يحتاج السودان في عام 2024 إلى 4,1 مليار دولار لضمان توفير المساعدات الإنسانية اللازمة للسكان وللاجئين منهم في الدول المجاورة على حد سواء، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء مشيرة إلى أن طرفي النزاع في هذا البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ 15 أبريل/نيسان، قد اتفقا على عقد اجتماع على الأرجح في سويسرا بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية.



إعداد: فرانس24

أطلقت الأمم المتحدة الأربعاء نداء لجمع 4,1 مليار دولار خلال العام الجاري لتوفير مساعدة إنسانية لسكان السودان، البلد الذي لا يزال يتخبط في أتون حرب أهلية، وكذلك اللاجئين منهم في دول الجوار.

في السياق، صرح المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في بيان: "لقد حرمت عشرة أشهر من النزاع السكان في السودان من كل شيء تقريبا، الأمن والمأوى وسبل العيش".

وتقول الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 4,1 مليار دولار في 2024، بينها 2,7 مليون لمساعدة 14,7 مليون شخص في السودان. ومن المبلغ المطلوب، تحتاج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى 1,4 مليار دولار علاوة على ذلك، لتمكينها من تقديم المساعدة لحوالي 2,7 مليون لاجئ في الدول المضيفة.

في هذا الصدد، أوضح رئيس المفوضية فيليبو غراندي في البيان: "لقد التقيت للتو بعائلات نازحة في إثيوبيا وداخل السودان، لقد فقدوا الكثير". مضيفا: "أطلب بالحاح من المجتمع الدولي زيادة دعمه للشعب السوداني. فهو بحاجة ماسة إلى المساعدة، ويحتاج إليها الآن".

كما أكد غريفيث على "أن سخاء المانحين يساعدنا على توفير الغذاء والمأوى ومياه الشرب والتعليم للأطفال، علاوة على مكافحة آفة العنف القائم على النوع الاجتماعي ورعاية الناجين". مشيرا إلى أنه "لم يتم تمويل سوى نصف نداء العام الماضي، ويتعين علينا هذا العام تقديم المزيد وبالحاح أكبر"، لسد الاحتياجات الإنسانية داخل البلاد.

هذا، وأعلنت المنظمة الدولية الأربعاء بأن طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع، على الأرجح في سويسرا، لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية. وقال مارتن غريفيث للصحافيين إنه أجرى اتصالات مع البرهان وحميدتي بشأن تنظيم اجتماع بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان لبحث إيصال المساعدات، مضيفا بأن "كلا منهما قال نعم وأعرب عن سعادته بالحضور".

ومنذ 15 أبريل/نيسان، تدور المعارك بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان من ناحية، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بلقب حميدتي. وفشلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مفاوضات سلام حتى اليوم.

على مدى أشهر، امتدت رقعة القتال إلى ولاية الجزيرة التي كانت تعتبر سلة غذاء البلاد قبل الحرب، ولم يستثن الجوع أحدا من السكان، ويواجه حوالي 18 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد حاليا أزمة حادة، بحسب الأمم المتحدة.

وفي دارفور (غرب)، يموت طفل كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين، وهو الأكبر والأقدم في البلاد ويؤوي 300 ألف إلى 500 ألف شخص وفق التقديرات، بحسب ما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود هذا الأسبوع.

وفي هذا البلد الذي يعد من أفقر دول العالم، يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف عدد السكان، إلى مساعدات إنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة.

وخرجت من الخدمة ثلاثة ارباع المرافق الصحية في الولايات السودانية المتضررة من النزاع، في حين تنتشر أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا.

وتسبب العنف في فرار أكثر من 1,5 مليون شخص، واللجوء إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان التي كانت قد استقبلت بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين قبل الحرب.

فرانس24/ أ ف ب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة ملیار دولار فی السودان ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

التحالف المدني بالسودان: استمرار النزاع سيؤدي لمزيد من الجرائم ضد المدنيين

دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، إلى إجراء تحقيق دولي عاجل وشفاف بعد ورود تقارير عن استخدام القوات المسلحة السودانية للسلاح الكيميائي خلال الحرب الجارية في البلاد.

وجاء في بيان التحالف أن هذه التقارير، التي أوردتها الحكومة الأميركية ووسائل إعلام دولية، تثير “قلقًا بالغًا”، مؤكدًا أن استخدام السلاح الكيميائي يُعد “جريمة خطيرة وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية”.

وطالب التحالف بـ”الوقف الفوري لاستخدام هذه الأسلحة، وتمكين المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية والآليات الأممية المختصة من التحقيق بشكل مستقل وسريع للوصول إلى الحقائق كاملة، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة”.

وأكد البيان أن استمرار الحرب سيؤدي إلى “مزيد من الجرائم والانتهاكات التي تستهدف المدنيين العزل”، داعيًا إلى وقف العمليات العسكرية وتحقيق سلام عادل ومستدام ينصف الضحايا ويحاسب المنتهكين.

وفي خطوة متصلة، طالبت وزارة الخارجية الأميركية من السلطات السودانية في بورتسودان، الخميس، بالاعتراف بالانتهاكات التي ارتكبها الجيش باستخدام أسلحة كيميائية منذ بدء الحرب منتصف أبريل 2023، ودعت الحكومة إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وفي مايو الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بعد ثبوت استخدام الجيش أسلحة كيميائية عام 2024، فيما أكد السفير الأميركي لدى المنظمة أن اتهامات بلاده مستندة إلى “أسس قوية”.

يأتي هذا على خلفية طلب رسمي من دولة تشاد للمنظمة لإجراء تحقيق حول استخدام الجيش السوداني للأسلحة المحرمة، فيما رصد مختصون منذ بداية 2025 عددًا من الظواهر الصحية والبيئية في الخرطوم ووسط السودان وشمال دارفور قد ترتبط بتلوث كيميائي.

وتُعتبر السودان من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية منذ عام 1993، ويُحظر استخدام أي مواد كيميائية كسلاح في النزاعات المسلحة. تعود المخاوف الدولية من السلاح الكيميائي في السودان إلى الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة المتكررة منذ استقلال البلاد عام 1956، والتي شهدت استخدام أسلحة محرمة في مرات سابقة، ما يعكس خطورة استمرار النزاعات على المدنيين ويستدعي تدخلًا دوليًا لحماية حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 673 مليون شخص حول العالم يعانون من «المجاعة»
  • التحالف المدني بالسودان: استمرار النزاع سيؤدي لمزيد من الجرائم ضد المدنيين
  • البرهان: الحكومة السودانية مُستعدة للتعامل مع الأمم المتحدة وجميع وكالاتها
  • الاقتصاد تعلن عن منح مالية لتسع شركات ناشئة بقيمة 1.6 مليون دولار
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في الصومال جراء الجفاف
  • السودان.. المنسّقة الأممية تدق ناقوس الخطر: عشرات الآلاف محاصرون في الفاشر والغذاء لا يكفي
  • أمريكا أولاً.. المنتزهات الوطنية الأمريكية تعلن زيادة رسوم السيّاح الدوليّين
  • الإمارات تخصص «مليار دولار» لدعم قطاع الطاقة في اليمن
  • الأمم المتحدة: 21.2 مليون شخص في السودان يواجهون الجوع الشديد
  • الأمم المتحدة: الجوع يتهدد أكثر من 21 مليون سوداني