السلطعون القفازي الصيني يغزو أنهار أوروبا..ما الحل؟
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعد السلطعون القفازي الصيني من الكائنات المخيفة.
ويمكن أن يصل حجم أجسام هذه الكائنات ذات اللون البني الداكن إلى ثمانية سنتيمترات، ومع تمديد المخالب، يمكن أن تمتد إلى 25 سنتيمترًا.
وصنّفت هذه السرطانات على أنها واحدة من أسوأ 100 نوع غريب غازي في العالم، إذ أنها تتغذى على أي شيء تقريبًا، ويمكنها البقاء على قيد الحياة على الأرض، وكذلك في المياه العذبة والمالحة، ولديها معدل تكاثر سريع، إذ تنتج الإناث ما بين 250 ألف ومليون بيضة في كل عملية تفريخ.
ورُصدت هذه السرطانات لأول مرة في أوروبا منذ أكثر من قرن من الزمن، في نهر قريب من مدينة بريمن، بألمانيا. ومن المحتمل أنها انتقلت من موطنها الأصلي آسيا في مياه الصابورة بالسفن.
ومنذ ذلك الحين، زادت أعدادها بشكل هائل في جميع أنحاء القارة. واليوم، حددت 18 دولة من الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي مجموعات من السلطعون، وهي مدرجة ضمن قائمة الهيئة للأنواع الغريبة الغازية المثيرة للقلق، التي تشير إلى أن آثارها السلبية تشمل تعطيل السلسلة الغذائية المائية وزيادة تآكل السدود والضفاف من خلال جحورها.
ويبحث العلماء في جميع أنحاء القارة عن طرق لتقليل أعداد سرطان البحر القفاز، ومن خلال القيام بذلك حماية النظم البيئية المحلية التي تدمر بواسطة الأنواع الغازية. وفي عام 2023، اتحدوا في إطار مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي يُسمى "Clancy".
حتى الآن، تمثلت الإستراتيجية الأكثر نجاحًا في فخ طوّرته جامعة أنتويرب ووكالة فلاندرز للبيئة في بلجيكا، وتم تركيب ثلاثة من هذه المصائد في البلاد منذ عام 2018، ما أدى إلى اصطياد ما يقدر بنحو 3 ملايين من السرطانات، وفقًا لما ذكره جوناس شولينك، وهو أستاذ علم البيئة المائية في جامعة أنتويرب.
وأُنشئت قناة معدنية عبر النهر، حيث تتساقط السرطانات أثناء سيرها على طول مجرى النهر. ونظرًا لعدم قدرتها على السباحة مثل الأنواع المائية الأخرى، فإنها تضطر إلى الزحف على طول الأنابيب المؤدية إلى الأقفاص الموجودة على أي من الشاطئين، حيث يمكن جمعها والتخلّص منها.
وفي المملكة المتحدة العام الماضي، تم تركيب فخ آخر بالتصميم ذاته، وهو مستقل عن مشروع الاتحاد الأوروبي، وتخطط المجموعة لطرح المزيد في كل من بلجيكا، وألمانيا، وفرنسا، والسويد خلال السنوات المقبلة.
السرطانات تغزو المدنتستهدف المصائد المناطق التي تهاجر من خلالها أعداد كبيرة من السرطانات. وخلال فصل الخريف، تهاجر السرطانات البالغة من المياه العذبة إلى البحر لتضع بيضها، وفي الربيع، تنتقل السرطانات الصغيرة من البحر إلى الأنهار.
ويقول شولينك إنها تغطي مسافات مذهلة، تصل إلى 10 كيلومترات في اليوم، مضيفًا أن بعضها شوهد على بعد أكثر من ألف كيلومتر داخل الأرض.
وخلال هذه الفترات التي تستغرق شهرًا تكون هذه الكائنات في أكثر حالاتها وضوحًا، حيث تتجمع حول بوابات التحكم أو تتحرك برًا لتجنب السدود والعوائق الأخرى.
ويوضح شولينك أن السرطانات تزدهر في البيئات الأوروبية لمجموعة من الأسباب. ومثل غالبية الأنواع الغازية، تتغذى هذه الكائنات بشكل انتهازي وتتمتع بقدر كبير من المرونة. لكن تغير المناخ يمكن أن يلعب دورًا أيضَا، حيث يمكن أن تساعد المياه الدافئة في جعل السرطانات تشعر وكأنها في موطنها.
ويشير شولينك إلى أن العلماء في أوروبا أبلغوا عن وجود سرطانات هجينة من كلا النوعين الصيني والياباني من السرطانات القفازية، ما يجعلها أقوى وأكثر قدرة للتغلب على العوائق.
ويضيف أن تحسّن نوعية المياه في العقود الأخيرة، وربما تغير المناخ، يساهمان في الطفرة الجديدة التي نراها تحدث اليوم.
السيطرة على الضرروتشير تقديرات الاتحاد الأوروبي إلى أن الأنواع الغريبة الغازية تتسبب بأضرار اقتصادية تبلغ قيمتها ما يقرب من 12 مليار يورو (13 مليار دولار أميركي) سنويًا، وتلتزم استراتيجية التنوع البيولوجي لعام 2030 بإدارة هذه الأنواع ومنع انتشارها.
ويعتقد العلماء أن الفخاخ توفر حلاً فعّالاً من حيث التكلفة.
ويقول بيورن سوكو الذي يشارك في مشروع "Clancy"، وهو عالم في معهد ألفريد فيجنر، ومقره في ألمانيا، إن "النظام أنيق للغاية، وبسيط للغاية". ويوضح أنه إذا طبّق على نطاق أوسع، فسيتم وضع المصائد في روافد صغيرة يمكن الوصول إليها بدلاً من الأنهار العميقة والواسعة، وخلال موسم الهجرة المزدحم، يجب فحص الصناديق الموجودة على جانبي الضفة وإفراغها بانتظام لتجنب تراكم السرطانات.
ويقول شولينك إن طرق الاصطياد الأخرى، مثل استخدام الشباك، تتطلب عمالة كثيفة وتكلفة أكبر.
ما مستقبل السرطانات بعد جمعها؟تُعد أحد الأسئلة الرئيسية التي لم تتم الإجابة عليها هو ما يجب فعله بالسرطانات بمجرد جمعها.
ويوضح سوكو أن الدول المختلفة في الاتحاد الأوروبي لديها قواعد مختلفة لرعاية الحيوانات. وفي ألمانيا، لا يُسمح للعلماء بقتل السرطانات إلا عن طريق الغليان أو باستخدام تيار كهربائي. بينما في بلجيكا، يتم تجميد السرطانات في الدلاء.
ويضيف سوكو: "نتوقع أن يجلب المشروع ردود فعل حول الطريقة (الأكثر) إنسانية لقتلها"، بالإضافة إلى الاستخدامات المحتملة للسرطانات النافقة.
وفي حين أن سرطان البحر القفاز يُعد طعامًا موسميًا شهيًا في الصين، إلا أن شولينك يقول إنه يحتوي على القليل من اللحوم وبالتالي لا يحظى بشعبية في السوق الأوروبية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مستخدمو آيفون يشتكون من تعطل تطبيق البريد بعد تحديث iOS 18.5.. الحل المحتمل
بدأ عدد متزايد من مستخدمي أجهزة آيفون بالإبلاغ عن خلل كبير في تطبيق البريد الإلكتروني (Mail) بعد التحديث إلى إصدار iOS 18.5 حيث يظهر التطبيق بشاشة فارغة عند فتحه، ثم يتوقف عن الاستجابة أو يغلق تلقائياً.
وظهرت هذه الشكاوى على نطاق واسع في منتديات Apple Communities ومنصة Reddit وغيرها من المنتديات التقنية.
المشكلة تظهر بشكل مفاجئبحسب المستخدمين، فإن التطبيق يعرض شاشة بيضاء عند محاولة تشغيله، ثم يتعطل بشكل مفاجئ.
وجرب بعضهم حلولاً مؤقتة مثل إعادة تشغيل الهاتف، أو إغلاق التطبيق بالقوة، أو تعطيل خاصية التصحيح التلقائي في لوحة المفاتيح، أو حتى حذف التطبيق وإعادة تثبيته.
ورغم كل هذه المحاولات، يؤكد المستخدمون أن المشكلة تعود مجدداً بعد فترة قصيرة.
في منتدى Apple Community، كتب أحد المستخدمين: "تطبيق البريد لم يعد يعمل بعد تحديث iOS 18.5، حذفته وأعدت تثبيته، لكنه يعرض شاشة بيضاء ثم يغلق كل مرة.
هل كان هذا مقصودًا؟ هل تعلم آبل أنني أستخدم الهاتف للعمل؟ هذا يعطلني تمامًا. لماذا لا يختبرون التحديثات قبل إصدارها؟"
بينما أشار مستخدم آخر على Reddit: "سرعة الاستجابة بطيئة، التطبيق يتجمد ولا يستجيب، ولا تفتح الرسائل، وصندوق الوارد لا يحدث نفسه ليظهر البريد الجديد رغم استلامي إشعارًا. إعادة التشغيل تساعد أحيانًا، لكنها مجرد حل مؤقت – بالكاد يصلح شيئًا".
مستخدم ثالث كتب: "لدي آيفون 15 ونفس المشكلة تمامًا. التطبيق يعاني من التهنيج منذ البارحة.
عند فتحه، تظهر شاشة سوداء (لأني أستخدم الوضع الداكن)، أو تبدأ الرسائل بالتشويش عندما أحاول التمرير. لا أعلم ماذا أفعل".
آبل لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآنحتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تُصدر شركة آبل أي بيان رسمي تعترف فيه بالمشكلة أو توفر تحديثًا لحلها، وهو ما يزيد من استياء المستخدمين الذين يعتمدون على التطبيق في أعمالهم اليومية.
من المتوقع أن تضطر آبل إلى معالجة هذا الخلل في تحديث لاحق، لكن حتى ذلك الحين، يظل المستخدمون تحت رحمة حلول غير فعالة ومؤقتة.