تغيير النظام في إسرائيل أصبح ضروريا
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يجب أن تشهد إسرائيل تغييرا في النظام. ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة التعجيل في إقالة نتنياهو؟ جنيفر روبين – واشنطن بوست
ترك نتنياهو وحكومته البلاد عرضة لأسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة، وروج للخطاب العنصري الذي أعطى أعداء إسرائيل موطئ قدم لاتهامها بارتكاب إبادة جماعية في المحكمة الجنائية الدولية. وفقد الجمهور الإسرائيلي ثقته بقدرة الحكومة على أداء الخدمات الاجتماعية الأساسية وقدرتها على إدارة الحرب.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في ينايرأن "شعبية حزب الليكود ستنخفض إلى مستوى غير مسبوق وهو 16 مقعدًا فقط إذا أجريت الانتخابات اليوم"، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست". ومنذ ذلك الحين، تزايدت الاحتجاجات ضد نتنياهو والحكومة.
وكما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن "الخطابات في التجمع الأسبوعي في تل أبيب للمطالبة بعودة الرهائن المحتجزين في غزة اتخذت لهجة سياسية أقوى من أي وقت مضى ليلة السبت، حيث اتهم المتحدثون حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم المبالاة بانتهاكات حقوق الإنسان". أما نتنياهو فيركز على الأمور الشخصية لتجنب التحقيقات والانتخابات، والخطاب الدائر مؤخرا مليء بالتلاعب وغياب القيادة والارتباك.
إن الإطاحة بنتنياهو وشركائه الأكثر تطرفاً في الائتلاف (الذين لجأوا إلى إدانة الرئيس بايدن، الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين بسبب نظرته الداعمة للصهيونية ودعمه لها خلال الحرب) ليست بالأمر السهل. وطالما ظل ائتلاف نتنياهو متماسكا، فإنه سيبقى في السلطة. وقد تلاشت فكرة أنه سيتنحى طوعا بعد السابع من أكتوبر. وحتى الحكم القاسي الذي أصدرته لجنة التحقيق في فترة ما بعد الحرب قد لا يزيحه عن منصبه.
وبصرف النظر عن التصويت على حجب الثقة، لا يوجد سوى عدد قليل من الآليات التي من شأنها طرده من الحكومة. قد تؤدي محاكمته بالفساد إلى صدور حكم جنائي أو صفقة إقرار بالذنب تتطلب منه التنحي. يمكن أن تستقيل القيادة العسكرية ومجتمع الاستخبارات بأكملها، مما يتركه الشخص الوحيد المسؤول عن أحداث 7 أكتوبر الذي لا يزال في السلطة. وبدلاً من ذلك، فإن الاحتجاجات العامة المكثفة التي تبلغ ذروتها بإضراب عام قد تجبره في النهاية على التنحي.
من غير المرجح أن يحدث أي شيء على الفور، وبالتأكيد ليس أثناء استمرار الحرب. علاوة على ذلك، ليس هناك ما يضمن أن نتنياهو سيغادر طوعا أو أن ائتلافه سوف ينهار حتى لو تنحى كل فرد آخر في جهاز الأمن القومي واستمر الإضراب العام. ولا يزال التقدم المحرز في المحاكمة الجنائية التي تأخرت كثيراً غير مؤكد.
ويبقى السؤال هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التعجيل بإقالة نتنياهو. إن سجل الولايات المتحدة في الإطاحة بالأنظمة المعادية بالقوة العسكرية أو الانقلاب السري هو سجل فظيع، لكن يمكن لإدارة بايدن والكونغرس مساعدة القوى المحلية في إسرائيل على تسريع رحيل نتنياهو.
يمكن لإدارة بايدن زيادة التشاور مع شخصيات المعارضة وعائلات الرهائن والمتظاهرين ومشاركتهم في اجتماعات معلنة، للتأكيد على أن الولايات المتحدة تقف بشكل مباشر وراء الجهود الرامية إلى إنهاء القتال، وإعادة الرهائن، ومنع "إعادة التوطين" الإسرائيلي في غزة، ودعم جهود السلام الإقليمية التي يبذلها جيران إسرائيل. كما يمكن للإدارة أن تكثف انتقاداتها للخطاب العنصري من جانب شركاء نتنياهو في الائتلاف.
عندما يعبر الشعب الإسرائيلي بأغلبية ساحقة عن رغبته في التغييرفي بلد ديمقراطي، ينبغي لبايدن أن لا يترك أي مجال للشك في أننا نقف إلى جانبهم. ويجب أن تكون الولايات المتحدة حازمة بربط أمن إسرائيل بتغيير النظام فيها لوضع حد لهذه الحرب الدائرة.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو جو بايدن حزب الليكود طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
في قطاع غزة، حيث يصبح الخوف جزءا من الحياة اليومية للأطفال، تجسد الطفلة الفلسطينية لانا الشريف، البالغة من العمر 10 سنوات، مأساة الطفولة في ظل القصف والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام ونصف العام.
كانت لانا، التي عرفت بجمالها وبراءتها، تعيش حياة هادئة في مدينة رفح إلى أن دمرت الحرب طفولتها، وغزا الشيب رأسها في عمر مبكر، وانتشرت بقع بيضاء في جسدها الهزيل نتيجة الصدمة النفسية الهائلة التي تعرضت لها عندما دمر البيت المجاور لمنزل عائلتها في قصف إسرائيلي.
عاشت لانا بعدها نوبات فزع وكوابيس غزت أحلامها، ما أثر على حالتها الجسدية والنفسية، وأفقدها الشعور بالأمان والطفولة التي تستحقها، فتعبر لانا عن ألمها بحزن قائلة: "الناس لم يعودوا يحبونني كما كانوا من قبل، لم أعد تلك الطفلة الجميلة."
"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني"
الطفلة لانا الشريف 10 سنوات أصيبت بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد
ناجم عن قــ.. ــصف اســ.. ــرا.ئيلي عنيف???? pic.twitter.com/ewAzv66gAv
— ☠️EMA إيما (@ghost_girl2023) May 10, 2025
هذه الكلمات أشعلت تعاطفا واسعا عبر منصات التواصل، حيث أصبح اسمها رمزا لمعاناة الأطفال في غزة.
بسبب الخوف الشديد من القصـ.ف شابَ شعر الطفلة لانا الشريف، وأُصيبَت بمرض البُهاق.
تحدثوا عن هذه الأوجاع المنسية ليكون الكلام شاهدًا لكم. pic.twitter.com/NdMlfF94AI
— معين الكحلوت , من غزة ???????? ???? (@Moin_Awad) May 10, 2025
إعلانومع انتشار المقطع على منصات التواصل دان النشطاء ما تفعله إسرائيل بأطفال غزة قائلين "اغتالوا الطفولة البريئة"، بحسب تعبيرهم، مطالبين بتسليط الضوء على قصة لانا لتوثيق حجم المعاناة التي يقاسيها أطفال قطاع غزة وعائلاتهم.
وعلى منصة إكس كتب العديد من المدونين أن ملامح لانا ليست مجرد صورة، بل هي شهادة حية على الانتهاكات الممنهجة بحق أطفال غزة.
واعتبر بعض الناشطين أن "لانا لم يقتلها القصف، لكن قتلها الخوف وقلة الحيلة في عالم تفتقد فيه الإنسانية."
عمرها عشر سنوات، لكن عيناها تحكيان عن عمرٍ أثقلته الصدمات.
لانا، الطفلة الوحيدة لوالديها، لم ترَ من الحرب إلا ما يُفقد الكبار توازنهم، فكيف بطفلة ما زالت تخط أولى خطواتها نحو الحياة؟
كانت في بيتها حين انهار المنزل المجاور، بفعل صواريخ الاحتلال، ليتحوّل صوت الانفجار إلى رفيق يومي… pic.twitter.com/vCueqbJbBz
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 6, 2025
في ظل الحصار المستمر الذي يفاقم معاناة سكان القطاع، دعا مؤثرون وصحافيون إلى ضرورة فتح المعابر لإخراج الأطفال الذين هم في حاجة ماسة إلى العلاج، مؤكدين أن غياب الإمكانيات الطبية المناسبة داخل غزة يجعل من الصعب معالجة الحالات الطارئة التي تسببها الحرب للصغار.
وقال مغردون إن قصة لانا ليست استثناء فهي تمثل آلاف الأطفال في قطاع غزة الذين عايشوا الموت دون أن يزهق أرواحهم، لكنه "اغتال طفولتهم"، كما وصفها أحد المدونين.
الطفلة الصغيرة لانا الشريف حكاية وجـ ـع أكبر من عمرها لم تُصب بشظايا ص/روخ لكنها أُصيبت بشيء لا يُرى… شيء يُمزق الداخل ويُغير الملامح. الخوف الشديد من القـ ـصف لم يترك لها خياراً… شاب شعرها في لحظات كما لو أن الزمان مرّ بها دفعة واحدة وأصابها مرض "البُهاق"، pic.twitter.com/6Yv0H5wQga
— إيهاب الحلو (@Ehabhelou) May 10, 2025
إعلانوأضاف آخرون أن قصة لانا الشريف تبقى مثالا مأساويا على الوجه الحقيقي للحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث تتحول البراءة إلى خوف، والجمال إلى ألم، والطفولة إلى ذكريات مغتصبة.
وفي الوقت الذي يتداول فيه العالم صور الطفلة عبر الإنترنت، يبقى السؤال الأكبر: متى ينتهي هذا الكابوس الإسرائيلي الذي يطارد جيلا بأكمله في غزة؟>
"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”..????
شايف #الخوف بس ايش بعمل فقط الخوف ????????
كم مرة خوفنا وخافت اطفالنا في عامين
"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”.. بهذه الكلمات تصف الطفلة لانا الشريف (10 سنوات) ألمها، بعد إصابتها بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد، ناجم عن قصـ ف إسر ائيلي… pic.twitter.com/hWliOGkt72
— ثائر البنا، غزة ???????? (@thaeralbannaa) May 10, 2025
ويتحدث تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتكاب أكثر من 11,859 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، بينها 2,172 عائلة أبيدت بالكامل بقتل جميع أفرادها.
في خيام تفتقد إلى أبسط متطلبات الحياة، يعيش الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم وأطرافهم معاناة يومية تضاعفها استمرارية القصف وشح الموارد.