بأوامر من صدّام خليفة حفتر.. استمرار اعتقال أستاذ جامعي في بنغازي
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، يقبع الأكاديمي والأستاذ الجامعي الليبي الدكتور بالقاسم العَبِيدِي في سجن تابع لجهاز الأمن الداخلي الموالي للواء المتقاعد خليفة حفتر بمدينة بنغازي على خلفية نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويناهض العبيدي سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وأبنائه على شرق ليبيا المعروف تاريخيا باسم "بَرْقَة".
ففي مساء الاثنين 26 يونيو/حزيران الماضي، وقبيل عيد الأضحى، اعتقلت قوّة مسلحة تابعة لجهاز الأمن الداخلي الأستاذ الجامعي بالقاسم العبيدي خلال مداهمة وُصفت بـ"العنيفة" لمنزله، تعرض فيها للضرب المبرح أمام زوجته وأبنائه، وتم خلالها تحطيم أبواب ونوافذ في منزله. وعقب اعتقاله، نُقل على وجه السرعة إلى مقر تابع لجهاز الأمن الداخلي، ومُنعت عنه الزيارة لأيّام.
ولد الدكتور بالقاسم العبيدي عام 1972، وهو أب لولدين و3 بنات، ويعمل أستاذا جامعيا في قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة بنغازي، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد البريطانية.
وتحدث العميد في الجيش الليبي عبد الحميد صالح العبيدي (المقيم في العاصمة طرابلس) عن تفاصيل عملية اعتقال ابن عمه بالقاسم، وقال للجزيرة نت إن أسرته وأبناء عمومته علموا بمكان اعتقاله بعد أيام وهو سجن تابع لجهاز الأمن الداخلي في بنغازي.
ووفق ما أكده العميد العبيدي، فإن مصادر أمنية أخبرت عائلة بالقاسم أن عملية الاعتقال كانت بأوامر وتعليمات مباشرة من صدام خليفة حفتر، على خلفية ما وُصف بالنشاط المكثف لبالقاسم على وسائل التواصل الاجتماعي الذي اتسم بالنقد المستمر لحفتر وأبنائه.
ومنذ اعتقاله، لم تتخذ إجراءات قانونية في حق بالقاسم ولم يُعرض حتى الآن على النيابة العامة أو إحدى المحاكم المختصة؛ "فاعتقاله يعتبر إخفاء قسريا وتغييبا بالقوة"، وفق ما ذكره ابن عمه.
وقال العميد إن ابن عمه يعاني مرض السكري وأمراضا في الكلى، و يتلقى علاجا يوميا لمرض السكري، وهناك تخوفات من تراجع حالته الصحية، "خصوصا بعد تعرضه للتعذيب وحلق شعر رأسه".
يرفض الحكم العسكري
وأكدت مصادر أمنية لعائلة بالقاسم أن اعتقاله ممتد "إلى أجل غير مسمى"، غير أن أحد أفراد أسرته تمكّن من زيارته تحت رقابة مباشرة من أحد أفراد جهاز الأمن الداخلي "وكانت الأوامر تقضي بذلك".
وقال العميد عبد الحميد العبيدي إن ابن عمه الدكتور بالقاسم "ليس لديه توجّه سياسي، وليس محسوبا على أي تيار أو تنظيم أو جماعة أو طرف سياسي في ليبيا، ولم يحمل السلاح في يوم من الأيام، بل إنه يدعو دوما إلى قيام دولة مدنية، ويرفض الحكم العسكري وينتقده بشدة، وهذا واضح في منشوراته على موقع فيسبوك".
وذكر العميد العبيدي أن جامعة بنغازي لم تُبَلَّغ حتى الآن باعتقال بالقاسم، مما قد يتسبب في فصله من العمل جراء تغيّبه. في حين أكّدت مصادر للجزيرة نت من الجامعة أنه يرتبط بعلاقات ودية ووثيقة مع طلبته وزملائه من أساتذة الجامعة.
"قطيع في مزرعة"
وإلى جانب عمله أستاذا جامعيا، دأب الدكتور بالقاسم قبيل اعتقاله على نشر آرائه الشخصية عن تطورات الأوضاع في ليبيا وخصوصا في شرق البلاد بلهجة محلية حادة أحيانا عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وقال في أحد منشوراته إن حفتر حوّل الليبيين القاطنين في مناطق سيطرته إلى قطيع يقودهم أبناؤه، وإن برقة -وهو الاسم التاريخي لشرق ليبيا- أصبحت مزرعة لحفتر يديرها مع أبنائه، وأي معارض لهم سيُتهم بأنه ضد الجيش الوطني.
كما انتقد الدكتور بالقاسم -في منشوراته- بشكل حاد مجلس النواب الليبي ورئيسه عقيلة صالح، واتهمهم بأنهم مجرد ممثلين في المشهد الليبي، ولا سلطة لهم في ظل وجود سلطة حفتر شرق البلاد.
وقال بالقاسم العبيدي، في منشورات سابقة، إنهم -النواب وعقيلة صالح- لا يستطيعون استدعاء حفتر ومساءلته عن الحروب التي خاضها طوال هذه السنوات، أو عن الأموال التي صرفها وعن كيفية اتخاذه قراراته وتواصله مع أجهزة مخابرات دول أجنبية ومنحه الرتب العسكرية بالتجاوز.
وفي أحد منشوراته، وصف رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل بأنه "ولي برقة" في إشارة إلى العلاقة الوثيقة بين حفتر وداعميه في مصر. كما ذهب في منشورات أخرى إلى تشبيه حفتر بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
ولم تقتصر انتقادات العبيدي في صفحته على خليفة حفتر، بل وصف الحقبة التي حكم القذافي فيها ليبيا بأنها كانت "همجية" لا يوجد فيها قانون أو رادع، وسادتها الواسطة والمحسوبية والفوضى.
مناخ من الخوفوكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعلنت -في بيان سابق- انزعاجها الشديد من استمرار عمليات الخطف والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري للمواطنين والشخصيات العامة من قبل مختلف الجهات الأمنية في ليبيا.
وقالت إن من شأن هذه الأعمال أن تنتج مناخا من الخوف، وأن تزيد من التوترات بين المجتمعات المحلية والقبائل. وأوضحت أن استمرار هذه السلوكيات لا يمكن أن يساعد على المضي قدما لإجراء انتخابات شفافة وشاملة وإنجاز المصالحة الوطنية.
وطالبت البعثة الأممية السلطات الليبية والتشكيلات الأمنية بالإفراج عن جميع المحتجزين تعسفيا، وضمان إجراء تحقيقات مستقلة في جميع المزاعم المتعلقة بعمليات الاحتجاز والاختطاف خارج نطاق القانون، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی لیبیا ابن عمه
إقرأ أيضاً:
جامعة بنغازي واليونيسف توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في دعم الطفولة
وقعت جامعة بنغازي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في ليبيا اليوم مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك في مجالات دعم الطفولة والتنمية المستدامة.
جرى حفل التوقيع بحضور الدكتور عبدالكريم الغزالي وكيل الجامعة للشؤون العلمية، والدكتور أحمد سعد مدير مكتب التعاون الدولي، والدكتور إبراهيم بيت المال مستشار وكيل الكليات الطبية، والدكتورة رويدا السنيني، والدكتورة خديجة البرعصي، والدكتور جمال زيدان عميد كلية التربية.
كما شارك في المراسم ممثلون عن منظمة اليونيسف، وهم محمد فياض ممثل يونيسف ليبيا، والدكتور توشار راني مدير مكتب يونيسف الميداني في بنغازي، وسناء عيدالكريم مسؤول حماية الطفل، ومالك بن خيال مسؤول الصحة والإصحاح البيئي، والمخزوم المخزوم مسؤول العمليات.
تهدف مذكرة التفاهم إلى إنشاء مركز لدعم الأبحاث والدراسات المتعلقة برفاهية الطفل في ليبيا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي وحماية الطفل وتمكين الشباب. كما تشمل بنود الاتفاقية بناء القدرات البحثية والعلمية، وتنفيذ مشاريع مشتركة، وتوفير فرص تدريبية للطلاب والأكاديميين، ودعم جهود التنمية المستدامة في شرق ليبيا.
وأكد الدكتور عبدالكريم الغزالي أهمية هذه الشراكة في تعزيز دور الجامعة كشريك فاعل في التنمية المجتمعية، مشيرًا إلى أن التعاون مع اليونيسف سيسهم في دعم البحث العلمي وخدمة قضايا الطفولة. من جانبه، أعرب محمد فياض عن تطلع اليونيسف للعمل مع جامعة بنغازي لتحقيق أهداف مشتركة تخدم الأطفال والشباب في ليبيا.
يأتي توقيع هذه المذكرة في إطار سعي اليونيسف لتعزيز شراكاتها مع المؤسسات المحلية، وحرص جامعة بنغازي على توطيد التعاون مع المنظمات الدولية لدعم التنمية وبناء القدرات، حيث اتفق الجانبان على عقد اجتماعات تنسيقية قريبة لبدء تنفيذ بنود المذكرة.