أحلام مبتورة.. الإعاقة تغتال تطلعات الفتية والشباب في غزة
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
غزة– "رجلي راحت على الجنة"، بهذه العبارة تزرع أسرة الطفلة مريم فرج الله (5 أعوام) الصبر في قلبها الصغير، بعد أن فقدت ساقها جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
وبينما كانت تجلس على كرسي متحرك في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، قالت مريم للجزيرة نت، إن حلمها أن تصبح طبيبة تعالج المرضى.
وتجولت كاميرا الجزيرة نت في أروقة هذا المستشفى، الذي يعج بمشاهد مأساوية لأطفال وفتية وشبان في مقتبل العمر، بُترت أطرافهم جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفتهم في منازلهم وفي الشوارع والطرقات.
وبكلمات يملؤها الألم تحدث جرحى عن أثر الإعاقة على حياتهم وأحلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل؛ فالطفل يزن السودة (10 أعوام) كان يحلم أن يحترف كرة القدم، والشاب الثلاثيني فؤاد الخور كان المعيل الوحيد لـ3 شقيقات من ذوي الاحتياجات الخاصة وأم مريضة.
ومحمد أبو مخيمر (29 عاما) أودت غارة جوية إسرائيلية بساقه، وخطفت أرواح 13 فردا من أسرته، ولم ينج منها سوى والده وأحد أشقائه، واغتالت هوايته بقيادة السيارات ولعب كرة القدم.
وأدت الحرب الإسرائيلية منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى استشهاد 27 ألفا و708 فلسطينيين، وجرح 67 ألفا و147 آخرين، بينهم عدد كبير اضطرت الطواقم الطبية إلى بتر أطرافهم وباتوا من ذوي الإعاقة.
وبحسب توثيق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن 70% من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كارثة في رفح: غارة إسرائيلية تحوّل مركز مساعدات إلى ساحة مجزرة! 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح في هجوم دموي جديد
في جريمة هزّت ضمير العالم، تحوّل مركز توزيع مساعدات إنسانية في مدينة رفح، صباح اليوم الأحد، إلى مسرحٍ للموت، بعدما استهدفته غارة إسرائيلية مباشرة أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة أكثر من 115 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في منطقة "مواصي رفح".
وذكرت مصادر ميدانية أن الآليات الإسرائيلية فتحت نيرانها بشكل مباشر على المدنيين الجوعى الذين هرعوا في الساعات الأولى من الفجر إلى مركز تديره مؤسسة "غزة الإنسانية"، بحثاً عن رغيف خبز يسد رمقهم.
المشهد كان مروّعاً: جثث متناثرة، صراخ أطفال، وجثث مضرّجة بالدماء نُقلت وسط فوضى إلى مستشفى ناصر بخان يونس، حيث غصّت غرف الطوارئ بالمصابين. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أكد أن "القصف استهدف المواطنين لحظة توجههم إلى نقطة توزيع مساعدات غذائية تابعة للولايات المتحدة، وأن من بين الضحايا أطفالاً وشيوخاً".
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة استهدافات متكررة، حيث أقدمت القوات الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، على قتل 17 مدنياً في ظروف مشابهة، في إطار ما وصفته مؤسسات حقوقية بـ"سياسة تجويع ممنهجة" تمارسها إسرائيل عبر إغلاق المعابر لأكثر من 3 أشهر، ومنع دخول المساعدات الأساسية، ما دفع سكان القطاع إلى حافة المجاعة.
من جهتها، نفت المؤسسة الإسرائيلية المشغّلة لنقطة المساعدات تورطها، بينما قالت "حماس" إن ما حدث هو استهداف واضح ومتعمد للمدنيين، متهمة إسرائيل بتصفية من تبقّى من الفلسطينيين "باسم المساعدات".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت إبادة جماعية موثقة، تجاوز عدد ضحاياها 178 ألف بين قتيل وجريح، وسط غياب مريع لأي تدخل دولي فعّال، ما يجعل رفح اليوم رمزاً جديداً للموت والخذلان العالمي.