جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@14:48:41 GMT

الكويت في الوجدان العُماني والعربي

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

الكويت في الوجدان العُماني والعربي

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

حين أتذكر الكويت فإني أستحضر في ذهني كيف تتحول الفكرة إلى دولة، وكيف يتفوق الضجيج إلى هدوء عاصف مثمر، وكيف تكون معاني الإنسانية العميقة، وكيف كان العربي متصالحًا مع عروبته وباحثًا عن صيت يُخلده ويكتب له عُمرا آخر بعد رحيله عن الحياة، وهو عُمر السيرة الحسنة.

ليست لي ذكريات شخصية بالكويت، سوى مرور عابر عام 1972م، برفقة عائلتي قادمين من عدن في طريقنا للالتحاق بأبي المغترب بدولة قطر، حيث نزلنا بفندق فينيقيا بشارع الجهراء لمدة يومين في انتظار رحلة إلى الدوحة. حيث شكلت تلك المحطة العابرة التقاطات بعيون طفل قادم من بيئة جبلية ظفارية، إلى عوالم مدنية جديدة تمثلت في عدن والكويت، وانطبعت في ذاكرتي بصورة "فوتوغرافية" لا تزول. ولكن الكويت شكلت جزءًا مهمًا من ذاكرتي لاحقًا، وتقاسمت قسرًا مساحات من تكويني الثقافي والفكري، كدولة عربية رائدة في المنطقة والوطن العربي الكبير.

فالكويت في قناعاتي هي فكرة جميلة شكلتها عقول الفئات التي سكنتها من نجد والعراق والساحل الفارسي، حيث تزاحمت تلك العقول فأنتجت دولة عصرية كان لها السبق والريادة في العديد من الأفكار التنموية والإنسانية، بدءًا من الفكر والثقافة والمسرح والفنون، وانتهاء بالرياضة.

فقد كانت الكويت سباقة في ترجمة ثقافة الدولة العصرية على أرض الواقع، حيث وجدنا الدستور ومجلس الأمة والصحافة الحُرة، هذا الثالوث الهام الذي أوجد بالنتيجة قواعد دولة عصرية متصالحة مع نفسها ومع مكوناتها ومع مقدراتها وقدراتها إلى حد كبير ولا فت.

ولم تنسى الكويت المعاصرة رسالتها الإنسانية تجاه الأشقاء والأصدقاء، حين شكلت الصندوق الكويتي للتنمية والذي كان صندوقًا ذا بُعد رسالي من الكويت إلى العالم. وهذا الصندوق الرسالي لم يكن ليتشكل ويقوم بدور الدبلوماسية الشعبية/الاقتصادية بنجاح لولا وجود مرجعية ثقافية قيمية في العقل الجمعي الكويتي الساعي للخير والنفع بفطرته. فقد كانت الكويت بمثابة "كعبة مضيوم" لكل من ضاقت به سُبل العيش، وسُبل الفكر، وسُبل الثقافة، وسُبل الفن، حيث توفرت بها كل أسباب الجذب لتلك الفئات من أقطار الخليج والوطن العربي.

لهذا حين عاشت الكويت محنة الغزو والاحتلال، لم يشعر من عرف الكويت من العالم بأن جغرافية احتلت ولا شعبا تهجر، بل شعروا بأن الإنسانية والثقافة والفكر والتعايش والفن في خطر، وأن الوقوف مع الكويت وتحريرها هو بمثابة تحرير لتلك القيم وانتصار لها.

فقد كانت الكويت تقود ضجيج الفكر والفن والثقافة وحرية الرأي في المنطقة والوطن العربي بصمت وفاعلية معًا، وكانت نموذجًا لنظرية سياسية فريدة وغير مرئية للكثير من منظري السياسة وعلماء الاجتماع السياسي، وهي نظرية "كيف تتحول الفكرة إلى دولة على أرض الواقع".

كانت الكويت بحق نموذجًا للدولة المتصالحة مع نفسها، حيث نبعت سياساتها وترسخت من نسيج  قيم وموروث أبنائها، وبهذا تصالح العقل الجمعي مع العقل الفردي وأثمر عن دولة نموذجية تخطت المفردات والقواعد التقليدية لقوة الدولة ونفوذها في تعريفات السياسة والمتمثلة في المساحة وعدد السكان والجغرافيا.

قبل اللقاء.. ستبقى الكويت في ذاكرتي، وذاكرة جيلي، سردية لا تفنى ولا تتقادم ولا تشيخ؛ فالكويت قيمة إنسانية، واستثمار بشري خلاق أنتج دولة نموذجية.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد يلتقي إعلاميي الإمارات المشاركين في الملتقى الإعلامي العربي

 

أكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون الإعلامي الخليجي، ودفع الجهود الهادفة إلى تطوير منظومة الإعلام بدول مجلس التعاون، بما يدعم مسارات التنمية المستدامة الخليجية في المجالات والقطاعات المختلفة.
جاء ذلك خلال لقاء معاليه، الإعلاميين المشاركين من دولة الإمارات في فعاليات الملتقى الإعلامي العربي، الذي انطلقت أعماله أمس في دولة الكويت الشقيقة.
وقال معاليه إن دولة الإمارات تواصل نهجها الراسخ في تطوير إعلام وطني يتمتع بأعلى درجات المهنية والمسؤولية في تناول القضايا المختلفة، مؤكدا أن الإعلامي يتحمل اليوم مسؤولية كبيرة في تمثيل وطنه وصون سمعته، من خلال نقل صورة حقيقية ومتوازنة تعكس ما يتحقق من إنجازات، وما يحمله المجتمع من قيم التسامح والتعايش والاحترام.
وأضاف: “الإعلام لم يعد مجرد أداة لنقل الأخبار، بل أصبح شريكاً في تعزيز المكانة الدولية للدول، وصناعة صورتها الذهنية على الساحة العالمية، وهو ما يتطلب وعياً ومهنية والتزاماً عالياً من كل إعلامي”.
وأشار إلى أن الملتقى الإعلامي العربي يمثل منصة مهمة لتعزيز الحوار الإعلامي العربي، وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإعلامية والإعلاميين في العالم العربي، مشيداً بجهود القائمين على تنظيم الملتقى، وبطبيعة المحاور التي يناقشها المشاركون، والتي تسهم في صياغة رؤى جديدة لمستقبل الإعلام العربي والعالمي.
ونوّه معاليه إلى أن حضور الإعلام الإماراتي ومشاركته الفاعلة في الملتقى تجسد التزام دولة الإمارات ببناء نموذج إعلامي مستقبلي، يقوم على الابتكار والإبداع، مشيراً في هذا السياق إلى استعدادات الدولة لتنظيم قمة “بريدج” العالمية خلال ديسمبر المقبل، التي ستُشكّل منصة إستراتيجية لصياغة مستقبل الإعلام، من خلال محاور تشمل التمكين، وبناء الشراكات، وتكامل القطاعات، وابتكار حلول ذكية تواكب المتغيرات المتسارعة.
وأوضح معاليه أن قمة “بريدج” ستوفّر مساحة تفاعلية تجمع نخبة من صُنّاع القرار، والخبراء والممارسين في قطاع الإعلام من دول العالم، لبحث فرص التطوير، واستعراض التجارب الرائدة، وتبادل الرؤى بما يُسهم في ترسيخ إعلام أكثر تأثيرًا وشمولًا، يعكس القيم الإنسانية، ويحترم التنوع، ويخدم المجتمعات بروح منفتحة ومسؤولة.وام


مقالات مشابهة

  • أمير دولة الكويت يغادر الرياض
  • عقب مشاركته في القمة الخليجية-الأمريكية.. أمير دولة الكويت يغادر الرياض
  • أمير الكويت: نقدر دور المملكة وولي العهد في الترتيبات لعقد القمة الخليجية- الأمريكية وإنجاحها
  • أمير دولة الكويت يصل الرياض
  • دولة الكويت ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني: الدبلوماسية السعودية أثبتت مجدداً أنها صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي، مساهمتكم الفاعلة في رفع العقوبات عن سوريا تعكس حرصاً حقيقياً على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم. (تغريدة عبر X)
  • اختتام فعاليات الملتقى الإعلامي العربي في الكويت
  • تحول الملعب إلى حلبة مصارعة.. مشاجرة عنيفة خلال مباراة الكويت والعربي
  • أمير الكويت يستقبل رئيس الأولمبية الدولية واللجان الخليجية
  • عبدالله آل حامد يلتقي إعلاميي الإمارات المشاركين في الملتقى الإعلامي العربي