدير العام لسونلغاز
  • رئيس الجمهورية يسدي وساما بدرجة عشير من المصف للرئيس المدير العام لسونلغاز
  • أحمد حسن يكشف مفاجأة لجمهور الزمالك بشأن المدير الفني
  • خبير موارد بشرية يوضح معايير نجاح المدير الجديد مع فريق العمل
  • حسين خوجلي يكتب: وخزة الكراسي
  • نزار مهيدات… حين يكون العلم خُلقًا، والإدارة التزامًا، والتصريح مسؤولية وطنية
  • يعلن حسين الزاهر عن فقدان دفتر شيكات